الصلاة الحقيقية

2021-1-9
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس بالحمد قائلاً :الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين الله سبحانه وتعالى يقول: ” أقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ” ، ونقول لمن يقول أنا أصلّي ولكن الصّلاة لا تنهاني عن الفحشاء والمنكر نقول له أنت لا تصلّي الصّلاة الحقيقية لأنّ كلام الله لا شكّ فيه ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ” .

إذا كان القلب طاهراً ووقف في الصلاة يذكر المذكور وليس يذكر المخلوق عندما تذكر المذكور تحول ظلمك إلى نور والبرد إلى دفئ ، الصلاة الحقيقية ليست التي تأخذها من أمك وأبيك… عليك أن تأخذها من الاختصاصي علينا أن نلتقي بالمعلم الذي يفهّمنا حركات القلب قبل اللسان ، الصلاة صلة، المصلّي يقرع باب الملك ، يقول الله الصلاة تنهى عن المنكر فإذا كانت الصلاة لا تنهاك عن الفحشاء والمنكر يوجد علاج آخر ” ولذكر الله أكبر ” أي أكبر بالنهي .

بعض الشيوخ الأتراك سُئل عن معنى قوله تعالى ” والسماء ذات الحبك ” ، فقال لهم : يا بني السماء نعرفها نحن وأنتم أما الهبك لا نعرفها لا نحن ولا أنتم ، نحن أيضا أصبحنا هكذا حقيقة الصلاة التي تنهى لا نعرفها لا نحن ولا أنتم لكن عندما نأخذ الصلاة من الاختصاصي نأخذ النتيجة المطلوبة أنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، الطهارة القلبية بالتوبة النصوح لكي يحبك الله ، كثير من الناس لا يعرف الوضوء القلبي لذلك لا يجد سعادة في صلاته .

الصلاة الحقيقية : المحبوب عندما يقف مع حبيبه ينسى الدّنيا ، الذي قال فيها تعالى : ” قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ” الخشوع من صفة الموت لا يشعر بشيء ، وأكثر الناس يصلّون صلاة الغافلين التي يوجد فيها تهديد من الله تعالى : ” فويلٌ للمصلّين الذين هم عن صلاتهم ساهون ” .
عندما وصف
النبي صلّى الله عليه وسلّم … الذاكرين قال: سبق المفرّدون ، قالوا : ومن المفرّدون يارسول الله ، قال : الذاكرين الله كثيراً المستهترون : أي لا يهمه الدّنيا ولا مال ولا شيء يريد الله فقط ، ومنهم من قال/ المستهترون /أي الناس تسخر عليهم من كثر ذكر الله الناس لا يهتمون لأمره ولكن سيأتي يوم الله يكرمنا فيه وتكون ” فاليوم الذين آمنوا من الكفّار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون ” .

قال صلّى الله عليه وسلّم : ( في آخر الزمن يعيّر المصلّي بصلاته كما تعيّر الزانية بزناها ) ، “وأقم الصّلاة ” لا يوجد آية في القرآن تقول صلّي كلّه أمر ، الطريق المستقيم هو الذي يوصل توضأ بقلبك قبل وضوء جسدك عندما تتوضأ ونبه سماحة الشيخ محمود المبارك الأحباب :بجسدك تكون أتممت الطهارة وصرت محبوباً عند الله فتستحق الوقوف بين يدي الله .
عندما أتى حرامي إلى الشيخ وقال له هل تقبلني على وضعي ولكن أنا لا أترك السرقة إذا قبلتني فالشيخ عنده حكمة قال : نعم نقبلك ولكن عندي وصيّة لك إذا أردت السرقة فأنصف وفي يوم من الأيام ذهب لسرقة منزل وعندما أخذ الثروة كلّها تذكّر كلمة الشيخ ( أنصف ) فأعاد نصف المبلغ وتذكر أيضاً كلمة الشيخ فأخذ الربع وتذكر أيضاً ( أنصف (فأخذ الزكاة أحصى الثروة ليأخذ زكاتها فاستيقظ صاحب البيت وسأله من أنت ماذا تفعل؟ قال : أنا حرامي وآخذ زكاة مالك فقط لأني وعدت شيخي أن أنصف ، فذهبوا إلى الشيخ وقالوا له ما حصل معهم وقال صاحب المنزل يا شيخي ليس لدي سوى بنت وحيدة وأبحث عن زوج صالح فإذا يقبل هذا الرجل أن يتزوج ابنتي وثروتي كلّها له وكان يفتخر أمام الناس قائلاً سبب سعادتي وعدي للشيخ.

فنحن نريد أن نذكر الله الله إذا لم نذكر المذكور فذكرك مثل الذي يأكل من صورة الطعام ، إذا كان طلبنا المخلوق فهذا شرك نحن طلبنا الخالق ورضاء الخالق ، يا دنيا من خدمنا فاخدميه ومن خدمك فاستخدميه ، عندما تنالوا رضاء الله بكثرة الذكر والارتباط بالعلوم والعلماء انظروا كيف الله يعزكم بين أولادكم وأهلكم يلبسك الله ثوب الوقار والكرامة ويعطيك السعادة أينما ذهبت

ختاماً وصف سماحة الشيخ محمود المبارك الذاكر من صفاته كلّما وضع قدماً قال قلبه الله خطوته تكون بذكر الله عندما نذكر الذكر الصباحي يجب علينا أن نبقى كل اليوم نتذكر الذكر نلتفت إلى قلوبنا فإذا كانت تعمل بذكر الله يعينك وإذا كانت واقفة عندما نلتفت نذكّرها بذكر الله وهذا بفضل الذكر الصباحي وعند المساء أيضاً تجدد ذكرك ، ” اذكر اسم ربك بكرةً وأصيلا ” ، هكذا يريد ربّك أن تسقي بستانك صباحاً ومساءً إذا لم تسقي إلّا مرّة لا يعطي النتيجة المطلوبة عندما تسقيه صباحاً ومساءً يعطي أفضل الثمار .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: