البحث عن المربي

درس النساء الاسبوعي
27-11-2021
٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٣ هـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم

ابتدء سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإسلام منهاج السعادة، وهذا المنهاج لا يُدرّس إلا على يد الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى كما اصطفى أنبياءه ورسله.
قال تعالى:
{إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين* ذريّةً بعضها من بعضٍ والله سميعٌ عليم* إذ قالتِ امرأتُ عمران ربّ إني نذرْتُ لك ما في بطني محرَّراً فتقبّلْ مني إنك أنت السميع العليم}. آل عمران…33.
فامرأة عمران ليست من الرّسل أو الصّدّيقين، ولكن كانت ممن اصطفاهم الله، فلتكن درساً لنا ولكلّ إنسانٍ حتى قيام الساعة، إذ وهبتْ ما في بطنها محرّراً ليكون داعياً للصلاح والخير والإرشاد،
وعندما ولدت وعلمت أن مولودها أنثى قالت وهي تناجي الله: ربّ إني وضعتها أنثى،وليس الذكر كالأنثى *
فهي لا تستطيع أن تكون خادمةً لدينك في إقامة الصلاة أو أمور الدعوة. قال تعالى:
{فلمّا وضعتَها قالت ربِّ إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعَتْ وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم}
ومعنى مريم أي متعبّدة في اللغة السريانية…
قال تعالى: {فتقبلها ربها بقبولٍ حسنٍ وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا}.
فالله عز وجلّ عندما عرف صدق والدتها قبلها منها وطهّرها.
حين يصدق الإنسان في نشر رسالة دينه بغض النظر عن كونه ذكراً أو أنثى، غنياً أو فقيراً، فالله سبحانه وتعالى يُخرِج منه الطيّب الكثير.
السيدة مريم وجدت من يتكفّل بتربيتها وتنشئتها النشأة القويمة…فكان سيدنا زكريا يأتيها ليشرف على تزكيتها حتى وصلت لمرحلة ترى الملائكة ….*كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يامريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ..إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب *
أصبح عندها اليقين بالله والتوكل على الله وحب الله وأخذت تنقطع للعبادة ….ويعلمها سيدنا زكريا كيف تناجي ربها ويشرف عليها ويعلمها الحكمة …..
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس متسائلاً : فهل بحثنا نحن عمّن يتكفل بتربيتنا تربيةً تقودنا إلى السعادة؟؟ هل بحثنا عن المربّي الذي اصطفاه الله ؟؟
وكيف نستدلّ على هذا المربّي؟؟ هناك علاماتٌ تميّزه…أولها: أن تقع محبته في قلوب الخلق… والعلامة الثانية: أن يشفق على العاصي لينقذه مما فيه… وأما الثالثة: من إذا حضروا ذُكِر الله بهم…والعلامات كثيرةٌ ومتنوعة.
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.