سؤال وجواب

قبل أن يبتلعنا الحوت – سؤال وجواب – الحلقة 2            
                  2021-11-27 
              22 ربيع الآخر 1443
                   سؤال_وجواب

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : بحثنا اليوم عن حوار يحوي أسئلة:
س :السلام عليكم، استخدام الضرب كأسلوب تربوي في الأسرة،هل هذا الأسلوب تبنّاه الإسلام ام انه يرفضه رفضاً قطعياً ؟.
هل هو مفتوح بلا ضوابط أم أنه مقيّداً؟
هل له خصوصيات ام هو عام ؟
هل نقبله ونعمل به ونتناسى قوله تعالى *ولقد كرمنا بني آدم *)هل هو أسلوب تربوي ناجح أم أنه وسيلة نفرّغ بها غضبنا و انفعالاتنا على عالم الطفولة ،وعالم البراءة مستترين بالإسلام ؟!
لعلنا نجد في إجابتكم ما ينقذ أطفالنا ويحمي أسرنا ؟
ج استخدام الضرب كأسلوب تربوي ..هذا أمر مرفوض بالإسلام ،فنحن مأمورين ان نعلق السوط كي يعلم المذنب إمكانية استخدامنا له .
على الأب أن يلجأ إلى أسلوب التفاهم و الكلمة الطيبة …..وربما يحتاج الأب أن يؤدب الأولاد .
أما بالنسبة للمرأة فيكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (لايكرمهنّ إلا كريم ولا يغلبنّ إلا لئيم ولا يضربهنّ إلا لئيم )،أما الرجل الذي تغلبه زوجته مداعبة ومزاحاً وكرم اخلاق من هذا الزوج فهو كريم ورحيم بأهله وعياله ولكن نحن نريد ايضاً ان تكون الزوجة جيدة …
فلا تكون من الذين يدفعون ثمن المشاكل بقلة فهمها و عصيانها لزوجها .
فالمرأة الحقيقية لا تدع زوجها يغضب وتضع يدها بيد ه ولا تدع زوجها ينام وهو غاضب عليها وهي تقول له انت مولاي وسيدي وغضبك علي اشد من غضب والدي،فهذه من نوع الجواهر والتي توضع على العين والرأس .
اما المرأة التي تخون سر زوجها وتوصل اخباره لأهلها وتخرب بيتها وهي لا تدري وعندها تغضب زوجها وتجبره على استخدام الضرب..
فهي لم تفهم لا بكلمة ولا اسلوب ولا حوار،وكذلك الولد إذا لم يسمع الكلام والتوجيهات فهو يقول عندها يا أمي أدّبيني ،فالإسلام سمح له ان يضربه ضرباً غير مبرّح دون أذى او ضرر… فالوجه والرقبة والصدر لا يُضربون لشدة وقوع الأذى ، والضرب يكون على مؤخرة او ارجل او اماكن لا تؤذي من اجل التأديب ، يهرب الشيطان الذي يجعلها في كسل وتراخي….
رضي الله عن سيدنا الشيخ رجب عندما سألته إحداهن ّ؟ عن حقيقة الضرب هذا كيف يكون برحمة بقدر أ ربع اصابع على إ ليتها فضحكوا و قالوا هذه مداعبة وليست ضرباً إذاً!! ولكن إذا كان الضرب وسيلة في كل موقف فعندها يوقفه الإسلام ولا يسمح له بذلك.
ونقول للمرأة ان تصبر وتدعو الله وتلاطف زوجها وتحاول ربطه بأهل العلم ليعرّفوه الحقيقة ويرجع عن عمله الفظ الغليظ فيصير مديناً لك في هدايته وصلاحه ،فارضي بنصيبك ولا تلجئي للطلاق وتعيدي الزواج وقد يكون مثله او أسوء.
فنحن في هذه الدنيا في قاعة اختبار 90% من اسئلتها ليست على مزاجنا ، فالعمر محدد فيه وقت كافي لتحقيق سعادة الآخرة و تجارب على جميع الأسئلة لتسعد وهذا هو المؤمن لا يهمل وقته ولا يجني على نفسه…
س :تتخلى بعض النساء عن مبادئ الإسلام في مجتمعات يقمنّ فيها في بلاد الغرب ،بحجة ضرورة مواكبة الحضارة والاندماج في نظامها الثقافي الجديد ، فينسلخن الالتزام بمعظم قوالبه قلباً وقالباً ، فماذا نقول لهن؟
ج:هؤلاء نقول اولاً إنّ الإيمان والإسلام صبغة ، فإذا صبغنا الثوب باللون الأسود الأصلي فعندها لا يزول ، ولكن الصباغ الفاسد يصير بعد الغسل بين البياض والسواد .
قال تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة لقوم عابدين )أولئك الذين ذهبوا للغرب وما استطاعوا الحفاظ على دينهم فصباغهم فاسد وغير أصلي .
ومنهم غير مصبوغ نهائياً، ومنهم كان وراثة أبّاً غن جد بالتقليد وهذا لا يكفي ، فإذا رأيت من يعمّر البناء هل تستطيعين أن تفعلي مثله !؟ وعندها تنهار على رأسك ، وكذلك من يقلد قيادة السيارة بدون تدريب وتعليم ، وهؤلاء رحلوا بدون ان يكون لهم معلّم ومربّي ؟
فعندما كانت المسلمة لها مربّي كانت في المعركة إذا وقعت أسيرة وهي جميلة يزوّجوها للقائد بأقل من أربعين يوم تأتي به مسلماً وتلحقه بجيش المسلمين ، وهي بذلك مصبوغة صباغ حقيقي ،والآن هنالك مثلها من أخواتكن بالغرب لا يتأثرن بفضل الله ولكن يؤثّرن ، فهنّ ما زلن مرتبطات بالعلم ويأخذن العلم ثم ينشرنه بين الناس مثل المضخة …
فنحن نقول للذين يذهبون للغرب إذا كان الأمر واقعياً ووقعتم فيه فإما ان تعودوا لبلادكم إذا كان بالإمكان ذلك وهذا افضل من ان تكسبوا دينكم واولادكم ، أما إذا ظروف قاهرة ولا تستطيعون العودة فعليكم ان تبحثوا عن مصدر علمي وسطي نبوي محمدي ، وليس ظلامي تزمّتي وإرهابي حتى يعلمكم دينكم ، وتتمسكوا به … وتحافظوا على العلم حتى ….
~تمسك إن ظفرت بذيل حرٍ فإن الحر في الدنيا قليل

وهذا العلم يدرأ عنك كل قمامة وذباب ،فذباب الغرب خطير أكثر من ذبابنا ،فهم بشر يريدون تخريب الدين والفساد وبالإغراءات و المال .
وبحجة التطور والتكنولوجيا ،يسحبون منهم قيمهم، فإذا لبسوا القصير قلدناهم ونتخلى عن ديننا ،فهم في تلخيص أنهم اشتروا الفاني بالباقي
فكان الغالي وهي الجنة وسعادة الدنيا والآخرة ثمناً للدنيا الفانية و التفلًت من اختلاطات ومشروبات محرمة توصل لسخط الله وغضبه وغيرها من الإباحية و المثالية …
فمن يدخل البحر ولا يعلم السباحة وليس عنده غطّاس ينقذه سيكون طعاماً للقروش والحيتان ،ولكن الموفّق المرتبط بالعلم والعلماء …يحافظ على إيمانه
ودائماً الشيخ معه وبيده ريش النعام يزيل عنه كل وسخ عن قلوبهم يروا الحقيقة.
فالخنساء قبل الإسلام كانت في الجاهلية وعندما مات أخوها صارت تنوح عليه ولم تدع جبلاً ولا ساحة إلاوهي تنشد الأشعار رثاء لأخيها صخر .
وكأنه تحت السماء بقليل، ولكنها في الإسلام وبعد أن مات اولادها الأربعة في الجهاد فلم تتأثر وكلما اتاها خبر وفاة احدهم تحمد ا لله وفي قلبها يقين و إيمان ان الإسلام أغلى من كل شيء .
فعلينا ان ننصبغ بصبغة الإسلام على يد اختصاصي يعطينا صباغ لا يفسد مثل من فسد صباغهم في شمس الغرب، وهم كنسبة كانوا اكثر من 50% بالمئة إذا لم يكونوا 90 %،فلم يأخذوا من المربّين ولكن من الناس العاديين ، فمن استرفض الصباغ فشل صباغه فكان يقال في الأمثلة القديمة العامة :يا مسترفض اللحم عن المرق تندم …
س : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ،نريد ان نقف ، عند هذه الكلمة ((إذا أعددتها)) وان نخرج من معناها العام البسيط المتعارف عليه إلى معناها الخاص لنستخرج من كنوزها أمومة حقيقية بأسمى معانيها وحقيقتها ، أمومة تتجاوز حد الهدايا والقبل، أمومة تنبت لنا جيل ثماره يانعة ، تعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفار ، أمومة تهز السرير بيد وتهز العالم باليد الأخرى …
ج : الأم مدرسة ، كما اننا نقول إن للطيار من اعدّه ، والطبيب من اعدّه وعلّمه، وكذلك للمهندس من كلية وأساتذة علّموه ودرّبوه ، فمن أعدّ هذه الأم؟
فإذا وُجِد من يعدّها تصبح كما قلت
أعددت شعباً طيّب الأعراق ولكن إذا لم تعدّها فماذا ستكون ؟ فابنك إذا علمتيه القيادة سيسير بالاتجاه الصحيح ..
، ولكن إذا لم تعلميه فعندها سيوصلك للهلاك وأقرب وادي ومشفى ومقبرة ..
نحن بحاجة إلى المعلم الذي اصطفاه الله سبحانه وتعالى بزماننا ، وهو ليس شخص واحد ،بل هم كُثُر من فضل الله علينا وكرمه .
فيختار الله من يُعَدُّ ويَعِدُّ ، فالخنساء في مثالنا السابق قبل ان تعد كانت تبكي الدهر على أخيها.
وعندما أُعِدَّت لم تسأل على اولادها الاربعة في سبيل الإسلام … وكذلك زوجة عبد الله الفرّوخ كانت في المدينة وهي امرأه صالحة أُعِدِّت بشكل صحيح فظهر منها عندما سافر زوجها مع فتوحات الإسلام لبلاد بعيدة كالهند وغيرها .
وترك لها مبلغاً من المال لتقضي به حوائجها مع ابن لها، وبعد ان غاب فترة من الزمن كبر هذا الولد واصبح شاباً ، وعاد االأاب فطرق الباب ثم دخل البيت وعلم ان هذا الشاب ابنه .
وسأل زوجته عن المال فقالت: اخبرك غداً عنه ، وفي اليوم التالي استيقظوا للصلاة وإذ بالولد سبق أباه للجامع ، وعندما عاد الأب قبله ، وأعاد سؤاله عن المال لزوجته فردّت الزوجة: وما رأيك بشيخ في إمام هذا الجامع الذي صليّت به الفجر؟!
فقال : والله رائع ،فقالت: هل تريد ان يبقى المبلغ كما هو او ان يذهب المبلغ ويكون لك ولد مثل هذا الشاب الصالح ،؟
ثم أخبرته ان هذا الشاب الشيخ هو ابنك وأني صرفت المال على تربيته هذه التربية الصالحة فلم يصدّق مندهشاً من عظمة ما ربتّه تلك التربية الفاضلة..
وإذ بالأب يحضن ابنه ويدعو للزوجة على حسن صنيعها ،فهي الأم التي اعدّت وعرفت كيف تربي ابناءها… وعكسها الأم الجاهلة التي تنفق اموال زوجها في غير صلاح او إصلاح ليخرج اولادها من صالة ))))
المجتمع ، فنحن بحاجة لمن يعد الحديد ليصبح سيارة ، وإذا لم تعده يبقى حديداً ، والإنسان كذلك إذا لم نعده فيصبح هلوعاً ، قال تعالى (إنّ الإنسان خلق هلوعاً إذا مسّه الشر جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً إلا المصلين)) ومعنى المصلين أي المعدّين فصار الرجل عظيم وكذلك المرأة .
فالإعداد ليس خاصاً بالأنثى وإنما للذكر أيضاً ، فالدين نزل للذكر والأنثى…
س : أصبح المشهد العام للمجتمع المشهد اليومي للزوج في تاريخ حياته الزوجية هو الذي يعامل زوجته بجفاء وغلظة ،يأمر وينهى، يغضب ويتوعّد ،يلعن و يسب ويشتم،
مرة يحلف بالحرام ومرة يطردها من المنزل ومرة يهدد بالزوجة الثانية ، يعيب اهلها ويحط من شأنها ،فمن اين له هذه البضاعة ومن المسؤول عن صناعة هذه المعاملة ، وماموقف الاسلام من هذه المعاملة!؟.
ج : ،الزوجة لم تختر كما وصّى النبي صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك)) فالمرأة كذلك عليها ان تظفر بصاحب الدين تربت يداك فمن اختارت الجمال او المال وتركت الدين صارت مثل الذي يأخذ القرد على ماله، وعندما ذهب المال و بقي القرد لوحده .. وكذلك لو كانت من الطيبات لأرسل الله لها طيّباً .
فقانون الله يقول (( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )) فهي لم تصلح نفسها بتوبة نصوحة وبصحبة الصالحين والصالحات، واما حقي معكم انه كان عليّ ان اعلمكم وان ينتشر علمي ويصل كذلك علم كل عالم للجهلاء حتى لا يقعوا بمثل هذا فيكون في بيته مثل أنا ربكم الأعلى مع انه قد يكون في الشارع من اضعف الرجال، ولكن بتعالى على زوجته ، وهذا من قلة تربيته ،
وكذلك والداه مشتركان في التقصير ….
،والآن إذا وقفنا بمثل هذا الموقف وكنت صالحة وابتليت بمثل هذا النموذج عليك ان تصبري وتحاولي بكل لطف بالتعامل معه لتأخذي خيره وتسلمي من شرّه وبالإحسان .
لاتقولي هذا غير ممكن …..الآن يروّضون السباع والذئاب وغيرهم ، فهل تعجزين عن إصلاحه؟…
اطلبي ذلك بالدعاء والالتجاء ليلاً ونهاراً حتى يصلح حاله ، وكذلك بكل خير تعمليه له فلو كان مثل الحيوانات لاستجاب معك ولم يضرّك …
وفي هكذا موقف لا تتركي مجالاً للطلاق وغيره وإنما للإصلاح حتى يكرمنا الله بهدايته ..
فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء… وكذلك علينا ان نتجاهل عن أخطائه ومحاسبته عليها……… حتى نستعطف قلبه فإذا أحبّنا صار كما يقال: إن المحب للمحب مطيع
فيستجيب لك ويغير من حاله ، اما قبل المحبة فلو نصحتيه بالصلاة فلن يتقبلها منك أبداً..فإذا زرعت المحبة في قلبه ولو بلقمة وصلت لفمك ….تكون لك بمثابة حبة قمح يضاعفها الله لك سنبلة فيها سبع سنابل وفي كل سنبلة مئة حبة ….
فلو تعبت في ذلك فلا بأس عليكِ فنتيجة ذلك ان تملكي اموره المالية والعقلية وتقوديه لكل خير وتنقذيه«لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك ممن طلعت عليه الشمس وغربت»
فكوني له أرضاً يكن لك سماءً ، وكوني له أمة يكن لك عبداً ، فيخدمك بكل حب وحنان ،وإذا صرت خشنة التعامل معه عندها يقسّي الله قلبه عليكِ وتخسريه.
تابع سماحة الشيخ محمود المبارك انه كذلك لا ننسى في هذا الزمان علينا ان نراعي ظروف الرجل المالية ونرحمه ، فإذا كان الحال جيدة نسعد، وإذا دارت الظروف وقست الحياة عليه فماذا تفعل؟! هل تعبس وتغضب؟؟ ولكن يا ابنتي اصبري عليه حتى لو عبس في وجهك..
وارحمي حاله حتى لا ينفجر من حزنه وهمه ،فكوني معه على ظروف الدنيا ولا تكوني عليه،فالحياة ليست كلها ربيع وإنما فصول أربعة نعيشها بحلوها ومرّها بكل حنان ولطافة ….. ونخفف عنه احزانه لنقتدي بالسيدة الأولى خديجة رضي الله عنها كيف كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف كانت أمّاً للمؤمنين ومدرسة بالعطف والحنان ، فعندما يحزن النبي صلى الله عليه وسلم تتلقّاه وتفرّج عنه وتتكلم بكلمات حتى تثلج صدره وتقول: لا يهمك ،والله إن الله لا يخزيك والله كل اعمالك بالخير والبر تشرف وتدل على انك النبي المنتظر …
فرضيّ الله عنها وقدّس سرها ، فكوني خديجة زمانك يا ابنتي ،فالرجل ليس دائماً سيدخل مبتسماً لبيته فقد يتعرض لمشكلة وهو عند الباب !!..ولكنه لا يريدك ان تدخلي معه في تلك الهموم والغموم ويدعك لاولادك رأفة بك ، وعندها لا تصرّي عليها وتفتحي همومه من جديد بل دعيه و حاولي تخفيف همّه ولو بفنجان من القهوة …..حتى يهدأ أو يرتاح باله …
مع ذلك نحن لا ننكر أنه لا يجوز له ان يغضب أو يدخل بهموم الحياة ولكن أحياناً تأتي ظروف صعبة على الإنسان ، فمثل اهتمامك بحاجات ابنك مهما تكون …. ظعليكِ أن تكوني في حاجة زوجك وسعادته حتى يهنأ بيتك واولادك .
فتلك المرأة لو وضعناها في كفة ميزان ووضعنا ذهب الدنيا لرجحت هي وكانت والله هي الاغلى…
وكذلك يا ابنتي من الأصول ان لا يدرى أحد بما يجري بينك وبين زوجك ولو كانت أم أو أخت أو أي يكون ،بل نخفيها بيننا حتى تزول المشكلة ولا نظهرها لأحد أبدا ً ولا يعرف أسرارنا ليوصلها لكل الناس ويفضحنا أمام الجميع… فمجرد ان خرجت الكلمة من فمك سوف تنتقل دون معرفة أثر ذلك السيء على حياتك الزوجية ….
س : تعبت من البحث عن زوجة مناسبة، اريدها ذات خلق وعلم ودين، وتعب الأهل معي فهل المشكلة بطريقة تفكيري هل اقول لنفسي نحن في زمن لن تجد فيه طلبك؟أم استمر في البحث عنها وأتمسك برأيي، وأصبر ولو تأخر الزمن؟
ج : بالنسبة للذي يبحث ويريد زوجة مثالية ، فنقول له أولاً عليه ان يكون هو زوجاً مثالياً ليستحقها بالقانون الإلهي ، ولكنه ان يكون خبيثاً متفلتاً دينياً وخلقياً فلن يحصّل التقية الصالحة ولو أحضرها من الجامع لأنها على شاكلته
((خلق الزوجين الذكر والأنثى )) وخلق حوّاء من ضلع آدم والقصد قوله تعالى …*خلق لكم من أنفسكم أزواجاً )) ومثال ذلك من يقطع قطعة لحم من قطعة أكبر فهي مثلها بكل صفاتها فإن كانت لحم خروف فخروف وإن كانت لحم خنزيز فخنزير …
فاختر لنفسك ما يحلو .. فمن يكون على مستوى الإيمان سيأتيه شبيهه،ولو أتاك من هو أدنى منك برأيك دلّ ذلك على تقصير منك ،أو أن الله أرسله لك مثل ما بعث لآسيا زوجة فرعون حتى يرفع درجاتها ، فتكون المرأة صالحة مستقيمة والرجل ليس بمستوى إيماني جيد ليكون ذلك رفعة لدرجاتها بصبرها على زوجها..
فسيدنا إبراهيم ألقي في النار وكذلك سيدنا أيوب أصيب بالمرض والبلاء وسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليهم حيث طردوه من بيته وبلده وقتلوا ابنته وهجموا بالجيوش على المدينة حيث كان فيها صلى الله عليه وسلم ولم يفعل شيئاً لهم، فكان يريد حياتهم ويريدون قتله ، *فالشاعر يقول* :
*أريد حياته ويريد قتلي
فأترك ما أريد لما يريدُ
*ولكن المؤمن يقول* :
أريد حياته ويريد قتلي
فلا أدع ما أريد لما يريدُ
وانا لا أ دع نشر دعوة الهداية والمحبة ولو قتلوني ،فانظروا للسحرة في عهد سيدنا موسى كيف تحولوا بدقيقة واحدة لصدّيقين وقالوا ((اقضِ ما انت قاض إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى )) عندما توعدهم بالصلب و العذاب ،حصل لهم ذلك الإيمان العظيم بعد ان التهمت عصا موسى سبعين طناً من الحبال بقدرة من الله ،ووفقهم الله لهذا الايمان.
فالداعي الصادق لن يتخلى عن دعوته مهما حصل ومهما كان ، فإذا ارادت الحية قتل خراف الدجاجة وصيصانها لما استطاعت من شدة ما تلاقي من دفاع الأم عليهم بالرغم من ضعفها أمام الحية ،والله رب العزة هل يتركك ولا ينصرك؟!ويتخلى عنك وانت صادقة تريدين إصلاح الأمة وهداية الخلق ؟!
وبفضل الله عندما يكون الداعي مخلصاً يحصل على رخصات ورواتب وتسهيلات من الدولة وتضعه في عينيها إذا لم يكن متزمّتاً أو ظلاميّاً يفسد الناس على بعضها البعض ليخرب البلاد… فمن يريد صلاح زوجته وتقواها فلا يأخذها من الشوارع حسب صفة معينة بحجاب معين فنكون بصباغ فاسد يزول من اول مطب في الحياة .
ولكن عليه ان يأخذها من اهل العلم والفضل ،وقد يجد عند شيخه مؤمنات صالحات تقيّات ،فأولاً يحصل على توبة واستقامة ثم يحصل على زوجة ممناسبة له.
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً :نرجو ان يثمر هذا اللقاء سعادة في أسرنا وحماية لها ورعاية لأولادنا ، سالكين فيه الطريق الامثل في بناء شخصيتنا ونحفظ بها أبناءنا قبل ان نخسرهم…جزاكم الله عنّا احسن الجزاء وجعلنا تحت ظلكم بأمن واطمئنان.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

(Visited 2 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: