الصبر على الدعوة

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس بالصلاة على الحبيب قائلاً اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السيرة النبوية بمثابة وقود للهمم وهي مليئة بالعبر
عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة كالأرض الصخرية انطلق الى الطائف، وكلنا يعلم ما فعل به أهل الطائف
ولكن كان لإسلام عداس على يديه صلى الله عليه وسلم عبرة عظيمة أنه عليك أن تدعو إلى الله في كل مكان فإن لم يستجب لك أهل البلد عليك بغيره وهكذا…
عليك أن تُعلِّم الناس ذكر الله فهو بمثابة المشغل لقلوبهم
عندما أسلم عداس عاد إلى قومه وحدثهم عن رسول الله أنه نبي وليس ساحراً أو مجنون وحدثهم عن صفاته لكنَّ الأنانية وحب الذات طغى على قلوبهم.
عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بدأ يشكو همه لله فأرسل الله له جبريل عليه السلام وسأله أن يُطبق عليهم الجبال فقال صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة: لا يا أخي لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله
وفعلاً عندما صبر النبي صلى الله عليه وسلم أرسل له الجن وسمعوه وهو يتلو القرآن فآمنوا به
وكما آمن به رجل عظيم الشأن في قومه اسمه عروة بن مسعود الثقفي الذي وُفِد إلى الأردن ليتعلم صناعة المنجنيق لكنه عندما أحب النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، ذهب إلى قومه يدعوهم إلى الإيمان بقوة فعندما حان وقت الأذان قام يؤذن فضربه قومه وآذوه حتى اُستشهد فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم ومنحه وساماً ،عظيماً يشبه الوسام الذي ذكره الله في كتابه ((يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين))
الله يرسل لك شخصا يكون نشر الهداية على يديه (إِنَّ إِبۡرَٰهِیمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِیفًا وَلَمۡ یَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ)[سورة النحل 120]
فالداعي لا يعتريه اليأس ولا تضعف همته فلا تقل أن الناس لا يتأثرون فتقف عن الدعوة فإن ذلك من ضعف الهمة
عليك أن تعرف أن الجميع يجب أن يؤمن (( وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ ))عليك أن تكون صاحب همة عالية وتقوي ذكرك لله ورباطك بأهل الله حتى تؤثر بالناس فالكلمة التي تخرج من اللسان لا تسمعها الأذان وما خرج من القلب يصل إلى القلب
إذا كانت الجن قد عرفت قيمة القرآن فقالت: (إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبًا * یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَاۤ أَحَدًا )[سورة الجن 2]
فتكلم سماحة الشيخ محمود المبارك عن كرم الله مع الداعييعطيك الله خيراً مما طلعت عليه الشمس إن اهتدى على يديك رجل واحد لأنك انقذته من الضلالة ومن نار جهنم ((قال صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس))
نحن نريد صاحب الإيمان النبوي فصاحب الإيمان النبوي لا يكلُّ ولا يملُّ فإن لم يجد سبيلا الى دعوته سارع إلى مكان آخر كالنبي صلى الله عليه وسلم عندما انتقل من مكة الى الطائف ثم إلى المدينة فالحبشة حيث آمن النجاشي وكان نصرانياً فآمن على يد أصحابه عندما حدثه جعفر عن الاسلام قائلا له
كنا نأكل الميتة ونقطع الرحم ونقطع الطريق ونعبد الاصنام ونشرب الخمر ونقطع الرحم ونقطع الطريق فأرسل الله من بيننا من علمنا الطهر والطعام الحلال و…
وأخذ يقرأ عليه القرآن فبدأ النجاشي بالبكاء وذلك لصدق المستمع وصدق قلبه فآمن فالله عندما يريد ((إذا أعطى أدهش ))
وهنا بدأ عمرو بن العاص حيلته ليغير موقف النجاشي ويطرد المسلمين من أرضه كان رد النجاشي بعد أن سمع آيات من سورة مريم أن نصح عمرو أن يسلم أي أصبح داعياً
وعندما توفي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب فقال المنافقون يصلي على علج اي على عبد أسود نصراني على أساس أنهم غيورين على دينهم.
هؤلاء المنافقين خطرهم أشد من خطر إبليس لذلك نجد اليوم من ينتقد على شيخه فنجد اليوم الشيخ مثله مثل عروة بن مسعود تأتيه السهام من كل مكان.
ثم تجد بعد ذلك أن هؤلاء المنافقين يدعون الله أن يرفع البلاء !!فلنحمد الله أنه لم ينزل العذاب الأشد وذلك من رحمته الواسعة ولو أراد أن ينزل العذاب لخسف بنا الأرض ونحن مستحقون لذلك لكنه وسع كل شيء رحمة ومغفرة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض للقبائل وقت الحج يقول قولوا لا إله إلا الله تملكون بها العرب والعجم))فيرفضون والبلاء الأعظم أن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب كان يمشي بين الناس ويقول عن النبي أنه مجنون ليهدم ما يبنيه النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الله جعله عبرة لمن يعتبر حيث أصيب بالجدري وابتعد عنه الناس ولما توفي حفروا له حفرة دفن فيها ركلا بالعصي وصار قبره مكانا لقضاء الحاجة أي ذل هذا؟!!
إذاً نتحدث عن المنافقين الذين ينتقدون الشيخ ، يا ابني العالِم المثمر هو الذي يبدل الحال ويحول الكبر إلى تواضع والعجلة إلى صبر والحقد إلى تسامح …وليست أي شجرة تُرمى بالحجارة إنما الشجرة المثمرة المليئة بالثمار تُرمى بالحجارة وهي تَرمي بالثمار.
إذاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض للوفود القادمة للحج وأي حج هذا ؟ لا يتغير فيه الحاج ولا يتبدل حاله تماماً كيومنا هذا يذهب مدخن ويعود مدخناً يذهب متكبر ويعود متكبراً…
إذاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض للقبائل وقت الحج فالتقى مع عشرة من أهل المدينة الذين قصدوا الحج فآمنوا فعلمهم كيف ينشرون الدين فعادوا في العام الذي يليه ومعهم سبيعين..
وأنت انظر إلى نفسك كم تعلم كل عام ؟؟
فالختام نصحنا سماحة الشيخ محمود المبارك أن : دعونا نكون كالداعي وليس كالمنافقين كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون )ويصبر على الدعوة حتى تثمر رجالاً
هذا خلق الداعي ..الصبر والرحمة حتى يهتدي الناس.
وأنتم عليكم أن ترفعوا من همة غيركم، قم واهد واحداً لتفتخر به أمام الله يوم القيامة فيوم القيامة ستُسأل عن علمك ماذا فعلت به فتقول علمت فيقول الله كذبت علمت ليقال عالم وقد قيل فيؤخذ بك إلى جهنم وستُسأل عن مالك فتقول بنيت المساجد فيقال كذاب
إذا ليكن طلبك إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: