قصص عن فتوة الإسلام

        " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"                                                               

الإسلام حملة الفتية ونشره الفتية ولو كانوا شيوخاً كباراً فهم فتية في قلوبهم وعقولهم وهممهم، ونجد من حُرِمَ بركة الدّاعي المجالس لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو ومن خلفه شاباً ولكن همته همة الشيوخ العجائز. وصف الله عزوجل أهل الكهف: بسم الله الرحمن الرحيم = إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى = فلالله تبارك وتعالى يمد من سعى للدنيا ومن سعى للآخرة = بسم الله الرحمن الرحيم = كلاّنمد هؤلاء وهؤلاء= وليس فقط أصحاب الكهف ذكروا بالقرآن أنهم فتية أيضاً قوله تعالى: (( قالوا سمعنا فتى يقال له إبراهيم )) وأيضاً (( إن إبراهيم كان أمّةً )) ليس بالكلام كان أمة وإنما نكون أمة بالتطبيق والا قتداء سيد الخلق صلى الله عليه وسلم . لماذا سيدنا إبراهيم عليه السلام أخذ مرتبة أباالأنبياء ؟ لأنّه عندما
كسر الأصنام بالفأس لم يكسر كبير الأصنام وإنما علّق الفأس برقبة سيد الأصنام وعندما رجع قومه من رحلتهم التي رفض سيدنا إبراهيم الذهاب إليها معهم لأنه قرر عندما يرحلون يقضي على أصنامهم . فرجعوا وشاهدوا الأرض كلها حجارة ولا يوجد أثر لهذه الأصنام غير الكبير منهم. قالوا : من فعل هذا؟ قالوا: سمعنا فتىً يذكرهم ))أي يذكر الأصنام بسوء)) يقال له إبراهيم . وهنا حكمة النبي النبي صلى الله عليه وسلم لم يكسر الأصنام قبل أوانها…… سيدنا إبراهيم قام بتحطيمها قبل آوانها أُلقيَ في النار النبي صلى الله عليه وسلم ، تعلم من سيدنا إبراهيم . هذه دروس لنا لا نكسر الأصنام ولكن على حسب طريقتك . أي لا تتحدى الجبال والصخور قبل آوانها. أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحاً قام بتكسير الأصنام فأصبحوا أهل الأصنام يساعدوه على تحطيم الأصنام . وأيضاً قام بتكسيرها أبو
سفيان الذي حاربه وحاول إيقاف دعوته . إذاً ( سمعنا فتىً يقال له إبراهيم ) قالوا: احضروه لنحاكمه نؤدب الناس به . قالوا: من فعل هذا يا إبراهيم ؟ فأشار بإبهامه صلى الله عليه وسلم هذا كبيرهم. اسألوه إن كان ينطق . قالوا: تعلم إنه لا ينطق ،قال : إذاً أين عقولكم تعبدون من لا يسمع ولا ينطق ، خرج إبليس من بينهم يقول: طفل صغير يغلب عقولكم فتصبحوا ضعفاء أمام الناس ، ألقوه في النار وانصروا آلهتكم . فقاموا وجمعوا الحطب ليلقوه في النار ، يتخيلون أن ليس له دعم عندما نكسب الله تكسب كل شيء عندما تسخر نفسك لله الله تعالى يسخر لك كل قوته لك، يعمل الكون كله لأجلك ولو كنت أضعف خلق الله ، فقط تكون صادقاً (( ليجزيَ الله الصادقين بصدقهم)) إذاً عندما جمعوا الحطب كانت النساء عندما تنذر نذر مثال: إذا عاد ولدي من السفر سأضع خمس حزم من الحطب لينحرق به إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
وامرأة أخرى تقول إذا أنجبت الولد سأضع أيضاًالحزم. جمعوا الحطب بالوادي ويقال إذا وضعوا ثلاث جمال فوق بعضهم لايصلون لوجه الأرض من عمق الوادي. جمعوا ووضعوا سيدنا إبراهيم بالمنجنيق ، أتى سيدنا جبريل عليه السلام وقال لسيدنا إبراهيم وقال له: أتريد مساعدة ؟ قال سيدنا إبراهيم : منك لا ، فقطعوا الحبل وطار منها سيدنا إبراهيم وفي طريقه بالجو إلى النار، عاد وتعرض له سيدنا جبريل وقال له : هل لك من حاجة ؟ قال سيدنا إبراهيم : منك لا. قال : من ربّك ؟ قال وهل أنا مستغني عن ربّي! قال سيدنا جبريل : اطلب من ربك؟ قال سيدنا إبراهيم: علمه بحالي يغني عن سؤالي . إذاً تفسير هذا: ياترى الله غائب حتى يخبره بهذا حاشا وكلا. إذا كنت من جنود الله وصادق بدلالة الخلق للهدى والخير والمحبة والإخاء وتريد أن تهدي الناس إلى النور والتقوى، مثلك كمثل الطبيب الذي عيادته سبيل، هكذا الداعي يجب أن يكون . اجعل عملك كله لله وسترى الفضل الإلهي والكرم في الدنيا والآخرة .فألقي سيدنا إبراهيم في النار .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: عندما ألقي إبراهيم في النار لم يكن في الأرض دابّة إلا كانت تطفئ النار إلا الوزغة ( البريعص) لماذا إذاً قتلها حلال ؟ لأنهاذهبت تنفخ النار على إبراهيم الخليل حتى تحرقه ولكن الضفدع كان يملأ فمه ماء وذهب يطفئ النار على خليل الله . (( هذا درس بحاله)) أي : أبت النفوس المريضة أن تخرج من الدنيا حتى تسيء إلى من أحسن إليها بعض الصحابيات دخلت على السيدة عائشة رضي الله عنهنّ جميعاً. فوجدت عندها رمح قالت: يا أم المؤمنين ماذا تفعلين في هذا الرمح؟ قالت نقتل به الوزغ . وذكرت لها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم يكن هناك دابة …..) فالنبي أمرنا بقتلها. وهنا ننظر لرحمة الله، الوزغة أمرنا بقتلها ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وضّح لنا كيفية قتلها .قال: إذا قتلتها بضربة واحدة فلك عشر حسنات، وإذا قتلتها بضربتين، فلك خمس حسنات ، أما إذا ثلاثة ضربات، فليس لك شيء،
وأما إذا أربع ضربات هنا يلزمك العقوبة لأنك قمت بتعذيبها. يا إخواننا أدق من موازين الذهب .دقّة الشرع، أي مع أهل النفوس الضعيفة علينا أن نلاطفهم ونتحمل كل ما يصدر منهم حتى نتخلص من شرهم وإذا جاروا علينا فرب العزة يتدخل هنا جل جلاله. هناك أحد العُبَّاد نظر في بحرة من البحيرات فشاهد فيها عقربة بدون شعور أخذته الشفقة وركض ووضع يده تحت العقربة كي لاتموت العقربة فشكرته فقبلت يده أي قامت بوخزه فقالوا له : هذه عقربة لم فعلت هذا معها دعها تموت، قال لهم: أنا عملت بفطرتي وهي عملت بفطرتها. نعود لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، فبعد أن ألقي في النار يقال أن أباه نزل بعد أربعين يوماً عندما بدأت النار أن تخمد وتنطفىء ليأتي بعظمه ويدفنه لكي لا يتكلم الناس عليه وقيل أن أباه متوفى ولكن هذا جده ( آزر). فما أتاه وإذ وجده في بستان حيث الأشجار والحساسين والمياه العذبة . بدون إرادته قال
له : يا إبراهيم إنّ إلهك لعظيم، قال له : يا أبتي ألم أقل لك أن تؤمن ، قال : تتكلم الناس في حقي أخشى أن تتكلم النساء وبقي سيدنا إبراهيم يقول وينصحه يا أبتي يا أبتي ، فقال جده إذا لم تكف لأرجمنك واهجرني مليا. كان سيدنا إبراهيم يبيع الأصنام عندما يصنعها جده يمشي سيدنا إبراهيم في الأسواق ويقول وينادي من يشتري شيئاّ يضره ولا ينفعه يأخذ عشرة أصنام يعود ليلاً بعشرة أصنام. كرّه أباه بصناعة الأصنام يقول له بدل هذه الصناعة. هنا حكمة إلهية، لم يخالف أباه ولكن استخدم الحكمة وهذا توفيق إلهي . إذاً هؤلاء أطفال الإسلام أطفال القرآن . يايحيى خذ الكتاب بقوة. وأيضاً الأطفال في عزوة بدر عندما خرج صلى الله عليه وسلم من أجل القافلة فتبعه بعض الأطفال فأراد النبي أن يردهم إلى المدينه بعض المنهم أصبح يبكي فالنبي أخذ الطفل الذي يبلغ العاشرة او الحادية عشرة سنة والطفل الثاني لم يأخذه فأصبح يبكي ويقول لماذالا تأخذني يارسول الله أنا أقدر على قتال أخي الذي آخذته وأقاومه أيضاً. فالنبي قام بالتجربة بينهم فقاموا بالقتال وعلي الصغير أخوه الذي قام النبي يأخذه أولاً. فأذِن النبي لهم وخرجوا للمعركة
فكان أخوه مصعب بن عمير ومصعب يحمل أغراضه لهذا الولد لايستطيع السير هذه المسافات. فكان من هؤلاء الأولاد الذين ذهبوا لهذه المعركة سبباً لقتل أبي جهل ( فرعون هذه الأمة) كيف قتلوه؟؟ يقولون أين أبو جهل حتى وجده، فذهبوا عند ناقته وقطعوا لهاعصب قدميها عندما انقطع عصب قدميها سقطت للوراء فوقعت فقط أبو جهل منها وبدؤوا يطعنوه بخناجرهم الصغيرة ، فأتى أبو مسعود وقضى عليه تماماً وأخذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إذاً أهل الكهف : إنهم فتية وهذه فتوّة سيدنا إبراهيم ، وهذه فتوّة أصحاب النبي . بعض الصالحين عنده طفلة متربية على الإيمان في يوم من الأيام كانت تمشي فوقعت على يدها وانجرحت جرح كبير، أخذوها للطبيب فداواها وقطع الدم. فسألها أبوها؟ أتألمت ؟ قالت الحمدلله على قدره، فقالت: يا أبتي أتحبني ؟ قال: كيف لا يحب مثلي مثلك قالت: كيف؟ أتحب مع الله أحد ؟
أسأل الله أن يفرغ قلبك لمحبته قال : لا يا ابنتي ، فقال بعد فترة توفيت . (( هذه هي فتوة الإيمان والإسلام )) لذلك بعض الشعراء يقول: شبابُ الجيلِ للإيمان عودوا أنتم روحهً وبهِ تسودوا وأنتم سرِ نهضتهِ قديماً وأنتم ……إلى ماهنالك من الأبيات ..) إذاً علينا زرع المحبة والإيمان والإخاء وفعل الخيرات لأبنائنا ونشره ولو كان شيء بسيط كعود الكبريت لعلها تألف بين الناس وتقربهم إلى الله قال: إذا كنت مع الله فلا تخف من كثرة أعدائك .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: