الصوم عن النقائص بعد رمضان

  • كل عام وأنتم بخير نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا و إياكم من الفائزين المقبولين ومن عتقاء الله في شهر رمضان.
    • المؤمن يسير إلى الله سبحانه وتعالى مستمراً في رمضان وفي غير رمضان، وفي كل أيام السنة يوجد نفحات لله تعالى وأُمرنا أن نتعرض لها ، (ألا إن في دهركم لنفحات ، ألا فتعرّضوا لها) والتعرض لنفحة الله تعالى من أجل أن ننال منها الحظ الوافر وبعد أن نكون من عتقائه من النار وقد غفر لنا ما تقدم من ذنباً فعلينا كذلك أن نتمم ما قاله النبي صلّى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان ثم أتبعه بستٍّ من شوال فكأنما صام الدهر )) ومعنى الدهر أي السّنة والسّنة كما نعلم مؤلفة من اثني عشر شهراً ففي رمضان الحسنة بعشر أمثالها نحصل في رمضان من فضل الله تعالى على عشرة شهور والست أيام من بعده شوّال تكتب الحسنة بعشر أمثالها تحسب ستين يوماً أي شهرين فأصبحت بذلك سنة كاملة ، فهنيئاً لمن يتمم العدة ويتمم العمل لينل الأجر .
    • وهذه صيامها سنة مؤكدة لنتمم صومها . فالنبي صلّى الله عليه وسلّم صام الدهر كله أي تممَّ هذه الست أيام بعد رمضان . أخوة الإيمان هذه السّنة أنت مخيرَّ في صيامها إمّا أن تباشر بعد ثلاثة أيام من العيد فهنيئاً لك إذا كانت سرد متتابعات فهذا جيد و إذا كنت تريد صومها اثنين وخميس من كل أسبوع في شهر شوّال لتجمع ست أيام مفرّفات أيضاً لا بأس وإذا أردت أن تصوم الثلاث البيض 13-14-15 من شهر شوّال وأيضاً نضيف بعض الأيام وهذا أيضاً شيء حسن فأنت مخَّير بالصيام متى ما شئت تصوم ومتى ما شئت تفطر والنّية في هذه الأيام معك حتى وقت الظهر، فإذا أردّت أن تفطر قبل الظهر و وجدت نفسك متعب فهذا جائز ولا حرج عليك ولا قضاء عليك ولا شيء ولكن إذا صمّت ونويت الصيام ليوم الغد وفطرت فيجب عليك إعادة ذلك اليوم . المهم أن صيام السنّه مجرّد ما يعقد الإنسان النيّة حتى صلاة الظهر و إذا وقع الظهر عليك أن تتممّ صيامك . ولكن هناك صومٌ لعلّنا أن نتعلمه و نطبّقه فهو الصوم النافع وهذا الصوم كما كنا في رمضان نصوم عم اللغو وعن النظر في التلفاز إلى المحرّمات وإلى سماع الغناء وإلى الكلام الفارغ الذي هو اللغو الأفضل أن نستمر في هذا الصيام حتى نلقَ الله على الكمال . أمّا إذا بعد أن انتهى رمضان عدنا إلى الكلام الفارغ والمزاح الذي يورث تدخل اليد ثم الكلمات الجارحة للقلوب فهذا ما تخرّج من مدرسة الصيام وإن هذا صام وما صام لمعرفة فكأنّما صام وما صام . كما يُقال صلّى وما صلّى لمعرفةٍ فكأنه صلّى وما صلّى. وهذا الذي خرج من شهر رمضان ثم يرجع إلى اللغو والنقائص من النظر وسماع الكلمات وضياع الوقت واللهو والتمثيليات فكأنه مرَّ برمضان كالذي يمر في البستان دون أن يأكل أو يتزوّد .
    • رمضانٌ أخوة الإيمان يعني صحة الأجسام وصحة القلوب فكما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : ((صوموا تصحّوا )) وكلمة النبي صلّى الله عليه وسلّم تصحّوا جعلها مطلقة فما قال تصحّ أبدانكم، ولا قال تصحّ قلوبكم، ولا قال تصحّ نفوسكم، بل قال : ((صوموا تصحّوا )) ومعنى ذلك أنها تجمع صحة البدن والنفس والقلب . فالإنسان بعد رمضان يجب أن يكون سليم القلب ويكون أيضاً صحيح المعدة وسليم الجسم ومثل ذلك مثل محرّك السيارة الذي أجريت له صيانة ميكانيك و أعدنا تركبيه فعاد لعمله وكأنه جديد وبذلك يكون الجسد الذي صامت فيه المعدة ،ولكن إذا قمنا بصيانة منقوصة لذلك المحرّك و أعدنا تركبيه للسيارة ولازال فيه الأعطال والمشاكل ما استفدنا من صيانته أصلاً، ونحن عندما ننتفع برمضان وبعده وتكون مثالنا مثال ذلك المحرك العاطل فقد دخلنا برمضان وخرجنا على نفس أحوالنا ولم نتغير شيء . لذلك نريد أن ننظر إلى أعمالنا فإذا استقمنا بعد رمضان فهذه إشارة وبشارة أننا من الفائزين وأن الله تعالى قد تفضل عليك بفضل عظيم . وأما إذا اعدتّ بعد رمضان كما كنت بكلمات ناقصة ونظرات ناقصة وسماعك لكلام النقص وأهل النقص ولا تتلذ إلا كما الخنافس بقذارة الدواب فهل هذا شيء جيد….؟ وأنت بعد رمضان تصاحب الفاسدين ….؟؟ تتلذذ بالفساد….؟ تخسر جوار الله ؟ وتخسر رحمة الله التي تنزل في ليلة القدر وفي شهر رمضان ؟ تخسر تلاوة القرآن ؟ تخسر سعادتك ورضاء الله ورسوله وأصحاب الله وأهل الله عليك ؟ من أجل أن ترجع إلى الدخان والأركيلة ….
    • وصحبة أهل الشدّة واللعب أولئك الذين يقولون يوم القيامة لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير . بدل من أن نكثر من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم وأن تلتزم تلاوة القرآن مثل ما كنت ملتزم في شهر رمضان وكنت صاحب همّة . يا بني الله مازال موجود في رمضان وفي غير رمضان فهو سبحانه وتعالى يسمعنا ويرانا وينظر إلى تنافسنا وذلك ليس فقط في رمضان ، وإنما ينظر إلى تنافسنا في كل الأوقات فحن مازلنا في قاعة الامتحان والاختبار فالدنيا كلها قاعة امتحان واختبار ، فلا تقولوا الآن نرتاح وليس علينا شيء فإذا لعبنا و ضيّعنا الأوقات ونحن خارج رمضان . يا بني لا عليك إذا لعبت اللعب الشرعي أي كما قال النبي : ((لا لهو إلا في ثلاث : تأديب الإنسان فرسه ، مداعبة زوجته ، ………………)) أي تأديب الرجل فرسه تعني الاعتناء بالسّيارة التي تماثل الفرس في زمن النبي وترتيبها وتنظيفها وجعلها أفضل وأيضاً لا مانع من الخروج في النزهات و مشاهدة الطبيعة أو البستان أو الحديقة مع الأهل والعائلة و الأقارب لكن مادام مضبوط بشرع الله فأنت تؤجر على النزهات كما كنت تؤجر على الصيام والعبادات والصلوات فأنت في نزهة و رحلة و كأنك في عبادة ولك الأجر والثواب .
    • المهم لا يكون حاوية للنقائص و أهل النقص فأنت عندما تجالس شخص قد غُمس بماء المجاري والوحل المتسّخ وقام وسلم عليك أو حضنك ستتسّخ ثيابك وإذا قام برشّك رشة بيده سيلوثك .وهذا هو حال جليس السّوء سيصيبك منه رائحة نتنة وقد أخبرنا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل بائع المسك ونافخ الكير )) فبائع المسك أما أن يهديك العطر أو أن يبيعك إياه أو تشتم منه ريحه الطيبّة وهذا مثال الجليس الصالح . ونحن علينا أن نبحث عن الجليس الصالح ((امشِ ميلاً وعُد مريضاً)) حديث شريف للنبي صلّى الله عليه وسلّم والميل 1.5 كيلو متر ولا يوجد أجراً أعظم من عيادة المريض أوصانا النبي أن نعود المريض لو مشينا مساحة ميل وقال : ((امشِ ميلين وأصلح بين اثنين )) وهذا أيضاً الأجر أعظم وقال : ((امشِ ثلاثة أميال وزر أخاً في الله )) فابحث عن الصاحب الصالح من أجل أن يغفر لك وينصحك وتنصحه ومن أجل أن يزداد محبّة لك فهذا هو العاقل الذي يجالس الصالحين ويبحث عن الجليس الصالح أما جليس السّوء فهو كنافخ الكير وهو العامل في تبيض الأواني النحاسية الذي يتغطى بالدخان و السواد و الرائحة الكريهة كل ذلك أذى بأذى فقد تصلك شرارة من نار عمله تحرق ثوبك فإن لم تتلوث بالدخان وتتسّخ ولم تعمَ عينيك بالدخان أيضاً ستختنق وتحترق وهنا مثال جليس السّوء الذي وصفه بهذه الصفة فالأمر يعود لك إما أن تجالس القلوب التقية النقية كالنحل التي تستأنس بالزهور .
    • كن عاشقاً وأجلس مع العشّاق لا تصحبن من ليس بأذواق.
    • فإذا كان الرجل لا نبحث ذوق لديه و لسانه دائماً لا يتكلم إلا الكذب والدجل والنقائص والفواحش فهذا ابتعد عنه و ابحث واسأل حتى لو مشيت 4 أو 5 كيلو متر أي ثلاثة أميال عن الجليس الصالح .
    • الإسلام يعلمنا أن حتى لو لم نجد لجورانا جليساً صالحاً ويدفعنا للبحث عنه والتعب من أجل الحصول عليه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : ((المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احدهما الأخرى )) وهكذا المؤمن مع المؤمن أما المؤمن مع الفاسد فسيلّوثون بعض لإن دائماً النجاسة تغلب الطهارة فلو أحضرنا برميلاً من الماء الطاهر الصافي الصالح للشرب و وضعنا فيه القليل من البول تجده تنجّس كلّه إ.
    • بعد رمضان يجب أن نبتعد عن مجالسة الفاسدين والكذابين ونبقى صائمين عن أهل الشّدة والتدخين والحشيش و أهل الحبوب والبلاوي الذين يخدّرون عقولهم الذي فالإنسان بلا عقل لا يساوي شيء فمثلاً إذا أردنا تزويجك ملكة الجمال بلا عقل هل ترضى ..؟ هل ترضى عروس مجنونة ..؟ فعليك أن تحافظ على عقلك وتبتعد عن الأشياء التي تخمرّ عقلك ، فإذا شربت الخمور وضاع عقلك أصبحت لا تميز بين بيتك وبيت جيرانك عليك أن تتحمل مسؤولية عملك هذا .
    • فهذا شهر رمضان و دّعنا ونرجو من الله نكون استضفناه حق الضيافة و أكرامناه حق الإكرام و ودّعناه حق الوادع وكانوا أجدادنا عندما ينتهي رمضان يظلّون يودعونه مدّة ستة أشهر و يذكرونه و يتكلمون عنه وعن جماله وحلاوته ويظلّون أيضاً ينتظرونه خمسة أشهر قبل أن يأتي . لإن رمضان يا بني ثروة إيمانية الآن أنت عندما يخبرونك عن ثروة ستأتيك يوم كذا تظلّ تنتظر ذلك اليوم قبل فترة طويلة منه وقد تصل الأشهر و عندما تأخذ هذه الثروة تبقى في سيرتها و تذكرها وتذكر اليوم الذي أحدثها فيه . إذا رمضان كذلك ثروة إيمانية وهو أعلى من الثروة المادية التي قد تشغلك عن الله وقد تمنعك عن زكاة فتقع في مصيبة . أما الثروة الإيمانية كلها خير وفضيلة و رفعة للدرجات فحافظوا بعد رمضان على هذه الثروة التي جمعناها بفضل الله تعالى وقد سهل لنا الحصول عليها بفضل وكرم منه، فقد ربّط لنا مّرّدَة الشياطين كمثال رجل قام بتوجيها على مغارة تحوي الذهب وكبّل لنا قطاعي الطرق وكل من يشغلنا عن المغارة وسهل لنا الطريق وسيرّه علينا وقال لنا اذهبوا خلال شهر رمضان و اجمعوا ما شئتم منه غنائم و جواهر ثمينة ؟فالموفق السعيد الذي يسعى ليلاً ونهاراً وهو أهله وكل عائلته ويجمعون سوية أما الذي قضة عليه الكسل والخمول يذهب إلى المغارة ويحضر ليرة ذهبية واحدة فقط ويمشي ببطء فهو سيندم والذي مرّ بهذا الشهر ثم قيل له غداً يكون العيد ستجده أيضاً حزين متحسّر ولم يشعر بحلاوة الشهر مثله مثل مكانة السلحفاة والأرنبة التي غرّتها سرعتها فلجأت للنوم والتقاعس عن السباق وقد خُيِّل لها أنها تستطيع اللحاق بالسلحفاة وفي نهاية السباق خسرت وقد وصلت السلحفاة للهدف تلك التي مشت وتؤكلّت على الله ودعت وذلك مثل الذي أجّل الجد والعمل وقال نقوم ليلة القدر ونكسب الأجر تجده فوّت عليه الخير الكثير وانتهى شهر رمضان دون أن يشعر به وذلك هو الخسران المبين .
    • أسأل الله أن يجعلنا و إياكم من الفائزين المقبولين من عتقاء شهر رمضان
    • الفضيل وأن تكون كلنا مراقبين لله وأعمالنا كلها تحوي الإخلاص لأنه في رمضان نخوض دوىة إخلاص حيث تجد الطعام أمامك ولكن لا تأكله
    • قال تعالى :((وهو معكم أينما كنتم ثم ينبؤكم بما عملتم يوم القيامة)) فالله سيجزيك بعملك وقال تعالى : ((وإذا الصحف نشرت)) و ((اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) يابني هل تعرف ما يعني الله ….؟ يعني أقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم ما تسّره أنفسنا كما يعلم السر وأخفى .
    • أسأل الله أن يجعلني وإياكم أهلاً لهذا العرض أن نكون إن شاء الله من المقبولين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم جزاكم الله عنا خيراً وكل عام وأنتم بخير ومع سلامة الله.
(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: