شهر رجب موسم التوبة

                                                                                                                      كل عام وانتم بخير بحلول هذا الشهر الفضيل شهر رجب المبارك الذي هو شهر من الأشهر الحرم.قال الله تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرشهراً في كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض منها اربعةً حُرم ذلك الدين القيم فلا تظليموا فيهنّ أنفسكم}

بين الله لنا في هذه الآيات المباركة قيمة وأهمية الأشهر الحُرم وهي ثلاثة متصلة :(ذي القعدة،ذي الحجة،محرم.)أما الشهر المنفرد فهو رجب ثم وصى الله جلا جلاله :{فلا تظلموا فيهن أنفسكم }.لهذا الشهر الفضيل ميزة خاصة أن فيه نزلت هدية السماء ألا وهي الصلاة،وحصل فيه الإسراء والمعراج ،هذا الشهر له إمتياز عند رسول الله الذي عندما جاء اعرابي الباهيلي،قال له النبي : مالي اراك متغّير أي جأتني من قبل مملوء الوجه طويل القامة و الآن نحيل،ذو وجه شاحب،قال الأعرابي :بعد ما فارقتك لم أدق الطعام (صائم ) فالنبي اراد أن يعيده إلى الاعتدال فولفوّاّ وكثرة الصيام أو كثرة الإفطار أو كثرة الطعام او قلته هذه جميعها كاذيادة الملح في الطعام او القلى، فالقليلمن الملح يغير الطعام وكثرة الملح كذلك ،فاخير الأمور اوسطها .قال النبي ان صوم وافطر واشار له باصابعه الثلاث أي تستطيع أن تصوم ثلاث أيام من كل شهر من أشهر الّحّرم إذنً دين الإسلام دين الاعتدال..دين رحمة…دين محبة وإخاء
عندما نرى إنسان لديه عكس ذلك فإنه مبتلي وليس فيه من الدين شيئ
كم تستطع أن تصوم من شهر رجب يوم جيد..يومين..جيدجداً..ثلاثة (13_14_15)بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير ؛
لكنجاء شهر رمضان ونحن نزود في معاصينا ولانتوب والنبي يقول: شهر رجب شهر الله وشهر شعبان شهري وشهر رمضان شهر امتي.
فإذا جئت إلى الكعبة و قررت أن تقوم بمعصية فهذا هو تحدي تنتظر
أن تأتي الاشهور الحُرم وتقوم بالمعصية ؟

قال الله تعالى:{فلا تظلموا فيهن أنفسكم}أي أن الشرك لظلمٌ عظيم وكبير ،في شهر رجب يجب علينا أن نبدأ مثل الفلاح الذي يقوم بفلاحة الأرض ثم يأتي شعبان فنقوم بسقاية ثم يأتي شهر رمضان للحصاد ونقوم بقطف الثمرة المباركة ؛ وهي العتق من النار أو نبقى على حال الكسل ويأتي شعبان و رمضان كذلك الأمر فلا نستنشق رائحة العتق من النار ،ولا نعرف امقبولين ام مرفوضين
فلذلك يجب أن نشد الهمّ ليس هي الحصاد أو فلاحة بل هي التوبة مثل 🙁 الإكثار من الصلاة على النبي-الاستغفار- الصلاة على وقتها- إصلاح النفس مع مع كل من أساء إلينا) حتى نصل إلى دار السلام بسلام.

حقوق الله مع العبد مبنية على المسامحة ،الله يسامح العبد دون علم الخلق ،أما حقوق العبد مع العبد مبنية على الشحاحة أي لا يسامح حتى يرد له حقه حتى لو كان شيئ ليس ذو قيمة

{ تظلموا فيهن أنفسكم}
سمعنا واطعنا أما إذا سمعنا وعصينا فهو ظلم لنفس او ظلم للغير
من ظلم النفس قال تعالى{ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسيى ما قدمت يداه } أعظم جرم أنك تكون معرض عن الهداية…معرض عن العلم والعلماء أو تسمع ولا تنفذ ولا تعمل إلا الذي تهوى {اأرأيت من اتخذ إلاهاه هواه} فلا رجب ولا غيره يغير هذا.،لا ينظفه إلا جهنم فلذلك قال أحد الحكماء “العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة “.نحن الآن مقبلين على موسم التوبة لكي نزرع الخير ونملئ قلوبنا بالمحبة والخير والرحمة والفضيلة ومساعدة الاخرين،المساعدة تكون من أشياء قليلة كإرشاد شخص على طبيب بحاجة إليه فهذا هو خير أو إرشاد إنسان علىالله “اعمل الخير ما استطعت فإنك لن تحيط بكله ومتى تفعل الخير الكثير مادمت تاركاً لاقله ” ،قال بعض الحكماء “إن الظلم في الأشهر الحُرم أعظم خطية وأعظم وذر “أي مثل التحدي
الله تعالى اصطفى الملائكة والرسول والناس كذلك اصطفى من الشهور شهر رمضان المبارك واسطفى من الأيام يوم الجمعة واسطفى من الليالي ليلة القدر .
النبي أمر أن نصوم والله امرنا ان نفطر قال تعالى :{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
‏ الظلم هو ظلم على اي حال وفي جميع الشهور ولكن في الأشهر الحرم فهو اعظم
من لم يفهم شعائر الله فليس في قلبه تقوى فنظر لنفسك ايه الإنسان من انت منهم فلا تعلم غداً اين تكون

صحابي كان مع النبي في جميع المعارك والمجالس ولم يفارقه عندما استشهد قالوا إنه شهيد قال النبي :لا تقولوا شهيد لعل الرداء يوصله إلى نار جهنم الصحابي اخذ الرداء من غنائم المعركة قبل أن يقسم النبي الغنائم (رداء):قطعة من القماش توضع على الأكتاف او على الزنار
. فاستعدو إلى ذلك اليوم يوم لاتنفع الشهادة ولا المال ولا المنزل ولا الاصدقاء، اليوم انت ايها الإنسان فوق الأرض غداً يمكن أن تكون تحتها فلا احد يعلم
قال النبي “ألا إن لكم في دهركم لنفخات ألا فتعرضوا لها” أي يوجد فرص مثلما يأتي لإنسان منحة او فرصة او مسابقة وتكون الملائكة تكتب وتقول من يريد أن يتوب من يريد أن يستغفر لكي يأخذ العتق من شهر رمضان فلنهيئ لتكتب لنا الملائكة اسمائنا ونتخلى عن جميع ذنوبنا كذلك الصيام ولذة قيام ليلة القدر لأننا تخلصنا من امراضنا وعندما يذهب المرض يتلذذ المريض بالطعام اما في قلوبهم مرض فلا يوجد لذة للعبادة وهكذا معدة المريض فلا يوجد له لذة بطعامه مهما يكن شهي. لكن بعد مداوة القرحة يصبح الطعام اروع ما يمكن وهكذا القلب لا يوجد فيه لذة لا لقراءة القرآن ولا لحديث إلا بوجود قلب سليم الطعام في الجسم مع المعدة إلى طاقة ودم والعلم يتحول بالفكر والقلب ،والعقل إلى طاقة إيجابية وعلم و نور وعمل.
قال النبي وهو يوصي عبد الله بن عمر “إذا اصبحت فلا تقل انتظر المساء وإذا امسيت فلا تقل انتظر الصباح وخذ من حياتك إلى موتك”
قال تعالى :{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }
إذا اردت أن تقوم بعمل فلا تأجله إلى الغد.
بالدنيا العمل وبالآخرة السعادة والراحة
الطالب يتعب في دراسته بعد النجاح تبدأ الراحة
(نظرت إلى الراحة الكبرى فلم اراها تنال إلا على جسر من التعب والجد منها بعيداً في تطلوبي، فكيف تطلب باهواء واللعب، وخذ من حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك ومن شبابك لهرمك، فإنك لا تدري ما اسمك غداً) عندما يكن الإنسان شاباً لم يكن فيه عقل ويوجد فيه همة اما عندما اصبح عجوزاً اصبح لديه عقل وذهبت الهمة
قال الشاعر :ليت الشباب يعود يوماً لأخبره بما فعل المشيب
مادام فيك همة فاستغلها في طعات ورضاء الله
لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها.
اي نور الله اصبح في سائر الجسم.
بعد الموت اما أن يكون إنسان شقياً أو سعيد، من هو السعيد؟!قال تعالى{فمنهم شقياً أو سعيد }
السعيد: هو الذي كان لديه عقل وعمل واغتنام السعيد للفرصة
الشقي :ليس لديه عقل وبعد الموت في نار يأتي العذاب فيصبح لديه عقل ويقولون لو كن نسمعا و نعقل لكن وصلنا لدار الراحة
قال تعالى:{ لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير }
إذا لم تتوب في الدنيا وتنظف نفسك من الذنوب فسوف تتنظف في نار جهنم وبعد سنوات عده تدخل إلى جنة
إذا فهذا هو الظلم إن الظلم لشيئ عظيم ثم عندما نتذكر توبت
** بعض الصالحين عندما جاء لمنزله عند آخر الليل سهرانً مع أصدقائه فدخل إلىمنزله ليغسل يديه ووجه قبل النوم فنظر في مرآة فلقيّ آثار الشيب في زوالفه وهذه نعمة من الله يرسل لك إشارة ،كيف عندما تقود السيارة فتتوقف عندما ترا اللون الأحمر ولون الأخضر تكمل سير ايضاً عندما يظهر اللون الابيض في الشعر كذلك إشارة لتوقف عن قيام بمعاصي والذنوب لقد اقترب منك القبر خذ معك زوادة وقم بتجهيز نفسك ،فلما رأى الشيب تذكر شبابه أنه كان علىصلاح
في البداية كان على صلاح ثم فسد فأصبح يناجي ربه ان ياربي عبدتك عشرون (اي عشرين سنة عبدتك وكنت ماشيٍ مع الصالحين )وعصيتك عشرون (ايضاً عشرون سنة ذلت قدمي واتبعت الفساد ) فإن ياربي تبت هل تقبلني،انظروا لهذه المناجة ما أجملها لا تحتاج رسالة ولا تريد ساعي بريد ويمكننا أن تضيع في الطريق ولا تريد وقفة وانتظار عند الله سريعاًّ تصل لو كان كم هائل من الطلابات امامك جميعهم تصل بلحظة واحدة من فضل الله {إن الله سريع الحساب } فجائه الرد عندما خلد لنوم رأى في الرأيأ كأن الله يقول له عبدي أطعتنا فأطعناك وعصيتنا فأمهلناك وإن اتيتنا تآبً قبلناك قبلناك قبلناك
أي : عبدي..ما أجمل هذه الكلمة مهمّ صيناه يقول عبدي أطعتنا أي في الشباب ،فأطعناك :كان عندما تدعوا نستجيب لك ونحفظك ،عصيتنا :في العشرون الثانية، فأمهلناك: لم نعاقبك بعد قيامك بالمعصية انتظرنا لعلك تتوب ،وإن اتيتنا تآبً قبلناك
من شدة فرح الرجل استيقظ وذهب ليتوضئ وذهب إلى المسجد انظروا إلىرحمة الله فدعونا نعمل ونطبق ،عصينا والآن نريد أن نتوب هو الله أكرم الأكرمين..أرحم الراحيمين يقول لك مثلما قال لذلك التآب قبلناك قبلناك قبلناك لكن دعونا نصدق مثل ذلك الرجل وعندما نصدق من المنتفق..عندما تنظف الأم طفلها وتخلصه من أوساخه من المنتفع ..؟ نحن المنتفعين الله غني عن العالمين فدعوعنا نسارع في التوبة ونغتنم هذا الشهر الفضيل ونحافظ على ألسنتنا وحواسينا من سمع وبصر{إن السمع البصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} إشارة يدك مسؤول عنها لو تشير إلى أحد إشارة نقص وإشارة إ زدراق .
لا يجب أن تنظر لأي إنسان نظرة نقص لان الذي خلقه يمكن أن يدخلك أنت النار وهو الجنة ،فلذلك من الأفضل أن نسارع بالتوبة ونعطي هذا الشهر قدره نعظم شعائل الله ،لا نكذب ولا نقوم بعمل أي خطيئة لعل الله إذا أستقمنا بهذا الشهر المولى يتفضل علينا
إذا صدقت بهذا الشهر أصبحت صديقاً “مازال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً” فإذا كتُب إسمك صديّق إيّشرف هذا ،وهكذا الصائم ،كان سابقاّ الحاج عندما يريد أن يذهب للحج يجول على أصحاب القرية ويطلب أن يسامحه والآن كذلك يجب أن نجد هذاا التسامح والتراحم والمحبة والإخاء مثل الأجداد والآباء ،فدعونى نتسامح في هذا الشهر الفضيل لعل الله يجمع كلمة الأمة على المحبة والإخاء والألفة ونسأل الله لنا ولكم التوفيق،جعلنا الله وإياك ممن نستمع القول فتبع أحسنه هداتً مهدين غير ضالين ولا مضلين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: