وما أبرئ نفسي

البث الاسبوعي مساء الأحد
(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )
٢٨/١١/٢٠٢١
قال نبينا يوسف بعد براءته 🙁 وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )
فإذا النبي الطاهر الذي اصطفاه ربه يقول هذا عنه فإذا ً نحن أولى بأن نلوم النفس فقد وصف النبي صل الله عليه وسلم أن أعدى عدوً لك نفسك التي بين جنبيك إلا ما رحم ربي .
فالمزكي هو رحمة الله لنا فمن لم يكن له مربي يدله على الطريق فنفسه هي التي تقوده ….
فلا يجب أن تنظر إلى غيرك نظرة ازدراء فهي التي تودي بك إل جهنم لأنها من الكبر وهي من أمراض القلب ، فالمربي هو الذي سيعلمك كيف تطهر ثوبك، وقلبك ومكانك ،وتقبل منك صلاتك بمتابعتك له وبتنفيذك لأوامره ونواهيه .

المستمدة من الله تعالى عز وجل ورسوله الكريم ،قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً )
وهناك من يأبى أن يستغفر ويتناسى أنه هو من أعرض عن ذكر ربه فلا يلم أحداً بما اقترفت يداه فمن إعراضه عن الاستغفار حُرم من الرزق والأموال والأولاد وجنات الآخرة .
فلن يرى التوفيق ولو أنه اهتم بتحصيله العلمي كالطب والهندسة ….فالموفق هو الله…فمن نعم الله علينا كثرة المربين وأهل الله فإن كانت شخصيتك تتأثر بمن تصاحب فعليك باختيار الصحبة الصالحة، والمربيين ليساعدوك على نفسك…….. وعلى رضا ربك .
وعليك باختيار مربي خاص بك ولا نتشبه ببني إسرائيل كما كانوا يتمنون أن يبعث الله لهم بنبي وكتاب ولما استجاب الله لهم لم يستجيبوا ويتبعوه وقال تعالى عن بني إسرائيل في كتابه المبين : (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )
وظنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأخذ منهم سيادتهم ولم يعلموا أنه النور المنتظر فكانوا كما قال تعالى : (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)

رحم الله الإمام الغزالي كان قد شكى لأمه أنه هو الإمام والعالم الكبير وأخوه الصغير لا يصلي خلفه في الصلاة فطلبت أمه من أخيه أن يقتدي بأخيه ….وفعل ذلك ولكن في الركعة الثانية وراء أخيه الإمام الغزالي تركه يصلي بالناس وذهب يصلي لوحده .
فقال الإمام الغزالي لأمه ما حدث : فسألت أخاه ما السبب فأجابها بأنه في الركعة الثانية رأى الإمام الغزالي يسبح ببحر من الدم فلم يستطع أن يكمل صلاته وراءه .
فقال : صدقت لأنه تذكر سؤال أحد النساء عن الحيض فذهل الإمام وقال له : أريد أن أرى شيخك فقال له: لنذهب وكان شيخه لازال يعمل…فأحب أن يستقبله باختبار بسيط وكان شيخه يعمل في الأحذية..
وبينما هو كذلك مرّ من أمامه حمار وقام بإخراج الفضلات في الطريق فقال له شيخ أخيه للإمام الغزالي يا بني أزل الضرر عن طريق المسلمين بينما أنتهي من عملي..
فقال: نعم سأفعل لكن أين المكنسة فقال له : بيدك وضعهم في ذيل أو طرف عمامتك وقف انتظرني لأنتهي من العمل.
فاستجاب الإمام وفعل ما أمره به وبقي ينتظر والذباب حوله ورائحته مزعجة والناس تراه وتسلم عليه وهر على هذه الحال بعد قليل من الوقت قال له الشيخ اذهب فقد قبلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هذه الليلة قرر بعد الموافقة والعناية الإلهية قرر أن يكتب كتاب سماه (إحياء علوم الدين )ليشرح له الفرق بين حاضر المسلمين آنذاك وضعهم قبل الإسلام وقد كان من توفيقه أن أصبح هناك مثل يقول : (بيع اللحى واشتري الأحياء )
أي بع لحيتك واشتري كتاب الإمام الغزالي فالنفع والتوفيق من الله ومن القلب المتواضع الموصول مع الله فقلمه يصبح سيال يكتب بالقبول ولا يكون جافاً
…فالنفس والشيطان هما حزب متفقان عليك وعلى أن يضراك فعليك أن تربي وتزكي نفسك لتكون من السعداء .
..وذلك عن طريق الذكر والذكر الخفي هو الطاقة الروحية التي تنور بصيرتك وعليك التواضع واتهام نفسك بالتقصير وحب المعلمين والمزكين (وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهمِ )
كان بعض الصالحين يخاطبون بعضهم قائلين : أحب الصالحين ولست منهم ….لعلي أن أنال بهم شفاعة ، فرد عليه صاحبه :تحب الصالحين وأنت منهم محب القوم يلحق بالجماعة …
فمحبة الصالحين نجاة لأن المرء يحشر مع من أحب ، فمن تربية النفس قصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما أخذه أخوته ووضعوه في الجب وقاموا بضربه فما كان منه إلا أن كان قمة الأخلاق فدعا لهم وهم يظلمونه :
(حفظكم الله وإن ضيعتموني وآواكم الله وإن طردتموني ورحمكم الله وإن لم ترحموني )
( تشبه بالكرام إن لم تكن مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح ) فعليك أن تصل رحمك مع من قطعك فليس الواصل بالمماثل فالقرآن العظيم خاتم الكتب وفيه اختصار لكل ما سبق من الأنباء فكان مما ما ذكر فيه من قصص عن مبدأ التسامح ..
الصف الأول التوراة: العين بالعين والسن بالسن .
الصف الثاني الإنجيل : إن ضربك على خدك الأيمن فأعطه خدك الأيسر وإن أخذ أزارك فأعطه رداءك …
الصف الأخير القرآن :* وإن تعفو وتصفحوا خير لكم والله يحب المحسنين *
فكان الأجمل والأكمل في العفو والصفح دون عتاب وتكرمه بالمعاملة فادفع بالتي هي أحسن ،.
فهل تستطيع أن تعامل أرحامك بالمعروف وتنتصر على نفسك ؟؟ فقد فزت الفوز العظيم ،.
وكان مما يعاني منه نبينا العظيم أن يضعوا القمامة أمام بيته ..
.فهناك من يحج ويرجع ولم يستفد ولا يتأثر بأي خُلق من خُلق القرآن فما كان عقابنا إلا أن حرمنا الله من الحج لعدم التزامنا بأخلاق الحج والإسلام الحقيقي .
اللهم اغفر لنا وردنا إلى ديننا رداً جميلاً .

(Visited 6 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: