معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الحلقة الرابعة

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الحلقة الرابعة
ابتدئ سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس بالقول : بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,
تعودنا أن نلتقي قبل الإفطار في هذه الساعة المباركة لنتذاكر معجزات النبي.
من معجزاته صلى الله عليه وسلّم عندما جاء للمدينة كتب الوثيقة بين أهل الكتاب في المدينة أنّ لكم ما لنا وعليكم ما علينا …..أي سنكون كالإخوة إذا حصل هجوم على البلد تساعدوننا ….وإذا أتانا غنائم نتقاسمها معكم. ونكون كاليد الواحدة…. ونحمي هذا الجسم وهو المدينة …..ووافقوا على ذلك لكنّهم غدروا في عدة مواقف….
ومنها مرّة عندما اكتشف النبي صلى الله عليه وسلم خيانتهم له عندما أرادهم أن يشاركوه لدفع ديّة طلبت من المسلمين حيث تضمنت الوثيقة والمعاهدة بينهم ذلك , إذا أصابت أحد الطرفين ديّة يساعده الطرف الآخر في دفعها وتأديتها …..ومرة قام أحد المسلمين بقتل شخص ما …..فأراد النبي صلى الله عليه وسلم جمع الديّة وطلب قسم منها من أهل المدينة…. وأهل الكتاب…. بعد أن وافقوا ودعوه لعندهم في أطراف المدينة فذهب النبي صلى الله عليه وسلم معهم وهم بنو النضير فأجلسوه أمام البيت ولم يُدخلوه البيت وتآمروا عليه أن يخرج أحدهم من خلف البيت ويصعد السطح ويرمي عليه حجراً كبيراً يستخدم لتسوية الأسطحة وفي البناء ويسمّى المدحلة ,وعندما صعد هذا الرجل لم يجدها…. فذهب ليبحث عنها فأخبروه أنها عند فلان قد استعارها
وفي أثناء هذا الوقت جاء الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالمؤامرة وكان معه أصحابه أبو بكر وآخرين من الصحابة….. وفجأة قام النبي صلى الله عليه وسلم من بينهم وذهب دون أن يعلم أحداً منهم عن حين مغادرته فظنوا أنّه يريد قضاء حاجته و يتوضأ ولكنه غاب وقتاً طويلآً ولم يعد
فخرج الصحابة يطلبونه ويبحثون عنه….. فأجابهم رجل أنه قد رآه منذ قليل في المدينة…. فتعجب الصحابة ولحقوه وسألوه لم تفعل هذا فأخبرهم أنّ بني النضير قد أخلوا بالاتفاق تآمروا علي فأرسل الله جبريل عليه السلام يخبرني بذلك ويحذرني وأمرني أن أخرج من هذا المكان…
فنجا النبي صلى الله عليه وسلم بحماية من ربه .
هذه واحدة مما وردنا الكثير الكثير عن معجزات الرسول النّبيّ.
و منها أيضاً ما قاله أهل المدينة في مجيئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما أتى المدينة قالوا شعرنا بنور وراحة في قلوبنا وكذلك شعرنا عند وفاته كأنّها أظلمت فكما أن الأعمى عندما يشعر بوهج ضياء ثمّ ينطفئ عليه كذلك القلوب عندما تستشعر هذا العطاء هذا الفضل الإلهي ولكن أعمى القلب لن يشعر بشئ كهذا

ومنها أيضاً أنّ الله خصّه بملائكة يحفظونه في كل مكان
وكان سماحة الشيخ محمود المبارك قد ذكر لنا قصة : ومن أحد القصص في ذلك أنّه صلى الله عليه وسلّم كان يصلي في جوار الكعبة فأتاه أبو جهل يحمل حجراً كبيراً وزنه ما يقارب ثلاثين كيلو يريد أن يرمي رسول الله به ….حتى يقضي عليه….. جزاءً له لأنّه يصلّي في الكعبة. وكل غايته أن ينفذ مراده في رسول الله , وضمر هذا المراد حتى أراد تنفيذه حقاً وعندما وصل للكعبة قال له الصحابة هلّم لبغيتك فذلك هو النّبيّ صلى الله عليه وسلم ساجد …..اذهب واقتله , وعندما أراد الاقتراب من النبي صلى الله عليه وسلم رجع فزعاً خائفا ولم يستطيع الوصول إليه , سألوه لم رجعت قال لهم :أما رأيتم ما رأيت , أمرٌ عجيب , فوق رأسه فحل ٌ وهو جمل هائج فاتح فمه يريد التهامي لو تقدمت خطوة أخرى يقتلني
فلمّا ذكر هذا للنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا جبريل عليه السلام جاءني يحميني من هذا الفاجر الكافر
كذلك في قصة أبي لهب عندما أرادت ام جميل الثأر من النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بها في القرآن الكريم أنّها حمّالة الحطب وفي جيدها حبلٌ من مسد…. وأخذتها العزة بالإثم فعندما أتت لم تر النّبي صلى الله عليه وسلم ّ علماً أنّه أمام ناظرها بالكعبة مع صاحبه أبي بكر….. ولكنها لم تستطيع أن تراه, فتعجبّ أبو بكر لم يتفوّه بكلمة , فسأله أبو بكر ما هذا يا رسول الله ؟؟فأخبره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل قد جاءه وستره بجناحه .
ما أجمله يا بني من تكون مع الله وذلك في كل زمان أنّ الله لا يترك المؤمنين ولا يتخلّى عنهم والنّبيّ قدوة وعلامة ودليل لنا .
مثله سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أراد وضعه في النّار لم يصبه منّها شيء وقد تعلّم منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هذا الدرس البليغ أنّه مهما حصل لن يصله أذى من أحد …وقد مرّ صلّى الله عليه وسلّم بظروف صعبة حقاً ولكنه واصل دعوته واستمرّ بها ولم يهاب شيئاً.
فإذا كنت مع الله كان الله معك ويسترك ويفرّج كربك ولكن أولاً عليك أن تحقق معيتك وكينونتك أنك مع الله.
فلا تبحث عن كرامة أو معجزة وليكن شعارك إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي فالكرامة للأولياء
ويكفيك كرامة أنّ أهل الله اختارونا وبدلوا أحوالنا السيئة من معاصي وذنوب وضياع للأوقات إلى حال الصلاح وطاعة الله و نزع الغفلة من قلوبنا ….ووضع العلم والحب والقرآن ….وتطهير قلوب الناس وزرع التآلف فيما بينهم والإخاء و السلامة بينهم .
وبذلك نكون فعلاً مؤمنين مسلمين , أّما من أراد الكرامة وطلبها فهو لن ينتفع ولن يستمر في طريقه.
.بعض المريدين أرادوا من شيخه الكرامة وقد أخبر زملاءه ليروا معه هذه الكرامة فردّ عليه الشيخ وقال : هل تريد أعظم من هذه الكرامة أنكم جالستم الشيخ وأتيتم من بيوتكم على ذنوب عظيمة والله لم يخسف بكم الأرض وقبلكم دون أن يعاقبكم ولكنّه سبحانه وتعالى دعاكم لمجلس العلم لتقويتكم وإصلاح أحوالكم
وهذه أعظم كرامة…ثمّ قالوا له : يا شيخنا لعلك تدلنا على طريقة نتخلص بها من الشيطان ووساوسه فردّ عليهم والشيطان اشتكى عليكم منذ قليل هذا أمر عجيب !! فقالوا كيف ذلك؟! فقال: أنتم تزوجتم الدنيا ابنته وهو يريد أن يزورها من حين لآخر فإذا طلقتموها لن يزورها ولن يزوركم عندها.
أنتم عندما تضعون الدنيا بقلوبكم سوف يستحوذ عليكم الشيطان , والدنيا ليست المال حسب ما يظن البعض لأنّه ركن من أركان الإسلام وليس العمل لأنّه فرض في الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم قبّل يد العالم تشجيعاً له وليس البيت أو السيارة أو متطلبات الحياة ….لأنّ ذلك كله يعتبر من الأخرة والسعي لها إذا استخدم في مرضاة الله وطاعته , إنما الدنيا في تعريفها فهي في الملخص كل ما شغلك عن مولاك فهي دنياك… حتى لوكانت تسريحة شعرك أو ثيابك أو مالك .قال صلى الله عليه وسلم : (اليد العليا خير و أحب إلى الله من اليد السفلى وفي كلٍ خير) لذلك أخرج حب الدنيا من قلبك ولا تنتظر معجزات أو كرامات وعندها ستصبح أنت كرامة زمانك وتصبح كالغواص تغوص في بحر الدنيا وتخرج منه الغرقى وتتنقذهم من غفلتهم
فإذا أردت أن أحصي لكم نسبة الناس الذين غرقوا في هذا البحر لقلت أنهم بنسبة 99% ولا أذل بذلك والله أعلم .
وختم سماحة الشيخ محمود المبارك قائلاً : فالكثير الكثير غارق بحب المال والنساء والطمع والجشع …..وتراهم غافلون عن أمر الله والآخرة
قال تعالى:(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) وكذلك (ومن أماتها فكأنما أمات الناس جميعاً ) وترى البعض يطلق الأحكام الجائرة على غيره وتجده يكفر الآخرين ولو لمجرد عدم وجود لحية في وجهه….ما هذا يا بني ؟! هل تكفّره ؟! لذلك ما هذا الجهل ؟؟ قال صلى الله عليه وسلّم : (من كفّر مسلم فقد باء به احدهما ) فإذا لم يكن أهلاً للكفر كان ذلك لك إذاً, فلا يجوز لك أن تكفّر أحداً إطلاقاً ولو أذنب ولا نخرج أحداً من الملة بذنب ولكن من جهلنا صرنا نأخذ دور المفتي ونفتي على عقولنا لنفسنا ولغيرنا دون أن نرجع لأهل العلم وأهل الفضل .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: