التشبث بالعروة الوثقى

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس : سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الوصول إلى الله ومن يغير ويبدل هذا الطريق يضيع ويدخل في متاهات الفتن والبدع ومتاهة الأنا أنا فهمان أنا أعرف الطريق ويضيع عن الطريق فلا يستطيع العودة الأمر يحتاج إلى الانتباه وعدم الالتفات عن الطريق ولا يتأخر عن القافلة لأن الشيطان حيث يقطع الإنسان  يقول له مازال ضوء القافلة أمامك…. فتمشي على رويدك… وعندما تنتبه على نفسك لا تجد فهي أساليب إبليس ومن هذه الأساليب الخبيثة يقول للإنسان الآن ليس وقت السنة الآن اقضِ فتقول القضاء أولى من السنة يقضي يوم والآخر ثم يعود إلى الكسل ويصلي الفريضة وحدها وفريضة وحدها مثل المربوط بالسيارة بحبل  واحد…إذا انقطع يبقى الإنسان مكانه أما عندما تكون السنة والقضاء يكونان حبلان  .

انتبه لنفسك إذا تركت القضاء ارجع للسنة والعكس لا تبقى على فريضة وحدها لا تعجبك نفسك هذه النفس الأمارة مازالت مهلكة وأيضاً من مكرِ الشيطان يتمثل بالنصح، عندما جلسوا في بيت الندوة لكي يخططوا كيف يتخلصوا من النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد اقترح شيئاً فقال الشيطان إن طردتموه  من البلد  سوف يذهب ويجمع الناس من غير بلدان ويعود إليكم وإن أدخلتموه السجن سوف يسحر السجان ويعود إليكم يهرب لأنه يملك شيئاً يسحر فيه الآخرين … وبأي حال سوف يجمع جماعة ويعود فقالوا ما هو الحل فقالوا ابعثوا من كل قبيلةً واحداً يكون مقاتلاً قويّاً.. واجمعوا عدداً كي ينتظروه أمام منزله فعندما يخرج يهجمون عليه جميعهم لكي لا يقع الدم على قبيلة من القبائل فيقبلوا أهله بالدية فتدفعوها وترتاحوا قالوا نعم الرأي كان إبليس نازل بصورة شيخ من بلاد نجد .

التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لولا شروق الشمس من المشرق لما نظرت إلى نجد من كثرة الفتن التي سوف تخرج منها. إذا سارعوا إلى تنفيذ الرأي انظروا إلى الأعداء الله عندما يتفقوا على رأي يسرعون إلى التنفيذ أما أهل الإيمان عندما يقومون من أماكنهم فإنّ كلام الليل يمحوه النهار ينوون كل شي لاحظ كيف أصبح الإيمان أضعف من معتقد الكفار لأنهم متمسكين بالعقيدة والمحافظة على الأصنام الصنم قبل كانوا لا يريدون أن يهان وهم فيهم أرواح

الآن بعض الناس مثل الديوث زوجته أمامه لانعلم ماذا يكون بها ولا يسأل يوجد ديوث العرض ويوجد ديوث الدين من رضي الخبث في أهله فهو ديّوث العرض  ومن كان له رضى في إهانة دينه فهو ديوث العرض الكفار الذين كانوا يعبدون الأصنام كان لديهم غيرة عليهم . أما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما أسلم تصرخ في الشارع لا يوجد أحد يساعدني على سعد حتى أقيّده وأحبسه حتى يتخلى عن هذا الدين المحدث ترك الأصنام فعندما لم تجد أحد يساعدها عليه أقسمت يمين أن تجلس في الشمس ولا تأكل ولا تشرب حتى تموت فيعيرون الناس سعد إنك عاق الذي كان أبر واحد بأمه عند العرب .

وفعلاً صدقت ونفذت اليمين فسعد سمع بذلك فذهب إليها وقال لها والله لو لك مئة نفس أي مئة روح وكلما تجوعين في الشمس فتصعد روحك وتأتيِ إليك الروح الثانية والثالثة ولو لك مئة روح وتموتِ مارجعت عن ديني إن شئت أن تأكلي أولا ثم ذهب فمن صدق كلامه دخل في قلبها فعندما ذهب دخلت وأكلت كانت تعيره في أخيه  عامر هذا البار وليس سعد . وأيضاً عندما أسلم عامر صرخت في الشارع وقالت يابن إدامرأةٍ غارت على أصنامها نحن يجب أن نغار على هذا الدين حتى يذهب النوم من العيون ونفكر ماذا نفعل حتى ننشر الدين خوفاً على الإسلام الذي هو سعادة الإنسان أنت تضيع إذا ضاعت السعادة ماذا يبقى إلا الشقاء .

انظروا إلى المبتعد عن دينه يتمنى الموت ولا يجده يتمنى رائحة السعادة ة ولا يجدها .كان أيام النبي صلى الله عليه وسلم الدين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك كان سيدنا ابو بكر في الهجرة مرة يمشي أمامه ومرة خلفه ومرة في شمال حفاظاً على حياة النبي صلى الله عليه وسلم  لكي تصل هذه الرسالة لنا فقال أبو بكر يارسول الله أذكر     يكون أحدهم يترصّد بك فداك أبي وأمي وروحي هذا ليس كلاماً هذا عمل قال ثم أذكر الطلب من خلف يأتي أحد ويأخذك فأمشي في الخلف إذاً عندما تآمروا على النبي والقوا العدد يقال أربعون ويقال سبعون لكي يقضوا على الدين الذي هو ممثل برسول الله صلى الله عليه وسلم. أريد حياتهم ويريدون قتلي فأدع ما يريدون لما أريد فالنبي لم يفعل هذا ولو قال . سوف أدعهم في الظلمات إلى يوم القيامة لم يبق خيراً في الناس .

الآن بعض العلماء يقولون لم يبق خير في الناس لماذا يقولون هذا لأنهم لم يستكملوا علمهم هم درسوا الكتب  وأهملوا القلب الكلام الذي في الكتب أسود وهذا الكلام لا يبيض قلوب سوداء بالذنوب فعندما غاب النور الرباني في القلب لذلك ربنا قال أول شيء ( اقرأ باسم  ربك ) هذا الكتاب النوراني ثم قال تعالى ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ) جاء تعليم القلم بعد تعليم الأول الآن حمّلوا ظاهرهم وخربوا باطنهم .فلم يجدوا شيئاً فذهبوا وأصبحوا يحسدون المساكين الذين يجتمع الناس حولهم .

ويمكرون بهم لم يدعوا وسيلة إلا وآذوني بها يمكرون بي في الليل والنهار .حتى هدّدّوني بالقتال .واذا اخ من الانقياء .يأت إلي ويقول لي لماذا نمت البارحة حزيناّ باكياّ ؟  .قال لي : أرسلني النبي صلّى الله عليه و سلّم وقال لي أن اقول لك لا تحزن  .. نحن معك حياتي بعد هذه الكلمة تغيرت كنت يائساً  اتخبط في هذه الدنيا وحدي لماذا ؟ لكي اترك الدرس بالجامع الفلاني لذلك عندما تنظر ماذا حل بالعباد قل الله أرحم الراحمين من رحمته كلنا مذنبون …لكن رحمة الله واسعة إذا  في كل زمان سوف يمكرون بك   اقتداء بالنبي صلّى الله عليه و سلّم  .  ((فقال الضعفاء للذين استكبروا إناكنا لكم تبعآ فهل انتم مغنون عنا نصيباً من النار (قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد )) عندما لم يجدوا وسيلة فيقولوا ((وقال الذين في النار لخزنة  جهنم ادعو ا ربكم يخفف عنا يومآ من العذاب )) فيردوا عليهم (( أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات )) الرسل والانبياء  والعلماء  ألم يبلغوكم ؟ الآن إذا أرسل الشيخ واحد إلى فلان فهذا أصبح رسول الشيخ فالنبي رسول والعلماء رسل الرسول والنبي صلّى الله عليه و سلّم قال : (( من أطاع أميري فقد اطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصى أميري فقد عصاني ومن عصاني فكأنما عصى الله ))

فحتى يصبح الدين سعادةً لك فإنك تحتاج إلى من يعلمك ويفهمك فإن استغنيت عن المعلم أصبح الدين شقاءً لك فتبدأ العدواة مع العالِم والحسد لأنك تريد دين على هواك .لقد حسدوا الشيخ رجب لأنّ

 الجامع يمتلئ في درسه  فبدؤوا ببث الدعايات بين الناس ماذا فعل الشيخ؟ أراد أن يربط الناس بالحب وهم أرادوا أن يربطوهم بأحكام الحيض والنفاس والاستنجاء!!، نحن لا ننكر هذه الأمور لكن هناك أولويات فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بالأحكام من بداية دعوته إنما شرعت بعد وصوله المدينة وكذلك الصلاة لم تفرض إلا قبل الهجرة بقليل فكانوا يصلون ركعتين في الصباح وركعتين  في المساء اقتداءً بسيدنا ابراهيم عليه السلام.

((قَالُوۤا۟ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِیكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبيّناتِۖ )) هذا كلام ملائكة النار لأهل النار ((قَالُوا۟ بَلَىٰۚ)) فردوا عليهم ((قَالُوا۟ فَٱدۡعُوا۟ وَمَا دُعَاء الكافرين إلّا فِی ضلال))

[سورة غافر 50]

عندما يقولون فلان ضل أي لم يصل إلى الطريق.

قال تعالى (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهاد * یَوۡمَ لَا یَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِینَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوۤءُ ٱلدَّارِ)

[سورة غافر 52]

هذه الأية تعتبر من أشد العذاب وخصوصاً عندما يقولون ((  (قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَیۡنَا شِقۡوَتُنَا وَكُنَّا قَوۡمًا ضَاۤلِّینَ * رَبَّنَاۤ أَخۡرِجۡنَا مِنۡهَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ)

[سورة المؤمنون 107]

فتابع سماحة الشيخ محمود المبارك أن الله تعالى يجيبهم بعد أربعين سنة (قَالَ ٱخۡسَؤوا فِیهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)

[سورة المؤمنون 108]

 ما هو السبب ((  (إِنَّهُۥ كَانَ فَرِیقٌ مِّنۡ عِبَادِی یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلرَّٰحِمِینَ * فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِیًّا حَتَّىٰۤ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِی وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ * إِنِّی جَزَیۡتُهُمُ ٱلۡیَوۡمَ بِمَا صَبَرُوۤا۟ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَاۤىِٕزُونَ)

[سورة المؤمنون 111] )) فعندما يقول الله لهم اخسؤوا يجدون هذا التوبيخ أشد من عذاب جهنم.

إذاً كن على علم بمن تجالس فإبليس قد يتنكر لك بجميع الأشكال فلا تغرك العمامة أو الذقن أو الكرامات إنما انظر إلى أعماله فإن كانت على ما يوافق الشرع وكان محباً لله ولأهل الله فضعه في قلبك وإن كان مبغضاً لأهله فابتعد عنه ولو كان يجلس بين السماء والأرض فهذه ليست كرامة إنما استدراج (( سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَیۡثُ لَا یَعۡلَمُونَ))[سورة الأعراف 182] فكان من المؤامرة القضاء على الدين والإيمان

يا بني في كل زمان توجد هذه التي تسعى لذلك ليس فقط بأن يقفوا على الباب وبأيديهم السيوف المسمومة إنما تسعى بأي وسيلة لكن كن على ثقة أنه مادمت مع الله سيرسل لك جندي من جنوده كما أرسله لسيدنا محمد عندما أرسل عليهم النعاس فخرج من أمامهم وكان قادراً على أن يحمل سيفاً ويقطع رؤؤسهم لكنه أراد أن يبين للخلق أنه جاء للسعادة وليس لسفك الدماء.ففي غزوة حنين ثبت الأعداء ثباتاً لا يوصف فقد أحضروا معهم النساء والأطفال والأموال حتى لا يفكروا بالفرار فهرب المسلمون ولم يثبت مع رسول الله الإ سبعة عشر صحابباً فالتجأ النبي إلى الله فألهمه الله أن يأخذ حفنة من تراب ويرميها في وجوههم

الكافر لا يفهم لأن أذنه مليئة بالمال والتكبر والتباهي.فأخذ النبي حفنة من الرمل ورماها وقال بسم الله شاهت الوجوه فلم يبق أحد لم يدخل الرمل في عينيه فأمر النبي صلّى الله عليه و سلّم أن يُقيدوا وأمر النبي صلّى الله عليه و سلّم عمه العباس أن ينادي أهل الشجرة أي الذين عاهدوه تحت الشجرة (( ۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَابهم فَتۡحًا قَرِیبًا ))[سورة الفتح 18] ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان سفيراً إلى قريش ليبين لهم أنهم قادمون للعمرة فقط وليس للقتال والدليل على ذلك أنهم أتوا دون سلاح إلا سلاح المسافر ليحموا أنفسهم من الوحوش

فأشيع أن عثمان قد قُتل فقال النبي بعثناه سفيرا فقتلوه!!من يبايعني على الموت؟ فبايعوه جميعا

فلما نادى العباس إلى أهل العهد وذكرهم بعد أن أنساهم الشيطان وهذه هي أهمية البيعة لذلك من ليست لديه بيعة فليبك على نفسه وليسعى لتحصيلها لأن فيها من الرباط والعناية الأسرار العظيمة.

إذاً لما ناداهم العباس عادوا والتفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تعود الفصائل إلى أمهاتها فوجدوا ما يقارب السبعين من الكفار  مقيدين وهرب منهم من هرب وقُتل من قُتل.

ثم جمعت الغنائم وكانت من أكبر الغنائم في الإسلام جمعت في ساحة تسمى الجعرانة

فوزع النبي هذه الغنائم فأعطى لأبي سفيان مئة ناقة وكان حديث عهد بالإسلام فقال للنبي صلّى الله عليه و سلّم و لولدي فقال ولابنك مئة جمل وأعطى لابنه الثاني مئة جمل ولم يعط للصحابة شيئاً.

فقالوا: نحن أتينا من المدينة ونحارب والسيوف ما زالت تقطر دماً والنبي وزع الغنائم لأهل بلده فلما وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم وألقى بهم كلمة فقال: مقالة بلغتني عنكم قالوا: نعم يا رسول الله قال: ألم أجدكم ضُلالاً فهداكم الله بي، قالوا: نشهد ولله المنة، قال: وكنتم عالة فأغناكم الله بي، قالوا: نعم، فقال : لم لاتقولون لي جئت إلينا مطروداً فأويناك …..

أعطيت قومي شيئاً من الدنيا لا يساوي عند الله جناح بعوضة ليثبت الإيمان في قلوبهم وتركتكم إلى إيمانكم، ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله؟ فبكى الصحابة وقالوارضينا يا رسول الله

انظروا إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم كيف أنه جاء رحمة للبشرية كان يطمع في هداية قومه.

وهذه صفحة من سيرة المصطفى عطرة مغزاها إن كنت مع الله وكان جميع من حولك ضدك لن يضروك، وان كنت ملك الملوك ولم تكن مع الله يغرقك الله بالشهوات ويعاقبك بأضعف خلقه كالنمرود الذي دخلت حشرة صغيرة في أنفه حتى وصلت إلى دماغه فأصيب بالصرع فلم يكن يهدأ أو يرتاح حتى يُضرب بالحذاء على رأسه.

إذاً كن مع الله كن مع من اختارهم الله لحمل الهداية والسعادة بعد رسول الله، اربط قلبك بالسعداء لتسعد معهم،  عامل الناس بالمعاملة الحسنة كما امرنا الاسلام لكن لاتُدخل الغافل والدجال والكذاب في قلبك بل عاملهم بقدر الحاجة فقط.

وختم سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس بموعظة قصيرة :أما سويداء القلب فاجعلها لله ولرسوله ولأهل الله أما الأهل والأولاد فاجعل حبك لهم لله وبغضك لهم لله فالحب لله و البغض لله من أعلى مراتب الإيمان.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: