
الإسلام منهج السعادة
الله سبحانه وتعالى المتفضل بنعمه التي لا تعد ولا تحصى وأم هذه النعم الإسلام، الإسلام هو منهاج السعادة وهو المخطط السليم الذي يخرجك من الصحراء المهلكة حتى تصل إلى بيتك وأهلك بسعادة.
الإسلام. وما هو الإسلام؟؟ وماهي أركانه؟؟ الإسلام علم وعقل ومنهاج وحكمة وتزكية ومكارم للأخلاق لا تفشل ولا يضيع صاحبها ولو ضربنا مثال على الصلاة نجدها مدرسة يتعلم فيها العبد من خالقه ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ بين منادمة الحبيب لحبيبه ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ يكرر العبد بين يدي ربه عشرات المرات اهدنا الصراط المستقيم، كالآية الكريمة التي تقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا أمنوا﴾
عندما سئل بعض الشيوخ ما معنى يا أيها الذين آمنوا آمنوا؟ فقال له اذهب واسأل ثم عد إلى فذهب فلم يفهم أحد معناها فلما عاد إليه كان في مناسبة بين الجيوش والطبل يقرع فقال يابني الطبل يعطيك الجواب فقال: والله ما أسمع الطبل يقول إلا دم دم دم دم فقال هذه هي دم على الايمان حتى يأتيك اليقين ﴿يا أيها الذين آمنوا آمنوا﴾ أي دوموا على إيمانكم كما يدوم السائر على مسيره حتى يصل إلى مأربه.
كذلك ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ أي دم على الهداية واطلب الهداية والسير على الهداية حتى يأتيك اليقين، إذا الصلاة مدرسة نعم ومعراج المؤمن ﴿تعرج الملائكة والروح في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة﴾ خمسين ألف سنة هذه سرعة الملائكة وأنت بصلاتك تعرج كل هذه المسافة وتناجي بقلبك وتقول: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما
وأنت في الأرض متجه نحو الكعبة هذا اتجاه المادة للمادة، الجسد مادة من الأرض والكعبة المشرفة من الأرض فالمادة اتجهت باتجاه المادة وهذا أمر إلهي، وأما القلب يجب أن يتجه إلى الله إلى خالقه.
(حنيفاً مسلماً) مستقيما غير مشرك هذه هي الصلاة. مدرسة وتعلم وأخلاق لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر لكن إذا سألنا بعضنا لماذا الكثيرين لا تنهاهم صلاتهم، مثل الدواء الذي شفى كثير من الناس لماذا لا يشفي البعض الذين ظلوا مرضى؟ لأنهم لا يأخذونه على أصوله.
الصلاة التي تنهى تحتاج إلى طهارتين، طهارة في القلب وهذه أول ما ذكرها ربنا وطهارة ثانية في المادة التي هي للثوب والجسد والمكان وقال تعالى: ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ التوابين: هذه طهارة القلب، والمتطهرين: هذه طهارة الثوب والجسد والمكان
فعندما نقول إن الطائر يطير بجناحين لا يمكن أن نستثني ونقول يكفي الآن جناح واحد!! هذا لا يطير أبدا.
لذلك الصلاة اذا لم تكن على أصولها مثل السيارة والطائرة اذا لم تكن على أصولها لا تعطي نتيجة كاملة ، أحيانا اذا الدولاب كان فيه عطل كل السيارة تتوقف عن العمل لأنها فهمت مبدأ (كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وهكذا الصلاة اذا لم تكن مستكملة لشروطها وواجباتها وكل ما تحتاج إليه لا تعطي النتيجة ،عندما نقول الهاتف يعطي الاتصال اذا وجدت فيه شريحة الاتصال والبطارية ومام يتبعها من لوازم فإذا فقدت إحدى هذه الضروريات لا يكون لهاتفك الصلة ولو تكلمت فيه لا يصل صوتك ،كذلك الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر يجب أن تكون صلة بحضرة الله وتتعلم من حضرة الله وأنت بين يديه ﴿اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم﴾.
من هم الذين أنعم الله عليهم؟؟
﴿أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾
﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾
أي أنت تطلب منه اهدنا الصراط المستقيم الصراط الذي علمته للأنبياء والرسل والصديقين والأنبياء والصالحين، منذ متى وأنت تطلب هذه الهداية؟؟ إذا لم يتغير فيك شيء بعد هذا معناه أنه يوجد خلل في صلاتك أما إذا تغير فيك فهنيئا لك أنت في تحسن صحي نفسي قلبي وسيأتي يوم تصل إلى القلب السليم الراضي المرضي …هذا بالنسبة للصلاة.
الصوم مدرسة صحية “صوموا تصحوا” صحة للقلب وللجسد كثير من الناس قبل رمضان تكون معدتهم من كثرة الطعام والتنوع فيه أصبحت رقيقة أي أوشكت أن تثقب وتصيبها القرحة فيأتي رمضا فيصوم فتعود المعدة لتنسج خلاياها من الأماكن الرقيقة ولا ينتهي رمضان إلا وتكون قد اكتست من جديد وعادت إلى حيوتيها من جديد وصاحبها لا يدري ما فعل به رمضان وما فعل به الصوم ولو علم لتمنى أن يدوم رمضان والنبي ﷺ قال: “لو علمت أمتي ما في رمضان لتمنت أن السنة كلها رمضان” رمضان جاء ليرمم جسدي وقلبي من النفاق وليكون مدرسة لنا لنشعر بالجائعين ومدرسة للتهجد والقيام والسحور لأننا لا نستيقظ للتهجد إلا من أجل السحور فنكسب بنفس الوقت ركعتين إذا رب العالمين وضع لنا طعم من أجل أن نتهجد فوضع لنا الطعام في هذا الوقت لأنه يعلم أننا نركض لأجل الطعام وأحدنا ربما اذا دعوته لمجلس علم يتحجج بالعمل واذا دعوته لوليمة طعام يأتي راكضا.
﴿أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى * أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى﴾ بلى هو قادر لذا يجب أن تصحح مسيرتك … هذا هو الصوم ومراتبه ومنافعه التي يتمنى الانسان لو علم ما في منافع الصوم جسديا وروحيا وقلبيا وأيضا لك ميزة يوم القيامة أنت ممن يدخلون من باب الريان والملائكة تدلك على الطريق مثل باب الدبلوماسيين لا يدخله أحد غيرهم كذلك باب الريان للصائمين.
الحج مؤتمر عالمي للذكر الجماعي وكم آية تذكر بذلك ﴿فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم﴾ آيات الحج كلها ذكر ﴿فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا﴾ كم تذكر أهلك يجب أن يكون ذكرك لله أكثر من ذكرك لهم ،مدرسة الحج هي مدرسة الخلوة لست متفرغا لا لمالك ولا لمزرعتك ولا لعيالك ولا لأولادك وأينما تنظر كل شيء يذكرك بالله كل واحد يلبس كفنه ويذكرك الازدحام بالمحشر والموقف والقيامة ﴿يوم يحشر الناس لرب العالمين * وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى لكتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون﴾.
هذا الموقف إذا مؤتمر لكثرة ذكر الله ومدارسة المصالح بين الأمم أي المفروض بكل حج تلتقي مثلا وزراء الخارجية للمسلمين ووزراء الداخلية ووزراء الصحة ليتدارسوا ويأخذوا من تجارب بعضهم وينتفعوا من بعضهم في مدرسة الحج ويتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر كالجسد الواحد يهابهم عدوهم
لكن عندما أصبح الحج تجارة ومصالح ولا أحد يهتم لغيره لم يعد يرغب بالحج الا من رحم ربي.. وهذا بالنسبة للحج.
أما الزكاة اقتصاد وقوة في الاقتصاد والاقتصاد عصب الدولة لأن النبي ﷺ قال: “كاد الفقر أن يكون كفرا” أي أن الفقر يشبه الكفر ويوصلك لأكل الحرام وأكل الربا والسرقة والقتل معنى هذا أننا يجب أن نقاوم الفقر ونعمل لكن ليس العمل الذي فيه لف ودوران وشبهات بل بالجد والحلال… وهذا فيما يخص الزكاة.
أما الشهادتين فهي الأساس الذي يبنى عليها هذا البرج العظيم، الاسلام بأركانه وفرائضه عندما تنطق بالشهادتين أنت أمنت الأرضية والاساس “بني الاسلام على خمس” هذه الخمس أركان الاسلام فوقهم يبنى.
عندما نقول بني الفندق على خمس لا نعني بهذا أن تنام بين الاعمدة لكن الفندق فوق ال 5اعمدة وكذلك الاسلام أي بعد ما تطبق هذه الخمس أركان تبحث عمن يبني لك الاسلام الذي وصفه النبي بأنه: “بضع وسبعون شعبة” اي 79طابق أدناها اماطة الاذى عن الطريق وأعلاها قول لا إله الا الله اي التوحيد يجب أن ترى الله في كل شيء إذا ضربك أحدهم تقول الله ارسله لي لغفلتي ولا تقول فلان ضربني، ولا تقول منذ أن فتح جاري بجواري قَّل رزقي أين التوحيد؟؟؟
بعض الأئمة ويقال أنه الامام أحمد الرفاعي رأوه بعد وفاته في المنام فقالوا ما صنع الله بك فقال: أوقفني بين يديه وقال بم أتيتني يا أحمد فقال يارب جئتك بصلاتي فقال: من أيقظك للصلاة من حبب اليك ذلك ومن أعانك عليها قال: بصومي، قال: أنا الذي أعنتك عليه فقال جئتك بحجي قال انا حملتك عليه قال جئتك بعلمي فقال انا الذي علمتك وأجلست الناس حولك ثم قال يارب جئتك بالتوحيد لا اله الا الله فقال جئتني بالتوحيد ونسيت يوم اللبن فقال ما يوم اللبن يارب؟ قال عندما شربت اللبن وأصابك المغص منه فقلت أصابني المغص من اللبن فقال يارب اذا أنا هالك فقال أنت عندنا لست بهالك إنما هذه منادمة الحبيب لحبيبه.
مثل شخص جاء فأعطى الفقير رغيفا، ثم جاء آخر فضرب الفقير على وجهه فقالوا له من ضربك قال الذي أعطاني الرغيف فقالوا من الذي أعطاك الرغيف قال: الذي ضربني الكف!! هذا معناه أنه ليس يرى إلا الله.
كيف سيبنى لك الايمان على عمودين أو 3 يجب ان تستكمل ال 5 اعمدة وإذا ما عندك زكاة بقي لديك 3 اركان من أصل 5 لأنك خسرت الحج بفقرك، وإذا الصلاة فيها خلل بقي عمودين الصوم والشهادتين.
فالقصد ركز أركان اسلامك حتى إذا سمعت مجالس العلم يبنى الايمان في قلبك الذي هو بضع وسبعون شعبة أدناها اماطة الأذى عن الطريق أي إذا رأيت مسمار على الطريق يجب أن تسارع وتبعده حتى إذا مرت سيارة اسعاف لا تتعطل ويموت من فيها فتكون أنت أنقذت روحا ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾.
النبي ﷺ يقول: “تركتكم على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك “
هذه الشريعة السمحاء كل شيء فيها واضح وظاهر أقلها اماطة الأذى عن الطريق وأعلاها كلمة التوحيد أي كمال التوحيد
إذا الشهادتين هي اللبنة الأولى في أساس بناء هذا البرج الشامخ الذي إذا بني على أصوله يبقى شامخ إلى يوم القيامة وإذا بني على ميول تأتي السيول فتجرفه وتأتي الزلازل فتذهبه.
يبني الرجال وغيره يبني القرى شتان بين قرى وبين رجال
الذي سيبني يجب ان يكون معلم في البناء ليس أي شخص يبني وليس أي شخص يقال له البناء له شروط ويجب أن يكون مصاحب شخص بنّاء ويعمل عنده ويلازمه ونرى أعماله وبناءه هذا نسميه بناء ونسلمه أرضنا ليبني لنا أما إذا جاء واحد بعد ما يبني الصبة الثانية تنهار فيه أو بعد ما تسكن البناء ينهار فيك ويختم له بسوء الخاتمة ﴿خسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين﴾
هذا البناء يجب أن يكون أولا على محبة هذا البناء الذي لا ينهدم، كل علاقة لم تكن مبنية على محبة الله نهايتها الفشل والندم ﴿الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين﴾
﴿يقول يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين﴾ هذا الذي لا محبة فيه
إذا البناء يجب أن يكون على محبة لله تعالى ومحبة لرسوله ومحبة للبناء الذي يبني لك الايمان لله تعالى ومحبة لهذا الدين الحنيف الذي هو سعادة الانسان كما أسلفنا في البداية، رضي الله عنهم كيف كان كلامهم كله نفع وكله دواء فكان بعضهم يقول:
ليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
إذا صح منك الوصل هذا الحب إذا صار بينك وبين حضرة الله الصدق أنت تصدق في المحبة وتقبل من قبله هذه سعادتك وكل الذي فوق الأرض حتى نحن بعد 110 سنين لن يبقى أحد منا على وجه الأرض وهكذا قال ﷺ لأصحابه في يوم من الأيام وهذا طريق نمشيه وسينتهي فلنملأه بالفضائل والأذكار والصحبة الصالحة ونجتهد أن ندل الناس على الهداية.
أحدهم حكم عليه بالإعدام فقالوا له ماذا تطلب قبل أن نعدمك قال أطلب أن أجلس مع هذا الرجل الذي سيحضر الاعدام 5 دقائق فقط فوافقوا وجلس معه وبدأ يعلمه ان يتقي الله و عن وحدانية الله فسألوه ماذا استفدت؟؟ قال سأقول لله أن آخر أنفاسي كانت بهداية الناس فالقصد أن البناء يجب أن يكون للمحبة وعلى المحبة لأن أرحم الراحمين هو الذي اختار لك الدين برحمته جل جلاله واختار لك الرسول ﷺ واختار لك العلماء ليعلموك ويطهروك ويغسلوك وينظفوك وعندما تشب تناطحهم وتعاندهم ، المعلم يظل خادم لك طول عمرك ولا يتكبر عليك لكن كثرة الالتفات أحيانا تزل القدم لذلك يخاف عليك، هذا الذي يجب أن يفدى بالروح تعامله بالعناد مثل اللئيم عندما يجلس بجوار زوجته ويرتاح معها ويأنس بها وينسى أمه وأباه هذه لئامة ، كذلك الانسان يجلس تحت جناح الشيخ عندما يكون صغير كالصوص يكون أفضل ما يكون فإذا كبر وأصبح ديكاً يتفاخر ويأتي من يلهيه ، القصد لاحظوا كيف كانوا يكرمون هذا البنّاء الذي يبني الرجال وقال أحدهم:
لو أن روحي في يدي ووهبتها لمبشري بقدومكم لم أنصف
مالي سوى روحي وباذل روحه في حب من يهوى ليس بمسرف
فلئن قبلت بها فقد أسعدتني يا خيبة المسعى إذا لم تسعدِ
للمبشر بقدوم المعلم يود لو يهب روحه هذا هو الحب وهذا هو الصدق والنفع يأتي من هنا مع العلم أن هذا لا ينفع المعلم ولا يضره لكنه يبرهن على مدى وفائك وفهمك والتزامك وشعورك بأنك كنت لا شيء ثم بفضل الله صرت شيء.
اذا يا أحبابنا رضي الله عن سيدنا أبو بكر عندما دخلوا الغار انظروا ماذا يفعل المحب قال له يارسول الله دعني أدخل قبلك قال لماذا فقال أهيء لك المكان فدخل فحمل الاحجار وهيئ الغار فوجد فيه جحور فأصبح يمزق من ثوبه ويسد الجحور التي في الغار كي لا تخرج هامة أو عقربة او افعى مؤذية ، ثم خرج فقال ادخل الآن يارسول الله فبقي جحر واحد فقال لا بأس أسده بقدمي (لم يسأل على نفسه وهذه علامات المحب الصادق لا تسأل عن نفسك الا في الدعوة لذلك كان ايضا اثناء السفر يقول يارسول الله انا اذا متت غيري يوجد كثـير اما أنت فلا يوجد غيرك واذا ذهبت ذهب الاسلام ، فدخل النبي ﷺ ودخل أبو بكر ومد له فخذه فنام النبي ليرتاح قليلا ووضع كعب قدمه على الجحر الذي لم يجد ما يسده به وكما توقع جاءت الافعى من نفس الجحر الذي سده بقدمه وطبيعة الشرير سينفذ شره.
(مثل العقربة والضفدعة) عندما جاءت العقربة للضفدعة وقالت لها ضعيني على ظهرك لأعبر النهر فقالت لها أضعك ولكن أخاف أن تقرصيني قالت أعوذ بالله أعطيكِ عهد وميثاق أن لا اقرصك فصعدت على ظهرها ودخلت الضفدعة في النهر لتعبره وفي منتصف الطريق خطر على بال العقربة أن تقرصها وفعلا قرصتها وفرغت فيها سمها فنادتها أين عهدك وميثاقك قالت لا تؤاخذيني لكن هذا طبعي قالت اذا كان هكذا فأنا ايضا طبعي الغوص في الماء فغاصت وأغرقتها لذلك الأفعى أيضا طبعها الشر تريد أن تقرص عندما قرصت سيدنا أبو بكر والنبي نائم على فخذه لم يرد أن يزعجه صار يتحمل حرارة السم وهو أشد من الحر عندما يجري في الجسم وبدأ يتحمل حتى ذرفت دمعة من دموعه من دون قصد وجاءت على خد النبي ﷺ فكانت سبب حتى استيقظ وسأله لماذا تبكي يا أبا بكر فحكى له القصة فالنبي قام وأخذ من ريقه وسمّى ومسحها له فكانت بإذن الله فيها الشفاء وهذا المثال وهذه الحادثة هي علامة المحب مع حبيبه ، الذي يداوي لك ابنك كيف تعامله؟ والذي يعمر لك بيتك كيف تعامله؟ والذي يداوي لك زوجتك كيف تعامله؟ فكيف بالذي يداوي لك العائلة كلها من النفاق؟؟ لا يريد منك إلا أن تمتثل الأمر كي لا تكون من النادمين ويحزن عليك يقول مسكين كم تعبنا عليه ثم بصحبة السوء التفت عنا وضاع هذا مثل الطفل عندما يحرم حليب أمه يضيع ويموت.
الملخص من درسنا أن الإسلام جاء حتى يسعدنا وينجينا من المهالك ويجمعنا لا يفرقنا ويغنينا ولا يفقرنا ويجعلنا خير أمة أخرجت للناس مثل ما جعل أسلافنا خير أمة لكن نحن عندما نأخذ الماء الزلال كما نزل من السماء يعطينا الخير والسعادة لكن عندما نأخذه من المجاري بعدما اختلطت فيه الأوساخ يعطينا الموت والسقام لذلك على حسب نيتك يرسل الله لك من يعطيك إسلامك اذا كنت صادق وموفق ومخلص يرسل الله لك من يعطيك الإسلام الصافي الرباني الذي نزل على قلب النبي ﷺ واذا كنت حبة مسوسة يأتيك الأعور أو يأتيك شخص باسم الإسلام وتقتدي به ويكون الهلاك.
سبحان الله كما قال الله ﴿الخبيثون للخبيثات﴾ أيضا قال ﴿الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات﴾ جعلنا الله من الطيبين والطيبات وهذه علامة أن شرفنا الله بأسيادنا وفي كل العالم الإسلامي والعربي والأجنبي لا يوجد من بضاعتهم ولا يوجد من نوعيتهم ولا من قلوبهم الطيبة ولا من اسلوبهم الرائع أي نخبة من نخبة من نخبة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وهذه معرفة لنا بمائدتنا لنزداد تمسكاً.
تمسك إن ظفرت بذيل حر فإن الحر في الدنيا قليل
حتى تتمسك بالعلم الذي يعلمك دينك الذي كله محبة وكله تسامح يجب أن تحب كل الخلق وهذا فرض عليك وواجب شرعي أن تحب الناس كلها وتوصل العلم للناس كلها وتخدم الناس كلها النبي مع الكفار كان يقول اللهم “اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون” وهم عباد الأحجار والناس اليوم تقول لا إله الا الله وتصلي ومؤمنين فلا تستهزئ بأحد من الناس ربما يأتي يوم يدخل أحدهم الجنة وتدخل أنت النار، الإسلام الصحيح يحب الخلق كلهم ويوصل الخير والمحبة والألفة تصوروا أن سيدنا عمر رأى شخص نصراني يشحذ قال: لم تركتموه يشحذ؟ فقالوا يا أمير المؤمنين نصراني !! قال وإن يكن أنأخذ منه الجزية شابا ونضيعه شيخا افرضوا له من بيت أموال المسلمين كفاية (كفاية أي ادرسوا وضعه وعدد أولاده ولباسهم وأكلهم وبيتهم وكل ما يحتاجون وخصصوا له معيشة) وهذا من غير دين اذا ديننا يحب الناس كلها ويحب الأديان كلها والانسان مهما كانت نوعيته لو مجوسي نحبه لأنه أخونا بالخلق ” يا أيها الناس كلكم من آدم وآدم من تراب ” فإذا كلنا أخوة أبونا آدم وأمنا حواء لكن بشطارتك أوصل لهم الهداية وأظهر له أخلاقك الطيبة ليحبك لكن إذا عاندته سيعاندك يعني اذا جئت إلى الحمار لتنطحه وترفسه تضربه مئة ضربة ثم هو بضربة واحدة يقضي عليك وليس هذا الايمان الإيمان محبة ألفة ونشرها بين الناس هذه موائدنا وموائد مشايخنا ونرجو من الله أن تكونوا على هذه المحبة وهذا السلوك حتى لا يفقد الناس حقيقة الدين لأنه ان غابت هذه النوعية وظهر دين الفظاظة والغلظة والقتل سينفر الناس منه لكن عندما يرون الدين من منظور أسيادنا ويرون روحانية الدين والمحبة والإخاء يعودون إلى صوابهم ، اذا نحن يجب أن نترك الطعام الطيب موجود ويجب أن نحافظ عليه ولو لم يأت من يأكلها لكن الناس تطمئن لوجود من يصنع هذا الطعام أما اذا تركنا مهنتنا سيأخذها غيرنا والله أعلم ماذا يضع في محتواها .
جعلنا الله وإياكم أهلا لنشر حقيقة الإيمان الذي كله حب وألفة إخاء وصفاء، جعلنا الله وإياكم ممن نستمع القول فنتبع أحسنه هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين والحمد لله رب العالمين ….