
سيدنا موسى عليه السلام الجزء2 -الحلقة 24
سيدنا موسى عليه السلام الجزء2 -الحلقة 24-
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم
هذه المدرسة العظيمة التي تبيّن لنا أنّ المؤمن يجب أن يعمل في الحياة في أيّ عملٍ يُتاح له، عندما جاء سيّدنا موسى إلى مدين والتقى بسيّدنا شعيب وعرض عليه أن يعمل لديه بعفة نفسه وقوت بطنه ، لم يقل هذا ليس من مستواي أن أكون راعي غنم ، هذه صفة المؤمن أن يعمل في الحياة ليكفي نفسه فينفع نفسه وأهله وينفع المجتمع ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الفقر 🙁 كاد الفقر أن يكون كفراً ) وسيّدنا علي رضي الله عنه قال : لو كان الفقر رجلاً لقتلته ، إذاً المؤمن في الحياة يجب أن يكون قويّاً في ماله وعلمه وبدنه .
سيّدنا موسى عليه السّلام عندما دارت الأيام وخرج من قصر فرعون خوفاً أن يقتلوه ، وجد عملاً وبيتاً بغفة نفسه واتفق أن يرعى الأغنام مدة ثمان سنوات أو عشر سنوات وتمّ الاتفاق بينهم ، وقضى العشر سنوات بخدمة سيّدنا شعيب عليه السلام مقابل أنّه تزوّج ابنته ثمّ أخذ زوجته وأخذ الأغنام والعناية الإلهية الله سبحانه وتعالى ذكر لنا ذلك قال : ” هل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلّي آتيكم منها بقبس أو أجد على النّار هدى ” ما هو القبس ؟ القبس: هو مكان لأخذ النار من مكانٍ إلى مكان بواسطة عصا ، ترك أهله وذهب لإحضار النّار .
النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : (ذهب موسى ليأتي بنار فوجد نوراً، وجد شجرة كلّها نور فعندما أتى نودي يا موسى كلّمه الله سبحانه وتعالى دون أن يراه ، نودي يا موسى اخلع نعليك إني أنا ربّك ، اخلع نعليك أي اخلع هموم الدّنيا وكلّ ما شغلك عن مولاك فهو دنياك ، لذلك لا يجوز لأهل الكتاب ( اليهود ) أن يصلّوا بنعالهم ، أمّا النبي عليه الصّلاة والسّلام وصل لمقام أرفع وداس البساط وكلّمه ربّه وحاول أن يخلع نعليه كما فعل موسى فأذن له من رحمة الله فينا يجوز أن نصلّي في نعالنا شرط أن تكون طاهرة ،
“وأنا اخترتك “أنت أيضاً الله اختارك فكن عند حسن الاختيار فربك اختارك لتكن خليفة في الأرض “إني جاعلٌ في الأرض خليفة ” ، ” وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري ” ، فاعبدني أي امتثل أمري وتعرّف علي ” وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون ” وقد أشار في ذلك سماحة الشيخ محمود المبارك : عندما تتعرف على حضرة الله لا يمكن أن تحب غيره ولا يمكن أن تلتجأ لغيره ، لا يمك أن تتعرّف على شيء وحدك تحتاج مدرّب لكلّ شيء .
قال تعالى : ” فإذا قضيتم الصّلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصّلاة ” ، إذاً قبل الصّلاة يوجد ذكر وبعد الصّلاة ذكر وفي الصّلاة ذكر ، أمرنا الله بكثرة الذكر لنكون دائماً مع الله ويكون معنا ” فاذكروني اذكركم ” . إذاً الله أمر سيّدنا موسى أقم الصّلاة لذكري ، وعمل له مناورة كيف يفعلون قبل الحرب مناورة ليفوزوا ويفلحوا ، وما تلك بيمينك يا موسى قال : هي عصاي أتوكأ عليها وأهشّ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ، هذه اللّطافة ما أجملها قال : ولي فيها مآرب أخرى لم يقل لأضرب أحد إذا تعرّض لي ، المؤمن يجب أن يكون قوي لا يستخدم قوّته في ظلم النّاس أو في سلب الأموال .
فقال : ألقها ، فعندما ألقاها واعتمد على الله لأنّه كان اعتماده على عصا فإذا العصا تنقلب إلى أفعى ” فإذا هي حيّةٌ تسعى ” فلمّا رآها ولّى هارباً فأمره الله أن يأخذها ” خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ” واضمم يدك إلى جناحك ” فضمّ يده إلى جناحه وأخرجها وإذ النّور يسطع منها ، ” اذهب إلى فرعون إنّه طغى ” ، بعض الآيات قال : ياربي إنّي قتلت منهم قتيل ويوجد عقدة في لساني والله تكرّم عليه وجعل أخاه هارون مساعد له ” وشددنا عضدك بأخيك” .
و قد اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك : احرص على أن يكون بينك وبين أي إنسان محبّةً بالله حتّى تلتقي به يوم القيامة ، سيّدنا موسى طلب من الله وأنت اطلب كلّنا بحاجة أن نطلب من حضرة الله والله قريب ” وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاعي إذا دعاني فليستجيبوا لي ” ، عليك أن تأخذ بالأسباب “أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون ” أنت عليك أن تفلح الأرض وتضع الحبوب ، رب العزّة جلّ جلاله يتكرّم وينزل المطر ويفلق الحبّة ويخرج السنبلة ووضع سهم على كل حبة قمح لكي لا تأكله الطّيور ألا يجب علينا أن نحب هذا المولى الكريم .
” واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ” أنت عندما تذكر وتسبّح لجلي قلبك لأنّه بذكر الله تجلى القلوب ، والنبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّ القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإنّ لجلاؤها ذكر الله ” ، ومن رحمة الله فينا أنّه أمرنا ” يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبّحوه بكرةً وأصيلا ” .