صنائع المعروف

              14-11-2019

اللهم إنّا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ودعاءً مستجاباً وشفاءً من لكل داء.
نحن مازلنا بشهر الخير الذي وُلد فيه الهدى الذي خُلِق فيه صلّى الله عليه وسلّم اليتيم.
والذي وصّانا باليتيم فقال:(( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة)) وأرى أصبعتيه السبابة والإبهام)). كفل النّبي لمن تكفّل باليتيم ولمن حفظ لسانه وسمعه وبصره ولمن ترك الجدال بالجنّة.
وكذلك يقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم:(( مصانع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقةُ الخفيّة تطفىء غضب الربّ جلَّ جلاله، وصلةُ الرحم زيادةٌ في العمر)).
أنت عندما تصنع المعروف أول أجرٍ تأخذه من الله سبحانه وتعالى أنّ الله يقيك مصرع السوء(أي ميتة السوء).
اصنعْ المعروف مع أهله ومع غير أهله. يجعل الله البركة في عمرك،
مثال: عمرك 50 سنة ،وعمر أخيك 50 سنة، لكن أنت واصلٌ لأرحامك ،وهو قاطعٌ لهم ،الخمسون سنة خاصتك تأتي بالأعمال الصالحة كأنّك عشت مئة سنة، والخمسون خاصته التي عاشها بالعمل الصالح تأتي ما يقارب العشرين سنة لأنّ لا بركة فيها.
(وكلّ معروفٍ صدقةً، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة).
أهل المعروف الذين يصنعون المعروف مع أهله ومع غير أهله.
أول من يدخل الجنة يوم القيامة هم أهل المعروف، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر يوم القيامة، وأول من يدخل النار هم أهل المنكر.
قال تعالى:(( إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفورا)).
خصلتان تُشغل النّاس وتهلكهم:
1-فضول الكلام 2- فضول المال.
قصة: سيدنا أبو بكر من خوفه من الشبهات، رأى عبداً من عبيده معه حليب، فأخذ الحليب وشربه، ولكنّه عندما شربه أحسَّ بغصةٍ، فقال للعبد: من أين أتيت به؟؟ قال العبد: تكهنته(تراهنتُ عليه وربحته) ، فعرف أن الحليب لا يصلح شربه، فوضع إصبعه في فمه وتقيأ، ثمّ شرب الماء وتقيأ مرّةً ثانيةً، ثمّ التجأ إلى الله، يصلي ويستغفر ويدعي : اللهمّ إنّي استغفرك بما امتصته العروق.
علينا الحفاظ على الصحبة الصالحة التي تُذكرك إذا نسيت ،وتعينك إذا تذكرت.
قصة: بعض التلاميذ أوصاه شيخه بعدم صحبة الأشرار، ولكن التلاميذ قالوا:
“ما بال الشمع يبكي في مواقده؟
أمن حرقةِ النار؟ أم من فرقةِ العسلِ”
فأجابه الشيخ :
“من لم تُجانسه احذر أن تجالسه
ما ضرَّ بالشمعِ إلاّ صحبه الفِتَلِ”
قصة : بعض الصالحين بعد ما دُفِنَ بفترةٍ جاء بالمنام إلى أولاده، وقال لهم: انقلوني، دُفن اليوم بجواري رجلٌ من أهل جهنّم، العذاب ينزل عليه في الليل والنهار ونحن نتأذى من أصوات نوحه، فنقلوه
شعر :
“عن المرءِ لا تسل وسل عن قرينه
فكلُ قرينٍ بالمقارن يقتدي”
اليتيم نوعان :
1- من يفقد أمه وأباه يُدعى يتيم.
2- من يفقد شيخه فهو لطيم.
وهناك يتيم عندما يقولون: هذه الجوهرة يتيمة أي ليس لها مثيل، وكذلك النّبي صلّى الله عليه وسلّم الذي لا مثيل له.
وقد وردّ في الحديث أنّ الله يقول: (( يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: كيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟ قال تعالى: أما علمت أنّ عبدي فلا مرض؟ فلم تعده، أما لو أنّك عدته لوجدتني عنده، ثمّ قال : يابن آدم استطعمتك فلم تطعمني. قال: قال يارب كيف أطعمك وأنت ربُّ العالمين؟ قال : استطعمت عبدي فلم تطعمه، أما لو أطعمته لوجدت ذلك عندي. هذه العلاقة مع الله أنت عندما نصنع المعروف تريد وجه الله، الله هو المتكفل بأن يكافئك ويقيك المصائب ويعطيك. ثمّ قال: (يا بن آدم استسقيتك فلم تسقيني، قال: يارب كيف أسقيك وأنت ربُّ العالمين؟ قال : استسقاك عبدي فلم تسقيه أما لو سقيته لوجدت ذلك عندي).
؟؟ وفي البرزخ ويوم القيامة.
اختر لنفسك ما يحلو لك.
قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:(( الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فأقامه وقصُر نهاره فصامه)).اغتنم الوقت.
اخفي كسلك وخمولك واظهر عزيمتك وهمتك العالية وصدقك مع الله.
قم في الدُجى واتلو الكتاب
ولا تنم إلاّ كنوم حائرٍ ولهانِ.
فلربما تأتي المنيةُ بغتةً
فتساق من فرشٍ إلى أكفانِ .
يا حبذا عينان في غسق الدُّجى
من خشية الرحمن باكيتانِ.
عبدي حرّك يداك أُنزل عليك من رزقي ،فالغنى لا يأتي بالسهل يحتاج عملاً وهمة.
قال بعض الحكماء:
من طلب صاحباً فالله يكفيه، ومن طلب مؤنساً فالقرآن يكفيه، ومن طلب كنزاً فالقناعة تكفيه، ومن طلب موعظةً فالموت يكفيه.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.