
الإستهتار بالدين
بسم الله الرحمن الرحيم…. الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأنبياء والمرسلين وآل بيته أصحابه ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد اللهم لا علم لنا إِلاَّ ماعلمتنا اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ودعاءً مستجاباً وشفاء من كل داء … اللهم إنا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا وضعنا وقلة حيلتنا ونلتجئ إلى حولك وقوتك ياذا القوة المتين علمنا يامولانا ماينفعنا وينفع الخلائق أجمعين…
يقول المولى جلَّ شأنه في محكم كتابه في سورة المؤمنين يصف لنا الذين استهتروا في دينهم والذين لم يعطوا الدين حقه والذين غرتهم الشواغل .. والزين واللهو. واللعب وفي زماننا التلفاز والموبايل والتواصل الاجتماعي والسهرات لقد تعشقوا في تلك الأمور ونسوا أن سعادتهم بذكر الله والالتزام مع أهل الله فوصفهم جلَّ شأنه في سورة المؤمنين ….بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” فإذا نفخ في الصُورِ فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتسألون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون” إذاً الأمر يعود إلى الميزان يعود إلى العمل يعود إلى أكرمكم عند الله أتقاكم لا تنغروا بصلاتكم لأننا لا نعلم هل هذه الصلاةهي لنا أم علينا.
عندما تعرض على حضرة الله يقول لك إن صلاتك تلك كلها رياء ألقوا هذه الصلاة في النار وأتبعوها بصاحبتها .. وكذلك الحج لاندري الحج الحقيقي أن تخلعي أخلاقك الرذيلة ولك إحرام إحرامُ المرأة كشف وجهها والمحرم له أشياء يجب أن يتخلى عنها. .أي مثال الغضب كنت تغضبين …. يجب أن تتخلي عن الغضب ذاك وصوتك كان يعلو على زوجك أو على أبيك….هذه الأخلاق يجب أن تتخلي عنها .. وتلبسي ثياب التقوى .. ” وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض “
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يارسول الله : إنّا لانراك تجاملنا باللعب والضحك وأشياء أخرى… أي تفرح معنا فقال عليه الصّلاة والسّلام كيف أفرح وصاحب البوق قد التقم البوق وشَّخصَ ببصره إلى السماء أي إنه ينظر إلى السماء وينتظر الأمر الإلهي لينفخ فينفخ فيه وعندما ينفخ به النفخة الأولى يموت الناس وثاني نفخة يحيا الناس وثالث نفخة يحشر الناس فالنفخة الثالثة تلك فلا أنساب بينهم..
في ذاك الأوان لاتنفعك لا أم ولا أب ولا أخ ولا زوجك ولا نسبك ولا أي أحد ولا حراسك ولا أموالك. ولا قصرك ولا ملكك ولا أي شيء.. ويلفونك بثوبٍ أبيض ويضعونك طعاماً للديدان والحشرات.. وإن كنت من المؤمنين فالله يحرم جسدك على النار وعلى الأرض حتى يقول للأرض لا تأكلي ذاك الجسد إنه غالي وثمينً علي . يافاطمة بنت محمد اشتري نفسك من الله فإني لاأغني عنكِ من الله شيئاً . إن الله لا يجالس القلب الفاني التي قلبها معلق بالحياة والطرب على مذهب الصراصير كان الصرصور في الصيف طوال وقته يقضيه في الغناء والطرب وعند الشتاء قالت له زوجته ليس لدينا من طعام اذهب لجارتنا النملة واسألها هل تعطينا من طعامها لقد جمعت الكثير من الطعام في الصيف اذهب واستدين منها ..فذهب الصرصور للنملة وقال لها أرجوك إنّ لديّ أطفال جائعين وليس لدي من طعام أرجوكِ أُريد أن أستدين منكِ.
فقالت له النملة وقت الحصايد ماذا كنت بفاعل قال لها كنت مطرب بالقصائد. فقالت له أنا لا أعطي الكسلان اذهب . المقصود من القصة أن لا نضيع وقتنا بالغيبة والنميمة والحياة الفانية . قال سيدنا عمر أتمنى أن يكون عنقي عنق بعير فقالوا لماذا يا أمير المؤمنين فقال لهم : قبل خروج الكلمة من لساني أكون قد وزنتها مرة أو مرتين في عقلي هل هي مناسبة أم لا. المقصود فيها التأنّي في الكلام الكلمة في بعض الأحيان أشد من الرصاصة أو القنبلة .. لأن القنبلة أوالرصاصة تجرح في الجسد ومن بعد يشفى أما الكلمة تجرح في القلب وبعض الأحيان تبقى مئة سنة ولا تشفى إن القلب مثل الزجاج.
عندما تثقل الميزان يكون ملك من الملائكة واقف على الميزان وتنجح صاحبة الميزان ينادي الملك فلان سعِدَ سعادة لايشقى بعدها أبداً .. وإذا خابت وخسرت صاحبة الميزان ينادي الملك فلان شَقِيَ شقاء لا يُسعد بعدها أبداً.
أسأل أن يجعلني وإياكم هداةً مهدين غير ضالين ولا مضلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته