
معجزات الرسول ﷺ الحلقة الثالثة عشر
معجزات الرسول ﷺ الحلقة الثالثة عشر
٢٠٢١/٥/٥
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك : الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم نلتقي
في مثل هذا الوقت المبارك نتذاكر معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم لنزداد حباً ويقيناً به وقد
قال أهل العلم فيه صلى الله عليه وسلم ما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله فمن مقامه
العظيم هذه المعجزات فعندما خرج صلى الله عليه وسلم لغزوة تبوك المسماة غزوة العسرة كان
صحابي جليل له مكانته في كمال الامتثال وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان دائماً من
السباقين إلى الفضائل وكان كذلك يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الاهتمام فلمّا أراد
النبي صلى الله عليه وسلم الخروج لهذه الغزوة والتي أعلن عنها النبي صلى الله عليه وسلم ولم
يكن يعلم عليه الصلاة والسلام عن غزواته …وكان يقوم بها سرّاً إلا هذه الغزوة أعلن عنها لأهداف
جليلة منها تخويفالعدو وكذلك ليستّعد من أراد الخروج لهذه الغزوة لأنها تحمل التعب والجهد و
المشقة والمسافات الطويلة هذا الصحابي الجليل المسمّى معاوية بن معاوية الليثي كان مريضاً عندها
وكلمّا أراد النبي تجهيز الجيش أزداد مرض معاوية فلم يستطيع الخروج معهم فبكى على حاله ومرضه …
فانظر إلى حالهم كيف يكون عن عدم خروجهم للغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وما حالنا الآن
كيف نبكي إذا أردوا تبليغ دين الله ورسالته ….ونأخذ الأعذار من تعب وانشغال ….وندّعي أننا نريد تأمين أنفسنا…
وأموالنا وننسى أنّ رزق العصفور على الله .والله يؤمن الكل قال صلى الله عليه وسلم
*لو توكّلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً *
و قد أشار سماحة الشيخ محمود المبارك : فهذا الصحابي بكى لأنه حرم الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم .فطمأنه النبي. أنه لا يفوتك شيء لأنكو
صاحب عذر ويكتب الله لك الأجر كاملاً وفي يوم من أيام الغزوة تشرق الشمس دون شعاع كأنها ليلة القدر
لأنه في ليلة القدر تشرق الشمس دون شعاع….. سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم …عن ذلك…. فقال لكثرة الملائكة التي
تحجب الأشعة فتبدو كالبدر… فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من الشمس وعدم وجود الشعاع لها وإذ يأتيه
جبريل عليه السلام يخبره عن موت معاوية بن معاوية الليثي وهذا دليل على مكانته الرفيعة والغالية عند ربّه
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال جبريل لأنه تنزلت أعداد كثيرة من الملائكة لتشيعه وفي رواية
أنهم سبعين ألف ملك …. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى عليه بعد أن ضرب جبريل عليه السلام بجناحيه
الأرض فارتفعت أرض المدينة وظهر نعشه للنبي صلى الله عليه وسلم فصلّى عليه صلاة الجنازة وقيل كان خلفه
صفّين من الملائكة وفي كل صف سبعون ألف ملك ولكن ليست العبرة هنا وإنّ العبرة عندما تصبح أنت مثل معاوية
هل تعلم لماذا صلّت الملائكة هكذا عليه؟ سأخبركم بهذا لعلكم تعملون بأعماله ويكرمنا الله ويكرمكم بأجر ه وثوابه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم يا أخي يا جبريل بم نالمعاوية هذا؟ قال لأنه يكثر في ليله ونهاره من قول( قل هو الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد،) فإذا أردت ذاك فأكثر من قولها فهي تعدل ثلث القرآن وهي سورة الإخلاص
الذي قال فيها صلى الله عليه وسلم بعد أن أتاه الناس يشتكون عن إمام من الصحابة الذي عيّنه في أحد أحياء المدينة
يقولون يا رسول الله هذا الصحابي يقرأ لنا في كل الصلوات قل هو الله أحد فأرسل إليه النبي ليسأله عن هذا فقال له يا
رسول الله إنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها فأضاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم واستنار وابتسم وقال أحبك الله
اقرأ ما شئت بها وهذه معجزة من النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل سورة الإخلاص ومكانة الذي يكثر من قولها و
مرة كان في هذه الغزوة نفسها بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة ومشى مسافة مرحلتين أو ثلاث كان
بعض الصحابة اسمه أبو خشيعة عندما أتى من عمله لبيته فرأى كلتا زوجيه قد هيأت نفسها وبيتها وجلسة لطيفة لكي
تستقبل زوجها وأرادت أن يقضي الوقت معها فعندما وصل إلى الباب وأراد الدخول إلى بيته قال لنفسه ياأبا خيشعة
أنت تدخل لبيتك ونساءك وظلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحر….و الطريق لغزوة تبوك لاوالله ما حصلت والله
ما أدخل وسأبقى في مكاني هنا إلا تزودوني ببعض المتاع حتى ألحق رسول الله لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان في إحدى الاستراحات
جالساً مع الصحابة فرأوا بعيدا جداً ما هذه الإشارة أهي رجل أم امراه؟ فقال صلى الله عليه وسلم كن أبا خشيعة فلمّا وصل
ظهر فعلاً أبو خشيعة وحدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما حصل معه وأنه فضل مرافقة النبي عن كل المتاع
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير فكل حركة من حركاته صلى الله عليه وسلم تدل على أنه رسول الله الرحمة
المهداة يكفي قول تعالى له ((إنك لعلى خلق عظيم)) وأرجو أن نكون خرجنا من هذا اللقاء وقد عرفنا قدر رسول الله
وتعظيماً له وأن نقرأ سورة الإخلاص بكثرة لأن فيها أجراً عظيماً فكل ثلاثة مرات تكتب لك ختمة كاملة من القرآن الكريم
و قد اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك : وهو فضل من الله لذلك الآن وقبل الإفطار بقليل أكثروا منها اسأل الله لي ولكم التوفيق ومع سلامة الله .