كن لله كما تريد أن يكون لك

                                                                                                         الحمد لله والصّلاة والسّلام على ىسّيد المرسلين سيدنا محمد صّلى الله عليه وسّلم

النسب الحقيقي هو نسب الإيمان ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ….والمنافقون والمنافقات بعضهم أولياء بعض ” نسب الجسد يفنى ولكن نسب الإيمان يبقى . في الحديث القدسي: (إني جعلت نسباً وجعلتم نسباً قلت ( “أكرمكم عند الله أتقاكم ” فالتّقوى تجمع المؤمنين ويتناصحون ويتوادّون ويتراحمون وبالمقابل…. المنافقون ولو كانوا أخوة من أب وأم واحدين يغشى بعضهم بعضاًويتباغضون أمثال أولاد سّيدنا يعقوب وعندما ينزل هذا البلاء بالأمة لابد لهم من النّاصح المعلّم المشرف على علاجهم وإلا فالنتّيجة الخسارة قال تعالى:” إنً المنافقين في الدرك الأسفل من النار” “وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللّذين أضلانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ” يندمون عند شعورهم بخسارة الدّارين ولاينفع ندمهم فيتمنون العذاب لمن أضلّهم وكان سببهم
مادام الإيمان غير موجود في القلب سيحل النفّاق كالبيت الذي لا نور فيه يحلّ الظّلام: كذلك قلوب المنافقين مظلمة يغّشى بعضهم بعضاً كما فعل تجّار الشام وتّجار حلب في القّصة عندما جاء تجار الشام بأكياس الفستق على الوجه وفي الأسفل أحجار صغيرة وتبادلوها مع تجار حلب الذين جاؤوا بأكياس الجوز على الوجه وفي الأسفل وضعوا البعر وعندما وصل كل : مدينته وفتح الأكياس علم أنّه كما غشّى غيره أيضاً هم غشّوه. (من غشَّى فليس منّا)ورد في الحديث ) أن للشيطان كحل ولعوق ونشوق ) فانتبهوا أن تقعوا في هذه المطبات :اللعوق :التذوق والنشوق: الشم اللعوق:الكذب يسهل عليه ويصبح ماهراً فيه . أما النشوق: يسهل عليه الغضب وقد يشتم ويلعن واللعن هو الطّرد من رحمة الله تعالى …كان النّبي صلى الله عليه وسلم في قافلة ومعه رجل لديه ناقة بطيئة تتأخر عن القافلة وفي الاستراحة لعن الناقة
وسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للصحابة ذروها إنّها ناقة ملعونة …إن النبي صلى الله عليه وسلم تركها تسرح لوحدها لأّنها ملعونة ونجد اليوم من يلعن ابنته أو زوجته أوسيارته هذا البلاء وقد جعلك الشّيطان تشمّ من نشوقه تبتلى بداء الغضب وتلعن …….تخلّص من الغضب بالوضوء أو الجلوس على التّراب أوالاستلقاء . والكحل: هو النّوم عن الذّكر تشعر بالنّعاس حين تجلس للذّكر لذلك لا تسند ظهرك حتى لا تنام. فالقصد أن تكون حذراً من جراثيم إبليس وأن تعقّم نفسك بعد مخالطة المنافيقين والمنافقات كما تفعل إذا اقتربت من مريض الكورونا تغّسل وتتجنّب وتتعّقم بعد المخالطة لضرورة…… استغفر…واندم …. واذكر الله الذكر الكثير حتى تحافظ على طهارة قلبك بنومك عن الذكر تخسر لذة الذكر .”ذكر مع رابطة أنوار هابطة”
فاالشيطان يوسوس لك ويدخل لك من عدة مداخل ومنها العجب أن تعجب بصلاتك وحضورك مجالس العلم وعلاجه أن تحدّث نفسك أنّ ذلك فضل منه وليسى منك . قاوم نفسك حتى لاتوصلك إلى الهاجس الذي يوصلك إلى العجب وأشعرها أنّ كل صلاة وصيام وحج وطاعة بفضل الله الذي أعطاني القّوة وأوقفني بين يديه . فالّنفس غّدارة لك أكثر من الشّيطان فهي تخّرب مايعجر الشّيطان عن تخريبه أنت أولك نطفة وأخرك جيفة ….اعرف أصلك وانظر إلى نهايتك .العناية الإلهية هي السعادة ” وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاهاإلا ذو حظٍّ عظيم ” ومن الهواجس أيضاً التّسويف : غداً أصلي أو ليأتي رمضان أصلّي غداً أتوب .ضع هدفاً عظيماً ،اللهم أنت مقصودي ورضاك مطلوبي . النبي صلّى الله عليه وسّلم علّمأبا بكر أن يقول: ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي مغّفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم )

هذا الدّعاء هدّيّة ليست لأبي بكر فقط بل لنا أيضاً .. علينا أن نستفيد من الأدعية علينا ألا نفتح مجالاً للوسواس أنت حين تفتح حفرة في بيتك سيدخل منها النملة والفئران والأذى لا تفكّر في المعاصي حتى لايشحن قلبك بها وتفعلها وأنت تعلل نفسك بالتوبة ويأتيك الموت فتموت على سوء الختام. النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من إحدى المعارك قال : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) يعني جهاد النفس هو الأصعب لأنّ النّفس أمّارة بالسّوء اعمل في دنياك ليوم الآخرة لأنّ وقتها ستطلب الحسنات من أقرب الناس ولا يعطوك ” يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه ” إلا من كان أخاً لك في الله لا يمكن أن يتركك ” الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتّقين “
مَّر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصحابة يتصارعون قال:( أتدرون من الصّرعة فيكم ؟ قالوا يارسول الله. الذي يصرع الرّجال ولا تصرعه الرّجال،فقال:لا، الصّرعة فيكم من يملك نفسه عند الغضب(في قصة الصّحابي الذي قتل في المعركة أحد الكفار وذلك أنّه نطق بالشهادة عندما اقترب منه الصحابي وقال : لا إله إلا الله. لكنه علمه كاذباً وقتله …فعاتبه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أو شققتَ على قلبه .قالها ثلاثاً. فندم الصّحابي وقال: لا ليتني لم أسلم إلا ذلك الوقت لأن الإسلام يجب ماقبله . انظروا هذه الرّحمة .. لقد وصل إسلامهم إلى كل العالم بحسن أخلاقهم ورحمتهم أمّا في الوقت الحالي فقد دخلت شوائب كثيرة إلى إسلامناوتفّرقنا وأخذ بعضنا يضل بعضاً وساد الحقد والحسد وتلاشت المحّبة كل هذا من الفهم الخاطئ للإسلام .
عندما فتح المسلمون البلاد ساد العدل والمساواة وأصبحوا سواء في الحقوق والواجبات وعندما ساد الحقد والحسد فينا أصبحنا آخر الأمم وأطلق علينا اسم البلدان النائية أي النائمة أصبحنا نهتم بالطعام واللباس وملكات الجمال وانشغلنا عن القرآن.. وابتعدنا عن العلماء الذين يعلموننا الصدق والمحّبة والتّسامح والإخاء والذكر الذي يحيي ضمير الإنسان وقلبه قال تعالى ” إنه لايذلّ من واليت ولا يعزّ من عاديت” ” إن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين” إذاً ….إن كنت مؤمناً يعطيك الله العزّة
إذا أردت أن تحّبب الناس بدينك عليك أن تكون عزيزاً وتصحح مسارك ونفسك … عندما يراك الآخر مطمئناً سعيداً يعشقك ويحّبك وإذا ارتبط بقطارك ركب قطار السّعادة فالمؤمن في كل حركة له دعوة وفاؤه في الوعود دعوة…. صدقه دعوه. أمانته دعوة .
اللهم أصلحنا وأصلح بنا وألهمنا عمل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: