
معجزات الرسول ﷺ الحلقة السادسة
معجزات الرسول ﷺ الحلقة السادسة
29/4/2021
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس ب: بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وآلة وصحبه أجمعين .
نلتقي على بركة الله لنتذاكر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، ودلائل نبوته ومائدتنا الروحية اليوم …. أنّ النبي صلى الله عليه وسلم : كيف وصف الأنبياء أعمالهم ومن وصفه صلى الله عليه وسلم كان سيدنا إدريس نبياً عليه السلام خياطاً ، ولا يدخل الإبرة ويخرجها وإلا يقول أربع كلمات، كلكم تحفظونها ولكن نريدك أن تقولها وأنت تعمل ، فكان لكل خرزة إبرة يكررها وهي : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر .
هل تستطيع أن تأخذ من هذا الحديث النبوي الشريف ، أن تتعود في عملك على ذكر الله ، وقد وصف الله جل جلاله إدريس عليه السلام بحسن الخلق (( ورفعناه مكاناً علياً )) في سورة مريم .
ولهذا الوصف سر عظيم وهو يقول ربنا لإدريس (( يا إدريس أما تدري لم رفعتك مكاناً علياً ؟ فقال : لا يا رب لا أدري ، قال : يرتفع إلي من عملك كل يوم مثل نصف أعمال أهل الدنيا من كثرة الذكر )) .
أي أن وزن أعمال سيدنا إدريس يعادل عمل نصف عمل الأمة ، علينا أن نأخذ منها حكمة أن الأعمال ترفع إلى الله ، فالسلة التي تأتيك ممتلئة بالفواكه كيف سترد إلى صاحبها ؟ ممتلئة بالأوساخ والقذارة ؟!!
( عبدي خيري إليك نازل وشرّك إليّ صاعد ) بالذنب والفجور والإعراض عن الله ، ونفهم من ذلك قوله تعالى (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
لذلك يابني كن كما وصف الله في سورة الحج (( وهدوا إلى الطيب من القول )) فتعود على الكلام الحسن الجميل ، وإذا وجدت أحداً كلامه ناقص قبيح فلا تجالسه كي لا تصيبك عدوى كمثل الذي يأخذ عدوى الجرب من مصابه ، ولكن جالس كرام القوم الذين لا يتكلمون إلا بالكلام الطيب ،
بعض الصالحين كان لا يلفظ بكلمة كلب عندما يصفه ، وإنما يقول ذلك الذي يصدر العواء مع العلم أن الله ذكر تلك الكلمة في كتابه ، ولكنه ينزه لسانه كي لا يعوده النقائص ،
ونعمَّا قال سماحة الشيخ محمود المبارك في ذلك : فما أجمل الإنسان الذي ينتقي الكلام الطيب ، وعندها ترتفع مكانته في المجتمع وفي قلوب الناس وعند رب العالمين كما ارتفع شأن ادريس عليه السلام ويكون كذلك لك مكانة في الحشر ويوم القيامة وفي الجنة ،أيضاً ، قال تعالى : (( فهو في جنةٍ عالية قطوفها دانية )) وإذا لم ترغب بذلك فلك ما شئت .
قال صلى الله عليه وسلم : وكان نوحاً نجاراً ، وصفه الله تعالى (( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)) ، فالله سبحانه وتعالى الذي علم سيدنا نوح بوحي منه وبإشراف منه فكانت نجاة من بقي معه وغرق الباقي .
وقال صلى الله عليه وسلم وكذلك كان زكريا نجاراً والسيد المسيح كان يساعد سيدنا زكريا بالنجارة ، ثم صار يبيع الغزل الذي كانت تنزله أمه ، فالنبي يخبرنا عن حال الأنبياء رحمة منه ونعيماً لنا ، فالنبي رحمة بكل شيء في أقواله وأفعاله والقرآن الذي تنزل عليه بآياته وإعجازه.
وقال صلى الله عليه وسلم وكان آدم حراثاً أي ( فلاحاً ) وإبراهيم ولوط زرّاعين أي يزرعون الأشجار والثمار وباقي أمور الأرض ) وصالح تاجر وداوود حدّاد يصنع الدروع والمحاريب وأسلحة الحرب وموسى وشعيب ومحمدٌ واصفاً نفسه رعاة وفي حديث : ( ما من نبيٍ إلا ورعى الغنم ) وهي من فضل الله أنه يدربهم للدورة على رعاية الغنم قبل رعاية الأمم ، فإذا نجحوا ورحموا الغنم نجحوا، فكان من رحمته صلى الله عليه وسلم عندما يأكل التمر يأخذ الذرة ويعطيها للغنمة ولا يرميها أرضاً ، كي لا تتعذب الغنمة وتبحث عنها وإنما يطعمها بيده صلى الله عليه وسلم : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))
وكان يوسف وزيراً قال تعالى : (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم )) وكان سليمان يصنع المكيال من الخوص ، لذلك جاءه مرّة ملك من الملائكة فسأل عن سليمان ، فمدحوه وقالوا إنه رجل جيد ولكنه لو يأكل من تعب يده ولا يأكل من بيت أموال المسلمين ، فأخذ يضع هذه السلل بمقاييس وأنواع مختلفة من القصب تسخيراً وتسهيلاً من الله له ،
وكان كذلك مع صناعة السلال تطور ليذيب النحاس ويصنع القدور وكذلك الجان يصنع له من القدور والمحاريب والتماثيل والقدور الراسيات
الصحابة الكرام كانوا ينظرون للنبي كيف أنه كان يجيد في كل شيء يفعله ويساهم في جميع الأعمال ويضع يده مع أ صحابه كما في بناء مسجد النبي مثلاً ، فقال له الصحابة يا نبي الله نحن نكفيك العمل وصاروا ينشدون : لئن جلسنا والنبي يعمل ذلك إذاً لعمل مضل .
فكان كلما أهمهم أمر رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل الصخرة التي تغيرت عليهم يوم الخندق فضربها ثلاث ضربات فتحطمت تماماً ، هل أنت مقتد برسول الله ومتقن لأعمالك ، أم أنك تسبع الكارات قليل البارات ، لذلك كن من المتقنين المحترفين فإن الله يحب المحترف المتقن ،
فبعضهم يعمل عدة أعمال في كل فترة عمل ولا يتقن عمله لذلك الناس لاتثق به ولا بأعماله وذلك لن يغنيه شيء …
نصيحتي لك اهتم بصنعة واحدة واتقنها وتفرغ بعدها لدينك بعد العصر ، وهذا حال أجدادنا يعملون في النهار ، ثم يتفرغون للدعوة بعد العصر ، إمّا أن يتعلّم أو يعلّم ، فنحن ماخلقنا لجمع المال والطعام والشراب والدنيا وألهاكم التكاثر ، وكن كما يقال :
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً .
فالحياة تكون بجناحي الدنيا والآخرة وإلا فلن تطير طائرتك ، فالطير الذي لا يطير ويبقى بأجنحة معارة سيكون فريسة سهلة للقطط تلتهمه …
وختم سماحة الشيخ محمود المبارك أنه : لذلك علينا أن نكون مقتدين بقدوتنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمل ونتعلم ونتقن ونعلّم وكل مافعله صلاة الله وسلامه عليه ….
جعلنا الله وإياكم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين ومع سلامة الله