معجزات الرسول ﷺ الحلقة الخامسة

معجزات الرسول ﷺ الحلقة الخامسة
27-4-2020
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك نتذاكر معجزات النبي ﷺ ودلائل نبوّته لتزداد تعظيماً وتقديساً له ﷺ مرّة كان ﷺ خارج مكّة مع أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه وأرضاه فطلب النبي أن يسقيه لبناً من الشّاة فقال الرّاعي إني مؤتمن عند ابن أبي معيط ولم يأذن لي أن أسقي أحداً فطلب منه النبيصلى الله عليه وسلم أن يحضر جذيمة أي غنمة صغيرة نسميها نحن فطيمة لم يعتليها الفحل فقال: إنّي أمين ولا يجب أن أخون العهد مع العلم أنّه كافر ملحد ولكنه لا يخون أمانة سيّده …..أماالآن تجد المصلّي الحاج الصّائم يكذب ويخون لكن كما قيل:
ستعلم حين ينكشف الغبار أبغل كان تحتك أم حمار
قال ﷺ: ((أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك)) وعندما أحضر الشّاة الصغيرة مسح النبي ﷺ بيده على الشّاة وعلى درّتها ودعا فبعناية إلهية انتفخ الثدي وامتلأ حليباً فأحضر الرّاعي حجراً مجوّفاً وبدأ يحلب الشّاة حتى شرب النبي وأبو بكر والرّاعي فدهش الراعي وتعجّب بشدّة وقال للنبي صلى الله عليه وسلم .. علمني تلك الكلمات فقال له النبي ﷺ: إنّك غلام معلّم، فما كان من هذا الغلام إلا أن أسلم فورا وكان عبد الله بن مسعود الملقّب بابن أم معبد وصار من خيرة الصحابة وتعلّم أكثر من 70 سورة من النبي ﷺ مشافهة.
ومرّة كان في المسجد يصلّي فدخل النبي ﷺ وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما فوقف النبي مطروباً يتلذذ بتلاوته وشهد له بحسن تلاوته للقرآن، انظر كيف كانوا يتأثّرون بالمعجزات وبدلالات النبوّة.
قال ابن السبكي في وصف هذه الحادثة في يوم من الأيام صار هذا الغلام القاضي الشرعي في العراق… وأمير الخزنة على بيت مال المسلمين …..وله من الكرامات الكثيرة، من يلتقي بالكنز يغنى والذي يلتقي بالأنبياء يسعد وكذلك الذي يلتقي بالعلماء الذين يسيرون على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعد في الدنيا والآخرة.
أما من يلتقي بالعلم المزوّر يشقى في الدنيا والآخرة لأنّ كل ما لديهم البغض والنزاع والخلافات وزرع الأحزاب والتفرقة بين النّاس وهذا هو البلاء الأعظم ونسوا أن يعلّموا قول رسول الله ﷺ: ((الخلق كلّهم عيال الله وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله)).
مرّة ﷺ من معجزاته أنّه كان في قيلولة في وقت الضحى فقام وطلب الماء وتوضأ بجوار شجرة تحمل الدحاحل وعندما توضأ ونزل ماء الوضوء عليها أخذت الشجرة تزهو وتثمر وكان كل من يأكل من ثمارها شوفي وعوفي ولها لذّة لا توجد في غيرها وكذلك أوراقها كانت تعطى للأغنام فيكثر حليبها وعمّ نفع هذه الشجرة حتى استفادت منها الأغنام وهذا من بركات رسول الله ﷺ.
ومرّة كان ﷺ ومعه عليّ رضي الله عنه فقال: ((أشقى الأولين عاقر النّاقة –أي الذي عقر ناقة صالح عليه السلام – وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي وأشار بيده مكان الطعنة في رأسه)) فقد عرف كيف سيصاب سيدنا علي في هذا البلاء وأخبره به قبل عشرات السنين وكذلك أخبر سيدنا عثمان وعمر وأبا بكر ….بشاراتهم بالجنّة إلا أنّ سيدنا عثمان بشّره بها على بلوى تصيبه وهي أنّه قتل في بيته وهو يقرأ القرآن ونزل من دمه على آية ((فسيكفيكهم الله..))
هذه الآيات والمعجزات للنبي ﷺ وهي كثيرة ولكن هل تتفاعل قلوبنا معها وتنتفع بها؟؟ هل سيزداد النبي تعظيماً في قلوبنا بأوامره ونواهيه وهل نحب ما نحبّه ونكره ما يكرهه؟؟
لا أراني الله دهراً من أعاديك أحسنوا أم أساؤوا
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك أن : هكذا المؤمن الصالح الصادق والمحب لرسول الله أسأل الله أن يجعلني وإياكم هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين والحمد لله رب العالمين.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: