سيدنا داود عليه السلام الجزء 3 الحلقة 18

سيدنا داود عليه السلام الجزء3 الحلقة 18
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة واتم التسليم على سيد الأنبياء والمرسلين إمام الذاكرين والمذكرين وإمام الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
مازلنا في حديث الأنبياء والمرسلين لنتعلم منهم وهم اساتذة السماء وهم النور والمنارة التي توصلنا إلى برالسلام وكنا بالأمس في حديث نبي الله داود عليه السلام وله مناقب كثيرة التي النبي صلى الله عليه وسلم وصفه أنه كان داود يأمر بدوابه أن تسرج أي يأمر العبيد والجنود أن يجهزوا له الخيول قبل ان يخرج إلى الغزوة قال بينما تسرج الخيول يكون قد قرأ الزبور والنبي وصف الزبور بالقرآن لأن كل كتاب يقرأ يقال له قرآن فكان داود يقرأ الزبور بمدة وجيزة وذلك ان الله سبحانه وتعالى خففه عليه وأعطاه هذه القدرة وهذه خاصية .
فالقصد داود له عدة مناقب منها جاءته امرأتان يوماً ليحتكما في طفل لهما امرأتان خرجا إلى البرية ليحتطبا فوضعوا أولادهم بخيمة وذهبوا ليجمعوا الحطب فلما رجعوا إلى الخيمة وجدوا طفلٌ قد اكله الذئب وطفلٌ موجود فواحدة منهم أخذت الطفل وقالت هذا ولدي وولدك أكله الذئب فحتكما إلى سيدنا داود عليه السلام فسيدنا داود ما رأى بينة حتى يحكم فحكم به الاجتهاد فاجتهد داود عليه السلام أن هذا الطفل يعطيه للكبيرة والصغيرة الله يعوضها هذا هو الاجتهاد لأنه لا يوجد بينة حتى يحكم للطفل بأمه الحقيقية فسمع سليمان وكان في المحكمة جالس قال لو كان الأمر لدي لحكمت بغير هذا قال فسمع داود فسرّ وقال إن كان لديك حكم فاحكم ما أجمل التفاهم بدون كبر ما قالله عندما اتكلم انت تصمت مثل كثير من الآباء لا يسمحون للولد ان يبدي رأيه كل ما آراد ان يتكلم يقول له الاب اصمت فهذا يجعل الولد فاشل فقال داود احكم إن كان لديك حكمٌ أفضل فاحكم قال نعم لدي حكم أفضل فقال له ما هو قال اعطوني المدية ( السكينة) فواحدة من الحريم قالت له لماذا قال اريد ان اقسم الولد نصفين وأعطي لكل واحدة منكم نصف أم الولد قالت لا يرحمك الله هو ابنها اتركه هذه الصغيرة أما الكبيرة قالت نعم اقسمه فقال لها لو كان ابنك ما قلتي اقسمه فهذا ابن الصغيرة فسليمان عليه السلام الله ألهمه كما ألهمه الحكم لما نفشت الغنم بالزرع وأكلته جاء صاحب الزرع واشتكى لسيدنا داود على صاحب الغنم أن هذا الرجل أغنامه أكلوا زرعي ما العمل فكان سيدنا داود يريد ان يحكم أنه مازال رحل زرعك خذ اغنامه هذه العقوبة فسليمان قال لو كان الأمر لدي لحكمت قال احكم فقال يا ابي نعطي الغنم لصاحب الزرع يستثمرهم سنة كاملة حتى يزرعوا ويعود الزرع مثل ما كان قبل ويصل إلى الحد الذي أُكل به نسلم الزرع لصاحبه ونعيد الأغنام لصاحبها فسرّ داود عليه السلام من هذا الحكم إذاً يجب ان نتساعد مع أبنائنا وبناتنا مع أهلنا ونشاورهم .
في الحديبية عندما النبي عليه الصلاة والسلام ذهب إلى العمرة وأرجعته قريش فالنبي أمر المسلمين ارجعوا عقدنا صلح مع القوم ونريد أن نرجع فالصحابة رفضوا خالفوا النبي في هذا الأمر ولم يرضوا أن يعودوا طامعين ان النبي يعود ويعقد صلح مع ويدخل مكة وهم يكونوا قد خسروا العمرة مع النبي فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل غضبان فقالت له ام المؤمنين رضي الله عنها أم سلمة خيرٌ يارسول الله ما بك قال امرت المسلمين فأبوا أخشى أن ينزل بهم عذاب ماذا أمرتهم قال أمرتهم أن يتحللوا يخلعوا حراماتهم ويذبحون هديهم نريد ان نرجع إلى المدينة قالت يارسول الله المؤمنين ما بخالفوك لكن طامعين أن تعود وتعقد صلح مع قريش إذا أردت أن يخلعوا حراماتهم اخرج وادعي الحلاق واخلع حرامك وهم يقتدون بك فالنبي دعا الحلاق وعندما بدأ الحلاق يقص شعر النبي بدأوا يتخاطفوهم كل واحد يريد أن يأخذ شعرة من اجل البركة من هذا النور الذي بعثه الله رحمة للعالمين وفعلاً كل الصحابة حلقوا واقتدوا فكان سبب في فك هذه المشكلة امرأة و قد أشار في ذلك سماحة الشيخ محمود المبارك : أحياناً ابنتك تعطيك رأي ناجح فلا تتكبر ولا تتفرد برأيك فالله تعالى أنزل سورة بالقرآن اسمها سورة الشورى وقال((وشاورهم في الأمر )) .
ومرةً جاء لداود حادثة واحد سارق بقرة فنزل الوحي لداود بأن اقتل صاحب البقرة التي سرقت قال فتعجب داود من هذا الوحي وقال يارب مسروقة بقرته ونقتله قال نعم ما هو السبب قال السبب أنه قاتل أبو السارق فجاء داود قبل أن يقتله وقال له تكلم الصراحة انت ماذا فعلت بزمانك قال إن لم تعترف أنا أقول لك من قاتل فقال نعم أنا قتلت أبو سارق البقرة فانظروا كيف كان داود عليه السلام يحكم وعندما سارع بحكمه عاتبه الله (( ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تشطط )) كيف تقول لصاحب النعجة ظلمك اسمع من الخصمين هذا كان خطا داود عليه السلام لكي يكون لنا مدرسة أن لا نستعجل بالحكم ومن مناقب داود عليه السلام إنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً أما من مناقب سليمان وصوم سليمان قال كان يصوم ثلاثة أيام في أول الشهر وثلاثة أيام في وسط الشهر وثلاثة أيام في آخر الشهر تسعة أيام كان سليمان عليه السلام يصوم .
وكان داود عليه السلام يقرأ الزبور بسبعين صوتاً أي بسبعين نغمة أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانت الطيور تقف وتصنع تلاوته لا يُستغرب هذا لأنه عندما مات داود ووضعوه أمام الناس بالساحة واجتمعت الأمة حوله والناس قال فحر الشمس آذاهم فشكوا لسليمان فأمر الطير أن ظلليهم والنسور الكبيرة فكانت تعمل بالهوايات تهوّي عليهم ما هذا الفضل الألهي ومع هذا وكله الله شرفنا وأعطا نبينا اعظم من هذه الآيات كلها بأن عرج إلى السماء بأن شق له القمر بأن بأن بأن لا تحصى مناقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمامهم وهذا يكفي وهو صلى الله عليه وسلم القائل أنا سيد ولد آدم ولا فخر .
فانظروا إلى وفاة سيدنا داود كيف حصلت وفاته كان إذا خرج من بيته أغلق الأبواب فيوم من الأيام أغلق الأبواب وإذ واحدة من نسائه نظرت إلى أرض الديار فرأت واحد بأرض الديار قالت من هذا من أدخله قال أنا أدخل بدون إذن وعندما جاء سيدنا داود عليه السلام ودخل بيته وجده قال من أذن لك بالدخول قال أنا لا أنتظر أذن بالدخول أنا الذي أدخل على الملوك بغير إذن قال إذاً أنت ملك الموت مرحباً بأمر الله لأنه يعلم إلى أين ذاهب لأن الإنسان عندما يكون عامل شيء مشرف ويبعثون ورائه من أجل أن يعطوه الوسام يعلم إلى أين ذاهب لكن عندما يكون عامل شيء وخامة ويبعثون ورائه من أجل أن يسجنوه يعلم أيضاً إلى أين ذاهب لذلك ينهم ويتمنى أن الأرض تبلعه فهذه كلها من مناقب سيدنا داود مرحباً بملك الموت ومرحباً بأمر الله قال فدخل ويقال أنه قال له ائذن لي حتى أصل المحراب فقال له لم يبقى لك من الوقت قال فخر ساجداً فقبض وهو ساجد فما أجمل هذه القبضة وكثير من امة سيدنا محمد تقبض روحه وهو ساجد فالقصد لما قال له أمهلني حتى أصل إلى المحراب أي مكان العبادة فقال ملك الموت لم يبقى لك من الوقت فقبض روحه ملك الموت وهو ساجد وقيل أنه توفي في السبت وفي رواية توفي الأربعاء فالقصد لما غسلوه وكفنوه وجهزوه ووضعوه للوداع في الساحات اجتمع الناس عليه وحر الشمس آذى الناس فاشتكوا لسليمان فأمر سليمان قال فهذه أول آية جعلت الناس تتمسك بسليمان على أنه أمر الطير اجتمعي وافردي أجنحتك فكأنه خيمة وأمر الطيور الجارحة كالصقور والنسور وغير ذلك امرهم أن يشغلوا أجنحتهم هوايات فكانت طيور تهوي وطيور مظللة عليهم من الشمس حتى تم الدفن فهذه الآية كانت لسليمان اول آية انبهروا بها واشتهر فيها سليمان عليه السلام باستلامه الملك بعد والده .
و قد اختتم سماحة الشيخ محمود المبارك : نسأل الله ان يجمعنا بالأنبياء تحت لواء سيدنا محمد غير خزايا ولا نادمين ومع كل المحبين ومع كل من يستمع إلينا وينظر إلينا ويحبنا ولو مع الذين يكرهونا ولا يحبونا نحن نحبهم كلهم ولا يوجد إن شاء الله كراهية لأحد ( الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أفعهم لعياله ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مدة الدرس 17 دقيقة
استغرق كتابة 3 ساعات

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: