
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة
25_4_2021
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : حديثنا اليوم حول زيغ الأمل في قلوب الناس، عندما جاء الصحابي الجليل المسمى خبّاب رضي الله عنه و أرضاه و كان فيمن كانوا مستضعفين يعذبّون فقال للرسول عليه الصلاة والسلام وهو في الحرم عند الكعبة: يا رسول الله ادعُ لنا ,استغفر لنا، فنحن العبيد نعذّب عذاباً شديداً لا نتحمله
حيث في أحد الأيام نظر سيدنا عمر رضي الله عنه على ظهره فرأى الجلد قد التصق بالعظم فسأله ما هذا ؟ فقال: هذا من أثر العذاب الذي كنا نكوى فيه إذ يقومون بتحمية الحديد ثم يطفئونه بجلودهم بسبب دخولهم للإسلام.
فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً غير متوقعً، لم يدع له مع العلم أنّ الدعاء لن يكلفه شيء فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يريدنا أن نأخذ بالأسباب و النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجعلوا مع الدعاء قطران، وهذا القول لأنّه مرّة جاء رجل يطلبه من سيدنا عمر الدعاء لشفاء الجِمال عنده فقد أصابها الجرب …و المرض … فقال له سيدنا عمر :أنا أدعو لك ولكن أجعل مع الدعاء دواء و هو القطران الذي يدهنها به ليشفيه الله
فالنبي لم يدعِ لخباب ولكن أحمر وجهه و ظهر عليه آثار الغضب و قال : يا خباب إنّ الرجل كان فيمن قبلكم يؤتى بالمنشار و يوضع على نصف رأسه ثم ينشرونه نصفين فلا يتراجع عن دينه
هذا كان حال الأمم التي قبلكم فيصبرون و يتحملون.
هذا دليل أننا لا نصاب في ديننا بشيء مقارنة بهم ونفهم من ذلك أنّه علينا أن نصبر و نتحمل.
ثم أعطى النبي بشارة له فقال : والله ليتمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى مصر لا يخاف على نفسه الا الله و الّذئب على غنمة .
معنى ذلك إن صبرت أو لم تصبر سوف يظهر الله الحق و ينصره ويتم الخير لكل مؤمن و مؤمنة، و صدق رسول ا لله صلى الله عليه وسلم حيث تم الأمر و انتشر الإسلام ووصل الأندلس و مكث فيها800 عام ووصلت فرنسا إلى المدينة بجوار العاصمة باريس فانتشر الإسلام شرقاً و غرباً
وهذه هي المعجزة التي حصلنا عليها وهي زرع الأمل في قلوب الناس و زرع الإخاء و المحبة و التراحم فيما بيننا حتى يرحمنا الله و ينصرنا.
فالله سيتمم نوره و فضله و نصره لدينه فكما تمم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيتمم لنا أيضاً فما من بيت من حجر أو شعر أو خيمة إلا و سيدخله الإسلام , و لكن هذا بحاجة لدعاء المخلصين الذي لاهم لهم سوى الدعوة لدين الله و ليس همهم المال و الطعام و الشراب و إنما همهم نشر الإيمان و الهداية و الدعوة.
فكن ممن ينشر النور و ليس ممن يفزعون الناس …فالبعض يتمّنى قدوم المسيح و البعض يغرق بالهم …..أنتالآن لا تفهم على علماء عصرك ولا تنتفع بهم مثاله مثال الميت بعد أن يموت و يأتيه من يلقنه حجته ….. وهو لا يستطيع لأنه مات و لم يعرف هذا العهد ولم يأخذ به فمات على عهد الكذب
بفضل الله سيزول الأمر و سينتشر الدين وستلتقي الأديان على الإخاء و المحبة رغماً عن الكفار و المشركين , كان يقول كذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( االظّعينة أي المرأة ستأتي من بصرى العراق إلى مكة لا تخشى على نفسها إلا الله و الذئب على غنمه ) و كلنا نخشى من الله ولكن الله لا يخيف إلا العاصي و المذنب
فالنبي لم يدعُ لخباب حتى لا يصيبه التواكل فيصبح كل ما يريده بحصل عليه بالدعاء و إنما علينا الآخذ بالأسباب و العمل و الصبر , قال تعالى : { فاصبر صبراً جميلاً} ففي الصبر سر عظيم , فالصبر على الجوع و العطش و التعب و الغيظ هو مدرسة تدخل فيها لتتخرج منها صابرا وتتحمل كل ما يكون من أعدائك و به يكون الظفر و قال تعالى : { و لربك فاصبر} و حتى نكون صابرين نحتاج لمواد توصلنا للصبر.
, أولاً : قيام الليل , قال تعالى : { قم الليل إلا قليلا } فعندما فرض الله عليهم القيام في البداية فذاقوا لذة القيام فخفف عنهم الله لكنهم لم يقبلوا التخفيف من حلاوة ما وجدوا من لذة القيام و السعادة فيها .
ثانياً : ترتيل القرآن , فعندما كانوا بالجاهلية كانت تتغنى بالأغاني و تطرب بها و بكلماتها و الآن لما لا تتغنى بالقرآن و نتعلم تلاوته و تجويده قال صلى الله عليه وسلم 🙁 تغنوا بالقرآن ) , فليس منا من لم يتقن القرآن أي : الذي يقرأ بلذّة و سعادة و طرب .
ثالثاً : كثرة ذكر الله قال الله تعالى : { و الذاكرين الله كثراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً }
رابعاً : ترك المعاصي و هجرانها من دخان و لعب ولهو وضياع للوقت فمن لم يستطع الصبر على ترك هذه الأشياء كيف ستصبر أمام أعدائك و ما زلت كذلك عليه.
أن تطمر نفسك في التراب حتى تصبح مؤمناً ذا إرادة و يصبح همك الأمة كلها من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , حتى لو كان في أقصى بقاع الأرض و تسمى مصلحة ًالأمة كلها وليس فقط الذات
خامساً : زرع الأمل و نبذ القنوط قال تعالى: { لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرين } فالأمة قد أصابها البلاء و المحن التي لا تعد ونهضت بفضل من الله و رحمته.
هل أنت تحب دين الله و تغار عليه ؟ الجواب : لا فهذا غير معقول …فعليك زرع الأمل و التحريض على فعل الخير قال تعالى : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون }
وأنت إذا أردت التّخفيف عن شخص مصاب عليك أن تذكره مصيبة أكبر من مصيبته , نذكر مصيبة غيره فتهون مصيبته عليه .
أنظر كم عادى الكفار الإسلام و آذوه لكن بعدها ذلوا و هانوا و لُعنوا حتى قيام الساعة . فالشمس ستشرق و تغطي الكون كله رغم عن أنوف الجميع و من عمي عنها هذا سببه مرضٍ في عينيه.
سادساً : الأخوة و الصحبة الصالحة التي تغنيك و تشحنك بالخير قال تعالى : { و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدن وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } ختاماً وصانا سماحة الشيخ محمود المبارك فكن مع الذاكرين الذين يذكرونك بالله و رسوله صلى الله عليه وسلم، غيورين على الدين و الأمة قال تعال :{إنّاّ نحن نزلنا الذكر و إنّ له لحافظون } هل سيحفظ الله الذكر و يهمل الذاكر ؟؟ أين عقلك ؟؟أين ثقتك بالله ؟؟فكن يا بني من جنود الله الذين ينصر دينه بالمحبة و الإخاء و اللين حتى نجمع قلوب الناس واتركوا كل المذاهب و الطوائف و الأحزاب ختاماً نبهنا سماحة الشيخ محمود المبارك إنه نريد الآن وضعها على جانب و نكون على قلب واحد بجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى
أسأل الله لي و لكم التوفيق و جعلني الله و إياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه