أركان التقوى

كثيراً ما نقرأ عن التقوى في كتاب الله , قال تعالى : ” يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته ” وقال أيضاً : ” اتقونِ يا أولي الألباب ” .
مرةً يأتي ذكر بالترهيب ومرةً بالترغيب .
أركان التقوى أربعة , ذكرهم سيدنا عليّ كرَّم الله وجهه بقوله : ” التقوى الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل ” .
1- “الخوف من الجليل ” : قال تعالى :” وخافوني إن كنتم مؤمنين ” .
المؤمن يخاف الله و يزداد خوفاً حتى يصل إلى الخشية , قال تعالى : ” إنّما يخشى الله من عباده العلماءُ ” . فالخوف من الله يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي مخافة أن يراه الله , ولا يصل إلى هذه الدرجة العالية من الخوف إلا بالعمل والالتزام , فالخوف هو مراقبةٌ لله , ونسيان الله دليل الجهل وقلة الإيمان .
2- ” العمل بالتنزيل ” : قال تعالى : ” ويعلمهم الكتاب والحكمة ” . هذا العلم يحتاج إلى المعلم الذي يعلمك أهداف و فضائل القرآن , وكيف تصحب القرآن و أصحاب القرآن .
قال عليه الصلاة والسلام : ” يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقِ ” .
ومن ثمَّ العمل بهذه الآيات وتعليمها للنّاس , فالقرآن يوم القيامة يكون كالمحامي الذي يدافع عنك , قال عليه الصّلاة والسّلام : ” الصيام والقرآن يشفعان ” .
إذاً عليك بقراءة آيات القرآن ومن ثمّ فهمها عن طريق المعلم ثمّ العمل بها و من ثمّ يعلمها للآخرين وهذه مهمة لكلّ مؤمنٍ و ليس فقط الشيوخ .
عليك بعد كلّ صلاة قراءة صفحة على الأقل من القرآن .
3- ” الرضا بالقليل ” : عندما تنفتح الدنيا عليك لابُدَّ أن تُشغلك عن الله ودين الله , فلا تغتر بنفسك .
قال عليه الصلاة و السلام : ” قليلٌ تؤدي شكره خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقه ” .
قال تعالى : ” و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقنَّ ولنكوننَّ من الصالحين ” .
لكن عندما آتاهم الحال بخلوا به .
قصة : ثعلبة حمامة المسجد ….
هذا اختيارٌ من الله , سيختبرك الله في كلّ حواسك , فاثبت على إيمانك إن عُرِضت عليك (الرشوة). فالقناعة أغلى من المال مهما كثر .
ولا تكن كالذين وصفهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله : ” يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل ” , متى بَخِلْتَ وأخَّرت الصدقة , فاعلم أنّه قد سوّف لك إبليس ذلك ” هلك المسوّفون “.
قال أحد الأولياء : لا تصبح من الأولياء حتى يصبح التراب والذهب عندك سواء .
قال تعالى : ” و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنيّ و أنتم الفقراء ” , كل المال يهون مادام دينك قائماً حياً .
قصة: مرً أرسل النّبي من يجمع له الزكاة , فجاء رجلٌ , قال : هذا لكم وهذا أُهديَ إليَّ , فغضب النّبي وقام وخطب في النّاس : قال : ” ما بال العامل نبعثه , فيأتي بقول : هذا لك وهذا لي , فهلّا جلس في بيت أبيه , فينظر أيُهدى إليه أم لا , والذي نفسي بيده , لا يأتي بشيءٍ إلا يأتي به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرٌ له رغاء أو بقرةٌ لها خوار أو شاهٌ تعير ” .
إن لم تدفع الزكاة وتتغلب على المال , تغلَّب المال عليك , فيأخذها الله منك دفعةً واحدةً .
قال تعالى : ” ولا تحسبنَّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون ” .
4- “الاستعداد ليوم الرحيل” : تهيّأ لهذا السفر الطويل , وجهِّز الزاد .
قال عليه الصّلاة والسّلام : ” يتبع الميت ثلاث : أهله وماله وعمله , فيرجع اثنان أهله وماله , ويبقى عمله ” .
العمل سيصاحبك في قبرك , فإمّا أن يتصورّلك بصورةٍ حسنةٍ إن كان صالحاً ويُبشرك بالجنّة , وإمّا أن يتصوّرلك بصورةٍ قبيحةٍ إن كان سيئاً ويبشرك بالنّار .
فالآن تستطيع أن تغيّر وتتوب بصحبةٍ صالحةٍ . قال تعالى : ” إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات “.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: