معجزات الرسول ﷺ الحلقة الثامنة عشر

                  معجزات الرسول ﷺ الحلقة الثامنة عشر

2021/4/26

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إن معجزة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر المعجزات ولكن مهما يكون ضوء
الشمس مشرقاً ماذا ينتفع به الأعمى .؟مرّة طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم معجزة
من السماء ولم يكتفوا بمعجزة الأرض. فأخبرهم عن حال قافلتهم ووصولها قبل غروب
الشمس في يوم الأربعاء وعندما تأخرت القافلة قليلاً وبدأت الشمس تغرب التجأ النبي
صلى الله عليه وسلم إلى الله فتأخرت الشمس بإذن الله كرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم .. حتى لا ينظرواإليه
أنه كاذب فتأخرت الشمس قليلاً حتى ظهرت القافلة وبعد ذلك غربت الشمس وصدق رسول
الله صلى الله عليه وسلم. وهذه المعجزة كانت تكفيهم وزيادة ولكنهم كما تقول القصة عن الرجلين
اللذين تجادلا في أمر الغراب فأحدهم يقول أنه غراب والآخر يقول أنها نعجة وعندما طار الغراب
قال الثاني معانداً ومصرّاً على ظنه نعجة وإن طارت…..قال نعجة تطير … وكذلك الكافرون يصرّون على رأيهم وكفرهم .
مهما رأوا من الآيات والمعجزات ومذهب كفار قريش نعجة وإن طارت

ومرّة أخرى تاكيداً ليثبت يقينك حصل مع سيدنا علي رضي الله عنه تاخيراً للشمس حتى يصلي العصر
في وقته ولا تفوته الصلاة يا بني عندما لا تصدّق هذه الأحداث من تأخير الشمس وغيرها تكون بذلك
تنسب العجز لله تعالى وأنه غير قادر على خرق العادات … وهذا لا يليق بالله جل جلاله فالله أدرى بكونه

مرّة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشق لهم القمر حتى يؤمنوا وأخذ عليهم المواثيق والعهود
وعندما طلب من الله ذلك والتجأ إلى الله حتى يشق لهم القمر حتى يؤمنوا…. حصل ذلك وانشق القمر وظهر
بين شقيه جبل…. ومع ذلك لم يؤمنوا وقالوا إنّ سحر محمد صلى الله عليه وسلم قد وصل إلى السماء بعد أن عمّ
الأرض قال تعالى في سورة القمر (( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولون سحرًمستمر))
حيث ظهر الجبل بين شقي القمر ذلك الجيل الذي يحوي غار حراء وأشهدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك عندها ومع ذلك لم يؤمنوا .
و قد أشار سماحة الشيخ محمود المبارك : والآن كذلك يوجد مثل هذه العقول نجد كثيراٍ وباسم الدين أيضا ً يضعون أربع وعشرون قرناً ويضلُّ بهم الناس قال
تعالى(( قل هل ننبّؤكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً))

وتراهم يريدون أن يسيروا على أهوائهم…ويبقون على علاتهم وتخلفهم …وقد حصلت هذه المعجزة العظيمة للنبي محمد
صلى الله عليه وسلم ولم تحصل لأي نبي غيره هذا ورد في الصحيح في حديث أنس رضي الله عنه فقال ،,,إنّ أهل مكة
سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فالتجأ إلى الله وأشار إلى القمر فانشق شقين حتى رأوا بينهما حراء,, وقال
ابن السبكي رحمه الله الصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر أي أنه حادثة متواترة رواها الكثير وحضرها الكثير
وخصوصاً في القرآن في قوله تعالى((اقتربت الساعة وانشق القمر وكذبوا واتبعوا أهواهم وكان أمر مستقر))
ولكن كما يقال يا حسرة النافخ في ضرف مفخوت وضرب المفخوت هو جلد الشاة عند ما يسلخ ويستخرج منها
كالثوب قطعة واحدة فيسَّدون مكان الرجلين واليدين ويتركون مكان الرقبة حتى ينفخوها بالهواء ليركبوا عليها الماء
والضرف المفخوت أي المثقوب مهما حاولت نفخه وتعبئته بالهواء لا تستطيع وكذلك العقول المتحجرة المتأخرة الرجعية .

المأجورة .كلما أحضرت لهم آية أو دليلاً أو معجزة يضعون لها العلل ولا يصدّقون…. فالقرآن كله أدلّة وإعجاز ولكنهم لا
يصدقونها …فإذا كان الإنسان مريضاً بقرحة في المعدة مهما أحضرت له الطعام مما لدَّ وطاب سيجده سيّئا ولا يتلذّذ به وأنه
مرّ …. وعندما يعالج القرحة سيجد الخبز اليابس لذيذاً ونافعاً قال تعالى((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا))والعكس من
يلازم عند أهل الاختصاص ويتبع بضائعهم…. سيرجع إلى الله بقلب سليم وتمنن الله عليه بحقيقة الإيمان قال تعالى
((إلا من أتى الله بقلب سليم ))ومع ذلك كله يأتيك أبوجهل ويقول ما هو الذكر ما هي التزكية وما هو السلوك وينكر…..
كل شيء من أدب وشيوخ وعلم ومع ذلك فإن الله حافظ لدينه

قال تعالى ((إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيدا ً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً وقال تعالى((والعاقبة للتقوى))
والنبي صلى الله عليه وسلم بشّر بأنه سيظهر هذا الدين وتمشي الظعينة أي الضعيفة للهجرة لا تخشى على نفسها إلا الله والذئب
وقال ايضا صلى الله عليه وسلم تفاءلوا بالخير تجدوه وسترجع الأمة كما كانت وأفضل بالخير والهداية والصلاح
وسيهزم كل أعداء الدّين ويعم الخير لكل الناس .

قال تعالى(( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ))
إنما وصيتي لكم أن تزرعوا الإخاء والمودة حتى لو اضطررت أن تكذب اكذب الكذب بالإصلاح مسموح
بذلك تؤلف بين قلبين متباعدين وتجمع بينهم بالمحبة والإخاء وهذا هو الإيمان فلو كنت تصلي كل يوم ألف
ركعة وتبغض بين القلوب فأنت لست مؤذوناً لتطلق أحكاماً على الناس بعدم الصلاح أو الكفر وأنت ايضاً غير
مؤمن لأنه قد تختم لهم بحسن الخاتمة والإيمان ويختم لك بسوء الخاتمة والكفر فنحن يا بني همنا الاخرة ولا
نعلم كيف سيختم الله لنا

و قد اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك : قصة الرجلين الأخوين أحدهما عابد لله والثاني عاص مذنب فاسد فكان يعيّره اخوه الصالح دائماً ويقوله لن
يغفر الله لك… فغضب الله تعالى …وقال من هذا المتألي علي؟ فقد بدلت حال الفاسد لصالح ….والصالح لفاسد .وقدر
الله لهما أن الصالح بالنار والفاسد بالجنة بعد أن أحبط عمل الأول وأبدله للثاني الفاسد

فيا بني خافوا من سوء الخاتمة واسألوا الله حسن الخاتمة اسأل الله لي ولكم التوفيق الحمدلله رب العالمين

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: