
الكفارات والدرجات
ابتدء سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : نتذاكر في هذه الساعة المباركة ما كان مع النبي ﷺ وأصحابه الكرام
تأخر النبي ﷺ مرة عن صلاة الفجر وبعد أن جاء متأخرا صلى صلاة تجوز فيها ( أي أوجز فيها بالقراءة) ثم التفت الى أصحابه الكرام فقال: “رأيت ربي في أحسن صورة [وهذا جائز في الرؤيا أن يرى الانسان ربه] فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى [أي الملائكة يتسارعون كما نتسارع نحن عند البنوك والسوبر ماركت والباصات كذلك الملائكة يتزاحمون لكن ليس مثلنا] فقلت لا أدري فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برودة اليقين بين ثديي فتجلى لي كل شيء فقال يا محمد فيم يختصم الملكين فقلت: في الكفارات والدرجات قال ماهي الكفارات: إعمال الأقدام إلى المساجد والجلوس في المساجد بعد الصلاة وإسباغ الوضوء قال وما الدرجات؟ قال إطعام الطعام ولين الكلام و صلاة بالليل والناس نيام ثم قال يا محمد سلني فقال ﷺ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين واذا أردت بعبادك فتنة فنجنا منها غير مفتونين وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل صالح يقربنا إلى حبك فقال النبي: تعلموها وادرسوها فإنها حق”
[هذا الفضل الإلهي أن الله علم النبي في تلك الساعة علوم لا يعلمها] وهذه مدرسة لنا لنتعلم ورسائل، الكلام لك يا جارة واسمعي يا كنة،
الله أراد أن يدلنا على الكفارات حتى نستمر ونواظب عليها ونتمسك بها حتى نكون من أهل الكفارات واهل الدرجات
الفلاحين يسمون الكفار لأنهم يغطون البذور بالتراب وكفر الشيء هو تغطية الغالي بالرخيص والكافر سمي كافر لأنه غطى نور الله بأطماعه وذنوبه وغفلته
الله يسأل النبي عن الكفارات ليعلم أمته والمفلح منهم من يتعلم أما الشقي مثل الارض الصحراء إذا نزل عليها المطر شهور متواصلة ثم أشرقت الشمس وجئت تنظر إليها تظن أنها لم تسقى منذ سنوات وبقيت صحراء قاحلة لم يؤثر فيها شيء
كذلك يوجد انواع من الناس على هذه الصفات: منهم من يأخذ العلم كالأرض الطيبة التي تنبت من الخيرات ما ينفع الناس وينفع الحيوان ونوع ثاني لا تنبت لكن تجمع الأمطار والبرك فتنفع غيرها لكنها لا تنتفع
ومنها مثل الصحراء تأخذ المال من هنا وتصرفه من هنا ولا تأخذ منه شيء
إذا يجب ان نحاسب أنفسنا لعلنا نضبط الدركسيون على ميزان الشريعة والحقيقة ونكون كالأرض التي إذا جاءها الفضل الالهي تثمر
إذا سبب تكفير الذنوب:
• إعمال الأقدام إلى المساجد
الجماعة ليست فقط الصلاة لكن أن يجتمعوا على من يعلمهم محبة الله ويعلمهم ذكر الله يعلمهم كيف يتأدبون مع الله في صلاتهم ولا يشردون كيف يتضرعون إلى الله في ليلهم ونهارهم وهذه الجماعة التي تنجو
أما الجماعة الذين يدخلون الى الصلاة فلا يسلم أحد على أحد هؤلاء بحاجة لتعليم ((لهم قلوب لا يفقهون بها))
الجامع هو الذي يجمع القلوب على محبة الله، كذلك المشفى هو الطبيب أينما وجد صار الطب وإذا أخرجنا الطبيب من المشفى إذا سيتحول لمقبرة ال دخله الناس يموتون
كذلك الجامع هو المعلم الذي يجمع القلوب على المحبة والإخاء العالمي “الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله” أما أنا آكل وأنت تجوع هذا إيمان كاذب قال ﷺ: “ما آمن بي ساعة من نهار من نام شبعان وجاره بجواره جائع وهو يعلم”
المهم أنا أعيش وغيري يموت هذا ليس بمسلم ولو صلى ألف ركعة في النهار، نقل الأقدام للجماعة لمي نتأدب لأن الأدب مع المعلم
لولا المربي ما عرفت ربي ما قالوا لولا الكتاب والله وصف القرآن قال: ((يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين))
من يضل؟ يضل الذي يريد أن يقرأ لوحده ويفهم لوحده مثل الذي يريد أن يتعلم الطب لوحده ويقرأ في كتاب الطب
وهناك أيضا من يهتدي بالقرآن لأنه يأخذه من أهل الاختصاص من المعلم يتعلم كيف يتلو كيف يفهم كيف يعمل مثل عندما تتعلم السباحة من سباح تصبح سباح أما إذا تعلمتها من شخص يعطيك اياها نظريا محاضرات وهو لا يعرف كيف يسبح عندما تطبق ما تعلمته تغرق لأن السباحة ليست قراءة وانما عمل وتنفيذ وكذلك الطب وكذلك الدين يجب أن تكون واقعي تعيش الواقع وتتعلم الآية وشرحها وفهمها
• والجلوس في المساجد بعد الصلاة
ففسر سماحة الشيخ محمود المبارك هذا الأدب : نحن ينتهي من الصلاة ويركض للخارج هذا ما شم رائحة الصلاة أنت إذا عملت لأحدهم عملا ألا تنتظر أن تأخذ أجرك؟ كذلك انت صليت ألا تنتظر وتدعو لله أن يتقبل ويغفر لك ويعطيك تمد يديك وتعلن فقرك الدعاء هو تذلل تعلن أنك فقير وهو غني لكن عندما لا تطلب منه معناها انت غني وهو غني مثل عندما خلق الله النفس قال لها من أنا قالت انت أنت وأنا أنا كل واحد له كيانه هذه النفس الأمارة فسلط عليها الجوع ثم قال من أنا قالت أنت الرزاق ذي القوة المتين لا تأتي إلا بعصاية الجوع أو البرد او العطش
• وإسباغ الوضوء
أي لا تتوضأ لفلفة توضأ وكأنك تذهب جدار لا يبقى مغرز إبرة بلا ماء ولو برد ولو ثلج ولو الماء حار يجب أن تستكمل وضوئك
• قال وما الدرجات؟ قال إطعام الطعام
هذا السخاء، الله عندما خلق الجنة والنار قال للجنة تكلمي قالت: “قد أفلح المؤمنون” قال وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل
والبخل شجرة في النار أغصانها متدلية في الدنيا إذا تمسكت بغصن سيسحبك يوم القيامة لعنده
قال تعالى: ((ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله غني وأنتم الفقراء))
إذا أول خصلة وأول خطبة النبي علمها عندما دخل المدينة التف الناس حوله فألقى بهم كلمة فقال أطعموا الطعام أفشوا السلام صلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام حث النبي على سخاء النفس في أول دخول للمدينة
• ولين الكلام
((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))
سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، هو يفحش بالكلام ويلقي المسبات وأنت تقول إن كنت صادقا غفر الله لي وإن كنت كاذبا غفر الله لك هكذا حصل مع أحفاد النبي وهذا كان جوابهم، الأمور تحتاج تنفيذ عملي وليس كلام فقط
• وصلاة بالليل والناس نيام
الذي ينحرم هذا الفضل الإلهي رب العزة ينادي هل لك حاجة وهو اما مبتلى بالموبايل أو بالنوم هذا بلاء عظيم لذلك استيقظوا يا اخواننا من السكرة التي وقعنا بها
شارب الخمر يصحو بعد سكرته وشارب الحب طول العمر سكران
لا نريد ان نظل شاربين حب الموبايلات والتلفزيونات والغيبة والكلام الفارغ وعندما يحين وقت الفجر تقوم لننام عندما تفتح أبواب السماء ورب العزة ينادي هل من مستغفر هل من صاحب حاجة حتى يؤذن الفجر
• ثم قال يامحمد سلني فقال ﷺ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فنجنا منها غير مفتونين وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل صالح يقربنا إلى حبك فقال النبي: تعلموها وادرسوها فإنها حق
الله ألهمه هذا الدعاء مما علمه إياه مثل دعاء الشفاعة يوم القيامة حين يذهب الناس للأنبياء فيقولون اذهبوا الى محمد فيقول النبي أنا لها أنا لها ثم يسجد تحت العرش فيدعو بدعاء يفتح الله عليه لم يعلمه من قبل فيقال قم واشفع تشفع فيقول يا رب ابدأ بالحساب وهذه أول شفاعة يشفعها النبي للناس كلهم واقفين تحت الشمس والشمس تبعد عنهم مسافة ميل فقال ابن عباس لا أدري ان كان ميل المسافة أم ميل المكحلة
إذا اعمل لنفسك عملا تستظل به كن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله (يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته)
إذا النبي يعلمنا:
أولا: أن الانسان قادر أن يرى ربه في الرؤيا وكثير من الصالحين رأوه، طهر نفسك وارتبط بأهل الله واسأل الله يعطيك
((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي))
الشرط هو ان تستجيب لله تعالى، إذا اردت الثمار استجب لله بالزرع وإذا اردت الطفل استجب له بالزواج، ولا تطلب بقلة ادب وبدون اخذ بالأسباب
ثانيا: تعلمنا اسباغ الوضوء والكفارات والدرجات واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام هذه كلها ترفعنا درجات حتى نكون هداة مهديين وللمتقين إماما
حتى نكون ممن قال الله فيهم: ((ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة))
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك بالدعاء : نسأل الله ان يجعلنا ممن نستمع القول فنتبع أحسنه هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين والحمد لله رب العالمين