خلاصة شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة شهر رمضان العشر الأواخر
14/5/2020
شهر رمضان شهرٌ مباركٌ ة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النّار، فمن تراحم وفاز بالأجر العظيم ،فهنيئاً له. عن َعبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ:
)الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ».أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ،
ثم دخلنا بالعشر الثانية، وهي عشر المغفرة، فهنيئاً لمن عفا عن أخيه ليحظَ بالعفو من الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى: { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفورٌ رحيمٌ }
والآن نحن في العشر الثالثة، فمن أعتق نفسه من شهواتها المكبّله بها كالطّائرة عندما تكون المكّبله بالجنازير لا تحلّق ،وهكذا الأرواح طالما أنّها مكبّلة بالشهوات لايمكن أن ترتقي إلى خالقها وتنل الأنس والقرب والشهود بجواره جلّ شأنه.
هذه العشر لها ميزةٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنّها خلاصة الخلاصة وجائزة الانتظار وسببٌ للقبول ،فيها عتق الرقاب من النار، وفيها الجائزة ،وفيها مالا يعلمه إلا الله من الأجر، ويكفينا أن نقول فيها ليلة خيرٌ من ألف شهر مايعادل ثلاث وثمانون سنة وأربعة شهور عبادة يُكتب لقائم ليلة القدر، كلّ هذا الفضل ياُترى وننشغل ونلعب ونلهو وننام ونترك هذه الغنيمة؟؟!!
كان رسول الله صلّى عليه وسلّم يعتزل نساءه ويقوم الليل ويُكثر من العبادات، فيجب علينا ألّا نضيع هذه العشر ولياليها بالنّوم والصيام من غير تلاوةٍ للقرآن .
هذه الليلة نزل فيها القرآن من اللوح المحفوظ جملةً واحدةً إلى الكعبة التي هي في السّماء السّابعة ،وقيل في السّماء الرّابعة إلى بيت العزة التي تطوف بها الملائكه كلّ يوم فلا يأتيهم الدور إلى يوم القيامة .
كذلك خصّ الله هذه الليلة العظيمة المباركة فقال عزّ وجلّ): إنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ).
وقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر). فكلمة قدر تعني مكانه عالية عند الله سبحانه وتعالى.
وقوله 🙁 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) . هذا كلّه تعظيمٌ للقرآن الكريم الذي نزل في ليلة القدر .
والآجال تُكتب في ليلة القدر، ويُحقق البركة والخير فيها ،أضافةً إلى نزول سيدنا جبريل والملائكة في هذه الليلة مما يُحقق السّكينة والبركه فيها وتحقق هذه الليلة المباركة السّلام والاطمئنان في قلوب الناس ، وفي هذه الليلة المباركة يتكرم الله عزوجل على عباده فيكتب لهم الأجر المبارك مايعادل ألف شهر عبادة ، فشهر رمضان شهر التوبة وخلاصه الشهر العشر الأخير ،وقال عليه الصلاة والسلام 🙁 التمسوها بالمفارد) . أي يمكن أن تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين وممكن أن تكون في الثالث والعشرين وممكن في الخامس والعشرين وفي السابع والعشرين وممكن أن تكون في التاسع والعشرين وفي الليلة التاسع والعشرين يكون المغفرة بدليل سؤال الصحابة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم 🙁 أهي ليلة القدر يارسول الله ؟ فقال : لا، لكن عندما يعمل العامل ويُنهي عمله ماذا نفعل ؟؟فقالوا : نعطيه أجره يارسول الله فقال: كذلك أمرهم الله باليام فصاموا، وأمرهم بالقيام فقاموا، فيعطي الله أجرهم العتق من النار ).
فيجب علينا في هذه الليالي المباركه أن نخفف الطعام كي نستيقظ ونقوم هذه الليالي المباركة ونلتقي مع حضرة الله عزوجل ليعطينا السعادة لنا ولأولادنا وذريتنا وللمسلمين،كما ويجب علينا الدعاء للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات حيث قال عليه الصّلاة والسّلام: من قال اللهمّ اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات كتب الله له من الأجر بعدد المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ).
فهذا ينال الأجر العظيم بعملٍ قليلٍ ،إذا منّ الله علينا بهذا الشهر العظيم يعادل عشرة شهور وإذا لذلك: ( هل من مشمرٍ إلى ليلة القدر )
فيجب علينا عدم الانشغال في المسلسلات بهذا الشّهر العظيم فالتّسبيحة تعادل سبعين تسبيحة والعبادة تعادل سبعين، يجب علينا مجاهدة النفس لقوله عليه الصّلاة والسّلام :(أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك).
فيجب الأكثار من ذكر الله وقهر النفس بالتهجد وقراءة القرآن والاذكار والتسابيح، فتنتصر على النّفس ،فإذا أانتصرت عليها وتحوّلت من نفسٍ أمّارةٍ بالسّوء إلى نفسٍ لوّامٍة ثمّ إلى مطمئنةٍ ثمّ إلى راضيةٍ ثمّ إلى مرضيةٍ ،وهنا تبدأ السّعادة ،عندما أمنّا فاطمة رضي الله عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو في نزعه:( وا كرباه ياأبتاه ، قال 🙁 لا كرب على أبيك بعد اليوم). لأنّه جاءت السعادة فنحن ذاهبون لنقبض الأجر..
ونحن إذا وصلنا إلى النّفس الراضيّة والمرضيّة من قبل الله عزوجل أي أنّك راضٍ بما أعطاك وهو راضٍ عنك بما قدمت من العمل، فهذا من أعلى المنازل فلابدّ أن نشدّ الهمة بالعمل لكي نصل إلى هذه المنزلة .
وصلى الله على معلم الناس الخير …

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: