رمضان مضمار سباق

بسم الله الــرحمن الرحيم
25-4-2020
درس سماحة الشيخ محمود المبارك
1 رمضان 1440 هــــ
أولاً : النبي صلّى الله عليه وسلّم يوصينا بهذا الشّهر المبارك فيقول : (هذا رمضان قد جاء تُفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب النار، وتغلُّ به الشياطين، بُعداً لمن أدرك رمضان ولم يُغفر له، وآن لم يُغفر له فمتى؟) .
أي لا يوجد مخاطر ولا يوجد ما يؤذيك ،فانهض بهمتك واغتنم هذه النفحة الألهيّة ،
اغتنم هذه الدورة ليصعد قلبك وتحصل على القلب السليم والحب الكامل ،
أمّا إذا أحببت الدنيا فهذا حبٌّ ناقصٌ فاني، لا يدخل فيه حبّ الكمال، حب الله ورسوله وكتابه وشرعه.
قصة الحِجّة التي أتى بها سيدنا آدم سيدنا موسى عليهما السّلام.
-وصية سيّدنا حسن البصري رضي الله عنه 🙁 أنّ الله تبارك وتعالى جعل رمضان مضماراً لخلقه (مضمار السباق) يستبقون فيه لطاعته إلى مرضاته ،فسبق أقوامٌ ففازوا، وتخلّف آخرون فخابوا، فالعجب من الضّاحك اللّاعب في اليوم الذي يفوزُ فيه المحسنون ،ويخسر فيه المبطلون، أمّا والله لو كُشِف الغِطاء، لشُغِل المحسن بإحسانه والمسيئُ بإساءته عن ترجيل شعره وتجديد ثوبه).
الصلاة والصيام والقيام يشفعان فيجب أن نستعين بهذا الشهر لنكون من السّابقين .
قال الله تعالى : “السّابقون السّابقون أولئك المقرّبون”
فكونوا على مائدة الله ومائدة رسول الله وعلى شرعه نتذاكر .
فالرسول عليه الصّلاة والسّلام أعطى شهادة للذين لازموا العلم عندما قال :
(إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، فقيل وما رياض الجنة ؟فقال : مجالس العلم وحلقات الذكر)
حافظوا على مقاعدكم في مجالس العلم ولا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلاً،
” الشيطان يخوف أولياءه ” فالله ناصر عبده بقوله تعالى : ” كان حقاً ع علينا نصر المؤمنين “.
سابقاً إذا ذهب الرّجل الفقير إلى بيت الآغا، فيقول: يا أغا أنا دخيل ، فيقول الآغا: قبلناك، من غير أن يسأله حاجته، فإذا أراد الفقير الزّواج يذهب الآغا يدفع المهر ويراضي الأب ويفتح بيته ويُسكنه، فيُقال له: ما هذا العمل!! فيقول :ألم ينتسب إلينا؟ فلا نتبرأ منه .
يابني هذا إنساٌن مع إنسان، فكيف مع ربّ العزة !!وأنت غايتك إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي ،كيف يتخلّى عنك وهو تكفّل فيك وحفظك، ربّ العزّة يعامل العبد وكأنّه آدم زمانه.
الفرس المضمرة: لا تأكل ولا تشرب قبل السباق ب 3 ساعات لذلك سميّت بالفرس المضمرة، فتكون خفيفةً وسريعةً تتغلب على من حولها من الخيول .
فيجب أن تكون خفيف الطعام في رمضان عند السحور والإفطار .
كما يجب اغتنام الحجّة والعمرة بعد صلاة الفجر.
رضي الله عن سماحة الشيخ محمد آمين عندما ذهب إلى الحجّ، فقال :رأيت عجباً، رأيت رجلاً عجوزاً يتمسّك بأستار الكعبة، ويقول: يا رب يا رب، وقلبه معلٌّق بالدنيا، ونزلت إلى السّوق فوجدت شابّاً يبيع ويشتري وقلبه لا يغفل عن الله.
فقال وقفت في الملتزم فدعوت الله ثلاث دعوات ،فقال: ما فارقت الملتزم إلا أحسست بإشارةٍ من الله أنّ هذه الدّعوات قد اُستجيبت،وما إن رجعت إلى دمشق وإلا اُستجيبت هذه الدّعوات ومنها : أن يوّسع الله المسجد، وأن يكون خليفتي من صلبي، والدعوة الثالثة أن أكون أنا ومن أحبني ومن ذكر معي في الجنة ،فكان يقول :اُستجيبت دعوتين وأرجو من الله أن يستجيب الثالثة في الآخرة.
علماً أنّ سماحة الشيخ وصل إلى درجة الكمال .
جعلنا الله أهلاً لموائد رمضان الذي خصّ الله بها أهل الاختصاص فهذه مائدةٌ خاصّةٌ من موائد رمضان، وعطاءٌ إلهيٌّ خاصٌّ من كرم الله..
جعلنا الله من الفائزين المقبولين ..

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: