تقويم النفس الأمارة بالسوء

عندما نقرأ قول الله تعالى: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” يجب ألا ننسى هذه الآية التي تذكرنا أننا لسنا وحدنا وإنما معنا ملائكة يكتبون علينا ويسجلون علينا كل صغيرة وكبيرة…
الرقيب والعتيد ملائكة موكّلة ببني آدم كلما تكلم كلمة إن كانت من أهل الصلاح والفضائل ومن الخير كُتبت عند الملك الذي هو على الكتف الأيمن، وإذا كانت كلمة سوء كُتبت عند الملك الذي على الكتف الأيسر، ولكن من رحمة الله فينا إن الله سبحانه وتعالى جعل الرقيب الذي يكتب الحسنات أعلى رتبة من الذي يكتب السيئات.
عندما يقع الإنسان بخطيئة يقول الرقيب (ملك اليمين) لملك الشمال: أنظره ساعة لعله يستغفر أو يتوب، فينظره ساعة فإن لم يتب ولم يستغفر يريد أن يكتبها فيقول له الملك: أمهله ساعة ثانية، فيمهله ساعة ثانية، فإن لم يستغفر أراد أن يكتبها فيقول له الملك: أمهله ساعة ثالثة، فإن لم يتب قال له: اكتبها أراحنا الله منه. أعطيناه ثلاث ساعات ولم يستغفر ولم يتب ولم يندم.
غداً يوم القيامة سيقال لكل واحد “اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيباً”
اسمع فيلم حياتك صوت وصورة ماذا كنت تتكلم، وماذا كنت تفعل، وما هو عملك، ومن هم أصحابك، وأين كنت تسهر، وأين كنت تعمل، وهذا الحرام الذي كسبته، وهذا الحلال الذي أعطيته وتصدقت فيه، “أحصاه الله ونسوه””
ربنا جل جلاله لا يخفى عليه شيء، كله مسجل علينا فهل آمنا بهذه الآية؟! إذا آمنا بهذه الآية يجب على كل واحد مننا قبل أن يتكلم بكلمة يجب أن (يعد للعشرة) يا ترى هذه الكلمة هل هي عند ملك الحسنات أم ملك السيئات؟!
أذا أزلني الشيطان وأخطأت وتكلمت بكلمة، ملك السيئات سيسجلها، فوراً أسارع للاستغفار والندم والتوبة وألتجئ إلى الله وأتضرع (يارب غلبتني نفسي وشيطاني) لأن النفس وصفها النبي ﷺ بقوله: “أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك” أي أعدى الأعداء هي نفسك لأنها معوجة وإن لم تسعى في تقويمها سوف تخسر حياتك وآخرتك.
إذاً النفس أمّارة بالسوء وتريدك أن تمشي معها بالسوء، لذلك نحتاج إلى صحبة الصالحين وصحبة المزكي والمربي حتى يربّيها على الإستقامة يربيها على محبة الله، يعلّمها مراقبة الله، هذا المكبس الذي يجعل حديدتك المائلة تصبح مستقيمة، هذا المكبس الذي أحوج ما أحوج عليه نفوسنا.
انظرو إلى الصحابة كيف كانت نفوسهم قبل النبي عليه الصلاة والسلام، بصحبة النبي ﷺ كيف قوّم لهم نفوسهم فصاروا بدرجة رضي الله عنهم وأرضاهم إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة كل الأجيال تقول عنهم “رضي الله عنهم وأرضاهم”.
هل منَّ الله عليك بهذا المكبس بهذا المربي بهذا المعلم بهذا الطبيب الذي يداوي نفسك “في قلوبهم مرض” فإذا منّ الله به عليك فإذاً
تمسّك إن ظفرت بذيل حرٍّ فإن الحر في الدنيا قليل
ليس كل شخص يتوفق للطبيب الناصح المخضرم المُجرّب الذي يداوي القلوب إنهم أندر من النادر، إذا بحثت عن طبيب جلدية ستجد أعدادهم آلاف منتشرة في العالم، وعن طبيب عظمية ستجدهم كثر، وكذلك أطباء الأعصاب و الحنجرة والأذن والرئة كلهم كثير بالنسبة للأمور المادية والجسم الفاني، أما هذه الروح والنفس الذي يطبب هذه النفس الأمارة بالسوء التي وصفها الله تعالى بقوله: “في قلوبهم مرض” وإن لم يتداووا “فزادهم الله مرضاً” والنتيجة “ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون”.
يقولوا أنهم مؤمنون ولكنهم غير مؤمنين لأن المؤمنين لهم صفة “إنما المؤمنين الذين إذا ذكر الله وَجِلت قلوبهم” انتعشت وارتعشت قلوبهم بذكر حبيبهم…
من الذي سيبدل جفاءك بمحبة لله وغفلتك بمراقبة؟! هؤلاء الذين نحتاج إليهم حتى نصحبهم وعندما نصحبهم يكونوا لنا، من تعاليمهم
(المُريد من كان نومه غلبة) ليس لديه وقت للنوم لأنه مشغول بأوراده وبحفظ القرآن وحفظ الأحاديث والأذكار الخفيّة والجهرية.. مشغول بدعوته.
المُريد (الذي دخل دورة الإستقامة) (من كان نومه غلبه وأكله فاقه) أي ((قليلاً يقمن صلبك))، لا تكثر الأكل حتى يأتي النعاس ويكثر النوم ويفوتك الكثير والكثير (وكلامه ضرورة) إذا تكلم لا يتحدث إلا الكلمة الضرورية مشغول مع الله تلاوة وذكراً واستغفاراً وعملاً وحفظاً بأي شيء يرضي الله، مشغول ليس لديه وقت للكلام الفارغ.
البعض عندما يبدأ الحديث والكلام الفارغ كأنه راكب زورق في بحر وينسى نفسه، لا يعلم أن كل كلمة مسؤول عليها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا: أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر لله تعالى” هذا لك والباقي عليك… فكن ضمن هذه الحلقات الثلاث لا تخرج عنها إلا الكلمة الضرورية ضمن العمل أو ضمن المنزل، أما الكلام الفارغ فكله ضياع للوقت.
المؤمن يحاسب نفسه على ساعة مرّت من غير ذكر لله ويقول لنفسه هذه حسرة أهل الجنة أن مرت بهم ساعة بغير ذكر الله.
قالو يارسول الله: أهل الجنة يتحسرون؟ قال ﷺ: ((نعم))، قالوا: على أي شيء؟ قال ﷺ: ((يتحسرون على ساعة مرّت بغير ذكر الله)) يندمون على ساعة لم يذكروا بها الله لو ذكرنا فيها الله لكان الله عطانا درجة أفضل من التي نحن فيها الآن، كنا الآن بجوار ذاك الصحابي الجليل…
بجوار رسول الله ﷺ …
كنا اقتربنا من الحضرة الإلهية…
فلذلك المؤمن يحافظ على صحبة من يُذكّره بذكر الله تعالى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على خياركم؟))
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال ﷺ: ((من إذا رؤوا ذكر الله برؤيتهم)).
عندما ترى الدهّان في الشارع وهو يلبس لباس الدهان تتذكر الدهان وعمل الدهان…
لذلك عندما ترى المؤمن الذي يذكرك بالله هذا الذي يجب أن تنتفع منه.
يجب أن تكون صاحب همة حتى تصل للقمة (لا يبلغ القمم إلا أصحاب الهمم) لأن المؤمن ذو همة عالية، لا يكون مؤمن كسول ويقضي وقته لهو ولعب ومسلسلات! المؤمن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعوة والهداية ونشر الحكم والتذكرة ودلالة الناس على أستاذك كما علمك وأدبك حتى يتأدبوا، سيقولون لك يوم القيامة لماذا لم تدلنا؟! سيرفعوا دعوة بحقك إلى الله (يارب هذا كان يعرف النبع و يشرب منه ويغسل ملابسه ولم يدلنا عليها، يارب خذ حقنا منه) فيكون لهم حق عليك ويحاكموك ويأخذوا من حسناتك، لأن مثلك كمثل الذي في الصحراء تعرف على مكان وجود النبع والناس حوله عطاش، ولا يعطيهم، ولا يسقيهم، ولا يدلهم، هذا جريمته كبيرة، يجب أن تدلوا الناس على العلم والعلماء وتحبّبوا الناس بالعلم والعلماء، قل لهم: كنت أدخن وأقلعت عنه، هذا ليس عيب إنما يجب أن تفتخر فيه.
أحد الأخوة كان يدخن وقد كان كبيراً في السن، لكن عندما الله تفضّل عليه بالدرس وبالمجالسة ليس فقط ترك الدخان وإنما أيضاً أحضر رفاقه المدخنين من عمره ويدلهم على شيخه ويعمل بالدعوة.
قل له أنا كنت أكذب بعدما تعرفت على الشيخ صرت أكره الكذب… كانت عيني تنظر إلى النساء، بعد إلتقائي بالمعلم صرت أغض بصري بعد فضل الله، أقبل وداوي نفسك.
إذا وفقه الله وأتى معك هذا موفّق، وإذا لم يأتي فيوم القيامة ليس لديه عليك حق ولا يستطيع أن يشتكي عليك سيقول الله له أنذرك ورفضت الإنذار، أخبرك وأعلمك وقال لك أنا لدي نبعة ماء تعال اشرب منها وأنت رفضت.
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم وينذرهم ويقول لهم “ألا هل بلغت؟” يقولون: نعم فيقول ﷺ: “اللهم فاشهد أني بلغت”
فلا تكن من شرار الناس الذين لم يتربوا على الإيمان.
ما هي صفاتهم؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من شر الناس يوم القيامة الرجل يفض إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه)). انظر قبل المعلم كيف يكون الإنسان، ليس لديه عقل يقول لصديقه ماذا حصل معه ومع زوجته ماذا فعلوا، أو هي إن لم يكن فيها دين تقول لصديقتها … هؤلاء من شر الناس.
هكذا يكون الإنسان قبل التربية كل همه اللعب والمسلسلات ويعرف أسماء الممثلين والممثلات ويعرف أدق التفاصيل عنهم.
وإذا سألته عن الصحابة والأنبياء لا يعرف عنهم شيء… ولا يعرف مهمة العالم… ولا يفهم شيء بالنسبة لدينه… هذا مصيبة، يوم القيامة سيكون مصيره النار نسأل الله السلامة.
يجب أن نشد الهمة، فعلى قدر ما تعطي منك لله يعطيك الله… وتعطي من وقتك، ومن عمرك، ومن مالك، وكل شيء في سبيل الله من أجل نشر الهداية والدعوة …
النت الذي تدفع ثمنه لنشر الدعوة الله سيعوضه عليك آلاف، أقل شيء الحسنة بعشرة أمثالها.
الله لا يقبل المنّة أبداً كل شيء تنفقه في سبيل الله سيعوضه لك بالدنيا والآخرة.
على قدر ما تعطي منك لله يعطيك الله، فهبه قدر ما تستطيع وهو الذي يهبك بقدرته جل جلاله كل ما يستطيع.
لا تكن ممن خاضوا بحار الهوى فما ابتلوا، كله كلام بكلام، إنما حوّل الكلام إلى فعل
تقول أنا خضت البحر … لكنك لست مبتل! لقد خضته في المنام…
فمن وقف على بابه بالذل وناداه بالافتقار، نال عطايا الغفار الوهاب وصار من أولي الألباب.
ولكن عليك أن تقف على الباب بالذل، فعندما تقف على أعتابه متذلل مفتقر سينوّر قلبك ويملأه بالحكم فتصبح من حكماء زمانك لأنك وقفت على بابه وأخذت بوصايا حبيبه ﷺ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصحب إلا من ينهضك حاله أو يدلك على الله مقاله)) ومنهم من قال أن هذه حكمة.
لا تصحب من همته الدنيا وكل همهم بطنهم وفرجهم والنزهات والرقص.
اصحب إنسان ذو همة عالية يحفظ القرآن ويحفظ الحديث لا يفوّت درس دائماً صلاة الجماعة ملازم عليها، هؤلاء أصحاب الهمم العالية عندما تصحبهم لو كنت صاحب همة ضعيفة بفضل الله تأخذ منهم التحريض.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا يا رُبَّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رُبَّ مُكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رُبَّ مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رُبَّ لذة ساعة أورثت حزناً طويلاً))
يا ترى هل ترضى أن تلبس طقم لمدة خمس دقائق ثم تمشي عاري عشرين سنة تحت الشمس؟!! لا ترضاها، كذلك الذي يعطي نفسه النعومة ويطعمها وينعّمها في الدنيا وليس مهتم بالآخرة، فيُحشر يوم القيامة عار جائع.
أما الذي تحمل نفسه لو جاع أو عري في سبيل الله فهو ((طاعمة ناعمة يوم القيامة))، أخذ لباس التقوى كما قال تعالى: ((ولباس التقوى ذلك خير))
الله لن يقول لك كن عاري ولكن القصد اجعل همك (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي)، اجعل همك رضاء الله، ثم لا يهم ما تأكل أو ما تلبس.
بعض الصالحين كان يوصي أهله أن لا يطبخوا له إلا الشوربة، سألوه عن السبب، قال لهم: الشوربة أسهل للأكل اشربها شربة وحدة تنتهي فلا تحتاج إلى قص الخبزة أو المضغ أو الطحن..
لا يريدوا أن يضيعوا وقتهم بل يريدوا أن يكون وقتهم مملوء بالطاعة.
لا يريدوا أن يضيعوا وقتهم بالطبخ، ليس هناك مانع من الأكل والشرب “كلوا من طيبات ما رزقناكم” ولكن لا تدع كل همك الأكل واللباس.
إذا كان همك الأكل واللباس ولم تهتم للآخرة ستُحشر جائع عاري لأنك لم تعمل بلباس التقوى ولم تتزود بزوادة التقوى، قال تعالى “وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب” فالذي يريد أن يجد هناك لباس التقوى يجب أن يفصّله هنا عند أهل الله بالصحبة الصالحة، هنا يختار القماش ويفصّله، ليس طقم واحد فقط بل أكثر من الحلل واللباس حتى يأتي يوم القيامة “ولباس التقوى ذلك خير” أما لم تفصل هنا و لم تأتي عند الخياطين وليس لديك الوقت لهم، إنما فقط وقتك لبطنك ولثياب البدن والجسد الذي نهايته إلى التراب والدود يضعوك في القبر وبعد يوم أو يومين تنتفخ ويخرج الدود من بطنك ويأكل كل جسدك لا يبقى إلا العظام.
هذا الجسد الذي كنت في الدنيا تخدمه، هذا الجسد الذي كان كل همك تغسله وتنظفه وتلبسه وتعطره وتعمل له زوجه وتعمل له مركب وفرشة و… و… و… هذا نهايته القبر
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته وتطلب الربح مما فيه خسران
عليك بالروح فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
هذا الجسم الذي أعطيته وقتك كله في النهاية أصبح فناء بفناء…
وروحك الباقية التي ستقف بين يدي الله تركتها عارية، جائعة، سوداء مذنبة، فقيرة، ذليلة، يا حسرتاه أين عقلك؟!
لذلك أهل النار يقولوا: ((لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير * فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير))
لو كان لدينا عقل في الدنيا لأطعنا الله ولم نعصيه… هذا اعتراف أهل النار في النار.
لذلك أعطوا كل الوقت لله، على قدر ما تعطي منك لله يعطيك الله.
لذلك الله وصف المؤمن بقوله: “رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله”
وأنت في عملك كن مع الله، وأنت في طريقك كن مع الله، دائماً لا تنسى شيخك، عندما تذكر الدهان ترى صورة الدهان وأنواع الدهان وأنواع الفراشي وتبقى عايش مع الدهان عندما تذكر الدهان، وعندما تنسى الدهان، تغيب في الدنيا وتطمس والله أعلم متى تستيقظ.
فاجعل رابطتك معك دائماً هي التي تذكرك وتربطك بقطار المحبة… بقطار المراقبة لله… بقطار الخشية… بقطار الآخرة… تتذكر الآخرة ولقاء الله سبحانه وتعالى.
ياترى هل نفسك في الدنيا طاعمة ناعمة حتى تكون يوم القيامة جائعة عارية؟
إذا اخترت الآخرة ففي الدنيا فلا يهم ما تلبسه أو تأكله في الدنيا، ولكن نريد تأمين الآخرة
فإذا تأمنت الآخرة والله وفقك لا مانع البس أجمل اللباس، كما قال تعالى: ((وخذوا زينتكم عند كل مسجد)) وتعطر وأعط جسدك حقه في كل شيء، ولكن لا تنسى روحك… أعطها، مثل جناحي الطائرة إذا طولت جناح وقصرت جناح لا تطير.
يجب أن يكون الجناحين بمستوى واحد حتى تطير الطائرة، أما جسدنا نعطيه الحق الكامل وروحنا لا نعطيها إلا الشيء القليل فنكون قد خسرنا الكثير بجهلنا وغفلتنا عن الله وصحبتنا عن الغافلين، أعطينا نفسنا هواها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)).
وفي رواية: ((أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك)).
والحمد لله رب العالمين.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: