
وعد الله الذين آمنوا
2020/3/2
قال تعالى :(( وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِخَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا))
هذه الآية الكريمة تبين رحمة الله عزوجل بنا ، فكلّما كنت وفياً بعهدك مع الله كان الله معك .
كالسيد الذي يوصي عبده بزراعة الأرض و الاهتمام بها وبالنهاية يعطيه المحصول وما جنت يداه ،
فإن عمل بجد كسب و اغتنى ، و إن تكاسل لم يأخذ شيئاً
قال تعالى :((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)) .
وقال تعالى : ((نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)) .
فالله لا يخلف الميعاد ، هؤلاء هم الصحابة الكرام عندما وفوا العهد مع الله ، استخلفهم في الأرض ، ونحن إلى الآن نفتخر بهم .
كن عبداً خالصاً لله وليس نصف عبد ، فنصف سّيارة لا توصلك إلى المكان الذي تريده .
((ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل))
أمّا النّفاق : فهو الكذب في الحديث و الإخلاف في الوعد ، والخيانة في الأمانة ، والفجور في الخصومة .
فلا تستكمل الإيمان إن كان فيك صفةٌ واحدةٌ منها .
إذا صدقت مع الله يعطيك ويُتاجر لك ويملأ حياتك بركة وسعادة ، ويرفع منزلتك في قلوب النّاس ، أيُّ شرفٍ هذا…..!!!!
أمّا المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار ((يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)) .
المنافق يذكر الله ولكن قليلاً
وكثيرٌ من النّاس لا يعرف ما هو الذكر …؟!!!
ويُنسب قيام الليل إلى النبيّ فقط ، ونسي قوله تعالى : ((إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ))
فالإيمان ليس بالتحلي (الكلام) ولا بالتمني بأن يُدخلك الله الجنّة ، إنّما الإيمان بالعمل الصالح ، وهذا العمل يحتاج إلى غار ..إلى مدرسة ، فهاجر بنفسك إلى الغار وأصحاب الغار ، فتدخل غار قلوبهم .
فالنطفة تكون بحجم الدبّوس ، فيها خمسين ألف حيوان منوي ، واحد منهم يدخل الرحم ، ويتربّى بهذا الرّحم ، ويُغلق عليها الباب ، وبعد فترة يخرج منه الوزير والشيخ و…..
فالصحابة لم يدخلوا الغار ، و إنما دخلوا في قلبه الشريف هو كان غارهم ، كجناح الدجاجة الذي هو رحمّ للبيضات ، وبعد واحد وعشرين يوماً يخرجون كلّهم صيصان .
اعمل شتّى الوسائل لتهاجر إلى المعلّم ، ومن لم يهاجر فَجَزَاؤُهُ جهنّم وساءت مصيرا .
إن لم تهاجر إلى المعلّم فلم تأخذ من الإسلام إلا اسمه وصورته ، صورة شاورما لا تشبع الجوعان وصورة السّيارة لا توصل إلى الحج .
لذا هيِّأ نفسك ، واستعد لملاقاة الله .
وصف الله تعالى قوم عادٍ بأنّهم تجبّروا وتكبّروا .
فقال تعالى : ((أولم يروا أنَّ الله هو الذي خلقهم أشدّ منهم قوةً وكانوا بآياتنا يجحدون ، فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ، ولعذاب الأخرة أخزى وهم لا ينصرون))
لذلك اقرأ قوله تعالى : ((وبدالهم لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)) .
((إنَّ الله سريع الحساب))
فالله يحاسب على مثاقيل الذّر ، فبادروا بإصلاح أزواجكم و إخوانكم و أولادكم .
نريد الإسلام الحقيقي ، إسلام العمل .
قال تعالى : ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) .
وإن لم تنصروا ، ((فالذين كفروا فتعساً لهم و أضلّ أعمالهم)) .
قال تعالى : (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) .
الملائكة تواضعت لآدم لتأخذا العلم عنه ، وأنتَ أيضاً تواضع لمن هو أعلم منك لتأخذ عنه .
علينا تنفيذ أمر الله ، فالركوع والسجود في الصلاة يكون مرتين لتأكيد بأننّا ننفذ أمر الله 100%
قال تعالى : ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ))
فاختر لنفسك ما يحلو ، ((فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ ))
لا يوجد أوفى من الله .
تذنب فإذا استغفرته غفرلك .
متى ما التجأت إلى الله تجد بابه مفتوحاً ، فتأخذ الأنس و الاطمئنان والسعادة .
تصور الذي تستوي حسناته مع سيئاته فليس في الجنّة وليس في النّار هؤلاء أهل الأعراف .
فإن كان له عمل صغير و كأنّ يشارك في دفن جنازة بكمشة تراب فقط . فالله لا يضيعّها له ، فيدخل الجنّة .
فالله يحاسب على مثاقيل الذّر ، فإن كانت خيراً يضاعفها بعشرة (هذا أقل شيء) ، أما إن كانت شراً تبقى سيئة ، وقد يمحُها إن ندمت واستغفرت ، فصحح مسارك و اهتم بعباداتك و أدّها كما طلبها منك باطمئنان .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .