هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل

….21/3/2020
في مثل هذه المناسبة المباركة “الإسراء والمعراج” يجب علينا التّوبة وشدّ الهمّة والالتفات الى أنفسنا لنجعلها على المحبّة المطلوبة لأنّ الالتفات عن المعلّم يجعلك من الخاسرين سواء كان الالتفات بالقلب أو بالعمل أو أي شيء يحول بينك وبين المعلّم، أيّها المؤمن ركّز استقامتك وتوجّهك واستكمل مسيرتك وإيمانك لأنّ بعد الوصول لا يكون الرّجوع وقد تكون هذه اللّحظة هي سعادتك وأنت التفتت عنها.
كما قال بعض الشعراء:
هو الحبّ فاسلم بالحشا ما الهوى سهل فما اختاره مضناً به وله عقل
وعش خاليا فالحبّ راحته عنا وأوّله سقم وآخره قتل
نصحتك علما بالهوى والذي أرى مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو
أي أنّ الانسان يبقى يقاوم نفسه ليصل إلى الاستقامة ويتخلّص من جاذبية النّفس والشّيطان إلى جاذبية الرّوح المطمئنة النظيفة والقلب السّليم، وعند التّخلّص من هذه الجاذبية تصبح كمركبة الفضاء التي تخلصت من الجاذبية لم تعد بحاجة لمحرّك ولا وقود أصبحت تسبح في الفضاء يلزمها توجيه فقط.
إذا حب الرّوح والبقاء ليس له نهاية لكن حب الجسد فاني، أهل الله أغلى من الجوهر والحب القلبي كماء البحر كلّما شربت تطلب الزّيادة فيتم الشّهود والقرب والمجالسة.
إذا علينا التمسّك بالعهد مع الله ولا نفوّت أي خير تعودنا عليه ولو ركعتين صلاة الضحى “إن الله يحبّ من العمل ما داوم الانسان عليه ولو قليلا”.
أو المحافظة على التسبيحات الجهرية مع الأيّام تتم الزيادة ولا تستكثر بالعمل حتى لا تعجز وتصبح مفلسا وتعود للتقصير، إذا عندما تستكمل الحبّ فالحب يعمي ويصم، عندما تحب الحب الصّادق لأهل الله رضي الله عنهم وتحبّ الطريق والسلوك إلى الله هذا هو الكمال بحقيقته.
لو أتت الدنيا ووضعت لك النقص والمخاطر في الطريق والعيب في شيخك والتزامك تصبح تستهزئ تنظر له وكأنّه لم يعرف نفسه أين وصل، أي مثل إذا طالب ابتدائي جاء ينصح طالب جامعي هذا لا تستطيع الرّد عليه لأنّه لم يستكمل العلم بعد وهذا هو معنى الحب يعمي ويصم.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: