جنابة القلب

23-9-2020
يقول المولى جل جلاله في سورة الأدب ” يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله …..”
الأدب مع الله أولاً ثم مع رسوله الكريم ثم مع أصحابه وآل بيته ثم مع من يرثه “العلماء ورثة الأنبياء “, ثم مع الوالدين والأقربين ثم مع الخلائق أجمعين لأنك عندما تتأدب مع الخلائق فهذا يدل على تربيتك وأصالتك فلا تقل هذا أعامله باللطف وهذا لا و لكن خذ درساً من الوردة وكيف تعطي العطر لزارعها وصاحبه وعدوه وإذا كانت الحيوانات تملك حاسة الشم تعطيها أيضاً من عطرها .
والأدب مع الله سبحانه وتعالى مردوده إليك , قال تعالى : ” ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ” , وإذا استقر الإيمان في قلب الإنسان أصبح مؤدباً بطبيعة الحال لأنه لا يعمل عملاً لا يرضي الله فتجده حريصاّ كل الحرص بكل حركة من حركاته ولا يتصرف بأي شي يُغضب ويسخط الله أو يخالف أمره فإذا كان كذلك دلّ على أدبه مع الله .
وتأدبك مع الله أن يراك حيث أمرك ويفتقدك حيث نهاك وهذا هو الأدب الذي يورث رضى الله ومن فاز برضى الله فقد فاز فوزاً عظيماً .
ويلحق الأدب مع الله الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الأدب متشعّب إلى أدب الطالب مع المعلم وأدب المخلوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأنت عندما تتأدب مع الطبيب وأوامره تصل إلى الشفاء والصحّة وعندما تتأدب مع الميكانيكي يصلح لك سيارتك ويعطيك إياها نظيفة توصلك إلى المكان الذي تريده .
وأيضاً عندما تتأدب مع أوامررسول الله ونواهيه فهي أوامر الله ونواهي الله فإنه لا ينطق عن الهوى, وتأدبك هو امتثالك للأمر وانتهاؤك عن النهي وسيرك على نهجه قال تعالى : ” قل إن كنتم تحبّون الله … ” , والأدب نهاية الطريق إذاً نحن نسير لنستكمل الأدب مع الله سبحانه وتعالى ومع رسوله الكريم وآله وأصحابه ومع العلماء ومع جميع الخلائق حتى نصل إلى نهاية الطريق ولهذا لكل حال أدب ولكل مقام أدب ورضي الله عن أهل الله كيف نالوا هذه المقامات العليا بأدبهم فكانوا يقولون : ” ومن يلزم الأدب بلغ الرجال” و الرجال ليس من ظهر له شاربان وتزوج وأنجب كلا … إنما الرجولة : ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة “.
هذا هو معنى الرجال والبلوغ أي البلوغ الإيماني , فكان سماحة الشيخ يقول : ” ادعوا لي أن يمد الله في عمري حتى تبلغوا وإذا بلغتم لا أخاف عليكم , أما إذا تحت البلوغ فأي شخص يتولى عليكم أموركم ” كمثل الطفل اليتيم يأتي أحدهم بحجة أنه سيكفله يأكل ماله وآخر يطمع في أرضه وآخر يريد بيته وجميعهم أتوا باسم الكفالة وكلهم كاذبون غايتهم المنافع .
كذلك الإنسان إذا بلغ بأدبه مقام البلوغ لم يعد هناك من يتولى أمره فقد أصبح بالغاً راشداً فحافظوا على هذه المقامات حتى تبلغوا المقام الأعلى وهو نهاية الطريق ” الأدب نهاية الطريق “
“من لزم الأدب بلغ الرجال ” لكل مكان أدب ولكل عمل أدب , فسبب طرد إبليس من الجنة هو قلة أدبه فانتبهوا حتى لا تعملوا عملاً تكون نتيجته طردك من جنتك التي أنت فيها .
فأنت في جنة العلم جنة الأحباب بين الأحباب …… في جنة الأحباب الذين يخافون عليك وليس بين الوحوش الذين يتربّصون بك ليأكلوك وهذه الجنة إن لم نفهمها سوف تخسرها ,فالطفل الذي يحمل شكاً وهو لا يفهمه سيخسره وإذا كان بيده جوهرة سيخسرها أيضاً , فحافظوا على جنتكم بالأدب وخذوا درس من طرد إبليس من الجنة بسبب قلة أدبه مع الله سبحانه وتعالى وعلّموا أولادكم وبناتكم ونساءكم حتى يثبتوا على الإيمان فلا تزلّ أقدامهم .
كانوا يقولون عن الأدب ” إذا جالستم العلماء فاحفظ لسانك والعلماء كعلماء اللغة مثلاً ” لا تنصب ولا تجر ولا ترفع” بل اجعل الكلمة موزونة حتى لا ينتقدوك” , وإذا جالست الأولياء فاحفظ قلبك , فإنهم يشعرون بالوسوسة وقد تصل إلى الطرد .
قصة : جاء ثلاث رجال إلى سيدنا عبد القادر قدس الله سره فقال الأول سأعجزه اليوم بالسؤال وقال الثاني سأغرقه اليوم بالأسئلة أما الثالث أنا أتيت لأتبارك به وبفعله فقال له العالم : ستكون قطب الأولياء وكل من سيأخذ الولاية سيأخذها من تحت قدمك , أي سيأتي إليك متذللاً حتى ترشّحه لى الولاية .
قال : وإذا جالست العارفين فكن حيث شئت فلن ينتقدوك ومثلك ومثلهم كمثل الأم عندما تغسّل ابنها فإذا سبها أو شتمها لا تؤاخذه بما يتكلم وذلك من حنانها ولما أعطاها الله من كبر القلب فمهما أخطأ الإنسان يبقى في بحبوحة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم وهو غير عابد ” , انظروا إلى هذه المرتبة التي حصل عليها بدون عبادة بحسن الخلق فيفطره الله على الأدب والأخلاق ويأتي يوم وإذ يستقيم ويتوب توبة نصوحة ويسبق المتعبدين من غير أدب , فالمتعبّد بدون أدب كالذي يبني جداراً وبعد أن ينتهي من بنائه . يهدمه وهذه من صفات الجن الذين كانوا يعملون لسيدنا سليمان فقد كانوا يبنون البنيان ثم في آخر اليوم يهدموه فتولى الله أمره فقال : ” وكنا لعملهم من الحافظين ” فإذا أتوا ليهدموه لم يستطيعوا .
” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم الصائم وهو غير عابد ” هذه الدرجة ينالها بالأدب .
قصة : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي هريرة فوقف أمام بيته ونادى يا أبا هريرة وكان أبو هريرة مع أهله نائم وفي حالة جماع , فلما سمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع وقام وارتدى ثوبه ولحق بالنبي ,فقال له النبي اتبعني فصار يأسف كيف يمشي مع رسول الله وهو جُنُب , فمروا بعين فيها ماء فتأخر عن النبي ونزع ثوبه واغتسل فالتفت النبي فوجده يلبس ثوبه فعرف أنه كان في جنابة , فقال له ما بك يا أبا هريرة : فقال يا رسول الله كنت جنباً ولم أرد أن أمشي خلفك على جنابة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن المؤمن لا يبخس حياً ولا ميتاً “, لاحظوا الأدب من أبي هريرة لم يرضَ أن يمشي مع رسول الله جنباً هذه جنابة الجسد أما نحن سنتحدث عن جنابة القلب وهي أشد من جنابة الجسد , ونحن مستهترين وراضين بها .
قالوا رضي الله عنهم : إذا لم تخرج الدنيا من قلبك وتستبدلها بمحبة الله فقلبك جنب ويحتاج إلى طهارة .
الجسد برشفة ماء يظهر أما القلب كيف سيطهر إذا لم يكن هناك توبة واختصاصي يطهره ” يعلمهم الكتاب والحكمة … ” وإذا لم يكن هناك مجالس يتم فيها تطهير هذه القلوب .
أما الخصلة الثانية قال : إذا فاتك ورد من أورادك ولم تغضب عليه وإلا قلبك وسخ وقلبك جنب.
أي إذا فاتتك صلاة أو درس علم أو ذكر ولم تكن تتألم وتندم كيف فاتك ذلك الخير كما تتألم عندما يفوتك مبلغ من المال بسبب تأخرك عليهم وعندما تذهب تجدهم قد أغلقوا وتكون حرمت بسبب تأخرك كيف تندم وكيف تبكي , فهل يكون حرصك إذا فاتك وقت صلاة أو مجلس علم أو جلسة ذكر كحرصك على المال ؟! هل تعاقب نفسك وتبكي ؟! إن لم يكن ذلك فقلبك وسخ وقلبك جنب .
أما الخصلة الثالثة : أن يكون همك الله فتعمل لله والطاعة لله ولو دخلنا على قلبك وسألنا ما هو همك تقصيرك مع الله وتقصيرك في الذكر أو في همك أنك لاتنشر الدين كما يجب ولا تتعبد أو تحفظ أو تَذْكر أو تُذَكِّر كما يجب , فهنيئاً لك فقلبك في طهارة , أما إذا كان همك الدنيا والطعام والشراب واللباس واللعب واللغو والرحلات وفلان ماذا عمل و … , فأنت تحتاج إلى عشر طهارات وليس طهارة واحدة .
الخصلة الرابعة : أن تشتاق لخدمة الدّين كشوق الجائع والعطشان للطعام والماء وهذه من نظافة القلب ومن بلوغ الرجال ومن الإيمان , أما أن لا تشتاق إلا للطعام والنوم والراحة والكُرة فكم جنابة في جنابة أنت فيها ! فاذهب وطهّر قلبك قبل أن يأتيك الموت على تلك الحال وتكون على نفاق بنفاق والله تعالى وصف المنافقين أنهم ليسوا في النار إنما في الدّرك الأسفل منها , قال تعالى : ” إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار…. ” .
الخصلة الخامسة : إذا كان الوقت غالياً عليك وأنت شحيح به أكثر من شحك على مالك .
فإذا سألك فلان هل لي بنصف ساعة من وقتك تكون حقيقة الأمر أنك لا تستطيع أن تعطيه إلا عشر دقائق وذلك لأن وقتك مملوء بالطاعات والأوراد والواجبات وبما يرضي الله وهذا هو العاقل , أما أن يضيع وقتك بالساعات والأيام فالوقت لديك رخيص وإذا كان حال وقتك كذلك فأنت في جنابة فطهّر نفسك منها .
الخصلة السادسة : أن لا يفتر عن ذكر الله ولا يسأم من طاعته .
فإذا كانت الساعات تمضي وهو على غفلة و تارك الطاعات من صلاة وقرآن فهو في جنابة ووساخة عليك أن تتطّهر منها قبل أن تخرج من الدنيا وتتطهر بالنار أما إذا كان ذكر الله دائماً جهري ولساني ….. أو مراجعة للقرآن والأحاديث او درس تحضره وسمّاعة بأذنك تسمعه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ” , فمهما يسمع من الدروس والمواعظ والعلم يشتاق إليه والآخر فمهما تعطيه أموالاًمثل جهنم تقول ” هل من مزيد “.
كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين في أدّق الأمور….جاء سيدنا ابن عمر رضي الله عنه إلى صلاة الفجر متأخراً قليلاً أي بعدما لفظ رسول الله تكبيرة الإحرام فعدَّ ذلك ذنباً وعاقب نفسه عليه بأن أعاد صلاة الفجر سبعين مرّة, عاقب نفسه لتأخيره عن تكبيرة الإحرام وليس لتأخره عن الركعة الأولى أو الصلاة , وصلاتهم لم تكن كصلاتنا بقصار السور إنما كانوا يقرؤون في الركعة ستين آية وبعد أن أنهى صلاته نام , وإذ يرى في المنام ملك من الملائكة يقول له : ” لو صلّيت إلى قيام الساعة ما أدركت فضيلة الجماعة ” .
فبركة صلاة الجماعة لا نعرف متى تنزل فقد تنزل في االتّحيّّات وقد تنزل في الركوع أو السّجود …… أو تنزل في تكبيرة الإحرام وفي ذلك اليوم كانت بركة الجماعة في تكبيرة الإحرام , رحمهم الله كم كانوا حريصين على الطاعة وحريصين على طهارة القلب .
قصة : سيدنا أبي ذر رضي الله عنه قال لسيدنا بلال يا ابن السوداء وهو حقيقة الأمر أنه أسود وأمه سوداء ولم يكن يقصد بها شيئاً, فمثلاً لو كنت أجنبي وأمك أجنبية وأحدهم قال لك يا أجنبي يا ابن الأجنبية أليست حقيقة ؟! ولكن قد يُراد منها التنقيص .
فقال له رسول الله يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية أي فيك خصلة من خصال الجاهلية وهذه الخصلة قد توصلك إلى جهنّم , فسيدنا أبو ذر لم ينتظر أياماً إنما ذهب مباشرة إلى سيدنا بلال ليعتذر منه ووضع رأسه على الأرض وأمر سيدنا بلال أن يضع قدمه على وجهه .
كيف كانوا وكيف أصبحنا تجد اليوم أحدنا يبحث تحت أظافره عن أشياء نذم بها الناس بدل أن نستر عيوبهم ونظهر محاسنهم أصبحنا نستر محاسنهم ونظهر عيوبهم ! وهذه صفة النساء اللاتي يكفرن العشير , فأصبحت هذه صفة الرجال أيضاً تكون زوجته مطيعة له كالخادمة طوال حياته ثم يقول لها ” بحياتي لم أرَ خيراً منك ” ألا يكفي النظافة والأولاد وترتيبهم ؟! ماذا تريد منها أن تكون حورية !
وبعض الرجال لا يكفر العشرة مع زوجته فقط إنما مع أصدقائه فيرى الخير الكثيرمنهم وعند أقل هفوة يكفر العشرة , أين أصبحنا وإلى أين وصلنا ؟! كل ذلك بسبب الضياع كالأغنام التي ليس لها راع كل غنمة تدخل في أرض فيأتي الذئب ويأكلها .
لذلك دعونا نعود و نصلح قلوبنا مع الله بتوبة نصوحة وعهد جديد أن نكون مع الله ورسوله بالسمع والطاعة ومع كتابه بالسمع والطاعة ومع الشرع ومع الإخاء العالمي فكل الناس إخوان لنا شئنا أم أبينا ,…قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” الإنسان أخ الإنسان شاء أم أبى كلكم من آدم وآدم من تراب ” , لذلك أوصيكم إن عشت وإن متُّ أن تزرعوا بذور المحبة والإخاء والألفة والتسامح والعفو , قل لمن لا يعفو إن لم تعف ماذا ستغيّر بل اعف وخذ الأجر والعفو .
قصة : بعض الصحابة توفي ولده وحزن كثيراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن لم تصبرهل سيعود ولدك ! , اصبر لتأخذ الأجر , ازرعوا العفو والإخاء والألفة ولو مع أشخاص من غيردينكم “لكم دينكم ولي دين” وإذا كنت ذا همّة أره عطر وجمال دينك بأخلاقك ولا وعندما يرى اللطف والأخلاق والمحبة والسعادة سينجذب إليك لتعلمه .
كمثل أحدهم لديه سيارة قديمة إذا جئته بالعناد وعليه أن تترك سيارتك وتأخذ سيارتي الأحدث سيتكبر ويعاند أكثر ويقول لك سيارتي أفضل من سيارتك بمليون مرة , لكن قل له على راحتك , تريد أن تبقى بسيارتك .. ابقَ , تريد أن تبقى على جملك … ابقَ ولكن عندما يرى المكيف في سيارتك والمسجل تجده يحن ويقول لك أعجبتني سيارتك دون أن تدعوه ودون أن تتفوّه بكلمة .
إذاً ادعوا باللطف بالأخلاق , عندما تعامله المعاملة الحسنة يعشقك ويحبك ويسألك لماذا تعاملني هكذا , فيقول لأن ديني أمرني بذلك وإسلامي يأمرني بالأخلاق الحسنة .
أحدهم استأجرمنزلاً في بلاد أجنبية فوجد نافذة المنزل بحاجة إلى إصلاح فاشترى الأدوات وأصلحها , عندما رأى صاحب المنزل أن النافذة قد صُلِّحَت سأله عن سبب إصلاحها فقال له : إن ديننا يأمرنا بذلك فقال له صاحب المنزل : سامحتك بأجار شهر وعندما أبى المستأجر سامحه بأجرة شهرين .
لكن لو قال له اذهب وأصلح النافذة ماهذا البيت وشتمه , هل يكون أفضل ؟!
لم يخسره كلفة إصلاح النافذة فكافأه الرجل بأجار شهرين .
قال تعالى : “و العصر إنّ الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ” مباشرة بعد الإيمان وعملوا الصالحات وليس أي عمل ” وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر”
هذا ما أريد أن أوصي بكم يكفي هذه الست خصال حتى لا يبقى وسخ , فالوعاء المتسخ لا يُوضَع فيه العسل , والزجاجة الوسخة لها آثار مازوت لا يُوضَع فيها العطر , وتريد أن يضخ الله لك نوره في قلب نجس متسخ يحب الدنيا والطمع والجشع وغير ذلك ؟! هذا من قلة الأدب
فدعونا ننظف قلوبنا ففضل الله ينزل دائماً وكيف لا يُنزله بقلبك وأنت حريص على نظافته دائماً وتنتظر ؟! لا يمكن أن يحرمك الله .
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: