
الدعاء مخ العبادة
قال الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه :”وقال ربكم ادعوني استجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”
وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بأنّه مخ العبادة , وتعلمون أنّ الإنسان بلا مخٍّ لا قيمة له، كذلك العبادة بلا مخ لا قيمة لها، والعبادة هي: طاعة الله سبحانه و تعالى فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وما زجر،فالله سبحانه وتعالى بيّن لنا وعلمنا كيف ندعو في آخر سورة آل عمران وفي آخر سورة البقرة “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا , ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحمّلنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين “
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو حتى يقع الرداء عن كتفيه ،أي يكون مرتدياً العباءة وهو يدعو، فيقول له الصديق رضي الله عنهم أجمعين : يارسول كفى (أي لا تثقل على نفسك) والله إنّ الله لن يخزيك ،مع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنّ الله لن يخزيه وهو يكثر الدعاء في كلّ الأحيان ،فكيف ونحن الآن نمرّ بمحنةٍ عظيمةٍ فلا بدّ لنا من الكثرة في الدعاء، فإنّ الدعاء يردّ القضاء يعتلجان كما ورد “الدعاء يصعد والقضاء ينزل فيعتلجان في السماء إلى يوم البعث والنشور “
إذاً مأمورين نحن بالدعاء والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي في حديث رواه الأصبهاني في حديث أنس أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ” يا علي ألا أعلمك دعاءً،إذا أصابك غمٌّ أو همٌّ تدعو به ربك فيستجيب لك بإذن الله و يُفرّج عنك ،تتوضأ وتصلي ركعتين واحمد الله و اثني عليه وصلي على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل : اللهمّ أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم ، الحمدلله ربّ العالمين، الله كاشف الهم مفرّج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، فارحمني في حاجتي هذه في قضائها ونجاحها رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك “. هذا الدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي وأنتم أعلم بمكانة سيدنا علي ، الحبيب عندما يوصي حبيبه ويعلّم حبيبه يعطيه من روح وخُلَّص و زبدة الدعاء، فعلينا بكثرة الدعاء وعلينا بالسمع والطاعة لمن يغلق المساجد لأنّه على حقٍ، لأنّ فتح المساجد والجمع والجماعة تورّث وتوصل إلى كارثة , يصبح الموت بالجملة , ونحن نعلم أنّ الإنسان يكون مُحرِم وذاهب إلى الحج فعندما يُحصَر (أي يمنع بأي وسيلة من الوسائل إن كان في مرض أو شخص في الطريق منعه أو أي شيء) فيُحلّل و يخلع إحرامه، لم يفعل ذلك فهذه جريمة ،إذا حصل ظرفٌ مانعٌ فيتراجع عن عبادته ويعيدها السنة الثانية لا مانع، كذلك نحن مادام هذا البلاء( كورونا) حصل كي لا يتفشّ بين الناس ويُسبّب الهلاك لأنفسنا ولغيرنا ،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :” لا ضرر ولا ضرار ” فإذاً نصلّي في بيوتنا ولا داعي للجُمَع .
العلم انتشر في الأجهزة والتكنولوجيا بإمكانك أن تدخل وتسمع في بيتك من اليوتيوب أو الفيديو أو أيّ شيءٍ تسمع الخطبة وتسمع العلم ولكن بعض الناس المغرضين الذين يغتنمونه ويصيدون السمك بالماء العكر؟ يريدون أن يفعلوا الفتن والمحن من أجل أن يكونوا خالف تعرف , نقول لهم :اتقوا الله في الناس واتقوا الله في أنفسكم، فإن العبادة تصُحّ أينما كان..
بالنسبة لصلاة الجمعة عندما يكون الشخص مسافر تسقط عنه يوم الجمعة وكذلك عندما يكون مريض ، فكيف إذا كان الذهاب يأتي بالبلاء لنفسه و لعائلته وأهله كيف لاتسقط عنه صلاة الجمعة ؟!
فلذلك يجب أن نستخدم عقلنا ونمشي على شريعةٍ وعلى صراطٍ مستقيمٍ، ليس على كلّ شخصٍ منّا أن يظنّ نفسه عالماً ! … تاب الله علينا جميعاً .
من بركة الدعاء كذلك هناك رجل كان مبتلي بالخمر ويدعو أصحابه إلى شرب الخمر في بستانه ،ومرةً من المرات أعطى عبده أربعة دراهم وقال له : اذهب إلى الخمّارة وأحضر لي بخمرٍ كذا وكذا،فذهب هذا العبد إلى الخمّارة وقبل أن يصل إلى الخمّارة سمع شيخاً يُحدِّث في مسجد ،فلمّا سمع الحديث انجذب إليه ،ودخل إلى المسجد يستمع الحديث ولذة الحديث كما تعلمون لذة إيمانية لا مثيل لها، عندما جلس العبد واستمع للعلم ،جاء رجلٌ تكلم مع الشيخ قليلاً فقال الشيخ : إخواني هذا أخوكم مقطوع يريد الذهاب إلى بلده وقد نفذ ماله (لا يملك المال) من منكم يعطيه أربعة دراهم يصل إلى بلده ؟؟وأنا أدعي له أربع دعوات بكل درهمٍ دعوة ،وكان ذلك الشيخ اسمه منصور ابن عمّار،فقام هذا العبد وأعطاه الدراهم التي كان سيشتري بها الخمر،قال له الشيخ : ماذا أريد أن أدعو لك يا ولدي؟ قال له : أنا عبدٌ، وسيدي يأمرني أن اشتري الخمر، وأنا أكره هذا الأمر ولا استطيع أن أخالف سيدي ،فادع لي أن يعتقني الله ويخلّصني من هذا البلاء،فقال الشيخ للأخوان المتواجدين في الدرس : ارفعوا أيديكم إلى السماء، اللهمّ ألهم سيّد هذا العبد أن يعتقه، قالوا : آمين ،ثمّ قال له الشيخ منصور : ماذا تريد يا ولدي في الدعوة الثانية ؟ قال : يا سيدي المال ليس لي ادع الله لي أن يعوّض لي لكي أردّ المال لسيدي فأنا مؤتمن، أيضاً دعا الشيخ وأمَّن التلاميذ ،ثمّ قال الشيخ : ماذا تريد في الدعوة الثالثة ؟ , قال : إن شئتت أن تدعو لسيدي أن يتوب الله عليه فقلبه طيّب ،لكن الأشخاص الذين حوله يؤثرون عليه فادع له عسى أن يتوب الله عليه ،فرفع الشيخ يديه ودعا ،وقال جميعهم: آمين ،قال الشيخ : ياولدي بقيت لك دعوةً ماذا تريد أن أدعو لك بها ؟ قال : يا سيدي ادع الله أن يغفر لي ولشيخي ولأخواني الحاضرين ولسيدي والأخوان الذين يجالسون سيدي ،فرفع الشيخ يده ودعا للجميع ،خرج العبد من المسجد بلا مالٍ ولا خمرةٍ ورجع إلى سيده، وسيده على نارٍ ينتظره أن يأتي بالخمرة، فلمّا أتى نادى به تأخرت وأيضاً أتيتني بلا خمرٍ ! قال سيدي : انتظر أكلّمك ماذا حصل معي ومن ثمّ افعل ما شئت، قال: تكلّم ،قال: حصل معي كذا وكذا وكذا , قال له : ماذا دعا لك الشيخ ؟ , قال له : دعا أن الله يلهمك وتعتقني (يكفي أن تقول لي اذهب احضر لي خمرة) قال له : كلام الشيخ غالي عليّ إن شاء الله سأنفذه أنت حرٌّ لوجه الله، وما هي الدعوة الثانية ؟ قال له : الدعوة الثانية دعيت أن يعوّض لي الله النقود لكي أردّهم لك لأن النقود لك وليست لي , قال له : الحسنة بعشرة أنت أنفقت أربعة دراهم وهذه أربعمئة درهم مني لك ،قال: جزاك الله خيراً، قال له : ما هي الدعوة الثالثة ؟ قال : دعيت أن الله سبحانه وتعالى يهديك ويريحك من هذه الخمرة ويتوب عليك، قال : مادام الشيخ دعا لي فأنا تائب لوجه الله فاشهدوا ياناس عليّ، وماهي الدعوة الرابعة ؟ , قال له : أن يغفر الله لي ولك و للتلاميذ حتى رفاقك يتوب الله عليهم ،قال له : هذه لو أملكها والله إنّي لأعملها ولكنني لا أستطيع عليها.. العناية الإلهية قال له رفاقه أنت أبو سطّام سيدنا تتوب ونحن لا نتوب ! نحن تبنا …
انظر الى شغلة الزكرتية ما أجملها فيهم نخوة كان لما يمرض أحدهم يذهب كل واحد حامل ومحمّل بالهدايا المريض عندما يراهم محمّلين بالهدايا وداخلين إليه ينسى مرضه ويقول لهم استقبلهم وهلأ صاحب الدين زعلان على الجامع! المصلي يذهب إلى المريض ومعه أكل و يأكل عنده ويشرب عنده ويجلس ساعتين أو ثلاثة , المريض يريد أن يقضي حاجة وثقيل الدم جالس عنده , ماذا استفدنا منك ومن صلاتك !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن العبد إذا صلّى في العلانية فأحسن , ثم صلّى في السرّ فأحسن , قال الله هذا عبدي حقّاً حقّاً “. هذا العبد الحقيقي , أما نذهب إلى الجامع نتبروظ وإذا سكّر الجامع لأمر شرعي أقرّ به العلماء والحكماء وأولي الأمر وأقرّ الناس جميعهم على أنه يوجد ضرر . قال النبي صلى الله عليه وسلم : “جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً “. أينما كنت تجوز الصلاة ويستطيع الانسان أن يصلي , أما أن ننشر البلاء والغلاء والوباء والأمراض بين بعضنا بحجة أنا رايح على الجامع !! هذه كلها رياء برياء , أينما تجد مكان طاهر و تستطيع الصلاة به فإذاً صلي !
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن العبد إذا صلى في العلانية بين الناس وصلّى في السرّ فأحسن قال الله هذا عبدي حقّاً حقّاً “.
دعنا نرى شطارتك في صلاتك في المنزل بوقتها على أصولها وعلى مواعيدها وبتلاوتها وخشوعها في بيتك أنت عبد حقا حقا , أما تقول إما أن أصلي في الجامع أو أبطل الصلاة ! فأنت لست مصلّي وإلى الآن لم تشم رائحة الصلاة , لأن السيارة صح شغّالة لا تقول أنا في الطلعة لا أمشي أو الكواع لا أمشي , إذا ما وضعوني في طريق أوتستراد أمشي إذا لم تضعوني لا أمشي , هذه ليست سيارة الطنابر أفضل منها .
هذا سيدّ العبد قال هذه لا أقدر عليها أن أغفر للجميع أما الذي أستطيع عليه عملته , فنام تلك الليلة فسمع هاتفاً يقول له : عبدي أنت تعمل ما تستطيع عليه وأنا لا أعمل ما أستطيع عليه ! غفرت لك وللشيخ وللتلاميذ ولأخوانك الذين جالسوك .
انظر إلى الكرم الإلهي عندما تصدق في دعائك و تصدق في معاملتك مع الله , لو كنت شرّيب خمر سيتوب الله عليك وعلى رفاقك وعلى عبيدك وعلى خدامك , فدعنا نفهم على الله ما هو الدين الحقيقي الذي نزل صافياً من السماء كماء المطر يعطي الحياة , ولا نأخذ الماء الذي من القليط كله مجاري يعطي الهلاك .
الدين عندما أصبح فيه شوائب هذا زوّد وهذا أنقص وكل شخص يعمل على كيفه دين , أصبح الدين يُفرِّق وهو أساسه يجمع , أصبح يبغّض وأساسه يحبب الناس ببعضها ,أصبح يفقر وأساسه يغني , الدين أساساً يؤاخي نحن الآن نتناطح , الدين يعمل الألفة والمحبة والتسامح نحن أصبحنا نحمل الضغينة على بعضنا إذا ديننا فيه تشويش من أعداء الدين الذين يسمّون أنفسهم بالدين ويدخلون من أجل مصالح ومراتب , فدعونا نعود إلى دين النبوة , الدين الذي نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ” نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ” الأمر واضح ” لسبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ” , فإذاً لنكثر من الدعاء
سُئل جبريل عليه الصلاة والسلام : ” قال الله يا جبريل إذا أنزلتك على الأرض ماذا تعمل ؟ , قال ربي أنت أعلم بي من نفسي , قال : أعلم ذلك , وأنت ماذا تفعل ؟, قال : ياربي أعمل ثلاث : أعين صاحب العيال ” شخص عائلته كبيرة أحاول أن أعاونهم من أجل أن يعيشهم ويلبسهم ويدفيهم ويعلمهم هذه صنعة جبريل عندما ينزل على الأرض سيساعد صاحب العيال , وأنت إذا عندك دعم اذهب إلى صاحب العيال و اعمل عمل جبريل ساعده ولو أن تلبسه ثيابه المدرسية أو أن تأتي له بحقائب أو نعال لأولاده أو ربطة خبز أفضل من لا شيء ,
ثاني خصلة ” أستر عيوب الخلق كي لا يرى أحد عيوب الثاني” نحن بالعكس نتكلم عن عيوب بعضنا فلان فعل كذا وفلان فعل كذا , أنت مسوي حالك صاحب دين و تزعل عن الصلاة بالجامع وتفضح الناس والنبي قال من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في داخل رحله,بداخل فرشتك يعملك فضيحة ماذا تريد من عورة الناس ! استر عليهم, جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم : يارسول الله فلان يشرب الخمر قال أما لو سترته بطرف ثوبك لكان خيراً لك, استرفإن الله ستّير , لا تعيّر أخاك بما فيه فيبتليك الله ويعافيه , عندما تعيّر إنسان بما فيه فإن الله جل جلاله يشفيه من ذلك المرض ويوقعك فيه , فلا تبحث عن عورات الناس سيدنا جبريل إذا نزل إلى الأرض سوف يستر عورات الناس إلى ان يصلوا بين يدي ربهم ليغفر لهم , إن الله ستّير وليس فضّاح , لا تكن فضّاح تفضح الناس بعيوبها ونقصها كل إنسان خطّاء , قال النبي صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون , بعض الخوارنة أمسك بحرامي يسرق يد الهاون التي من ذهب , الحرامي أخذ اليد و ذهب , رآه الخوري أرسل إليه قال له : يا بني الهاون الذي أتيت به و أخذت يده وتركته نسيته لدينا , فلتأتي تأخذه , كيف ستستخدم اليد بدون الهاون , فيقولوا أتى الحرامي وأخذ الهاون وذهب وتاب على يد الخوري من لطافة الخوري و حكمته , فلتكن مثل الخوري , أما أنت ليس لديك حكمة فلتكن لديك حكمة , لا تساعد الحرامي على السرقة ! ولكن لم يرضى أن يفضحه , ستره لاطفه, إذاً أول خصلة يعين صاحب العيال وثاني خصلة يستر عيوب الناس على بعضها البعض .
ثالث خصلة ” أسقِ الماء ” الماء هو الحياة , فلتكن مثل سيدنا جبريل انشر الحياة بين الناس , لا تنشر الأمراض , لا تحمل الأمراض , انشر الخير والمحبة , انشر الماء ” وجعلنا من الماء كل شيء حي” , أي الذي يسقي الماء له أجر والذي يسقي الناس العلم والمحبة والإخاء والألفة والتسامح ليس له أجر !!! أين عقلنا ؟! , فلنعود إلى الله ونتوب توبة نصوحة وكفى كل شخص مننا مسوي لنفسه دين … نسأل الله السلامة أن يتوب علينا جميعاً ,
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أحسن صلاته حيث يراه الناس ” لما يذهب إلى الجامع تعالوا انظروا إلي أنا في الصف الأول , بلغني عن شخص دائماً خلف الإمام و بدأوا بإقامة الصلاة وهو غير متوضئ , تركوا خلف الإمام مكان فارغ , مع أن هذا لا يجوز لكنه صاحب مشاكل فتركوا له مكان خلف الإمام فارغ , دخل شاب إلى الجامع رأى خلف الإمام فارغ فوقف في هذا المكان وصلّى , عاد الشخص بعد أن أنهى وضوءه ورأى الشاب يقف مكانه وجن , مسكه من قميصه وقال له ارجع فهذا محلي ! , هذا يا أخواننا يجب أن ينطرد من الجامع على قلة فهمه , ماذا محلي ومحلك !!! , المحل فارغ وسدّ الفرجة وانتهى الأمر وأكمل الصف ! , لماذا تأتي وتبعده إذا كنت لست متوضئ هل هذا المحل مخصص لك !! , هؤلاء الأشخاص يحسبون أنفسهم أنهم أعمدة الجامع ,هذه أعمدة فارغة ! , لذلك لو يوجد فهم يقول للشب لا أنت أولى بالمحل سبقتني له , الشب قال : إذا الجامع لك فتركنا الصلاة من أجلك , وخرج من الجامع , تركه للصلاة والعبادة بصحيفة من ؟! بدلاً من أن تؤلّف وتحببه بالصلاة بدلاً من أن تكرمه و تعطره , وتأتي أنت تكسر خاطره أمام الناس جميعاً وتقول له ارجع هذا محلي ! شدّه إلى الخلف حتى كاد أن يوقعه ودخل مكانه الله أكبر ! الله يتوب علينا وعلى صلاتنا
” من أحسن صلاته حيث يراه الناس ” لما يروه الناس ماشاء الله خاشع على مذهب القط عندما ذهب مع صاحبه إلى الحج , شخص لديه قط عندما ذهب إلى الحج قال الأفضل من أن أتركه في المنزل ويموت ولا يوجد من يطعمه , سآخذه وهناك لحم كثير يستطيع أن يأكل , فلما أخذه إلى الحج وعاد من الحج , الفئران تحدثوا بين بعضهم أن الهر حج ولن يخوّفنا بعد الآن , صار أحسن ما يكون , قال لهم أحد الفئران فلنخرج نلعب مع بعضنا , قالت له الفأرة : دعوني أخرج وأختبر حجته إن كانت صحيحة , أنا أخرج أجرب فلتأتي برأسي وليس برأسنا كلنا , فوافقوا على ذلك , خرجت من الجحر ووقفت أمامه تخربش قليلاً ثم تعود إلى الحجر , أتى القط ووقف عند فم الجحر , فلما خرجت قليلاً هجم عليها القط ولكنها نفدت منه و هربت إلى الجحر وإلا ذهبت في خبر كان , عندما عادت إلى الداخل وقلبها ينبض من الخوف , قالوا لها ما بك ؟! , قالت لهم : يخرب بيته صحيح أنه حج لكن الله وكيلكم نطاته بعدها هنن هنن . ونحن ” يا رايدين تحجوا الجمال منكم تهجّوا ” , لأنه يذهب إلى الحج قبل أن يدرس الحج و يفهم إلى أن ذاهب وقبل أن يفهم التواضع عند هذا الكريم , والضيف عندما يقلل الأدب لا نعلم ماذا يحصل له , الجمال التي تركبها تهرب منك “رحتوا بعدل ذنوب (العدل هو كيس صغير) رجعتوا ومعه خرج ” عدتوا ومعكم ذنوب !, لأن في الحج يتخانقوا ويتناطحوا ويتذابحوا , قال حج قال ! … يا ابني الله يتوب عننا كلنا إن كان مصلين أو حجاج .
“من أحسن صلاته حيث يراه الناس وأساءها حين يخلوا بنفسه “, لما يصلي لوحده بسرعة تكون صلاته بدقيقتين ينتهي من عشرين ركعة , بين الناس خاشع ويصلي و من أحسن ما يكون ! , قال النبي فيه : ” من أحسن صلاته حيث يراه الناس وأساءه حين يخلو بنفسه فتلك استهانةٌ استهان بها ربه ” أنت مستهين بربك ! لو أنك مصلي صحيح صلاتك في المنزل وصلاتك في الجامع نفسها لا تتغير, هذا هو الأصول . أما لو صلينا بالجامع من أجل أن يرانا الناس , نصلي الصلاة من أفضل ما يكون , بينما في المنزل لفلفة ونصلي المغرب بعد العشاء ونصلي العصر قبل المغرب , لأننا نصلي بالمنزل لا أحد يرانا ! , ونصلي الفجر بعد طلوع الشمس , لا أحد يرانا فإذا لا يؤثر !!! … إذاً أنت تصلي للناس من أجل أن يروك … هذا رياء ويوصل إلى الشرك الأصغر !
نسأل الله أن يغفر لنا ولكم جميعاً , كلنا خطائين وخير الخطائين التوّابون , أكثروا من الدعاء والإلتجاء إلى الله والسمع والطاعة لأولي الأمر الذين يفعلوا باستشارة العلماء والاختصاصين وهذا كله إن شاء الله نفع للأمة … أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينشر الخير والفضيلة على جميع بلاد المسلمين … والحمدلله رب العالمين ومع سلامة الله