
طاعة الأب و الزوج
السبت درس النساء صباحاً 10-10-2020
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس قائلاً : لقمة الحرام تمنع من رفع العمل أربعين عاماً، إذا دخل الى ثوبك خيط حرام أصبح الثوب حراماً.
تعلّمنا من سيدنا آدم درساً أن الطّاعة تؤدي الى أن تكون في كنف الله وبالمعصية تبتعد عن الله وحال العاصي الدّائم على المعصية هو البعد والجفاء أمّا العاصي التّائب إذا قال يارب يقول الله تعالى: لبّيك عبدي لبّيك عبدي ثلاثاً والشّاب التّائب حبيب الله قال تعالى: “وادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.
والموفّقة فيكن من اقتنعت بأنّ كل تحرّيم سببه الضرر وكل حلال فيه سعادة وحياة وهذا الاعتقاد يجب أن يكون يقيناً عندك كيقينك بـ لا إله الا الله، علينا أن نقوم بالطّاعات مع السّمع والطّاعة لكلام الشيخ على سبيل المحبة والثقة لا على سبيل التجربة وطلب الاقتناع.
من قال لشيخه /لماذا فقد هلك /،وهم على قدم النبوة، النبي ﷺ كان يستفيد من تجارب اخوانه الأنبياء الذين سبقوه والعلماء ورثة الأنبياء لا تكوني كمن تمنى أن يكون مثل قارون “يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون” ولما خسف الله به الأرض وبماله حمدوا الله وقالوا: “إنه لا يفلح الظالمون” كوني على يقين أنه من قدّم ذرّة لله أعطاه الله مجرة.
لذلك فإنّ الله وضع لك منهاج السّعادة بطاعتك لزوجك ورعاية أولادك خذي العلم من العلماء وليس من الكتب لتكوني زوجة وأم ناجحة، بعض الأزواج دعا أهل زوجته على العشاء ووضع لهم في الصّحون شهادة ابنتهم فقال والدها: نريد الطعام، فقال الصهر: ابنتكم لديها شهادات وعلم ولا تعلم كيف تطبخ..
كوني نظيفة “النظافة من الإيمان ” لا مانع من العلاقات والزيارات لكن ليس على حساب نظافة بيتك وطاعة زوجك…… ابنتي تعلّمي من العلماء كما تعلّم الصحابة من رسول الله ﷺ ….فأصبحوا …أدباء فقهاء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
يجب أن تقتدي بالسيدة مريم عليها السّلام في التّعبد والتّقرب الى الله واتّباع المربي، كان سيدنا زكريا يشرف على تربيتها وقد تمّ بناء غرفة لها في المعبد وعندما بلغت عامها الحادي عشر أصبحت ترى الملائكة وأصبح سيدنا زكريا يرى عندها فاكهة الصيف في الشّتاء وفاكهة الشّتاء في الصّيف ويقول: يا مريم أنى لك هذا، قالت: هو من عند الله.
يجب أن يكون لك دور في الدّعوة إلى الله ولسان حال ولسان قال، عندما صبرت وتعبدت السّيدة مريم صارت أمّاً للمسيح عيسى عليه السّلام وكانت صدّيقة، تقيّة، نقيّة وفي بداية قصّتها أن أمّها نذرتها عندما قالت: “ربي إني نذرت لك ما في بطني محررا” فلما وضعتها قالت * رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذهابك وذرّيتها من الشّيطان الرّجيم*
تابع سماحة الشيخ محمود المبارك قائلاً : سنتعلم من هذه القصّة أن ننذر أطفالنا كلّهم لله ولخدمة دينه، ويجب أن نحافظ على هدوء البيت من أجل الأطفال، ويجب أن نتعلّم الطيران ثم نعلّمه لأطفالنا، والقرآن الكريم ذكر لنا أهميّة طاعة الابن لأبيه عندما أطاع سيّدنا إسماعيل أباه سيّدنا إبراهيم في أمر الذّبح نزلت الآية “وفديناه بذبح عظيم”.
عندما يأمرك أبوك بطاعة لا تتكاسل بل أطعه فورا وعندما يأمرك بمعصية “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” قال تعالى: “وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا إنّا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار”.
يا أبي هل تأخذ مكاني في النار “قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد” يجب أن يكون الآباء مؤمنين حتى نطيعهم وإن أمرك والدك بمعصية ناقشه وحاوره بلطف وحكمة.. اخدمه وتودّد إليه.. سارع في تلبية طلباته وتوفيرها له حتى يحبّ دينك والتزامك، أما ان طلب منك شيئا ولم تلبّه إلا بعد أيام سيقول أهكذا يأمرك دينك؟
كان سيّدنا إدريس خيّاطاً وكان له بكلّ غرزة إبرة تسبيحة لذلك قال رسول الله ﷺ كان كل يوم يرفع لإدريس من العمل بقدر ما يرفع للخلائق “ورفعناه مكانا عليا”.
ذو الكفل كان قاضياً وقد أوصاه يوشع بأن يصوم النّهار ويقوم الليل ويحكم بالعدل وقد وفّى بالعهد فهل نحن نوفي بعهودنا.
خذي عبرة من السّيدة هاجر عندما سلّمت بأمر الله وأطاعت زوجها سيّدنا إبراهيم حين تركها وابنها إسماعيل بواد غير ذي زرع، أطاعت زوجها ولم تقل كيف تتركنا وحدنا بل قالت.آ الله أمرك؟ قال نعم، فكانت النتيجة أن تفجّرت الماء تحت قدمي سيّدنا إسماعيل وكانت الصّفا والمروة حتى الآن.
اصبري كما صبر سيّدنا أيوب على المرض حين ابتلاه ربّه وتركته زوجته وخسر ماله وولده وعندما صبر ودعا “رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” فرد الله عليه صحته “اضرب برجلك هذا مغتسل بارد وشراب” فاغتسل بماء الحياة وشفي من مرضه وعاد له شبابه وعندما عادت زوجته لم تعرفه فسألته كان هناك رجل عجوز هل رأيته؟ فلمّا علمت أنّه هو وقد أعطاه الله صحة وشباباً لكنّها عصته وتركته بسبب طلبها منه أن يذبح للصّنم حتى يشفى وقال لها هذا شرك وحلف عندما يشفى سيضربها مئة سوط لأنّها دعته الى الشّرك وعندما شفي ورآها أراد أن ينفذ يمينه فنزلت الآية: “وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث” فأخذ حزمة فيها مئة عود وضربها ضربة واحدة غير مؤلمة.
ازرعي المحبّة والطيبة والنصيحة والكلمة الطيبّة وأكثري من ذكر الله “اذكروني أذكركم” “نسوا الله فنسيهم” قال ﷺ:”الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق الى الله أنفعهم لعياله” يجب أن نقرأ القرآن لنأخذ منه العبر.
سيحصد عبد الله ما كان زارعاً فطوبى لعبد كان لله يزرع
كلمة واحدة تجعل بيتك جهنم وكلمة واحدة تجعله جنّة وتطفئ الحريق، لا تخرجي من البيت الا بإذن زوجك وحين يدخل الى البيت استقبليه بابتسامة كنساء الأنصار اللواتي دعا لهنّ رسول الله ﷺ…..، واسيه إن كان حزينا كالسيّدة خديجة مع رسول الله ﷺ كوني صحابيّة في طاعتك له كالتي منعها زوجها من الخروج من بيتها وكان أبوها يحتضر وحين مات غفر الله له بطاعة ابنته لزوجها.
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس قائلاً :
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه والحمد لله ربّ العالمين.