الروح و صفاتها

         اللهم إنّي أبرأ إليك من حولي وقوتي وألتجئ إلى حولك وقوتك ياذا القوة المتين.

يقول تعالى في خلق الإنسان .” ونفخت فيه من روحي” ثم كلّف الملائكة بالسّجود لآدم . لكن إبليس رفض السّجود فطُرد من الجنة ولكن هناك من ذريته من آمن. قال تعالى:”وإذ صرفنا إليك نفراً من الجّن يستمعون القرآن فلّما حضروه قالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً فلّما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين ” أخبرنا الله أن أنواعاً من الجّن آمنوا وأنواعاً أخرى من سخّرهم الله تعالى يغوصون في البحار ويأتون بأشياء لسّيدنا سليمان هو يطلبها منهم ويبنون البناء وقال تعالى :” وكنا له حافظين ” بمعنى أنهم كانوا يخربون ما بنوا إذا لم يحفظه الله . الرّوح جوهرة نفيسة نفخها الله فيك وعليك أن تحافظ عليها بكثرة الذّكر والصّلاة على الرّسول صلى الله عليه وسلم والطّاعات ومصاحبة أحباب الله . لترتقي روحك معهم . وعندما تخرج الروح من الجسد يصبح جيفة.. يريد ا
لأهل و الأصحاب أن يدفنوه تكريماً له .. وإذا طال الوقت على الجسد يوضع في براد ليحفظه من النتن والرّائحة هذا الإنسان يتشرّف بالرّوح .وهي الخالدة أما الجسد فهو الفاني …..من تراب وإلى تراب. تتعكر الروح بالغيبة والبهتان والكذب والمادية المفرطة في خدمة الجسد ……وكثرة الطعام…. فأنت إذا أهملت الرّوح تنزل إلى درجة الحيوان )طعام وشراب ونكاح)…… وإن حافظت على الرّوح بالطّاعات والصّلوات والأذكار والصّحبة …..ترقى إلى درجة الملائكة وعندما ترقى برّوحك تصعد فوق مستوى الملائكة والدّليل على ذلك أمرهم بالسّجود لك يعني لآدم . والدّليل الأخر أنّ الملائكة تنزل من السماء تبحث عن حلقات الذكر والقرآن وتنادي بعضها البعض…. حتى ينتهي المجلس فتصعد إلى السماء ويسألهم الله تعالى عن المجلس ويطلب المغفرة لأهل الحلق. فتقول الملائكة فيهم فلان وفلان ليس منهم فيقول الله تعالى : ” هم القوم لايشقى بهم جليسهم “
كذلك من الملائكة حرّاس لك من الجّن حتى لا يؤذوك او يخطفوك، الملائكة تحيط بك من كل جانب لأنك مكرّم عند الله وهناك ملائكة لا تفارقك أبداً ” رقيب وعتيد” كل هذا التكريم من أجل الرّوح قال تعالى : ” ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً” والحقيقة أن الرّوح هي السّر الإلهي الذي أكرم الله به المخلوقين فالكائنات كلها…. لها روح… النحلة والحوت والحيوانات ……لكن العاقل هو الإنسان الذي يوازن بين الجسد والرّوح بعقله….. ويسمو بروحه بعمله وإخلاصه ولا يكون كمثال ” الصرصور” الذي طلب من النملة الطعام في الشتاء فقالت ماذا كنت تعمل بالصيف قال كنت أنظم القصائد لقد ضيع نفسه ، ياابني …… اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً …..سئل جحا متى القيامة ! ؟قال الصغرى أم الكبرى ؟ قالوا: وهل هناك قيامتان .؟….. قال القيامة الصّغرى حين يموت جميع الخلائق، والقيامة الكبرى حين يموت جحا ..
يابني متى مات الإنسان قامت قيامته . فاعمل لقبرك فالقبر صندوق العمل . لاتكن كمن قال فيهم الله تعالى.” قالوا لوكنّا نسمع أو نعقل ماكنّا في أصحاب السّعير ” ” فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السّعير ” إذا لم ترتقي بروحك وتستخدم عقلك تكن خاسراً.. إذا شغلت نفسك بمتاع الدنيا ….بالزينة واللباس …..والمركبات….. تهبط بروحك وتتحول نفسك إلى أمّارة …..من صفات الرّوح الطّاهرة النقية ..تحب مجالس الذكر تحب النظافة .. تبتعد عن المعاصي والعكس تماماً للروح الهابطة التي تسير وراء النفس الأمارة.. مال حرام ، ربا ، معاصي ، فالروح الطاهرة موطنها الجنّة لذلك تحن إلى موطنها دائماً أما الرّوح التي تلوثت بالطمع والجشع والمادة نسيت موطنها وهبطت إلى المادة. إذا بلغت الروح نقاءها وطهارتها صارت صفاء ونقاء وأحبت الطّيب. علّينا أن نتعرّف على غذاء الرّوح لترقى بنا إلى عالم الكمال والشهود والمراقبة .
المشاهدة ليست أن ترى الأشياء بعينك. المشاهدة أن تكون في غرفتك لوحدك لاأحد يراك ولا تعمل معصية صغيرة ولا كبيرة لأن إحساسك أنّ الله يراك . غذاء الرّوح ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” ” إن القلوب لتصدأ وإن جلاؤها ذكر الله وتلاوة القرأن” نظف وعاء قلبك ليسكب الله فيه القرآن والأنوار……نظّفه كما تنظف الإناء لتسكب فيه العسل. وإذا حصّلت مرتبة الشهود لاتستطيع أن تعصي ….جسدك يرفض عينك ترفض، أذنك ترفض. تصبح مثل سيّدنا يوسف عليه السلام:” إنّي أخاف الله ربّ العالمين” إن الله جعل لنا أمثله في القرآن لنفهم ونسلك طريق الصّراط المستقيم. شيخنا محمد أمين لما التقى بالعارف بالله الشيخ محمد أمين الزملكاني طلب منه أن يتوقف عم مراجعة حفظه للقرآن فخشى الشيخ محمد أمين أن ينسى قال له الزملكاني قدس الله سرّه ….إن شاء الله لن تنسى لكن أريد الذكر ليلك ونهارك فستجاب ..
وبعد أربعين يوماً عاد إلى القرآن وكان لم يتركه لحظه وأصبح يرى من كل حرف نوراً وفهماً جديدا…..ً القلب يكون عليه مثل الغلاف…لا ترى الحقائق جيداً . ” إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ” الجامع الحقيقي يابني ليس الجدران والسجاد والثّريّا …… الجامع الحقيقي هو الشّيخ الذي يجمع القلوب حوله لتستمع وتأخذ غذاءها ونظافتها وتنجلي وتلمع مثل النجوم شعورك أن الله معك يجعلك في طاعة ويبعدك عن المعصية. المراقبة هي أنتجت ابن المبارك.. كان والده يعمل في بستان وهو يساعده وذات يوم طلب صاحب البستان رمانة فأتى له بها حامضة ثمّ طلب ثانية وثالثة وكلها حامضة قال: صار لك تعمل في البستان سبع سنوات لم تعرف الرّمان الحامض من الحلو؟ ! قال : لم أتذوقها مرّة أنا أمين وعامل على البستان ….فأعجب بأمانته فزوجه ابنته وجاءه عبد الله ابن المبارك الذي ملأ الدنيا علماً
كما أنّ نعيم الرّوح في مناجاة حبيبها.” إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي” قال صلى الله عليه وسلم. ” سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه” وعّد منهم” قال..رجل ذكر اللهخاليا ففاضت عيناه” تذكر نعم الله عليك تحبّه” وإن تعدّوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفّار “تذكر نعمة السمع والبصر والهواء والعقل والروح وحفظ الملائكة لك .اعمل جهدك أن تستكمل فضائل الرّوح لتلقى الله على الكمال وإذا غذيت الرّوح بمناجاة الله وحبّه وذكره أحبك الناس ووصلت إلى قلوبهم وملأتها باللألى ومكارم الأخلاق….. سيدنا الشّيخ محمد أمين استطاع أن يصل اإلى القلوب وأسلم على يده الكثير ومنهم شيوعيون …..وناقشهم وحاورهم وقال لهم نحن أبونا واحد وهو آدم.. ونشر الإخاء والمّحبة والسّلام ” ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثمّ رددناه أسفل سافلين
” يهبط الإنسان أسفل سافلين بالمعاصي لذلك حافظ على غذاء الرّوح وصل كهرباء قلبك بالذكر ليضيئ عقلك وكيانك وتسعد أنت وتسعد الآخرين
نفعنا الله وإياكم اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: