الخشية من الله ومدارسها

اللهم كما جمعت قلوبنا في الدنيا على محبتك اجمعنا يوم القيامة تحت لواء حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم غير خزايا ولانادمين بجودك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين ومن أحبنا وصدق معنا إلى يوم الدين وبعد الله سبحانه وتعالى شرفنا بشرف عظيم ذكره في كتابه العظيم بقوله من سورة الأحزاب بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ))الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا )) أي كفى بالله أن يحميك ويعتني ويرزقك ويتكفل بكل شيء بك كما قال تعالى (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها زهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)) .
هذه البشائر للمؤمن في الدنيا لا تعد ولا تحصى ومن جملتها (( لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون)) ولكن الإنسان لا بد أن يتدرب كما يتدرب في النادي بحمل الأثقال الخفيفة ثم الثقيلة كذلك الخشية من الله تكون بطريق السلوك وإذا وجدت في طريقك مطبات وبعض المخاطر تجد الشيخ دائما يأخذ بيدك وتجتاز المصاعب حتى تجد مخافة الله أخشى لله من خلقه كما قال تعالى (( فلا تخشوهم واخشوني إن كنتم مؤمنين )) وعندما قال صلى الله عليه وسلم ( أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) إذا عندما الله يكرمك بالهداية والإيمان وتعلم أن الله اقرب إليك من حبل الوريد وتعلم أن الله أعطى عهد (( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)) إذاً الله أحق أن نخافه بل ونخشاه النبي صلى الله عليه وسلم بعدما قرأ (( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير)) قالت عائشة رضي الله عنها يارسول الله أيدخل أحدٌ من امتك الجنة بغير حساب قال نعم من هم قال من ذكر ذنوبه فبكى .
هذه شدة الخشية من خوفه من حضرة الله ينتقل من الخوف إلى الخشية التي هي خوفٌ مع التعظيم يتذكر كيف أقف بين يدي الله وتعرض ذنوبي بين يدي الله لذلك الله وصف فئة من الناس قال يتمنى لو تسوّى به الأرض ولم يكن شيئاً مذكورا من شدة هذه الخشية للصحابة رضي الله عنهم كان سيدنا عمر يقول باليتني كبش اهلي يسمنوني ما بدا لهم ثم يذبحونني ويأكلونني بين طبخٍ وشويٍ ثم يخرجونني ولم اكن شيئاً مذكورا لماذا أنت خائف يا سيدنا عمر قال كيف أقف بين يدي الله وانا أخشى ان يسالني ربي أنت كنت أمير المؤمنين وتعثرت شاةٌ في طريقها لماذا لم تسهل لها الطريق .
أيضا ًسيدنا ابو بكر رضي الله عنه كان يقول للعصفور باليتني مثلك أيها الطائر ولم اكن شيئاً مذكورا إذاً (أشدكم خوفاً لله أتمكم عقلاً) بقدر الخوف من رب العزة بقدر ما تبرهن انك عاقل وعندما نفضل الخوف من الله على الخوف من الخلق فالله يكفينا الخوف من العباد ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ولكن حتى نصل إلى هذه الخشية من حضرة الله نريد الاختصاصي ابحث على من تسلمه قلبك بور يعبده لك مزرعة من كل الثمار أما إذا لم تبحث عن الاختصاصي للبناء والشجر تبقى أرضك بور ويبقى سعرها رخيص وبعدها تأتي البلدية ( الشيطان) يستحلها فخسرت قلبك ولم يبقى لديك إلا الاماني غداً استقيم وغداً أتوب كلها أماني مثل أماتي جحي عندما كان لديه ثلاث كليات عسل وضعهم في جرأة فوق رأسه وكل يوم يقول هذا العسل أريد أن ابيعه واشتري دجاج ثم اشتري غنم ثم اشتري بقر ثم جمال وبعدها أتزوج واحدة تليق بي فأخطب بنت المختار ولكن بنت المختار يقولون عنها عصبية فمسك العصاية وقال من أول يوم اهز لها العصاية عندما هزها انكسرت جرة العسل وانسكب الغسل فوق رأسه فخسر العسل وكل ذلك أماني .
أيضاً كثيراً من الناس يقول غداً اتوب وغداً استقيم فيأتيه ملك الموت سيدنا عزرائيل فيقول ( رب ارجعوني لعلّي أعمل صالحاً) الله أعطاك العمر وأعطاك العقل وأعطاك السمع والبصر وأعطاك الصحبة الصالحة التي تأخذ بيدك مهما يأتيك عقبات مع الشيخ تهون عليك وأول عقبة هي الشهادات بعض الناس عندما اتى إلى شيخه دفن علمه واغتسل قبل الدخول ودخل وقال أنا رضيع تبرأت من علمي ومن كتبي ودفنتها وأنا أريد بابك وأنا إنسان جاهل لا يوجد عندي شيء لله .
بعض الأخوان عندما كان في أمريكا سمع عن الشيخ عمر وجميع الناس تمدح الشيخ عمر فأخذ يبحث الشيخ عمر لكي يراه وعندما وجده قال أنت الشيخ عمر قال نعم فوجده شاب قال له كيف تعلم الناس قال اعلمهم بقابي وروحي فقال له ما شاء الله انت في صورة شاب وتعلم الناس وجميع الناس تحبك فهذا الذي نريده فعندما تقف بين يدي الله وهو اعلم بك من نفسك لا داعي للشهود ولكن ( وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا )) مع الشهود ويقول يارب أنا لم اعمل الملائكة تظلمني لذلك الله يختم على افواههم (( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم )) فعند هذا الموقف ماذا تفعل الآن تستطيع أن تتوب التوبة النصوحة وكل عمل تريد ان نعمله يجب أن تخاف من الله لأن عذاب الله أشد ليس فقط بالآخرة بل بالدنيا (( كأنهم يصّعدون في السماء )) وأيضا لا يوجد اطمئنان لديه لأنه ليس لديه ذكر الله الإطمئنان في ذكر الله وإذا أعرضت عن ذكره فإن لك المعيشة الضنكى والمفسرين قالو كلمة الضنكى لوحدها تكفي اي الرزق مقتر والبيت جهنم … فالذي أعرض عن أهل الله هم الذين يأذنون لك كيف تذكر هم الذين ينظفوك كما تنظف الأم ابنها وتقدمه لأبيه .
ورد في الحديث ( إن من عبادي عباد يحببونني بخلقي ويحببون خلقي بي) قالوا يارسول الله يحببون الخلق بالله فهمناها ولكن كيف يحببون الله بخلقه قال عندما يجعلون العبد يتوب وينظفونه ويقولون له قف على باب الله فالله يحبهم فعندما تلتقي معهم الله يعرّفك كيف تدخل على قلوبهم وتسكن في هذه الجنة هذه السعادة
هذه هي الجنة الأولى فعندما تدخل هذه الجنة أبشر بجنة مع أهلك وألادك وبحسابك ورزقك وبرزخك وحشرك أي أمنت الكل فإذا دخلت إلى قلوب الذين خصصهم الله في زمانك وانت فكر كيف تدخل على قلوبهم بطاعتهم ومحبتهم وامتثال أمرهم أنا أهوى ما يهوى يا عائشة أتأذنين لي أن أناجي ربي في هذه الليلة قالت يارسول الله ألم تعلم أن هواي بهواك فالقصد عندما الله يكرمك بهذه الجنة أمّنت الخير الكثير في الدنيا والآخرة وإذا تكبرت وقلت لا أحتاج إلى هذا الرباط تحرم بركة أهل الله في زمانك لا يفهم معنى الخشية ولا ذاق طعم الإيمان بعد .
وإذا قست عليه صفة المنافقين تنطبق عليه إذا حدّث كذب لأنه يحتاج إلى من ينظفه فالإنسان لا يمكن أن يقوم بعملية جراحة لقلبه المفتوح فكيف يستطيع أن يقوم بعملية تنظيف لروحه فلا بد لنا من يعلمنا الكتاب والحكمة معنى الكتاب أي معنى الرسالة أي من المرسل نحن لو نعلم حقيقة المرسل هو الله هو القادر هو المتصرف في ملكه هو هو هو لو نعلم حقيقة المرسل لنقرأ الرسالة مع البكاء في ظلمات الليل مثل الصحابة (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) هكذا نقرأ القرآن سوف يأتي رمضان والكثير معرضين عن القرآن حتى يأتي رمضان وكأنه لا يقرأ القرآن إلا في رمضان أما الموفق الذي له رباط معاهد يومياً يقرأ ورقة مصحف هذا العهد يساعد على تلاوة القرآن .
ثم الخشية تورث البكاء قال عليه الصلاة والسلام ( لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولايجتمع غبارفي سبيل الله وغبار جهنم ) فمتى تبكي إذا ضاع منك شيء تبكي إذا فقدت ابنك إذا فقدت امك تبكي أمّا أن تتذكر الذنوب والوقوف بين يدي الله وتبكي على الأيام التي مضت بدون أن تعمل بها شيء أو الأيام التي عصيت الله بها كيف تمحيها كيف تقابل رب العزة عندما يعاتب من تارك السنة عتاب الله لتارك السنة يحت لحم الوجه حياءً من الله .
(حتى يعود اللبن في الضرع) عندما تحلب الشاة ويخرج الحليب لا يمكن ان ترجعه إلى الثدي لأنه عندما يجرح الثدي يخرج دم هذا دليل أن الله حوّل لك وأنزل لك لبن سائغ من بين فرثٍ ودمٍ وكذلك للطفل يبرد له الحليب في الصيف وأيضا في الشتاء يكون دافئ وعندما يكبر يقول من الله لماذا أعطى فلان رزقه ولم يعطني ولو أعطاه غرق ( إن من عبادي عباد لا يصلحهم إلّا الفقر ) لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله ماذا طلب الله مني فالنبي أخبره أركان الإسلام والصلاة فقال أنا لا أريد أن أصلي له إلا الفريضة فقط ما هذا الخلق الذي خلقني به فالنبي أجابه ما استطعت عندما ذهب نزل جبريل من أجله وقال يا محمد قل لهذا الرجل أنني خلقته على هذا الخلق أما يرضى أني سأحشره يوم القيامة على صورة جبريل فأرسل النبي للرجل وقال إن الله عاتبني فيك هل تعلم أن رب العزة سيحشرك يوم القيامة على وجه جبريل ففرح الرجل وقال يارسول الله سوف أصلي النفل والسنة والقيام .
( ولا يجتمع غبار في سبيل الله وغبار جهنم ) أي دخان جهنم لا يمكن ان يلتقي بأنفك إذا كنت متغبر في سبيل الله أي وانت في طريقك إلى الدرس استنشقت من الغبار والعجاج فأبشر يوم القيامة لا يمكن ان تشم رائحة جهنم لأنك قدمت الجهد في نشر الهداية وطلب العلم ثم من هذه الخشية تصل إلى ان الجلد يقشعر ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) والله سبحانه وتعالى يقول في سورة الزمر ( الله نزّل احسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عندما الإنسان تصبح لديه هذه الحالة المؤمن يأخذ عبرة ويقشعر جسده والمنافق يقول لماذا هذه الآية مكررة قالوا لكثير الغلبة خذ ثلثين الدنيا واصمت قال الثلث الثالث لمن .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه وخطاياه كما يتحاتت عن الشجرة ورقها ) عندما تتذكر الوقوف بين يدي الله وإذا لم يستر لك الذنوب يقشعر جسدك وتبكي وتندم عندها تحصد أن رحمة الله مغفرة ويسترك ويوم الحساب يضع الستار بينك وبين الخلق ويحاسبك بغرقة خاصة ويقول لك عبدي يوم كذا فعلت كذا وكذا ويذكر لك الذنوب الصغيرة فتقول نعم يارب ويذكر لك أيضا ذنب صغير وتقول نعم يارب فعلته ويذكّرك بالذنوب ويقول بعدها غفرت لك الجميع فيقول العبد يارب أيضا في ذنوب كبيرة فيقول الله سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها يوم القيامة هذا الستر يجب ان تستر على عباده في الدنيا حتى يستر عليك ولا تفضح عباده فيفضحك خاصةً عندما ترى فقير استره بطعام وعندما ترى إنسان ذلّت قدمه استره لا تفضحه .
رجل قال غداً سوف أتصدق فقام في الليل ووضع الصدقة بيد حرامي فخبرت الناس وصاروا يضحكون عليه فقال اليوم سوف أتصدق مرة ثانية فقام بالليل ووضع الصدقة بيد امرأة زانية خبرت الناس فصاروا يضحكون منه فقال اليوم سوف اتصدق مرة ثالثة فقام ووضع الصدقة بيد رجل غني فأوحى الله سبحانه وتعالى لنبي زمانه أن بشر هذا الرجل أن الصدقات الثلاث تقبلت منه وأخبره أنها فبلت لأن الغني عندما وضعت الصدقة بيده قال انا أيضا سوف أتصدق وأما السارق فقال أصبح لدي مال يكفيني لماذا أسرق فتاب وأما الزانية فقالت أصبح لدي مال يكفيني فتابت هذا صدق النية عندما تعمل العمل لله لو مهما كان يصبح فلاح ونجاح لكن إذا لم يكن لديك من يعلمك كيف تذكر كيف تخلو وكيف تلتجأ وكيف تطيل السجود وكيف وكيف تبقى تقرأ ( وجلت قلوبهم ) مئة سنة ولا تفهمها لدلك حافظوا على أذكاركم حافظوا على عبادتكم حتى تكونوا من الناجحين يوم القيامة ورحم الله من قال حافظ على صلواتك الخمسِ كم مصبحٍ وعساه لا يمسي واستقبل اليوم الجديد بتوبةٍ تمحو بها ذنوب صبيحة الامسِ .
فحافظوا على أذكركم على مجالسكم على رباطكم على موردك فعندما تحافظ على المورد المالي للدنيا تؤمن راتب عندما لا تهتم بالمورد المالي يأتيك يوم وتتدين أيضاً حافظ على موردك الإيماني كيف لا يضعف حبك لك شيخ ولا تتواصل معه لك شيخ ولا تراه اسبوعياً فهذه التكنلوجيا الحديثة تجعلك تتواصل مع العالم وانت في بيتك فالذالك حافظوا على المورد الإيماني والسقاية الإيمانية حتى نلتقي إن شاء الله على الوجه الذي يختاره الله سبحانه وتعالى لنا جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: