
أوصاني ربي بتسع خصال أوصيكم بها
2019-11-21
اللهم أفتح على قلوبنا فتحاً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم إن نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ودعاء مستجاباً وشفاء من كل داء .
اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي وضعفي والتجأ إلى حولك وقوتك علمنا يا مولانا ما ينفعنا وينفع الخلائق أجمعين.
نتذاكر حول صفة أولي الألباب الذين يصلون إلى التفكير قال الله تعالى :((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)) .
من هم يا ربنا أولي الألباب؟؟ هم ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ)).
إذاً أولي الألباب قلوبهم متعلقة بخالقها هم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
أولي الألباب يحول من قلب مريض إلى قلب سليم بواسطة عملية عند أهل الأختصاص.
ربنا جل شأنه وصف في بداية سورة البقرة الناس إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول وبالآخرة هم يوقنون والثاني كفرة((سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ))والثالث الذي أخذ الحظ الوافر في المعالجة من القرآن وهم أهل النفاق الذين في قلوبهم مرض ومرض القلب ليس كمرض الجسد، الكذب نوع من أنواع مرض القلب وكذلك الغيبة، النميمة ، الغفلة عن الله ، حب الدنيا …
نحتاج إلى من يبني الإيمان في قلوبنا لأن النبي صل الله عليه وسلم قال: بُني الإسلام على خمس ولم يقل الإسلام خمس كثير من الناس يفكر بأن أركان الإسلام الخمس أنها هم الإسلام، إذا قلنا بُني الفندق على خمس أي أنك تسكن بين الأعمدة؟!ُ الفندق فوق الأعمدة، لذلك من يبني لنا هذه القيم وهذه الأخلاق ؟؟ عندما وجد من بنى لهم هذه القيم وهذه الأخلاق صاروا خير أمة أخرجت للناس بشهادة من الله ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
نادر وأندر من النادر من يأمر بالمعروف وإذا وجِد من يأمر بالمعروف تجد أمره بالمعروف ليس أمراً بمعروف، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف، فإذا وجد من يأمر بالمعروف لا تجد أمره بالمعروف وليس لديه حكمة وإنما يريد بالعصا أن يغير تارك الصلاة إلى مصلي وهذا لا يمكن لأن الإيمان حب والدين محبة كما قال رسو الله صل الله عليه وسلم لا إيمان لمن لا محبة له.
لما بتقهر ابنك على الصلاة بالعصا يصلي أمامك فقط تزيده كراهية في الصلاة بينما عندما تحببه تجده بغرفة وأنت نائم يصلي لأن وجد لها لذة وأتى إليها بالمحبة.
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ولكن الإيمان ليس قول كل الناس يقولوا ويتمنوا ، يأتي رجل فقير يقول أنني غني القول سهل ولكن نريد مع القول عمل لذلك يقولونا آمنا وهم لا يؤمنون لماذا؟ لأن كلام بكلام .
في قلوبهم مرض فزادهم مرض لم يبقوا على مرضهم لماذا؟ لأن المرض يبدأ خفيف ومن ثم يتفاقم ويتكاثر إذا لم تسارع بمعالجته فزادهم الله مرض لأنهم لم يتعالجوا لأنهم كرهوا أطباء القلوب والحكماء ورثة الأنبياء.
مثلما النبي صل الله عليه وسلم داوا الصحابة يقول سيدنا على كرم الله وجهه: لا يخلو زمان من قائم حجة والله قال: هيأ من يعلم الكتاب والحكمة والتزكية في كل مكان.
عندما تحتاج الجوهر ما بتسأل على المزابل ولا عن سوق النحاسين تذهب وتسأل عن سوق الجوهر وتأخذ المبلغ المناسب للجوهرة.
وعندما تريد أهل الأختصاص مين يداوي قلبك من النفاق حتى تكون من أولي الألباب الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض بتطلع الثمرة ربنا ما خلقت هذا باطلاً وصلوا إلى أعمال التوحيد ضرب الله لنا مثلاً عن أولي الألباب حتى نتسابق ونصل إليهم ونكون منهم وإلا نحن من الذين في قلوبهم مرضاً وإذا لم نستكمل الأيمان من عاد إلى الله وهو مريض هناك مستشفى واحد لا يوجد سواه وهو جهنم كالذي يدخل على البلاد وفيه بلاء الكوليرا لا يأذن له بالدخول ولديه حجر صحي حتى يشفى من هذه العلة ثم يأذن له بالذهاب ،كذلك هؤلاء الذين في قلوبهن مرض لا يدخلون الجنة ولديهم حجر صحي قال الله تعالى:((وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسؤلُونَ)) فإذا أردت أن تتجاوزه فعليك بالمسارعة إلى من يعالج قلبك من الكذب والغيبة والنميمة وغير ذلك بالأضافة إلى الدخان والخمر و الكسل و.. ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ)) إذا أنت معبودك شهواتك وتقول لا أله ألا الله خلينا نضعها في الميزان لنرى من تفضل أوامر الله ولا أوامر نفسك ولا أوامر زوجتك ؟ دعونا نعود ونصحح قبل أن يأتنا داعي الله لأن إذا جاء داعي الله لا نستطيع تقديم ولا تأخير ساعة ربي أرجعوني بعد الموت هذه الكلمة صفة النادم والمفلس والمضيّع من أسرف على نفسه وغفل ،لا يمكن أن يعود الجنين إلى بطن أمه.
يقول النبي صل الله عليه أوصاني ربي بتسع خصال أوصيكن بهن [ كل خصلة خير من الدنيا وما عليها ، كان هناك راعي غنم جاء إلى السوق وأشترى خبزاً وذهب إلى بائع القطران قال له كم سعر العسل قال البائع هذا ليس بعسل هذا قطران قال الرجل أهل المدينة دائماً يضحكون على الأعراب قال البائع ليس بعسل قال الرجل إنه عسل قال البائع كم تريد؟ قال الرجل : أريد نصف كيلو وضع له البائع نصف كيلو أخذهم وجلس بجوار البائع وبدأ بالأكل وعندما انتهى سأله البائع هل كان عسل أم قطران فأجابه الرجل عسل له قليل من المرار! لماذا هذه المكابدة ؟]
1 – أوصاني ربي بالأخلاص بالسر والعلانية
مادة القبول، سعادة الإنسان ، ذرة من عمل الأخلاص توازي عمل الثقليين ( الإنس والجن).
2- أوصاني بالعدل في الرضا والغضب.
يجب دائماً أن تحكم بالعدل إن كنت رضيان أو كنت غضبان أما أن كنت رضيان تحكم بالعدل وعندما تكون غضاب تجور بالوصية فلان في الزمان عامل معي القصة الفلانية أريد أن احرمه من الميراث هذا ليس من الإيمان ، يجب أن تعدل بين الخصمين ولو كانوا أولادك
3- القصد في الغنى والفقر
معنى القصد لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط إن كنا أغنياء أو فقراء يجب أن يكون المصروف معتدل خير الأمور أوسطها
4- أن أعفو عن من ظلمني وأعطي من حرمني
تعفي عن من ظلمك عند الله لا تضيع بالعفو لا يزيد العفو إلا عز
5 – أن يكون صمتي فكراً
سكوتك تفكر في خلق السموات الأرض ليس بناء للدنيا وأطماعها وأشغالها بل تفكر في خلق السماوات والأرض، في الرجوع إلى الله ، في المآب، في الجنة، في الوقوف بين يدي الله ويتفكرون وكأنها التغت من قاموس المسلمين متل يلي استغنى عن دولاب السيارة وقال ليش ماعم تمشي؟ الله وعندنا تمشي لأنك لا تفهم لأن الله أمرك بوضع خمس دولايب بدل الأربعة أحدهم للأحتياط وهاد يقول ليش الخمسة والآخر ليش الأربعة وأثنين بيكفوا هل المغالطة وابتعادنا عن الحقيقة وعدم استخدامنا للأمور بحكمة صرنا مهزلة ويقولوا لو الأسلام حقيقي كان المسلمين كذا، الأسلام حقيقي ولكن المسلمين، طلع الدين مستغيثاً إلى الله يقول العباد يتسمونا بي وحقك لا أعرف أحداً منهم ولا أحد يعرفني.
الأسلام كله فلاح ونجاح وصدق وأمانة ووفاء بعض القادة من المسلمين كان في هدنة بينه وبين الروم في حمص فدخل قبل ما تنتهي الهدنة بساعة أعطى جنوده الإذن بدخول رفعوا دعوة لأمير المؤمنين أعطاه الأمر بالخروج بعد ما دخل على المدينة خرج منها لما رأوا أهل المدينة هذا الصدق قالوا لهم ارجعوا نحن نحتاج لأمثالكم، هاد هو الأسلام ما الأسلام لف ودوران وكذب وخداع من الخارج رخام ومن الداخل صخام منصلي كلياتنا حقد وكذب وطمع وجشع وكل واحد فينا منتظر التاني يزحلق حتى يضحك عليه هنا البلاء مين سيبني لك هذه الأخلاق ، الوفاء ، الصدق، أن يكون صمتك فكراً ونطقك ذكراً وأن تصل من قطعك وأن تعطي من حرمك هذه الصفات لا تأتي بالحكي ولا بالقراءة إذا قرأت كتاب الطب أي أنك أصبحت طبيب؟! هذه الصفات تخلّق لحتى تنطبع فيك تحتاج إلى مجالسة أهل الصدق أحباب الله، هم من يمسحوا لك اللوح المكتوب فيه مية ألف درس لحتى تنظّف لوحك حتى يكتبوا لك هذه الأخلاق والمعاني والأهداف حتى تثبت في قلبك.
لماذا الأستاذ عندما يدخل إلى الصف يمسح التلاميذ اللوح ؟ حتى يفهموا ما سيكتبه أما إذا بقي الدرس وكتب درس آخر لن يفهموا الأثنين كذلك أنت لوح قلبك فيه ألف بلوة وعلة وألف وسوسة، الشيطان عامل قلبك طروس ودفاتر له يأتي الشيخ بيمحي كل هذه الوساس الشيطانية وبيكتبلك الحق والنور والهدى عند ذلك تسير على نور.
هناك لا ينفع الندم والحسرة والولولة لازم تفهم أن هناك كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ،ونطقي ذكر عندما أتكلم يجب أن يكون كلامي ذكر وتذكير بلقاء الله وبنعمه وطاعته، ونظري عبرة أينما تنظر تأخذ عبرة من قدرة الله على خلقه الهائل.
إننا لا نرى الهواء ولكن لو جعلنه مثل الغار ماذا سيحدث لنا ؟؟ فلان مات نفذ غازه والآخر نفذت مياهه من رحمته جعلنا الماء موفرة أين ما كنا والهواء أينما كنت تجده من فضله جعل لنا الماء والهواء مجاني لو أراد أن يأخد ثمنه ماذا سيحدث لنا ؟؟ دائماً أجعل نظرك عبرة إذا رأيت إنسان ذو عاهة قل(الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقة) ، لولا فضل الله علينا بأداوات التنقل وأدوات التواصل الاجتماعي كنا مازلنا على الحمير، ألا نشكر هذه النعم ؟ (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، نطقي ذكراً كلامي كله ذكر وتذكير بالله (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )،(فذكِّر إنما أنت مذكِّر).
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أولي الأبصار الذين يعتبرون والذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
انتهى الدرس…