
محبة الله وأثرها في العبادات
الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حقّ قدره ومقداره العظيم , اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ صالحٍ خالصٍ يقربنا إلى حبك ياكريم , الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات , الحمدلله الذي شرفنا بهذا الدين الحنيف ملة إبراهيم , الحمدلله الذي جعلنا من هذه الأمة المحمودة الحامدة الشاكرة لله رب العالمين وبعد …
من منّة الله سبحانه وتعالى على خلقه أنه أمرهم بأشياءٍ وأعانهم عليها بفضل منه وكرم , أمرهم بالطاعات واجتناب المعاصي وهذا الأمر يحتاج إلى طاقة روحية هائلة حتى يجتنب هذه الأمور وهو القائل لا حول عن المعصية ولا قوّة على الطاعة إلا بالله , ومعنى إلا بالله أي إلا بتوفيق الله , فالله إذا أراد التوفيق بالعبد منحه المحبة , مثل المحبة عندما نريد أن نكسّر صخرة بأيدينا نجد المشقة الكثيرة ولكن عندما نأتي بالمنشار الحديد وبالقوة الموتور الذي يديرها نجد أننا قسمنا الحجر إلى أقسام كثيرة من غير تعب ولا مشقة , هذه عناية الله سبحانه وتعالى فينا , وكذلك الإنسان إذا منّ الله عليه ورزقه محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم عند ذلك يجد الأمور الثقال على كثير من الناس كما قال تعالى : “وإنها لكبيرة (أي الصلاة) إلا على الخاشعين” هؤلاء الخاشعون هم المحبون لله ولرسوله ولكتابه ولأحبابه إذا المحبة تعينك على أداء فرائض الله بلذة وسعادة , تؤدي فرائض الله وأنت تتلذذ بها وتتمنى أن تطول بك ,بينما إن لم يكن هناك المحبة أديت الفريضة بتعب وثقل تدخل إلى المسجد لكي تسمع الخطبة تقول طوّل علينا ! في التراويح تقول طوّل وتكسرت رجلينا ! لا يوجد محبة يا ابني لو يوجد محبة لو بتوقف على البنك من أجل أن تقبض لو بقيت تنتظر ثلاث ساعات لا تقول لأحد أنهم تعبونا ولا أننا تعبنا في البنك لأن الأمر فيه أخذ مال , لما تقف مع خطيبتك أو زوجتك في الطريق أو في الشارع أو على النافذة لا تشعر بالتعب ولا بالمشقة لأنه يوجد محبة, لا تقول شوّبنا وتعبنا وهلكنا لأن المحبة عوّضت عليك كل ذلك , أما إذا لم يكن هناك المحبة تأتي إلى الشخص تدق الجرس مرتين ولم تجده ,عندما تراه تقول له والله أتينا إليك ووقفنا ساعة على بابك ونحن ندق الجرس ماحدا طلع علينا , تكسرت رجلينا ونحن واقفين على بابك … لا يوجد محبة ! , أما عندما تدق على باب خطيبتك لو انتظرت ربع ساعة لا تقول لهم لماذا تأخرتوا علي ولا لماذا أخرتموني ولا تعبت ورجلي يوجعوني , هذا الحب الذي منحنا الله عز وجل إياه بفضل منه لنستعين به على أداء فرائضه وما أمرنا به جلّ شأنه , أما إن لم يكن حب فهناك إنسان طقوسي يقلد تقليد ويجد كأنه يطلع على جبل مشقّة في كل شيء , صيام مشقّة هلكنا عطشنا ما أطول النهار , بينما المحب كيف انتهى رمضان , إنه شيء محزن ياريت الله يجددلنا رمضان يتمنى من الله أن يجدده , كذلك كيف سأترك النوم وأقوم للصلاة والله يا أخي نعسانين تعبانين , لكن لما في موعد مع من تحب تنسى النوم والتعب والنعاس والمشقة كلها بهذا الحب , هذا الحب أين أسواقه ؟عندما نريد الذهب نذهب ونبحث عن أسواق الذهب , عندما نريد الثياب نبحث عن أسواق الثيابه , عندما نريد خيول نبحث عن أسواق الخيول , عندما نريد سيارات نبحث عن أسواق السيارات , عندما نريد فلافل نذهب إلى بائع الفلافل , لكن هذا الحب أين ينوجد؟!
سيد الرسل وسيد المحبين يقول معلماً لنا : اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحبّ عمل صالح يقرّبنا إلى حبك .
لنسمع أبي هريرة ماذا يقول في هذا المجال , عندما يتحدث أبي هريرة لا يتحدث من بيت والده ولا من مجلات يقرأوها ولا من فيسبوك المنتشر بينهم أو الواتساب ولكن يتكلم من ما سمعه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فيقول أبي هريرة : يؤتى بالعبد يوم القيامة بين يدي الله (الله يوقف الإنسان بين يديه ) فيسأله فيقول الله عزّ وجل : هل أحببت لي وليّاً ( هل أحببت شخص من أوليائي وأحبائي ؟!) حتى أهبك له (مادام أنت تابع محب لفلان فأنت من عند فلان فكرامة لعين تكرم مرج عيون وكرامة الورد يشرب العلّيق وهو الشوك المؤذي ) ثم قال أبي هريرة الصالحين واتخذوا عندهم الأيادي (ادخل إلى قلبه وعشعش إن استطعت) فإن لهم دولة يوم القيامة (معنى دولة أي كلمته لا تصبح اثنتين من كثر غلاه عند الله , الله لا يفشله من كثر ما لديه كرامة عند الله سبحانه وتعالى )
قال عمر رضي الله عنه وأرضاه : إذا أصاب أحدكم ودّ أخيه (إذا أصبح هناك مودّة بينك وبين شخص) فليتمسّك به (قوّي رباطك وثبته وضعه بولاذ حتى لا ينقطع) فتمسّك به فقلّ ما يصيب ذلك (أندر ما يندر الإنسان الآن أن يجد شخص تنفتح القلوب وتتعانق أندر من النادر , لأن القلوب الآن تنفتح إلى المصالح والغايات والأطماع والمنافع أندر من النادر أن يكون الحب في الله والبغض في الله , هذا من أعلى مراتب الإيمان يوصلك إلى أرفع الدرجات بشرط يكون حبك لله بدون غاية , والله لن يضيّع عليك الدنيا بما أنك تحب لله الله يعطيك الاثنتين لما تحب الدنيا تخسر الاثنتين بعد ذلك تصبح أنت وهو أعداء , قال الله تعالى في سورة الزخرف “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ” الأخلاء المحبين بعضهم في الدنيا لمنافع وغايات ومطامع إلا المتقين اللذين أحبوا بعضهم لله ولا يريدون من المحبة إلا إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي )
قطب العبادات التي تدور عليها كل العبادات وكل الطاعات ويدور عليها الإيمان بنفسه هي محبة الله , مادام النبي صلى الله عليه وسلم يقول “لا إيمان لمن لا محبة له ” فلتنظر لنفسك إذا ليس فيك محبة لله مهما تقول أنا مؤمن كلام من الجوزة وفوق , لأن الأساس سوف يظهر الحب مكانه القلب .
من علامات الحب أن ترى أمر الحبيب لذة على قلبك مهما يكن , تقوم الله تنسى النعاس تنسى النوم , الحبيب يقول قم في الله يوجد موعد في الليل , يا ابني بعض الشباب عندما يحب فتاة لو كان جبان وقالت له الساعة 2 بالليل بنصف التربة موعدنا ينسى النوم وينسى النعاس وينسى الخوف الذي كان يخافه و لو سألناه على أي طريق أتيت يقول لا أعرف أي طريق أتيت منه , هذا حب الصادق , أحب فتاة حب فناء لكن “وحب الروح مالوش آخر لكن حب الجسد فاني” هذا الحب الفاني أنساك على أي طريق , أنساك البرد والخوف والتعب وكلشي هذا هو الحب . لكن عندما يكون لله يكون أقدس وأعظم وأجل ويرفع عنك التعب في العبادات تجد إنفاق المال لذة على قلبك , تجد ترك النوم لذة على قلبك , تجد في البرد والشتاء مداوم على الطاعات وغير ذلك , وتجد اللذة لأنك تريد الله محبة صادقة مخلصة , فإذا كل العبادات وطاعات الطائعين و ذكر الذاكرين وخشية الخاشعين كلها من أجل محبة الله , هذه الشجرة والغرسة لميناها وأصبحت شجرة وأطعمناها وسمّدناها ورشّيناها و بخّيناها وسقيناها ما الغاية ؟! الورق ؟ لا , الأغصان الكثيرة ؟ لا ,لكن ؟! غايتنا الثمر , فإذا لم تعطي الثمرة , عبادتك إذا لم تخرج منها حب فاذهب وابحث عن شخص يطعمك ويبدّلك من مشمش كلّابي بطعم صغير ليصبح مشمشك بلدي ويصبح غالي , أما الآن بين النعال المشمش الكلابي يسقط ولا أحد يلمه , بعد ذلك يجمعوه ويقومو بصنع قمر الدين تمشاية حال , أما البلدي بالحبة يركزوه ويضعوه على موائد العظماء من أغلى الأسعار , فأنت تكون أول شيء بلا ثمر يطعموك فتصبح مع ثمر و ممكن تطلع مشمش كلابي , ابحث عن اختصاصي على مستواك يطعمك فيتحول المشمش الكلابي و تصبح شجرتك تعطي المشمش البلدي , طعم صغير حجمه كحجم عين الصوص , طعم صغير من المشمش البلدي يوضع على المشمش الكلابي ولكن بعلم وباختصاص ” ما مين صف صواني بيصير حلواني ” شخص يصنع لك الهريسة تأكل كل الصحن , شخص آخر يصنع لك مدلوقة وهريسة تتقيّأ بسببهم , كذلك قلبك يحتاج إلى تطعيم بمحبة الله ومحبة رسول الله , لما تحب يا ابني تنسى كل شيء اسمه تعب في الطاعة , وتنسى كل شيء اسمه بعد , وتنسى كل شيء اسمه فناء , أصبح حبك حب البقاء , ومن فاتته هذه المحبة فاته كل خير في الدنيا والآخرة , لو يجمع الدنيا جميعها سيحشر خسران نادم ونسمعه يردد وهو في النار ” لو كنا نسمع أو نعقل ماكنّا في أصحاب السعير ” ما وصلنا إلى جهنم لو كنا نفهم وفينا عقل كنا التفتنا إلة من يعلمنا محبة الله ويزرع فينا محبة الله و يسقينا محبة الله حتى تصبح شجرة مثمرة نأخذ منها أغصان نزرع يصبح لدينا بستان من الأشجار التي تثمر محبة الله , أينما جلسنا نعلم الحب , انظر يا ابني الفحمة الشاعلة أينما تجلس تعلم حواليها كلهم اتركو شحواركم وخذوا من ناري , خذوا من حماوتي , خذوا من نوري توزّع نور على كل من حولها , إذا لم تكن مصدق فانظر إلى السيجارة كم سجارة تولّع ؟! أنت كم شخص ولّعت ؟! لم تولّع لأنك منطفئ إذا كنت تريد التوليع فيجب عليك الدوام على ذكر الله و مجالسة أهل الله وتتعلم محبة أهل الله , فانظر بعد ذلك أينما تجلس تؤثر بالغير , الغاية من الختم التأثير , إذا ضربنا لك عشرون ختم على أوراقك ولم يُعلِّم هذا الختم لن يقبلهم أحد ! … فالغاية من الختم أن يُعلِّم , الغاية من الحب أنك تؤثر بمن حولك, انظر إلى النائحة وإلى الثكلة , النائحة من خلال المال يأتوا بها لكي تبكي الناس كاذبة لا أحد يبكي كل هذا البكاء (آخ و آخ ) كذابة تتحدث بلسانها فقط , أما الثكلى عندما يموت ولدها عندما تقول (آه) تؤثر في قلوب الناس بدون إرادتهم , فلتأتي واحدة وتمثّل تمثيل وتقول ابني ضاع دخيلكم ابحثوا لي عنه لا أحد ينتبه لها , أما عندما تأتي أم الولد الحقيقي وتقف بين الناس وتقول دخلكم ابني ! كلهم يسرعوا ويبدأوا بالبحث عنه ويسألوها عن علامة ابنها … شغلت لهم ولعة وهم بنزين اشتعلوا , فكم هناك فارق “ليجزي الله الصادقين بصدقهم” كم هناك فارق بين الحب التقليدي والممثل والحب الحقيقي الذي يؤثر , فهذه الذي يخسرها يخسر خير الدنيا والآخرى .
قالوا “أعظم نعمة ينعم الله بها على الإنسان هي محبته لأنها هي الرباط بين العبد وخالقه ” المحبة هي الرباط بينك وبين الله , لو جرّوك إلى المعصية جرّ لا يمكن أن تنفذها , أما همت به وهم بها , ما معنى هم بها ؟ الذي لا يفهم يفكر همّ بها مثل هم العشاق , لا يا ابني لا يمكن للأنبياء المعصومين أن يصلو إلى هذه المرتبة , هم بها أي يريد أن يدفعها و يدفشها و يضربها ويخلص عليها مثل سيدنا موسى وكز الفرّان و قضى عليه , الله أراه آية يقال أن سيدنا إبراهيم رآه يقول له لا تفعل هذا وأشّر له انتبه سيقولون أنك أنت هجمت عليها وهي تدافع عن نفسها وفقتلتها لأنها لم تمكّنك من نفسها ستنقلب الآية عليك ! فاتركها , هذه همّ بها أي يدفعها ويدفع المعصية عنه لو جرّوك إلى المعصية تهرب أنت من المعصية , لذلك تقول أنا بحب بحب , هذا الميزان “تعصي الإله و أنت تدعي حبه هذه لعمري في القياس بديع , لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع” هذه العلامة إن المحب لمن يحب مطيع , فإذا تسارع إلى طاعة الله وتجد فيها اللذة هذه علامة الحب , أما إذا دفش فإذاً يجب أن تنتبه للمحرك ,إلى متى ستبقى تدفشها ! بنزين المحرك اربعين يوم إذا تصدق أربعين يوم عند الميكانيك الأصلي وتسلمه قلبك ويعلمك ذكر الله ” من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت يناببيع الحكمة من قلبه على لسانه” انظروا إلى هذا السر العظيم إذا الحكمة موجودة في قلبك , ولكن مثل هذا البترول و المياه الجوفية تحتاج إلى من يخرجها مثل الفوسفات والمعادن الذين في التراب تحتاج إلى من يخرجها , لاتجد نهر من الذهب يمشي و أنت تلقط من الذهب , عليك أن تأخذ التراب وتغسله و تخرج منه عدة معادن وتفصلهم عن بعضهم , تحتاج إلى اختصاصي , كذلك إخلاص أربعين يوماً صباحاً , فإذا أخلصت تتفجر ينابيع الحكمة تصبح كل كلمة فيها دواء , لما نجالس الزنبق يعمل لنا محاضرة أني سأطيب أنفكم ؟! لا , الزنبق ساكت ونحن ساكتين ولكن بدون إرادتنا وهو بدون إرادته يعطينا الرائحة ونحن نشم الرائحة , أيضاً عندما يكرمك الله ياواصل المنقطعين أوصلنا إليك وينوصل قلبك وتيارك بدون إرادتك تصبح تضيء لمن حولك , المكيف لما يدور يقول لنا أريد أن أبردكم أو أسخنكم ؟ لا , كذلك أنت عندما يكرمك الله “إن المحب لمن يحب مطيع” بدون إرادتك تجد طاعة الله ألذ على قلبك من الظمآن لما يحضروا له الماء البارد المحلّى بالعسل كم يرى لذة ؟! , أنت تجد اللذة في العبادة أكثر من هذا
كانت رابعة العدوية تأتي إلى زوجها بعد العشاء بعد أن تتزين (هذه سنة) وتقول له : هل لك من حاجة ؟ فإن قال لها لا ,عادت غيّرت الثياب ولبست الصوف , لماذا يلبسوا الصوف ؟ لأن الصوف يغزوز الجسد من أجل أن لا ننعس ونقضي صلواتنا كلها غفلة ونعاس , جرّب كنزة صوف وتجد أنها تجعلك تحك جسدك , فلبست الصوف وقالت هذه ليلة الركوع , أي أطول شيء في الركوع , كذلك تأتي في اليوم الثاني وتقول هل لك من حاجة فيقول لا , فتأتي وتغيّر ثيابها وتقول هذه ليلة السجود (أي أطول شيء في عبادتها يكون السجود ) , هل لك من حاجة فيقول لا تقول : هذه ليلة القيام , هذه فتاة كانت رقّاصة ! لو كنت رقّاص و أتيت إلى أهل الله يجعلوك أفضل من الملائكة “أيها الشاب التائب أنت عندي كبعض ملائكتي ” والدليل أنك أفضل من الملائكة أن الملائكة سجدوا لأباك آدم , أنت عندما تصبح مليء بالعلم فتتبارك فيك الملائكة “إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاءً لما يصنع المؤمن “عندما تكون على جناح الملائكة أي أنت محفوظ بعناية إلهية , لماذا يا ملائكة تمدّوا أجنحتكم ؟ قال رضاءً لما يصنع , لأن عملك هذا مشرّف فلذلك الملائكة تكرّمك بأجنحتها تأتي بك , ولكن تحتاج إلى الإخلاص , أين يتبع الإخلاص ؟!
لذلك “فلنأكل الفول ونرجع إلى الأصول ” صلاتنا مثل نقورة الطيور و نقول لهم انظروا لقد صلينا و حجينا ثلاث حجج يقول له : ابني أعطيني الصينية التي أحضرتها من الحجة الأولى و الكاسات التي أحضرتها من الحجة الرابعة والإبريق من الحجة التاسعة , لو مئة حجة تعدهم اذهب وتوضأ من أول وجديد وعليك أن تعيد حججك لأن هذا كله رياء وأنت منتظر الناس يمدحوك وينفخوك ! , كانوا يعملوا العمل ويجلسوا يبكوا ويقولوا : لا ندري أهو لنا أم علينا , أما نحن القليل من الماء نطفو ! هذا دليل على أننا خفاف , خشبة صغيرة تطفو على كأس ماء ! حتى لو ربع كأس تطفو . أما نحن كل شخص مننا يفتخر ببيته وبسيارته وبأرضه , مرة شخص لا إله إلا الله قال لي : لدي عقارات تثقّل الأرض , فضحكت , قال لي لماذا تضحك ؟! قلت له : أضحك على كلامك فمن أنت ومن أرضك ومن بلدك حتى تثقّل الأرض ؟! أنت بالنسبة إلى الدنيا لا تساوي البلوكة , بالنسبة للسماوات الأولى لا تساوي برغشة , بالنسبة للسماوات الثامنة والتاسعة والعاشرة … حتى أصبحت لا يستطيع أحد أن يراك من الخريطة ولا أرضك حتى , لكن هذا الغرور انزعوه من رأسكم ! عد عندما يضعوك في القبر ويضعوك صندويشة للدودات لن تنفعك أرضك ولا عشيرتك ولا أنا أبو فلان ولا مخترة ولا شوارب ولا ذقن حتى , الذي ينفعك “إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” دعنا نرى يدك التي تمد للناس والمحتاجين , دعنا نرى يدك عندما تسد المديونين , كان عندما يموت الإنسان و عليه دين لا يدفنوه إنما يضعوه في سجن الأموات , نفس الشارع هناك مكان اسمه سجن الأموات يمرّوا الأغنياء مابه هذا الشخص ؟! يقولوا له : مات وكان عليه كم ليرة ذهب وليس لديه من يدفعها له , يقول هذه مني أنا فادفنوه , لا يدفنوه وهو عليه دين ! , أما الآن عليه دين أم ليس عليه دين يدفنوه بنفس المكان , أباك مديون يقول الابن دعه في جهنم يتدفا !! الحق على الولد الذي يقول هذا الكلام ؟! أم على الأب الذي لم يربيه ولم يفهمه ولم ينفق ويسد ديونه قبل أن يموت ! هذا محروم من رزقته
الحب يا أخواننا له لذة وحلاوة ولكن أين يذاق ؟! العسل أين يذاق ؟! في اللسان , والزهر والريحة الطيبة أين تذاق ؟! في الأنف , والجمال والمنظر الجميل أين يذاق ويُرى ؟! في العين , والحرير كيف ينلمس ؟! باللمس , والإيمان والمحبة أين ؟! في القلب وهو مكان السر , هذا يذوق الحلاوة , قال النبي صلى الله عليه وسلم : “من ذاق حلاوة الإيمان ” ماهي علامتها يا رسول الله “قال من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ” يجب أن يكون الله ورسوله أحب إليك من كل مافي الوجود , إذا وصلت إلى هذه المرتبة فأنت محب وإذا لم تصل وأنت صادق في يوم من الأيام تصل , ولو متت أرواح العلماء الله جل جلاله السابقة والسالفة والباقية كلها تتعاون حتى تستكمل فضائلك وتحشر يوم القيامة مع أهل الكمال , انظر إلى العناية الإلهية هؤلاء أهل المحبة, لو مات الإنسان ولم يستكمل هذه المحبة في عالم البرزخ يراقبوه ويكملوه أهل الله هناك جماعة يكملوك وهنا جماعة يكملوك حتى تحشر يوم القيامة مع أهل الكمال (آخذ دكتوراة كاملة) وإن كنت مع أهل الكمال هذا هو المقصود أن تلتقي بالمعبود وأنت العبد على الكمال لأنه جل جلاله جعل لك هذا المشتل في الدنيا حتى تنمو به وترجع إلى الآخرة من أهل الكمال.
جعلنا الله سبحانه وتعالى من أهل الكمال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمدلله رب العالمين ومع سلامة الله