معايير اختيار الزوجة و الزوج

                                      بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد… حمداً يوافي نعمك و يدفع نقمك و يكافئ مزيدك .
يقول المولى جل شأنه في محكم كتابه : { و إذا النفوس زوجت }
الله سبحانه و تعالى يذكرنا بهذه الازدواجية فهذه النفوس لها ازدواجية من أجل بقاء النسل و عمارة الدنيا و نبدأ من الجسد .
النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا في قوله : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ،
و بعض الروايات : ( إذا خطب إليكم ) , فالنبي عليه السلام يعلمنا كيف نختار الزوج و الزوجة على الطريقة الشرعية , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد و كيف لنا أن نعرف صاحب الدين…. فالنبي كان خلقه القرآن و لكن من المهم فحصه بالأمانة و الوعد وأداء الحقوق هذه علامة صاحب الدين و ليس الأمر بالصلاة و الصيام و هو كاذب بالوعد و الأمانة فكل شجرة لها ثمرة , فالشجرة غير مثمرة قطعها أولى فإذا جاء من هو كفؤ فأعطوه ، فالأمية لا يجب أن تتزوج طبيباً لكي تستمر الحياة من غير تعالي على بعضهم ،فالتكافؤ أمرٌ مهم وحيث :
ـ لا يجب أن يكون الفارق بين زوجين بعيد وواسع.
ـ و يجب الفحص قبل الزواج طبياً لتتجنب الزلات و الأخطاء و الأمراض .
وتقع أمراض عند الزواج كأبي حنك و أبي كعب.
ـ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (تخيروا لنطفكم ).
و الفحص من أجل اكتشاف الخلل عند أحد الطرفين فيجب اتباع الشرع في اختيار الزوجين و النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بقوله : ( تخيّروا لنطافكم و أنكحوا الأكفاء ) .
فيجب انتقاء الشخص المناسب و لا يجب أن يرجح أحد الطرفين على الآخر ( و أنكحوا إليهم ) فالتكافؤ يعني ثقافياً و جمالياً و نسبياً فيجب مراعاة الحسب و النسب و يقول المثل ” قف على الغصن الذي يحملك ” و هذا من الكفاءة .
فرسول الله عليه وسلم ينور لنا طريق الحياة الزوجية منذ بدايته فإن لم تستقم في بيتك و صلاتك و دينك فلن تستقم أبداً. فالعلم يبني بيوتاً لا عماد لها و الجهل يهدم بيوت العز و الكرم , فإن خطب ابن العلم من أحد فيعطوه و كذلك الزوجة يجب أن تكون صاحبة دين فالنبي عليه الصلاة و السلام ( تنكح المرآة لأربع …لمالها و حسبها و جمالها و دينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ).
فيجب البحث عن هذه الصفات و لكن النبي أوصى بصاحبة الدين لأنها تبني البيت و الأولاد على الدين ونعم الصاحب هو الذي يذكرك إذا فتىت همتك .فالقصد إذا كانت المرأة مؤمنة فتجعل الزوج..صاحب همة بخلاف المرأة الكسولة و الخمولة , فالبحث عن الزوجة التي تحضر الدروس و المجالس العلم و الذكر , و لنا أسوة في سيدتنا خديجة رضي الله عنها فالله أعطاها البصر و البصيرة و رفضت كل من تقدم إليها و لكنها رضيت بسيدنا رسول الله ،فانتبه للعائلة التي تخطب منها لأن الناس تقول : بنت فلان
و العرب تقول : ستة أنواع من النساء لا تتزوجهنّ و هم …لا تنكح الأنانة و لا المنانة و لا الحنانة و لا الحداقة و لا البّراقة و لا الشّداقة ….فالأنانة دائماً تعصب رأسها و يبدأ الأنين … أمّا المنانة التي تمن دائماً على زوجها و لكن إن كانت صاحبة فهم فيجب أن تحترم زوجها و توقره .
أما الحنانة تحن لزوجها السابق و لأولادها فهي في حالة حنان دائمة لذكرياتها السابقة , و أما البراقة لا تهتم إلا بالمكياج و اللهو و اللعب و الوقوف أمام المرآة … فيجب الاعتدال بين الجمال و الطبخ و بقية شؤون بيتها و حال زوجها والأولاد.
و أما الشداقة فهي الثرثارة التي تكثر الكلام الفارغ و تقدم بإزاء زوجها منذ دخوله إلى المنزل . أما الحداقة تذهب معه إلى السوق فتكثر من الشراء أثناء ذهابها إلى السوق .
ولو كان لديها الأشياء في البيت فلا ينبغي المرأة أن تكثر من الشراء و تثقل على زوجها فيجب التنبه و عدم الزواج من تلك النساء .
فرعون كان ذي الأوتاد فيعذب الناس بدق الأوتاد ولكن الرابطه القوية و الصلة الإيمانية بسيدنا رسول الله تنسيهم هذا الألم .
ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال الخلق و الأدب , فالجمال ليس بكثرة اللباس و التزين ولكن صاحب الخلق هو الذي يجّمل الذهب و الألبسة .
فالمؤمن في البيت إمام و قدوة، إذاً يجب تجنب المرأة الشّداقة كثيرة الثرثرة مع الجيران و عللى الهاتف.
( تزوجوا الودود الولود فإني مكافئ بكم الأمم يوم القيامة ) و لكن علينا الحذر من كثرة الأولاد إن لم نحسن تربيتهم و تنشئتهم على الصلاح و الدين و الأخلاق ل،قال صلى الله عليه و سلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية , أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فيكون صالح بعد موتك حقيقة و ليس تمثيلاً فالكهربائي له دور في السيارة كذلك أنت في بيتك لك دور و الصلاح الرئيسي للقلب فهو من العلماء الربانين و العلماء العالمين فأنت تستطيع أن تصلح أبناءك إلا في بعض الأمور …هناك من يموت و يترك الأولاد من بعده يقتتلون على الميراث و قد كان رجل من بعد موت أبيه ذهب إلى صندوق حديدي و سرقه فوجده ثقيل و في الجنازة يقول : ” يا أبي موتك قصم ظهري فهو كاذب و لكن الماذق و الحاذر الفطن التي يعلم أولاده على الصلاح عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي .
فالصلاح في بيت الله مع العلماء و الأولياء العارفين ’ نحن نريد التربية القلبية و ليست الجسدية فقط الظاهرية , فقال لا ثلاث مرات لا تتزوجها و كذلك أحياناً نبحث عن الجمال و لكن مع سوء الخلق فهي حياة سقيمه.
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( سوداء ولود خير من حسناء لا تلد)
خذ امرأة صاحبة خلق و تلد و يقول عليه الصلاة و السلام: ( ألا أخبركم بأفضل ما يكنزه الرجل) قالوا : بلى يا رسول الله , قال : ( المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته , و إن أمرها أطاعته ) فهي عند رغبة زوجها دائماً لا تعصي له أمرً فهذه الزوجة الصالحة , (و إذا غاب عنها حفظته في ماله و نفسها )فهي أمينة فال : ( تزوجوا الأبكار ) عندما سأله النبي تزوجت ؟ قال : نعم , فقال له : لماذا لم تأخذ بكر ؟ ,فقال : يا رسول الله عندي تسعة أخوات …فقال له : أحسنت .
قال تعالى { وإذا النفوس زوجت } فازدواجية الروح للروح و النفس للنفس , فالذي يكرمه الله بمجالسة أهل الله مثله كمثل الكأس المغبر , فأهل الله هم أهل صفاء ،مهمتهم تنقية و تصفية أهل الذنوب و المعاصي . قال تعالى : { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم و أزواجهم } , {أحشروا الذين ظلموا و أزواجهم } هامان المتفق المزدوج مع فرعون , فالمرء مع من أحب و المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل و ” الأخلاء بعضهم لبعض إلا المتقين .
أسأل الله أن يجعلني و إياكم من الذين ازدوجت أرواحهم مع أهل الله و خاصته .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: