لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا

درس النساء ٦-٢-٢٠٢١
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

مائدتنا اليوم يقول صلى الله عليه وسلم : ” لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير بيده إلى صدره ويقولها ثلاث مرات (التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى هاهنا ) أمرئ من البشر أن يحقر أخاه المسلم أي يكفيك من الذنوب كي تدخل النار أن تنظر إلى إنسان نظرة احتقار كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه ” هذا الحديث مدرسة كاملة فالمواقف العملية تطبيقاً له وهو شفاء من كل داء وعندما تطبقه يعود جسمك سليماً ……أول هذه الأمراض
الحسد: (لاتحاسدوا) فلا تجالسي من وجدت فيها هذه الصفة فتنتقل العدوى إليك كما ينتقل الجرب وكما تجلسين مع شخص فيحبّبك بشيء أو يبغّضك بشيء آخر …فالحب بالتّحبّب والبغض بالتّبغّض وأيضاً المجالسة مجانسة فإذا وجدت من يحمل صفة سيئة من غيبة أو نميمة أو حسد أوغيره يجب عليك أن تجلسي معها كما يجلس الطبيب مع مريض الكوليرا كيف يأخذ احتياطاته من تعقيم وكمامة وكفوف حتى لاتنتقل العدوى …وانت أيضاً عليك أن تبقي على حذر وتحاولي ان تنصحيها فإن قبلت تكوني قد عالجتها وأما إن لم تستجيب لك فتكون قد رفضت العلاج وسيقضي عليها الحسد وانظروا إلى إخوة سيدنا يوسف عندما حسدوه إلى أين أوصلوه إلى الملك أما هم خسروا وذُلّوا وطلبوا منه الدعاء والاستغفار
الحسد قالوا فيه : لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله فلما مثلاً سلفة تحسد سلفة لها لأنها مرتبة ونظيفة بدل ان تحسديها اسعي ان تكوني مثلها فيحبك زوجك حقيقةالحسد الاعتراض على تقدير الله ؟! هذا الشخص لماذا أعطيته سيارة من المفروض ان تكون لي؟ لماذا وهبتها ولد – ثوب – مال —–؟! الله الله رزقها وأعطاها… قصة : بعض الملوك له جليس يؤانسه من العلماء لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله…. هذه القصة خيالية لكن نأخذ عبرة منها ” من حفر بئر لأخيه وقع فيه ” لا تحاولي أن تؤذي حماتك أو اختك أوصديقتك إياك…. فستقعين في شر أعمالك بل على العكس ان كنت ذات همة اذا رأيت من هي أشطر منك فكوني صاحبة لها وتزودي منها حتى يزداد علمك.
مثلاً: فلاحان اثنان أحدهما أرضة جنة من جنان الآخرة والآخر مزرعته فارغة فيأتي ويحسد الفلاح الناجح ويكسر شجراته….. هذا المفروض أن يذهب إليه ويطلب منه المساعدة والعلم حتى تنجح زراعته إذاً على الإنسان أن يبتعد عن الحسد إنما يتعلم ويعمل حتى لا يقع في الهلاك )) ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا )) النجاش : أن يشتري أحدهم شيئاً فيأتي أحدهم ويسأل البائع بكم بعت فيقول بمئة مثلاً فيقول أدفع لك مئة وخمس وعشرون وعطل هذا البيع هذا لايجوز ومن تناجش سيحصد ثمار هذا النجاش كما حصد جحا عندما كان يشتري حماراً فقالت له زوجته قل إن شاء الله فقال: لماذا إن شاء الله المال موجود ….عندما عاد فقالت له زوجته مَنْ : فقال جحا إن شاء الله فقالت له اشتريت الحمار فقال: سُرِق المال إن شاء الله وضربونا إن شاء الله …
وتابع سماحة الشيخ محمود المبارك إذاً علينا أن لا نتناجش ولا نزيد على سلعة بعضنا لأن ا لنبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن التناجش…. وعلينا أن لا نتدابر ولا نتباغض مامعنى التدابر؟! هي دارت وجهها عنك لا تريدك وانت أدرتِ وجهكِ عنها لا تريدين الحديث معها علينا أن نبقى دائماً متعاونين ” المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ” لايوجد تكبر أو تعالي فإن كنت صاحبة مال انظري إلى قارون كان لديه مال أكثر غداً تذهبين معه إلى جهنم وإن كنت من عائلة لا ينفعك ذلك فابن سيدنا نوح ابن نبي من أنبياء الله لكن لم ينفعه نسبه لأنه لم يمشي على منهاج أبيه وانت ان لم تمشيِ على منهاج رسولك سيدنا محمد الرحمة المهداة أنتِ الخَاسرة إذا ابحثي حولك مع من متخاصمة فأرجعي واتصلي بها وصاحبيها ولا تؤاخذيني والحق عليها ولوكان الحق عليها فلا يجوز للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يسبق أخاه بالسلام ولا يبع بعضكم على بيع أحد : حكى لنا سيدنا قدَّس الله سره أنه كان يبحث عن أرض حتى يجعلها للتنزه له ولعائلته فوجدت بالقرب من جامع أبي النور فقال لي يريد صاحبها كذا فقلت له اعتبر أني اشتريتها هل أدفع لك (رعبون) فقال : نعم لأن فلان تكلم بها إن لم تدفع فسيأخذها هو فقال الشيخ بمجرد أن علمت ذلك قال له : انا لا أبيع على بيع أخي أو أشتري على شراء أخي لا أريدها فتركها امتثالاً لأمر الله فأتى شخص لي بعد فتره من الزمن وقال لي يوجد أرض أكثر من دونم بنفس المبلغ الموجود معي على خط المطار مزرعة كبيرة أبدله الله أفضل منها وانت دعي شيئاً لله وانظري كيف سيعوضك الله فلا تشتري شيئاً تكلمت فيه أختك أو جارتك.
” وكونوا عباد الله إخواناً ” أما نحن الآن كونوا عباد الله أعداء هذا يمكر بذاك أو يأكل ماله أو يحسد هذا ثم ندعو الله أن يرحمنا فالله يقول لنا حتى ترحمو أنفسكم نرحمكم ” الله يرحم الرحماء من خلقه ” إخواناً: أي كالجسد الواحد” مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” أي إذا سمعت مسلم بآخر الأرض عليكِ أن تدعي له وتهتمي لأمره أما ان نكون كمن يشمت بعزاء معلمه بعضهم يسمع أن فلانه أصابها الأمر الفلاني فتقول دعيها لا أقامها الله سيأتي يوم من الأيام وتقعي وسيدعو ُ عليك الناس فلا تزرعي الأشواك فستحصدي ما تزرعين هل من الممكن أن تزرعي الشعير وتحصدي القمح .قصة: بعض الوزراء كان ينصح الملك بفعل الصالحات والصلاة والطاعات فيقول له الملك : الله قادر على تبديل الحسنات إلى سيئات فقال له الوزير: خذ بالأسباب فقال له : لا بدون أسباب الله على كل شيئ قادر بعد فترة أمر الملك وزيره أن يزرع له الأرض بالقمح فأخذ الوزير واشترى شعيراً وزرعه وعندما خرج الملك ليتفقد الأرض وجد الأرض مليئة بالشعير فسأل وزيره !! ألم أقل لك أن تزرعها قمحاً فقال الوزير نعم الله قادر أن يغيره ويحوله إلى قمح فقال الملك لماذا تستهزئ بي
الذي ستزرعه سنحصده فقال الوزير : أنا أريد أن تصل إلى هذه النتيجة وكذلك عليك أن تعمل الصالحات حتى تحصدها يوم القيامة إذاً من يزرع الشوك لا يقل ( الله كريم سنحصد عنباً او فواكه ) كلا عليك أن تزرع من هنا ( وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده واورثنا الأرض نتبوأ من الجنة ) أي نحن الآن ونحن في الحياة الدنيا نشتري القصور ونبنيها والأنهار ونحن الآن في الدنيا مثلنا كمثل المسافر الذي يرسل لأهله المال كي يبنوا له المنزل ….لكن إن لم يرسل لهم شيئاً…. عندما يعود ماذا سيجد؟! لايوجد شيء ويصبح أضحوكة لمن حوله .
وأيضاً نحن نتبوأ من الدنيا حيث نشاء أما تريد من قصور ومزارع ….ومرتبة عالية والمرتبة العالية بجوار الله المرتبة التي تريدها لكن أن تدفع الثمن ( لكل شيء ثمن) والثمن في الدنيا ….الأموال أما في الآخرة حسنات فاللبيب من يحول ماله إلى حسنات ترسلها للآخرة عن طريق الصدقة وأعمال الخير أما الآن تجد من يحول ماله إلى ذهب أوعقارات أو غير ذلك…. أما من حولها إلى حسنات هناك حيث سينال المراتب العالية والحصة الكبيرة من الجنة وتكونين بجوار النبي صلى الله عليه وسلم……. ( المسلم أخو المسلم ) ياحسرتنا الآن أصبح اليوم المسلم عدو المسلم وأصبح المسلم يشمت بالمسلم ويكيد له المكائد. كل ذلك من قلة الإيمان.
والإيمان كيف يُحصل؟! بعض الناس يظنون أن الإيمان بالصلاة وبقراءة القرأن!! في أيام النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن القرأن مكتوباً نهائياً إنما قرأنهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كان قرأناً يمشي على وجه الأرض ” إذا كان لديك مخطط للبناء والبناء تأخذين المخطط أم البناء؟! المصحف الحقيقي أن تكوني أنت المصحف وتمثل فيك آيات القرأن وبصدقك وأمانتك ووفائك وإخلاصك بعملك وتفانيك في سبيل الله وبمحبتك للناس وزرعك بينهم المحبة والإخاء فإن وجدت الحماية وكنتها متخاصمتين كأنهما يهود عرب تؤلفي بين قلوب الأثنين حتى تجمعيهم كالأخوات عندما توضحي للحماية أن هذه إبنتك وكما تعامليها سيهيئ الله لابنتك من يعاملها كما تعاملين كنتك وأيضاً تشرحي للكنة أن هذه أمك وكما تعامليها ستكون كنتك أيضاً وكما تزرعين ستحصدين ” سيحصد عبد الله ماكان زارعاً فطوبى لعبد كان لله يزرع “
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك بكلام تقشعر له الابدان : سنحاسب على مثاقيل الذر ولو كانت نظرة ستحصد ثمرتها بالدنيا قبل الآخرة ، أن تنظري نظرة سيئة بوجه حماتك أو زوجك أو….هذه ستحصدين الثمرة أما أن تنظري بوجه الأب أولأم فهذا عقوق ” من شدَّ حاجبيه في وجه والديه فقد عقهما “

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: