حول المنصة

لا شكّ بأنّ الله سبحانه وتعالى قد بيّن في كتابه العزيز الطّريق المستقيم لعباده، كما جاءت السّنّة النّبويّة لتشكل
منارة هدى لملايين المسلمين على امتداد المعمورة نحو ما يصلح حالهم في الدّينا والآخرة ويحقّق لهم الأمن
والسّعادة ورغد العيش في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].

الإسلام الصّحيح يمثّل الطّريق المستقيم الواضح الذي يعرف من خلال ملامحه الظاهرة، وعلاماته النّيرة،
وسماته الجميلة التي تحثّ على كلّ خيرٍ ومعروف وفضيلة وتنهى عن كلّ سوءٍ ومنكر ورذيلة يقول تعالى :
(قد أفلح من ذكاها وقد خاب من دسًاها) سورة الشمس.
الإسلام الصحيح هو الذي ينشر بذور المحبة والتسامح والإخاء بين جميع أجناس البشر قال النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فيبلغ الشاهد الغائب) بسندٍ صحيحٍ عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه.

View Page

ولكن في هذا الزمان تسلط على هذا الدين القويم من شوه منهجه وغير وبدل وزوًر حتى أصبحت الناس تنفر من هذا الدين القويم أفواجا عوضاً عن أن “يدخلون في دين الله أفواجاً” وأصبح القاصي والداني يتداعى على المسلمين من هذا الدين القويم كما تداعى الأكلة على قصعتها حتى أصبح البعض منهم يتعيًر من كلمة “أنا مسلم” مع الأسف الشديد …

في ظل هذا الوضع المتردي لحال المسلمين كان لا بدً من انتزاع الخطاب الديني من هؤلاء والعمل بجد لإيجاد بيئة إسلامية نظيفة تظهر جمال الإسلام وحقيقته وتعيد للإسلام نضارته وحيوته وفكره النير وتخلق جو من العلم والمعرفة والبحث العلمي والترفيه حتى تكون هذه البيئة ملاذ الشباب والإسرة المسلمة في أرجاء المعمورة.

وتجمل ما تخلق به هذا الدين القويم عبر العصور والأجناس حيث أخبرنا النبي الكريم في الحديث عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ ، فاسأَلوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم “رواه الطبراني في المعجم الكبير: 84
وقال أيضاً فعن أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : إ(ِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ) رواه أبو داود (رقم/4291)

فنرجو من الله أن يبارك بهذا العمل ويُلهم الناشرين فيه لما فيه خير العباد في الدنيا والآخرة
والصلاة والسلام على معلم الناس الخير نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعمنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين

(Visited 110 times, 1 visits today)
%d bloggers like this: