داء الكبر و الحرص و الحسد

بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحبه أجمعين حق قدره ومقداره الكريم

الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وعلمه البيان وخلق القرأن كل ذلك لسعادة الإنسان فقال جلَّ شأنه في محكم كتابه “ولا تمشِي في الأرضِ مَرَحاً” توجيه الله سبحانه وتعالى لنا كي لا تزلَّ أقدامنا بالكبر والضياعِ عن طريق الهداية الذي هو تواضع وتمسكن ..هذا توجيه من الله سبحانه وتعالى لنا بأن نكون متواضعين وأمثال كثيرة تجعلنا كيف ننظر إلى الأرض المتواضة المنخفضة المكتسبة كيف تكتسب ماء غيرها وكيف تنبت بها الثمار والخير الكثير.

وأما الجبال المتكبرة المتعالية نجدها لاخيرا فيها وسبب ذلك شموخها وتعاليها فالكبرُ إذاً مدمةٌ بدء فيها إبليس الذي أوصلهُ إلى الطرد والرجم فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الخلق وأرادنا أن نكون متواضعين متناصحين متعاونين متحابين كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منهُ عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمىَّ فقال : صلى الله عليه وسلم إيّاكم والكبر فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لأدم إنظروا إلى الكبر أين وصل . أي أن إبليس رفض أمر الله تعالى بأن يسجد لأدم ولولا هذا لكان إبليس مخلوقاً عادياً كثائر الخلق متعبداً.

وحقيقة الأمر أن إبليس مازال مُتعبداً في كل شيئ لله إلاَّ هذه الخطيئة لذلك عندما يعصي الإنسان ويقع في الذنب يكون سبب ذلك أي إنَّ إبليس طغاه.  ومع ذلك يوم الحساب يقول لك إبليس كيف فعلت هذا الدنب إنَّي بريئٌ منك إنَّي أخاف الله رب العالمين.. ومع ذلك عندما نقول أستغفر الله وأتوب إليه ونقلع عن الذنب ونردَّ المظالم نجد أنَّ الله سبحانه وتعالى غفَّارُ الذنوب قد غفر لنا ومنهم من يبدَّل  لهم سيئاتهم بحسنات.  كان بعض العبَّادِ بني اسرائيل وصل إلى درجة أن غمامة تظلُّهُ إلى أين ماذهب وإلى أين ماجلس فجائه صعلوكٌ أي أحدٌ من الزعران أي مشهور بالزعرنة والذنوب فلمَّا رأه قال هذا العابد والله إنَّي أريد أن أجالسه لعلَّي أسمع بعض الكلمات تجعلني أن أتوب وأستقيم وأرجع إلى الله .

فذهب إليه على هذه النية.. فلمَّا رأه العابد من بعيد قال جائك بك أنت إنسان عاصي وأخذ يوبَّخه ُ ويذُمُّ فيه وجلس الأزعر إلى جانب المتعبد فوقف العابد وتركه ورحل فتبعه الأزعر على نية التوبة إلى الله فحينها ذهب المتعبد من إتّجاهٍ أخرووقف الأزعر وحيداً فحينها وقفت الغيمة فوق الأزعرأي الشَّاب العاصي وحرم العابد تلك الغيمة…

                       أي لا تشمت بأخيك             فيعافيه الله ويبتليك

وقال أيضاً إياكم والحرص فإن أدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة..أكل منها حرصاً على جوار الله إذاً فالإمتحان يكرم المرء أو يهان.  إمتحن الله أبانا أدم عليه السلام ولكن عندما وسوس إبليس وقال لأبانا أدم كل من تلك الشجرة إنها شجرة الخلد فأكل منها ومع ذلك حزرنا الله وقال إن الشيطان لكم عدَّواً فتخذوه عدَّوا..

قال تعالى ” وعزتي وجلالي لا يجاورني فيكي بخيل” السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ..وأيضاً إياكم والحسد فأن بني أدم أي قابيل وهابيل إنما قتل أحدهم صاحبه حسداً .. إن الحسد أصل كل خطيئة . كان عابداً من بني إسرائيل كان يتعبد في صومعه يقال أنَّ رأسه برصيص جالسٌ في المغارة ويتعبد في نهاره وليله ويريد الشيطان أن يضللَّهُ فذهب وأحضر بساط الصلاة ووضعها على باب المغارة المتعبد يتعبد القليل من النهار والقليل من الليل ولكن إبليس يتعبد ليلاً ونهاراً فقال المتعبد من أين له الهمة تلك ..أريد أن أسأله ماذا يفعل حتى أتتهُ تلك الهمة . فقال له إبليس إذهب واقتل شخص وعندما يأتي في بالك الذنب تأتيك الهمة أكثر . فالعابد قال أعوذ بالله لايمكن قتل النفس التي حرمها الله يخلد في النار . فقال له إبليس إذهب وَقَع في الزنى ومن ثم توب فتأتيك الهمة فقال أعوذ بالله لا يمكن .

فقال له إبليس هناك ذنب صغير إذهب واشرب كوب من الخمر ومن ثم توب تأتيك الهمة فقال المتعبد نعم إنها بسيطة فذهب وشرب كوب من الخمر ومن ثم سَكِرَ ومن بعدها رأى إمرأة في الطريق ووقع في الزنى معها فأتى رجل كي يدافع عنها فقتله. وقع في ثلاث جرائم الزنى والخمر وقتل النفس  فأخذوه للإعدام فأتى إبليس وقال له هل عرفتني فقال له نعم أنت المتعبد فقال له أنا إبليس فقال له أنت أوصلتني إلى هنا فقال له نعم وأنا أيضآ أخرجك من هنا فقال له كيف فقال له إبليس أن تسجد لي سجدة واحدة فقال له لا أستطيع إن الحبل على عنقي إحني لي رأسك فأخرجك من هنا على الفور.

فسجد له برأسه فقال إبليس أنا بريئٌ منك إني أخاف الله رب العالمين فشدوا الحبل ومات وهو يسجد لإبليس ..يجب أن نتخلص من الحرص والحسد والكبر كي لانقع في تلك الأمور..قال النبي عليه الصلاة والسلام:” نعمتان مغبونٌ فيها كثير من الناس الصحة والفراغ “

                  الوقت كالسيف                                                       إن لم تقطعه قطعك

                                             والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: