قصص الأنبياء سيدنا نوح الحلقة 6

قصص الأنبياء سيدنا نوح الحلقة 6
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك : سيدنا نوح عليه السّلام عاش أكثر من ألفي سنة في الدعوة الى الله نتعلم منه الصبر على النّاس الذين ما زالوا على نهج الطبيعة البشرية في التعالي والتكبر والأذى ونتعلم التواضع والصبر على أذى النّاس لنا وندعوهم الى الفضيلة والخير، يجب علينا أن نتعلّم من هذه المعاملة ولا نتشبه بولده الذي رفض الايمان واختار الكفر والنساء أيضاً يجب ألا تتشبه بزوجة نوح التي وصفها الله أنها كانت خائنة له بعقيدتها وليس في عرضها، النبي ﷺ قال: ” ما كان لزوجة نبي أن تكون باغية” لكن خيانتها كانت خيانة العقيدة.
ومن أنواع خيانتها أنّها كانت كلّما أسلم أحد مع نوح من قومه ذهبت وأخبرت عنهم فكانوا يأتونهم ويعذبونهم وكانت تنشر الدعاية أن نوح مجنون وكثير من النّاس أخذ بكلامها.
سيّدنا نوح أبو البشرية الثّاني ولديه أربع أولاد وكانت ألوانهم مختلفة منهم أحمر ومنهم أبيض ومنهم أسود الأوّل اسمه حام وكان مؤمناً وسام مؤمن ويامن مؤمن ويام رفض الإيمان، وعندما عصى القوم نبيّهم واتّبعوا الشهوات والفساد والأصنام فالتجأ نوح الى الله في طلب النجدة فألهمه الله أن يصنع الفلك أداة النجاة (وحملناه على ذات ألواح ودسر).
ألواح الخشب والدسر هي المسامير فأنجاه الله في هذه السفينة فكل مؤمن عندما يجد الضيق وعندما يؤذوه وهو ينشر العلم والإخاء والمحبة ويمهّد الطريق الى الجنّة أمام النّاس فيأتي جنود ابليس ليخّربوا على المؤمن وفي ذلك قال سماحة الشيخ محمود المبارك : لذلك عليك في هذا الحال أن تصنع النجاة لنفسك ألا وهي ذكر الله “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه”.
هذه السّفينة هي سفينة التقوى والتوكل على الله في النجاة الحقيقية التي لا تحتاج الى ألواح ودسر وتمشي في البرّ والبحر فيجب علينا أن نعتبر من قوم نوح.
قال تعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز”.
ربّنا سبحانه وتعالى بكن واحدة قادر أن يذهب بالخلق جميعاً اذا عصوا ويأت بخلق جديد لذلك علينا الصمود في نشر الخير ولو أن البشريّة كلّها وقفت أمامنا فالله معنا هو خير الناصرين ، يجب علينا العمل لله وزرع الخير من غير تحزّب وتحيّد وغايات مادية ، عندما جاءت العلامة لسيّدنا نوح ليركب في السفينة مع النّاس والحيوانات عندما ينبع التنّور فلما رأى ذلك أخبرهم ولكنّه نسي المرأة العجوز التي كان يزورها وكان لديها من الأبقار في البريّة وكانت تعلم أنها عندما ترى الطوفان سيأتي اليها سيدنا نوح ويأخذها لكن نبي الله نسيها وعندما ارتفعت السفينة وبدأت تسير في الماء تذكّر نوح العجوز المؤمنة وعندما توقفت السفينة على الجودي عاد النبي الى تلك المرأة ليرى ما حدث لها فلمّا رآها مكانها قالت له هل حان وقت السفر يا نبي الله؟ فتعجّب وقال لها ألم تشعري بشيء قالت لا ولكن شعرت أن السماء الزرقاء قريبة مني كثيراً كأنّها قبّة فوق خيمتي وفوق رأسي وحفظها الله بفقاعة من الهواء وهنا الحكمة عندما تكون مؤمن حقيقي لن يضيّعك الله وسينجيك.
وعندما أمر الله سيدنا نوح أن يصنع السفينة كان يصنعها بإشراف جبريل فكان قومه يأتون اليه ويستهزؤون به وهو يقول: “إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون” ولم يكتفوا بهذا الاستهزاء والسخرية بل كانوا عندما يعود الى بيته يأتون في اللي الى السفينة ويتغوّطون فيها وعندما يأتي صباحاً ليعمل فيها كان ينظّف الأوساخ ليعمل وماذا فعل لهم نبي الله ليعاملوه هكذا؟ هو يريد لهم سعادتهم ويعلّمهم الاستغفار ” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا”
لكن الله لم يتركه “ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً الى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم هم المنصورون” كيف كانت نصرة الله لسيدنا نوح؟ أرسل عليهم داء كالجرب ولم يجدوا له دواء فكان أحدهم يتغوّط في السّفينة فتزحلق وامتلأ جسده منها ثم عاد الى منزله فاستحم فوجد أنّه شفي من مرضه فنشر الخبر بين الجميع أن الأوساخ في سفينة نوح هي الدّواء لهذا المرض فهجموا على السفينة ونظفوها بأجسادهم وجعل الله شفاءهم بأوساخهم.
وقد اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك : الحكمة: كن مع الله يكن الله معك
الله تكفّل بنصر المؤمنين فلنكن مؤمنين والمؤمن يقتدي بالأنبياء وينشر العلم والمحبّة ولا ينتظر ولا يطلب من الناس الشكر والمدح ووصف الله تعالى المؤمنين “يحبهم ويحبونه” لنكن من هؤلاء المؤمنين الذين يزرعون الخير والمحبّة وليكن رجاءنا الوحيد إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي والحمد لله رب العالمين.

(Visited 3 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: