سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس أن : النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يروي لنا ،أن الشيطان يقول أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار …إذاً النبي صلى الله عليه وسلم يروي لنا كيف يُضلنا الشيطان ^فيقول الشيطان^))أهلكتهم))يعني ابن آدم…
فلمّا رأيتُ ذلكَ منهم أهلكتهم بالأهواء
ماهي الأهواء؟؟ قال:” يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون “مثال : يا أخي الآن خرجنا من الجامع أيُّ استغفار الآن…الواقع أنتَ تحتاج استغفار على لهذه الكلمة على الغرور
أخي البارحة عملنا صدقة لماذا.؟سنستغفر؟
“الصدقة إن عملتها بيمينك ،يجب أن لا تدري شمالك (على هذه تحتاج استغفار) إذاً الشيطان يريدُ أن يُغوينا بكلّ وسائله ِ
والنبي صلى الله عليه وسلم يريدُ أن ينقذنا (كذلك بكل وسيلة) بين لنا صلى الله عليه وسلّم أنّ الدنيا متاع
كما قال تعالى :الدنيا متاع (( وما الحياةُ الدنيا إلاَّ متاع الغرور))
والنبي صلى الله عليه وسلّم :وصف لنا أنّ الدنيا فناءٌ بفناء وأنّ العاقل هو الذي يكتسب منها الغنائم ويكتسبُ منها الرأس مال فيرجع إلى الله تعالى بنفسٍ راضيةٍ مرضية فهو في قُربِ الله وبين عباده..(فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي)
وهذا المغرور بالطمع والجشع
نسيَ الدار الآخرة،
ونسيَ الاستغفار،
ونسيَ العمل الصالح ،..هذا من انغّر بمالهِ
*كما قال الشاعر……ما المالُ والأهلونَ إلاّ ودائِعُ ولا بُدّ يومآ أن تُردّ الودائعُ
المال والأهل الذين يشغلونا عن الذكر والعبادة وطلب العلم وعن تبليغ العلم …هذه الشواغل تفنى ولا تفيدنا يوم القيامة
((يومَ يفرُّ المرءُ من أخيهِ وأمه وأبيه وصاحبته وبنيهِ لكُلِّ أمرىٍ يومئذٍ شأنٌ يغنيه )) إذاًلا انشغل بالفاني عن الباقي
المال والأهلون الله وضعهم عندنا وديعة إما يسبقونا يا نسبقهم ،،إذا مات ابنُ آدم تبعهُ ثلاث فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ،،يتبعَهُ عمله ،وماله ،وأهله .فيرجع المال والأهل ويبقى عملهُ ..
فإذاً حسّن عملك ما استطعت بصبرك على الطاعة والأذى ..النبي صلى الله عليه وسلم وصف الصبر
فقال ‘الصبر نصفُ الإيمان ‘(الصبر عند الحسنة ،، عند الشّدة ،،عند المصيبة ،،عند أي شيء

يقال أن هارون الرشيد دعا الملوك إلى وليمة …… وبعض الخادمات والخدام حامل صحن شوربة ساخن فتعثر فجاءت على بعض الأطفال وأذتهم ،فنظر إليها فقالت : يا أمير المؤمنين لا تنسى أنّ صفة أهل الجنة كظمُ الغيظ فقال كظمتُ غيظي صدقة ….فقالت والعافينَ عن الناس ،قالَ عفوتُ عنكِ ….
فقالت والله يحبُ المحسنين .قالَ وانتِ حُرّة .
كيف كانوا يتجاوبون مع كلام الله لأنه كانت لهم قلوب تسمع ……تروى قصة ان احدهم طلب زيارة سيدنا عمر وعندما دخل عليه .. بدأ يسمعه كلام إهانة يا أمير المؤمنين أنت لا تمشي بسوية و!!….فغضب سيدنا عمر ووقال له الذي كان واسطة من أقربائهِ يا أمير المؤمنين لا تنسى قول الله تعالى ( خذ العفوَ وأؤمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )

وهذا صديقي الذي أحضرته وأساء الأدب وهو من الجاهلين ..وقال سيدنا عمر ” عفوتُ عنه”
كيف كانوا يتفاعلون مع القرآن لأن لهم قلوب طاهرة نقية خاشعة ،ذاكرة ،محبة تريد الله والدار الآخرة فكانت تتأثر

سيدنا عمر سمع أحد القُرّاء يقرأ ( وإن منكم إلاّ واردها ) قيل فوقع فغميّ عليه ،،وعندما استيقظ قال عرفتم ماذا حصل؟؟
قال : لا يوجد أحد منا إلاّ واردها …
قالوا يا أمير المؤمنين ،هل نحن واردوها ؟….. …….
قال أجل كلنا واردوها…..
وتابع سماحة الشيخ محمود المبارك أن : أين نحن من صحابة رسول الله ….،ماذا سنأكل بالأرطال ،،وتشرب بالأطنان، ،وتنام الليل ؟؟ونريد أن نصير من الأبطال ؟؟هذا كله باّطلُ بباطل
(( افتحوا عيونكم ولنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ((
نشرح الآن الحديث ونرجو من الله أن نفهم منه أمورا كثيرة …….:”سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظله “إمام عادل ،،شاب نشأ في عبادة الله،،رجل قلبه معلّق بالمساجد ..
رجلان تحابان في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه..ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال إني أخاف الله ؛ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،،
من الذّي صّنع هؤلاء ؟؟أهكذا يحصل يعني _ إمام عادل ،أنت إمّام في بيتك ،هل ياترى تعدل بين أولادك وبناتك وبين زوجتك وأقاربك؟؟إذا كنت تعدل معناها يوجد من صّنعك ،يوجد من آتي بك من الجبل تراب وأخرج منكِ الحديد وصنع منك السيارة والطائرة أصبحت غاليا بواسطة الصانع .
((يعلّمهم الكتابَ والحكمة ويزكيهم))
أما إذا لم يكن لك صانع مهما تحاول أ ن تتعلم الغطس والسباحة يأكلك السمك قبل أن تتعلم “وإما تبقى في الجبل ترابا ولا يخرج منك الحديد ولا الدهب ولا الفضة..إذاً من صنع هذا الإمام العادل. في مُلكه…وأنتِ..وإن كان عندك مزرعة وكم عامل أنتَ يجب أن تكون عادلا معهم “”أن لا تظلم ولا تُظلم””
الشاب الذي نشأ في طاعة الله ؟ هكذا لوحده أصبح هكذا؟وإلا يوجد من صنّعهُ ….إذاً وراء هؤلاء السبعة يوجد صانع وراء كل إنسان عظيم .كما يقولون في المثل العامّي،،،وراء كل رجل عظيم امرأة..نحن نقول وراء العظيم هو المعلم والشيخ ثم نقول =من لا شيخ له فشيخه الشيطان=

يعني من لا يوجد من يربيه، يربيه الشيطان على الكِبر وأنتَ فلان وأنتَ لديك مال وبرج وسيارات. وأنت وأنت ..سخافة بسخافة نتفاخر بشيئ فان ِكالأطفال عندما يتفاخرون يقول له أنا عندي ٦لعبات أنتَ كم واحدة عندك؟فيقول ٦ فيقول له أنا أفضل منك…،هؤلاء الأطفال نحن نشبهم عندما نتفاخر بالدنيا الفانية، ،ونتعالى على بعضنا
وسيدنا عمر يقول:)) ياإبن آدم أتحسبُ أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر((
الله جعل منك جنة ونار ،والفصول الأربعة،،أحيانا هادئا -ومّرة غضبانا -ومّرة فرحان
فأنت إنسان عظيم لكن لاتغتر ولا تتكبرّ..
النبي صلى الله عليه وسلم يقول:ويح ابن آدم عين يزهو وهو رعثٌ يسيل …
كلّك فضلات …..على ماذا تتكبر الحمد لله الذي سترنا بهذا الجلد
وتفضل علينا بهذه الأعضاء التي ستشهد علينا يوم القيامة…
((يوم يشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أوّل مرّة)) لكن أنتم غافلون لا تحسبون حساب الله الذي( هو معكم أينما كنتم وهو أقرب إليكم من حبل الوريد (كما أنكم تنسون مرجعكم إلى الله ……ثم تردّن إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
طالما نسيتم أنتم في الآخرة منسيين ،والذاكر هو في الآخرة والدنيا مذكور، …
إذاً رجلٌ معلّق قلبه بالمساجد ،إذا أردنا أن نقول رجلٌ قلبه معلق بالمطاعم ؟هل بالطناجر الفارغة ؟أم باللافتة ؟
أم بالكراسي ،أم بالبلاط، بماذا متعلق؟!!؟متعلق يا ابني بالطباخ الموجود لديه لأنه إن لم يوجد طبخ سيأكل سندويش ليسند جوعه ،،معلّق بالمساجد أي معلّق بالعلم والعلماء “الجامع هنا الذي يجمع الناس على محّبة الله وليس على عداوة”
لا يجمعهم على جامعنا وجامعكم ثم يبدأوا يتناحرون بينهم الجامع هو المعلم الذي يجمع الناس على الفضيلة..
الجامع الحقيقي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جمع الأوس والخزرج بعد عداوة أكثر من أربعين سنة وقتلى بالمئات والذي صنّع من قريش التي كانت الصخور ألين من قلوبهم ،صنع منهم خالد وعكرمة وخيرة الصحابة رضي الله عنهم كعثمان وغيرهم ….فالمهم رجل تعلّق قلبه بالمساجد…الآن تذهب بالمسجد لا يوجد شيء سوى الكبار بالعمر إذا قلت للإمام كذا يجوز لا يعرف الجواب،،كلهُّ حركات وتمثيل لا يوجد خشوع ولا بكاء ،،إن شاء الله رجاؤنا بالله لا تضيع هذه الأمّة وإن شاء الله ..الله يهيئ لنا من يغذي القلوب وإن شاء الله يحيها ،الرجل الذي تعلّق قلبه بالمساجد أي تعلّق قلبه بالعلم والعلماء .
قلب المعلّق بالمساجد يعني بالعلم والعلماء و الجامع الحقيقي هو الذي يجمع قلوب الناس على المحبة وليس على العداوة والبغضاء .
الجامع هو المعلم الذي يجمع النّاس على الفضيلة … هو رسول الله الذي جمع الأوس والخزرج بعد عداوة أكثر من أربعين سنة وقتل المئات ، والذي صنع من قريش خالد وعكرمة الذي ليس لمنفعة ومصلحة شخصية
هذا الأخ يشفع لك يوم القيامة (يوم يفر المرء من أخيه و أمه وأبيه …)
يأتي الأخ في الله ويشفع له …
يقول أهل النار : ” فما لنا من شافعين ولا صديق حميم “
ـ رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال …فأبى وكان يوسف زمانه …تقلَّد بسيدنا يوسف صاحب التقوى والعفاف …
فاختر لنفسك ما يحلو …أنت مع من تحب …
إن أحببت أهل النفاق كنت مع أبي سلول وإن أحببت أهل التقوى و العفاف أنت مع سيدنا يوسف .
ـ ورجل تصدّق بصدقة من خوفه أن يذهب أجرها يعمل الخير باليمين والشمال لا تعرف ماذا فعل، لأن كلما فعل العمل مخفي كان الأجر أعظم .
لذلك الذكر القلبي أعظم من الذكر الجهري ، لأن الذكر الجهري ممكن أن يدخل به رياء عندما نقول أمام الناس أستغفر الله ..أستغفر الله …سبحان الله .انظروا إلي أنا أفضل منكم أسبّح و أستغفر .
لكن عندما يكون بالقلب أنتَ مع الله بقلبك و جالس بجسدك مع النّاس لا أحد يعرفك تناجي ، قلبك يبكي والنّاس تراك تضحك ،لكن هذا كلّه يظهر يوم القيامة سيذوب الثلج و يظهر المرج .

ـ رجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه …هل أصبح هكذا لوحده ؟
من علمه الذكر والبكاء و التوجه و الصلة ؟ من عمل له جسرا حتى ينقذه للنجاة و أنقذه من الغرق والضلال ؟ أهل الاختصاص .
هل يا ترى نحن نعرف أهل الاختصاص ونعرف قيمتهم ؟
هل نلتقي بهم ، هل نرتبط بهم ، هل ندخلهم لقلوبنا لكي ينظموها لنا ؟ أم فقط من بعيد لبعيد ؟
من بعيد لبعيد طبيب لا يعمل عملية و أنت ببلد وهو ببلد .
يجب أن تدخل لقلبه ، عندما يتجلى الله على قلوب أهل الله ليجدك هناك ، تأخذ من الفضل لو تعبدت 60 سنة لوحدك لا تُحصّل مثل هذه النظرة و أنت في قلوب أهل الله .
ادخل قلوبهم بالمحبّة وبأي وسيلة حتى يستقر في قلوبهم و يعطوك شريحة إن أعطوك هي أصبح قلبك يتصل بالعالم كله . صار لك الوصال ، أما إذا هاتفك سعره 100 مليار ولا يوجد له شريحة
يوجد نّاس تعيش 60 و 70 سنة و لا تبكي من خشية الله
يبكي إن ضاعت محفظته أو ابنه أو ناقته أو خروفه……فقط يبكي على أمور الدنيا ، أمّا يبكي بين يدي الله على تقصيره وذنوبه و على ما فرّط .
وختم سماحة الشيخ محمود المبارك معلماً أن : من ذكر الله ففاضت عيناه صار له الأنس و القرب و الحضور و المشاهدة ، أن ترى الله قبل وبغد كل شيء ومع كل شيء أما بعد ما تقع في الذنب تتذكر الله ؟ هذا قلب غافل والله يوقظ قلوبنا ويردنا إلى ديننا و محبتنا وتسامحنا لبعضنا رداً جميلا……وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد سيد المرسلين والآل والأصحاب أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: