الهجرة هجرتان

الهجرة هجرتان , أي نوعان , الهجرة الأولى : هجرة السيئات والمعاصي وأهل المعاصي حتّى تكتب عند الله من المهاجرين (واهجر المعاصي فإنّها أفضل الهجرة) .
اسأل أيَّ إنسان مِمّن تعلّمت التدخين أو الكذب والغيبة أو السرقة ؟ فيقول لك : من فلان و فلان , فالصّاحب ساحب .
عليك أن تصحب أهل العلم والفضل لترتقي بأخلاقك مثل البذرة عندما تصحب التراب تصبح سنبلة فيها مئة حبة فينمو الخير .
الهجرة الثانية : هجرةٌ إلى العلم والعلماء .
عندما هاجر النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة , أصبح يُحرم على كلّ مؤمنٍ البقاء في مكة , كانت المدينة كلُّها حروب بين القبائل من أجل فرسٍ عرجاء دامت 40 سنة , ثم أصبح اسمها المدينة المنوّرة , تنوَّرت بقدوم العلم والمعلم والمزكّي فيها .
لذا علينا أن نهجر المكان الذي لا علم فيه , فلا تنغرّ بعلمك ولا شهادتك , قال تعالى : “وفوق كلّ ذي علمٍ عليم ” .
تزوّد من الذي هو أعلم منك ” وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى ” , هذا هو الموفّق .
إذاً لا نستطيع أن نتعلم لوحدنا دون معلم دون مساعدة
إذا لم يكون عوناً من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
قال عليه الصّلاة والسّلام : ” تركتكم بيضاء نقيّة , ليلها كنهارها , لا يزيغ عنها إلا هالك “
البيضاء هي الملّة أي الشرع .
فرسول الله لم يترك شيئاً من خيرٍ أو شرٍ إلا وبيّنه , قال تعالى : “إنّا هديناه السّبيل إما شاكراً وإمّا كفورا ” .
فلا تقل لن أتوب حتى يهدني الله , هذا ذنبٌ , عليك اتباع طريق الهداية والسيطرة على نفسك , فاحذر أن تكون من الهالكين , واشكر الله على فضله ونعمه , كما قال عليه السلاة والسّلام : “نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النّاس : الصّحة والفراغ ” , املأ وقتك بالفضائل (دعوة , تلاوة قرآن , حفظ أحاديث ….).
قال تعالى : ” و من أحسنُ قولاً ممّن دعا إلى الله وقال إنّني من المسلمين ” .
تعلّم وعلِّم متشبهاً بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم , لنغتنم أوقاتنا في هذا الشهر بالالتزام بالصدق والأمانة وزرع المحبة بين الناس , قاربوا ولا تباعدوا .
قال عليه الصّلاة والسلام : “هناك عملٌ أفضل من الصلاة والصيام والحج والزكاة , قالوا : ما هو يا رسول الله ؟ قال : أن تؤلف بين القلوب , وتصل الأرحام ” .
قرّب النّاس من الله من القرآن من شرع الله , فالقرآن هو رسالة الله لنا , فكيف نهجره ؟!!
يوم القيامة سيعاتبنا الله بهجرنا للقرآن , وهجرنا لشرع الله , وهناك لا توجد معذرة ولا شفاعة , قال تعالى : ” ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ” .
نحن بحاجة إلى علم النّبوة , العلم الذي يجمع شتاتنا ويوحّد فرقتنا ويبدّل فقرنا غنى , وذلّنا عزّ انظروا إلى الصحابة كيف كانوا عندما طبّقوا الشرع كانوا خير أمةٍ .
ونحن الآن ضائعون , دعونا نرجع إلى السّكة النبويّة التي تجمع وتطهّر القلوب .
فلنشدّ همتنا في هذا الشهر بالذكر الخفيّ والجهري وتلاوة القرآن , قال تعالى : ” أنا جليس من ذكرني ” .
وصلّى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: