من علامات قيام الساعة

2/1/2020
بسم الله الرحمن الرحيم يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك …سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ….
بحثنا اليوم : حول الدابة التي تخرج بآخر الزمان بين الصفا و المروى
ما شأن هذه الدابة …؟ النبي صلى الله عليه و سلم يصفها لنا و يصف كذلك أموراٌ هي من علامات الساعة .
الله سبحانه وتعالى ذكر لنا في كتابه العزيز ، فقال جلّ شأنه في سورة النمل : { و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة لهم دابة من الأرض تُكلِمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقِنون } (82) .
الله سبحانه و تعالى ذكر لنا بهذه الآية العظيمة التي تُسمى الدابة ، وهذه الدابة تخرج بين الصفا و المروى بين مقام سيدنا إبراهيم و بين الركن ، و هناك تنفض التراب عن رأسها كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ، قال : ” تخرج دابة فتسموا الناس ” لأنه يوجد معها خاتم سيدنا سُليمان و عصا سيدنا موسى .
عصا سيدنا موسى تمسح فيها وجوه المؤمنين فتتلألأ وجوههم كالكواكب الدُريّة ، أي عندما يخرج من الكوكب نور وينقسم .
وتختم على وجه الكافر لكي يصبح النّاس يعرفون الكافر من المؤمن .
” فتسموا النّاس ” تسم أي : تضع لهم وسم ، ” على خراطِيمهم ” أي على أنُوفهم ، ” ثم يعمرون ” أي يعيشون سنين طويلة ” يعمرون فيكم حتى يشتري العبيد فيقول ممن اشتريته ؟ فيقول اشتريته من أحد المخطومين ” أي من بعض النّاس التي ختمت على أنفهم …هذا يدل على أن نركز توبتنا قبل ظهور هذه الدّابة و تُظهر كل مخفي ، أنت حامل هذا الوسم على أنفك أنت منافق …كافر…مؤمن … وأنت تجلس بين الناس …! هذه إهانة و لا نعلم .
( وما أمرُنا إلا واحدةٌكلمحٍ بالبصر)
أنا أتكلم الآن ليس مثل الأم عندما تحاول أنّ تُنيّم ولدها لكي ينام … أريد أنّ أُوقظكم لكي تسارعوا في التوبة …لكي تلحقوا الصالح الكثير …فإذا ظهرت الدابة أّم لا يوجد لدينا زوادة جاهزة تُنير الوجه { يوم تبيض وجوه و تسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون و أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } .
وصف النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ آخر : ” تخرج الدابة ومعها خاتم سُليمان وعصا موسى فتختم أنف الكافر بالخاتم و تجلو وجه المؤمن بالعصا “
مثلما نحن نجلي البلاط فتسقط أشعة الشمس عليها و تنعكس و يخرج النور ، كذلك بعصا سيدنا موسى تجلو الوجوه … ” إنّ أهل المناصب و المكانة العالية ، يجتمعون على طاولاتهم ، ” فيقولون : هذا …يا مؤمن ، هذا …يا كافر ” كل واحد علامته ظاهرة ، مثلاّ عندما نقول لفلان يا أحمد و ذاك يا أسعد .
” ثم بينما النّاس في أعظم المساجد على الله حرمة و خيرها و أكرمها على الله هو المسجد الحرام لم يرعهم ( يخوفهم ) إلا أنها تراهم بين الركن و المقام ” أي صوت الإبل كيف يخرج ، فهي شبيهة بالإبل ، ” تنفض التراب عن وجهها ” النّاس عندما يرونها لا يخافون و كأنهم مطمئنون لها .
” و عصابة ثانية أنهم لن يعصوا الله فبدأت بهم فجلت وجه المؤمنين حتى تجعلها كأنها الكوكب الدُوري “
ـ يبدو وجه المؤمن منوّر و يخرج منه النور { يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم }
” وولت لا يدركها طالب ، و لا ينجو منها هارب ” عندما تأتي يوجد طائفة عندما تشاهد الدّابة تبدأ بالصلاة فتأتي الدّابة من خلفه و تقول : الآن بدأت بالصلاة …؟! فيلتفت لها و تختمه .
” حتى أن رجلاّ ليتعوذ منها بالصلاة فتأتي من خلفه و تقول : يا فلان الآن تصلي …؟ فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم تنطلق “
هذا الشيء ثابت في القرآن و السنة لا مهرب منه …فلماذا نحن لا نسارع في التوبة …؟ فإذا جاءت الدّابة أهلاً وسهلاً ، وإذا لم تأت نحن لم نخسر شيئاً بتوبتنا و أعمالنا …بالعكس عندما نتراحم نسبب رحمة الله علينا . ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ” .
هناك آيات عِديدة بيّنها الرسول لنا ، ففي حديث حذيفة رضي الله عنه قال : ” لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات ، طلوع الشّمس من مغربها ” طلوع الشمس بعض النّاس يفسرها أنّ الكرة الأرضية يختلف دورانها و تشرق الشمس من المغرب …لا … العلماء أقرّوا أنّ طلوع الشمس من المغرب هو أنّ ظهور الإسلام من بلاد الغرب .
” و الدّجال ” الآن يوجد كثير من الدجالين … يأتي رجل دجال و يُظهر نفسه أنه من أهل الدين لماذا …؟ لأنه ليس لديه دين .
” يأتي زمان يلبسون لباس الضّأن على قلوب الذئاب ” هكذا النبي وصفهم ، أي يلبس ثوب الخروف الناعم لكن من الداخل يكون ذئباٌ .
الدّجال : تكون الأرض طوعاً له …يقتل الرجل ثم يحييه
” الدّابة ، يأجوج و مأجوج ” ، يأجوج ومأجوج أغلق عليهم كما مرَ معنا في سورة الكهف ( ذو القرنين سكب عليهم المعادن و أغلق عليهم لأنهم كانوا مفسدين …يحاولون فتح السد ، لكن عناية الله
لما ينتهوا يقولون : غداً نُكمل و لا يقولون إن شاء الله …الله يعيد السد كما كان …يستيقظون في الصباح فيكررون الأعمال التي قاموا بها من جديد و هكذا …في آخر الوقت عندما يقولون : إن شاء الله نُكمل غداً … تظل المسافة الصغيرة … في اليوم الثاني يُكِملوها .فينفتح السد علينا . فدعونا نعمل مع الله بتوبة نصوح و نعمل بذكر الله .
ـ في كل عمل أمر الله بذكر الله …في الحج { واذكروا الله في أيامٍ معدودات } …
في الصيام “أ فضل الصائمين الذين يذكون الله كثيراَ”
{ إذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام }
{ أقم الصلاة لذكري }
في كل حركات الإنسان { يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا……..}
{ فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله }
{ قد أفلح من تزكى و ذكر اسم ربه فصلى }
ـ عماد الدين الذكر ، إذا كنت غافلاّ عن القرآن فأنت غافل عن الذكر تقرأ القرآن و قلبك غافل { لهم قلوب لا يفقعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا } من هم يا ربي ؟ (الغافلون ) قست قلوبهم .
” و خروج عيسى بن مريم ” عندما يأتي لكي يقتل الدّجال لكن انظروا ما أعظم هذه الأمة و ماأشد أدب سيدنا عيس الذي نعيش فيه العام الميلادي لسيدنا عيسى 2020 .
عندما يأتي سيدنا عيس ا لإمام الذي يصلي بنا … الإمام يقول تفضل يا نبي الله صلّ بنا … سيدنا عيس يقول : لا.. بل أنت صلّ بنا . لا يقبل أن يصلي بنا مع أنه نبي ، و كل هذا لكي يعلمنا سيدنا عيس الأدب و الأخلاق
” ثلاث خسوفات ” أول خسوف في المشرق ، الثاني في المغرب ، و الثالث في الجزيرة العربية .
” ناراً تخرج من قعر عدن ، تسوق النّاس إلى بلاد الشام ، ففي آخر الزمان تصبح بلاد الشام أكثر أمناّ من كلّ البلاد “تبيت معهم إذا باتوا و تقيل معهم إذا قالوا ” .
هذه هي علامات الساعة ..كل ذلك الذي يهديه الله و يوفقه دون فوات الأوان لأنه يوجد نّاس لا تزدهم إلا ضلالة .
قوم صالح طلبوا منه ناقة معشره تُسقيهم حليباّ و تشبعهم … يؤمنون بها…ما هذا! الطلب…! فقال إذا فعلت .هل ..تؤمنون … قالوا : نعم . فصلى و دعا ، فانفلقتت الصخرة عن الناقة ، في اليوم الثاني انجبت وأصبحت تعطي الحليب لكن بشرط أن تشرب العين كلها (تشرب ماء النهر) وفي اليوم الثاني تعطي الحليب لأهل القرية كلها . مع كل هذا عقروها {فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها}
يخبرنا النبي صلى لله عليه وسلم , يقول: “ثلاث إذا خرجنا لا ينفع نفساً إيمانها إذا لم تكن آمنت من قبل “
إذا ظهرت الآية ولم تكن تائباّ لا ينفعك إيمانك فيُختم قلبك بما فيه ، يوجد فيه … إيمان …نفاق …
“طلوع الشمس من مغربها والدجال و الدابة ” هؤلاء لو ظهرت منهنّ واحدة فقط .لو تصلي مئة لم تُقبل صلاتك ومهما فعلت من خيرات لا تقبل . فلذلك لا تنتظر …
ـ عندما تأتي الآية لم يعد ينفعك العمل لذلك سارع إلى التوبة النصوحة …. إلى العمل … إلى القرآن أقرأه بفهم وإذا لم تفهمه أسأل عنه واعمل به وطبق ونفذ
قُل لنفسك انا سوف أصبح مؤمناّ {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} انظر إلى العينين اللتين تنيران أمامك , وانظر إلى الأذنين و.و.و.و. كل هذه النعم ولا تراها؟
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المعتبرين وسلامٌ على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: