تكملة الحديث عن الأنبياء

تكملة الحديث عن الذين الأنبياء الذي قال الله فيهم [ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ]
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك الدرس : نتكلم اليوم عن النبي يوسف وهذه الحكاية من القرآن [ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين ] ماذا تريد أن تقص علينا يا رب ؟؟…
[إذقال يوسف لأبيه يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ]ُ
يتكلم سيدنا يوسف لوالده وهو غلام صغير أنه رأى رؤيا والنبي محمد صلى الله عليه و سلم بعد صلاة الفجر يجلس مع أصحابه الكرام و يقول : من رأى منكم رؤيا فليتحدث عنها فيوسف عندما رأى هذه الرؤيا عرف والده أنه سيكون له شأن عظيم و أن أحد عشر كوكباً .
• هم إخوانه و الآن من يرى رؤيا ينشرها و الحسد موجود إلا من رحم ربي فأبناء الأنبياء دخل الحسد فيهم و بدؤوا يمكرون لأن الرؤيا تفشت …مع العلم أن يوسف لم يلفظ بها لأحد لكن عن طريق النساء وصل الخبر للنساء و كانوا ضرائر و بدأت المعايرة و المقارنة بين الأولاد …أنظروا ليوسف أين أصبحت مرتبته …و أنتم لا فائدة منكم ..
• تحرض الأخوة على بعضهم و بدؤوا يمكرون ليوسف لكن القاعدة الله عندما يختار العباد لا يؤثر فيه شيء
• النبي محمد عندما حسدوه و مكروا و تآمروا عليه … الله تعالى قام بحمايته بخيط عنكبوت …هذا درس للإنسان إذا كان مؤمناً صادقاً و أكرمه الله بمرتبه إيمانية مهما يحسدوه لا يضره كحسد أبي جهل و أبي لهب لرسول الله
• أبو جهل نهايته كانت بقطع رأسه ببدر… و أبو لهب الذي وقع عليه منزله و دفنوه فيه لكثرة أمراضه ومنهم من يقول أنهم حفروا حفرة و جلبوا الأعمدة الخشبية الطويلة و قاموا بركله فيها من بعيد و ردموه بالتراب …هذه هي نهاية الحاسدين لرسول الله محمد
• لننظر أيضاً لرجل من أهل المدنية كان لديه الحكيم لقمان من حكم النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة كان يتعرض للحجاج و تعرض له و كان لهذا الرجل مكانة وتمت تسميته بالكامل لشدة إدراكه و حكمته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا لدي القرآن الكريم من رب العالمين… ثم قرأ له الرسول من القرآن و كان بفضل الله موفقاً فأسلم و عاد إلى قومه
• لكن لحكمة إلهية لم يعش….. حصلت بين الأوس و الخزرج حوادث فتوفي فيها .
القصد هذا الرجل كان لديه من العقل والحكمة ولكنه عندما وجد الافضل تمسك فيه وهذه صفة التوفيق .
أما الشقي لا يكون لديه شيء لكنه مغرور {لله أعلم حيث يجعل رسالته} اختار يوسف من بين إخوته فأصبحوا يمكرون له …وقالوا {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين}
• أصبحت شدة العداوة بينهم لدرجة القتل وتخلص منه هؤلاء الإخوة أبناء الانبياء كانوا يعلمون انه {ومن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً } أين عقل الاخوة لكنه الحسد يعمي وييصم مثل الحب .

• ونبهنا سماحة الشيخ محمود المبارك أن :الحب يعمي ويصم فلما أحبوا أنفسهم وشهوتهم كيف يكون اخوهم في هذه المنزلة أصحابهم العمى ولم يعلموا ماذا يفعلون {قال يأبني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً إنّ الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين} ومن ثم اعطاه البشارة لسيدنا يوسف {وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب }
شرح له أن الله اختارك من بعدي وأمر ولده يوسف بكتم السر لكن عندما انتشر الخبر عن طريق النساء وصل إلى إخوته يبين الله لنا {لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين}
من يتساءل ماذا حصل في ذلك الوقت يجد آيات تدله إلى الله وآيات تدل على أن تعفو وتصفح.
ـ حسد هؤلاء الإخوة لم ينقص من مكانة سيدنا يوسف لكن لله در الحسد ما اعدله بدأ بصاحبه فقتله
والحسد لف على الإخوة وأخزاهم وأنزل غضب والدهم عليهم ولكن عندما انكشفت الحقيقة {قالوا تالله لقد آثرك لله علينا وإن كنا لخاطئين}
اعترفوا بذنبهم وخطئهم فعفى وصفح عنهم .
{وقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }
لننظر إلى سيدنا محمد كم عانى من التعب والجهد حتى طردوه من بلده وتآمروا عليه وبعثوا له من الأبطال والفرسان لجانب منزله لكي يقتلوه لكن عندما وقعوا بين يديه قال لهم كلمته الشهيرة :(ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ ….. قالوا خيراً .. آخ كريم ابن آخ كريم …. فقال صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء يغفر الله لكم لا أقول إلا كما قال أخي يوسف لإخوانه {لا تثريب عليكم اليوم}
القلب الطاهر النقي يخرج منه الكمال والخير والتسامح …..الحسد والأنانية لا ينفعان فلذلك دعونا نعود إلى نهج الأنبياء إلى نهج المحبة والألفة و الإخاء العالمي هذا سبيل الإسلام والإيمان الحقيقي ، أما الدعوة إلى الحسد والحقد والبغضاء هذا ليس طريق الإسلام والدين من يعلمك الحقد هو الذي يبعدكوعن الدين .
وهناك كلمه لبعض الخلفاء الراشدين قالوا له : يوجد فرس أصلية سريعة جداً فقال لمن حوله هذه الفرس لأي شيء تصلح ؟؟ أحدهم قال: للمعركة.. والثاني قال: للسفر… فقال لهم : لا تصلح إلا لشيء واحد لشخص غاضب من زوجته لكي يفر مسرعاً ،وهكذا من يعلمك حقد ابحث عن فرس سريع واهرب منه ولا تقترب منه لكي لا يعلمك الحقد والكذب والكبر والغيبة يزرع فيك صفات إبليس ….ختاماً قال سماحة الشيخ محمود المبارك :علينا أن نجلس مع من يعلمنا المحبة والعفو
ربنا سبحانه وتعاله يعلمنا المحبة { والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
ليس فقط العفو والمسامحة بل يجب علينا تقديم الهدية للذين أساؤوا إلينا وظلمونا لأنه عندما يرى أخلاق الإيمان فيك يتخلى هو عن أخطائه فتكون سبباً في إنقاذه من حب الذات والأنانية .
نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: