حقوق الأبناء

استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس بالقول: الإسلام منهاجٌ متكاملٌ يَحمل السّعادة الصغير والكبير. قال تعالى “ما فّرطنا في الكتاب من شيٍء” وكما قال أيضاً “يخرج منها اللؤلؤ والمرجان” إذاً القرآن سعادة ولكن نحتاج من يُخرج لنا هذه السّعادة من صفحات القرآن .كما يقوم أهل الاختصاص باستخراج اللؤلؤ من أعماق لبحار
مثلاً :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علّموا أولادكم الصّلاة وهم أبناء سبع ،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع ) أي في النوم . هذا الحديث فيه سعادةٌ للأباء والأبناء معاً عندما تربي أبناءك على الفضائل منذ الصغر كالشجرة الصغيرة التي تستطيع أن تقوّم اعوجاجها، أما إذا كبرت فإنها تقسى وتصبح من الصّعب تقويمها وقد تنكسر علَّم ابنك الصلاة بالتدريج. وحبّبه بها. والضرب انّما هو للتخويف. فلا تضرب عنقه ولا وجهه .لخطورة ذلك ولنهي النّبي عن ذلك. إنمّا الضرب المُباح هو الضرب الخفيف برؤوس الأصابع . وعندما يبلغ أولادك العاشرة من عمرهم يَجب أن
تفّرق بين الأخ والأخت أثناءَ النوم. تعاليم الإسلام هي السعادة الحقيقية.- قَالَ عليه الصلاة والسّلام :(من كان بنتان وأكرمهما ورباهما فأحسن تربيتهما، وأدبهما فأحسن تأديبهما ،كنٌ له ستراً من نار جهنم ). الستر :هو الجدار والإحسان في التربيّة يجب أن يكون على شرع الله. والتربيّة على مخافة الله ومحبة أهل الله. والتزام بمجالس العلم منذ الصغر
تترك بناتك على راحتهم،فتضلّ فلا ترجع إلى الطريق المستقيم إلا بعنايةٍ إلهية. علَّم بناتك من الصغر على محبة القرآن. وأنَّ القرآن هو شرفنا وسعادتنا ودستورنا.فالذي يقرء القرآن وهو يُتأتئ فيه فله أجران، والذي يقرآه ويجيده فهو مع السفرة البررة. فإذا ربيتهم على هذا يصبح الأولاد صالحون ويدعون لك بعد موتك . قصة: الأب الذي أخذولديه الأتنين إلى مجالس الشيخ وحببّهم بالشيخ .وعندما كَبر الأبناء .ثّم توفىّ الأب.ترك لهم ورثة. وهي عبارة عن أرض للأخ الأكبر المتزوّج وأرض للأخ الأصغر الأعزب.
وبعد زراعة الأرض وحصاد المحصولِ .أصبح منهم يأخذ من محصوله ويضعه في محصول الآخر. كلٌّ دون أن يشعر أحدٌ منهما(صدقة خفية) فكانت ثمرة عملهم في الدنيا قبل الآخرة. فأصبح محصولهما من القمح كبيرآ جدآ وكل حبة قمح بحجم حبة الجوز. فكانوا يبيعون المحصول في الحبة. ويأ تينهم النّاس من أقصى البلاد ليشتروا. فأصبح يُضرب فيم المثل، ويُقال: “يابركة الأخين” سبب هذا أبوهما الذي ربّاهما على محبة العلم وأهل العلم منذ الصغر.
(من لا شيخ له فشيخه الشيطان .(أمّا إذا لم يكن ربّاهم من الصغر على العلم ومحبة العلماء. لطارت البركة وسبب ذلك خيانة كلّ منهما لبعضهما. للعنتهم النّاس ولعنة أباهم على هذه التّربية . جاءت امرأةُ إلى بيت النّبي صلّى الله عليه وسّلم، ومعها ابنتان . فأعطتها السيدة عائشة ثلاث حبّات من التمر. لا يوجد عندها غيرهم. فأخدت الأمّ حبّةً. وأعطت لابنتيها كلّ واحدةٍ حبّة. فأكلت البنتان . ثم قالتا لأمهّما: أعطينا فقسمت الأمّ حبّة التمر الثالثة وأعطت كلٌ واحدةٍ نصف حبّة، بعد ذلك ذكرت السيدة عائشة ذلك للنّبي صلّى الله عليه وسلم ،فقال: “هي من أهل الجنّة”
” من كان له إبنتةٌ فأدّبها، فأحسن تأديبها، وغذّاها فأحسن غذاءها ، وأسبغ عليها من النعمة التي أصبغها الله عليه، كانت له ميمنةٌ وميسرةٌ على الصراط حتّى تدخلهما الجنّة” ” ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويوّقر كبيرنا” حقُ العالم مقدمٌ على حق الوالدين . لأنَّ الأمّ والأب . أنزلوك من عالم الأرواح إلى الجسد ،أمّا الشيخ يبذل كلَّ جهده، ليرجعك إلى لمكانة التي كنت عليها من قبل ، حيث الأرواح الطّاهرة ، لابُدَّ أن نعرف حق الوالدين .وحق أولادنا. حتى نسلم من السؤال يوم القيامة. قال عليه الصّلاة والسّلام : ” مامنكم أحدٌ إلا وسيكلّمه ربّه” ليس بينه وبين الله ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ ماقدّم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ماقدّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النّار تلقاء وجهه ” فاتقوا النّار ولو بشّق نمرة “. اتقوا النّار: أي اجعلوا بينكم وبين سخط الله وقاية. تصَّدق واعمل بالطاعات، والأذكار وقراءة القرآن
اغتنم وانهل ولا تخرج من الدنيا مفلساً فتندم، كما جرى مع سيدنا طالوت عندما آخذ بني إسرائيل لمحاربة جالوت، فأخبرهم أنهم سيمروّن على نهرٍ ليلاً. فالذي يشرب منّه ليس منّي إلا الذي يشرب الشيء القليل . ويوجد أحجار على حافّة النهر. الذي يأخذ منها يندم . عندما مروّا بالنّهر، قال:” فشربوا منه إلّا قليل” ورأوا البحص. فمنهم من أخذ الكثير. ومنهم من أخذ القليل من البحص. عندما طلع النهار. رأوا البحص ألماس فندموا كلُّهم. كذلك الذي يخرج من الدنيا يتّحسر . ويقول: ليتني جئتُ بأكثر.
فتذكر الله في كلّ أحوالك . ولاتضّيع وقتك فلكلّ إنسان وكيلٌ في الجنّة . إذا عَملِ أيّ نوعٍ من العبادات. يبنى له القصور في الجنّة. وإنْ كفَّ . كفّ. فلا تجعلوا وكيلكم في الجنّة واقفاً عن بناء القصور لكم . وغرس الأشجار في الجنّة فيصل المؤمن إلى الجنّة يجد قصره جاهزاً. والخدم بانتظاره. فينظر إلى الخادمة يسجد لها لانّه ظنّها الله تعالى ، من جمالها. وإذ بها الخادمة لزوجته .
فما بالك بجمال الحوريّة . جمال الزوجة!!! زوجتك المؤمنة في الدنيا. هي زوجتك في الآخرة ، وهي أجمل من الحور العين ولذلك كن دائماً بصحبة أهل الوصال . وأهل الحبّ. حبّ الله وليس حبّ المادّة والطمع والجشع. لابُدّ أن يأتي يومٌ ويندم أهل المادة والطمع على أنفسهم .
وهكذا ختم سماحة الشيخ محمود المبارك ب : وصَلى الله على سيدنا محّمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: