وصف النبي ﷺ كيف كان في كل شيء في المقدمة

السبت 5-6-2021
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك بمقدمة عن الحج أولا في مدرسة الحج لا بد وأن نتعرف عن الغاية من الحج الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى: ((ليشهدوا منافع لهم ويذكروااسم الله في أيام معلومات) هذه المنافع انحرفت عند الكثير من المسلمين الى الهدايا والمأكولات والمشروبات التي ضيع الكثير من الحجاج حجاتهم في الهدايا لا ترضي الناس ولا أذواقهم.
فليست المنافع فقط المغفرة والوقوف في عرفات ولكن المنافع للدنيا والآخرة ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) ومن هذه المنافع التي ذكرها الله تعالى أنه يجب أولا في كل حج أن تأتي الرؤساء والملوك ومعهم وزراؤهم فيتدارسون أمورهم فيما بينهم من تجارات وصلح فيما بينهم….. فيجلس وزراء النفط مع بعضهم والاقتصاد مع بعضهم ليعرضوا تجاربهم ويستفيدوا منها.
ولكن كيف يحدث ذلك والأعداء يوقعون بين الرؤساء بالعداوة والبغضاء ولا يوجد شيوخ تصلح بينهم وتؤلف بينهم ….فإذا منّ الله علينا بوجود شيخ صالح يرأسهم ويقودهم في هذا الأمر فما أجمل أن يجتمع السلطان والدين، وإذا قست القلوب عليكم بالمحننات فالشيطان قد وضع العداوة والبغضاء في القلوب وعلينا أن نبعده ونجعل مكانه كل حب وود، فالأم الحكيمة المؤمنة هي التي تؤلف بين الأخوة وتصلح الأمور فيما بينهم فتصبح العائلة قوية سعيدة متماسكة وهذا هو الايمان الحقيقي.
فنبهنا سماحة الشيخ محمود المبارك انه : عليك ملازمة من يدخل الإيمان للقلوب، ونحن نريد من الحج المنافع الحقيقية المجتمعية والاقتصادية والحياتية وعندما يأتي كل عام جديد يعود لقاء آخر للملوك فيضعون الخطط الجديدة حتى تزداد الفائدة وتتضاعف ولا تتكرر الأخطاء فعندها يرجع المسلمون كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ولكن إذا بقي الوضع على حاله سيصير من سيء إلى أسوأ وهذا قانون الله تعالى، وليست الغاية من الحج أن نكتب كلمة حاج على بابك وتعود من الحج وليس معك إلا الذنوب كما قيل
يا رايحين تحجوا الجمال منكم تهجُ
رحتم بعدل ذنوب رجعتم ومعكم خرجُ
بعض المذاهب الإسلامية لا يشتري من الهدايا أي شيء حتى ينتهي من حجه كي لا يقع في الجدال، فالصحابة رضي الله عنهم أخذوا الإيمان قبل القرآن أما التابعين أخذوا القرآن قبل الإيمان فالفضل الإلهي على الصحابة فضل عظيم لأنهم نظفوا قلوبهم لينتفعوا من القرآن الكريم وتطبيقه.
أما حال الناس الآن مع القرآن كحال من يضع الحليب في قدر متسخ مليء بالثقوب والصدأ فأي حليب هذا؟؟ وأي نفع منه؟ فنحن نحتاج للإيمان حتى نستفيد من الحج والقرآن….. وخطة أسيادنا هي أن ننظف قلوبنا بالذكر قبل القرآن ((إن القلوب لتصدأ وإن جلاؤها ذكر الله))
لذلك كانوا ينتفعون من سورة الإخلاص والكوثر ويذهبون بها لهداية قومهم، لذلك ما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان وأما ما يخرج من القلب يستقر في القلب وأنتم الآن عليكم مسؤولية من ذكر الله وصدق في الارتباط مع أهل الله، فإذا ضيعنا عمرنا بالقيل والقال والجلسات الفارغة نخسر خسرانا عظيماً.
بحثنا الآن هو وصف النبي ﷺ كيف كان في كل شيء في المقدمة ((وأمرت أن أكون أول المسلمين)) ((وأمرت لأن أكون أول المسلمين)) وفي سورة غافر ((وأمرت أن أسلم لرب العالمين)) فهل المسلم والمسلمة لهم الأولوية في كل شيء؟؟ أم أنهم في آخر الركب ويقعون في أول مطب؟؟
فعندما يحثك الشيخ للقيام أو الصيام أو الصدقة يجب أن تكوني من الأوائل فالمريض عندما يمتثل أوامر الطبيب كلها حتى يصل لتمام الصحة، قال ﷺ: ((أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له)) فالنبي ﷺ كان ذاكراً وكان محباً لله يخشاه ولا يسبقه أحد بذلك وكان ﷺ عندما ينام تغفو عينه ولا يغفو قلبه
إذا أبصر القلب المروءة والتقى فإن عمى العينين ليس يضير
فالخاشع الذاكر هو الذي يكون بكل أحواله مع الله أما الغافل الذي تجده في صلاته… غافلاً ولو اختبرتها وقلت له أنقصت من صلاتك كذا وكذا يقول لك ها؟ لا أدري.. فتلاوة القرآن يجب أن تكون عند شيخ ذاكر ينتج عنه العلم ((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)) فعندما نقرأ آيات الحج نأخذ منه المنافع على أصولها وهذا كله متوقف على الشيخ الذي يصنع هذا البناء القوي المتماسك.
يبني الرجال وغيره يبني القرى شتان بين قرى وبين رجال
قال النبي ﷺ: ((ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل)) فلا تكوني من أهل النفاق من الظاهر مؤمنة في لباسك وحركاتك وقلبك كاذب منافق فغداً يوم القيامة يعرض كتابك ويسود وجهك، حتى تكوني مؤمنة يجب أن تكون يدك مؤمنة ورجلك مؤمنة… وكل ما فيك فاذا خشع القلب وانتعش يطرب بذكر الله ((إن المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)) فالقلب المؤمن يخشع عند ذكر الله وأنت هل تزدادين إيماناً عند سماع الدرس ومجالسة أهل الله أم أنك من الذين يسمعون العلم ويتركونه مكانه؟!!
ومن الناس من يؤجل العلم والإيمان بالتسويف لأيام قادمة من رمضان وغيرها وهذا دليل على موت القلب فالعاقل الذي يسمع النصيحة وينفذها في الحال ومن يبقى في آخر الركب لن يحصل على منافع الأوائل، ((من تقرب مني شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).
فالدرس يا بنتي مائدة إيمانية إذا أقبلت كبر إيمانك وإذا غبت تأتي يوم القيامة هزيلة خفيفة كجلد وعظم أما التي تحب وتتغذى بالإيمان تملأ قلبها وقلوب الآخرين إيماناً ((إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون….. فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون))
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((أعددت لعبادي المؤمنين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)) فالجنة يا بنتي شيء غال ثمين ثمنها الصيام الذي سهله الله علينا وثمنها حضور مجالس العلم التي هي راحة وغذاء وسكينة لقلوبنا وأرواحنا فاحمدي الله على هذه النعمة واشكريه…
اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك بالدعاء : أسأل الله لي ولكم التوفيق جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه هداة مهديين والحمد لله رب العالمين.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: