الإتخاذ بالأسباب

                               يوم السبت 2/1/2021

الله سبحانه وتعالى يعلمنا أنه أقرب إلينا من حبل الوريد وأننا جميعاً في حفظه وهذه رحمة من رحماته ، أننا في كل حاجاتنا يجب أن نلتجئ إليه قبل كل شيء ، ثم بعد التجائنا إليه ((فليستجيبوا لي )) أي خذوا بالأسباب .
-المرأة تريد الذرية تدعوا الله ، أولاً: كما دعت أم مريم عندما رأت العصفور يطعم فراخه ، تمنت أن يكون لها ذرية ، فدعت ودعا زوجها (( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذريةً طيبةً إنك سميع الدعاء )) ، وكذلك أم السيدة مريم على كبرها التجأت إلى الله ودعت فاستجاب لها الله مع العلم أنها كانت في سن اليأس ، ولكن الله سبحانه لايعسر عليه شيء، يعرفنا أنه كريم ، فلنطلب منه حاجاتنا هذا ، مما يدل أن الله يستجيب للعبد ، لكن إن لم يستجب لنا ! السبب : هو تقصيرنا في الأخذ بالأسباب ، الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالزراعة حتى يتولى إنبات المزروعات ، أما أن نحصل على المزروعات دون جهد ودون عناء ،ودون الأخذ بالأسباب هذا محال.
-وكذلك تريدين الأولاد عليك أن تأخذي بالأسباب (الزواج)
-كذلك أريد إيماناً بدون علم وتعليم ( من لاشيخ له فشيخه الشيطان ). الشيطان يزين لك الأمور ، ويجعلك تغترين بعملك ، اليوم صليت وذكرت وكذا …..والحقيقة أنه رياء برياء ، تصلين حتى يراك الناس ، تصدقت وتكلمت بصدقاتك حتى يقال بأنك تصدقت، الشيطان مسرور منك تظنين نفسك على الهدى وأنك مؤمنة ويوهمك بعدم حاقيك للعلم والثقافة والدين ، أنت مثل أمك وأبيك .
يابنتي أبوك وأمك لم تتهيأ لهم ظروف سهلة مثل الآن أن يحضروا مجالس علم … الآن لعلم ينتشر، بضعطة زر يصل لك العلم توصلينه إلى غيرك ، تنتفعين به وتنفعي غيرك ، كما يأتي الإنسان بالماء فيشرب ويغتسل ، ثم يعطي الماء لجيرانه حتى يسقي الحي كله …..نكمل الحديث عن ام مريم …..
فلما تفضل الله عليها ورأت العلامة (الحيضة) فهي لم تكن تحيض فقالت : إن أكرمتني بذرية سأجعله خادماً لدينك ، فنذرت المولود الذي في بطنها خادماً لدين الله ، يحمله ويعلم الناس (( قالت رب إني نذرت لك مافي بطني محرراً )) .
هذا الدعاء كان بعد الحمل ولم يكن هناك أجهزة تصوير لتعرف جنس المولود .
(محرراً) أي خالص لوجه الله وكلمة (خالص) لانعرف معناها ، نذكر قصة بعض الشباب عمره 14-15 سنة رافقه المؤمنين فشاهد اللذة… فعاد لأهله قال لهم : دعوني حتى اتعلم وانشر دين الله ، قالوا : وهبناك فذهب إلى شيخه فعلمه الأوراد والعلوم …بعد مدة عاد إلى أهله وطرق الباب فقالوا: من بالباب ؟ قال : ولدكم فلان ، قالوا نحن ليس لنا ولد نحن وهبناه لله ، ولانعود في هبتنا ، أرسلناك لله ولخدمة دين الله ، عدت لتنشغل بنا وتتأخر عن علمك ، الله زرع في قلوبنا مودتك وكأنك بيننا .
أما الآن نرى الأمر على العكس : فإذا ذهب إلى الشيخ يلام ويعاقب ويحرم ، اذهب واعمل ، انظر إلى ابن عمك وخالك أين وصلوا في دراستهم وفي وظائفهم ، وأنت مازلت تذهب وتأتي إلى الشيخ هذه امرأة ممسوخ عقلها ، وعداً يوم القيامة ستبكي دماً ، فهذا الابن زوادة لك ، ثلاث نوافذ لابن آدم تصل منها الخيرات بعد الموت
أول نافذة : صدقة جارية
والثاني : علم ينتفع به
والثالث : ولد صالح يدعو له .
-لو وضعت ابنك على ظهرك وذهبت مشياً على الأقدام حتى تأخذي به إلى العلم ، أنت المنتفعة لأنه زوادتك بعد الموت .
فعندما وهبت ابنها هل خسرته أم كسبته ؟! هذا هو الفهم الحقيقي ،
فلما ولدت (( قالت ربِّ إني وضعتها أنثى )) كانت تظن أنه سيكون ذكراً حتى يحمل الدين وينشره ، لكن الله جعل منها أعظم من الرجال معنى ذلك أنك إن كنت صادقة في طلب العلم تصبحين أعظم من الرجال ، الآن فكم من هي أفضل من مليون رجل مدخن يشرب الخمر، همه الرقص والسهرات والحفلات واللعب ، ولا يسأل عن آخرته ، وأنت تفرغين نفسك للدين ولنشر العلم .
ردّ الله على زوجة عمران (( فتقبلها ربها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا )). تكفل بها بتربيتها ، عندما رأى صلاحها وتربيتها ، وكيف رأت الملائكة وعمرها أحدى عشرة سنة ، ويدخل عليها فيجد ثمارالصيف في الشتاء ، وثمار الشتاء في الصيف (( هنالك دعا زكريا ربه)) فأكرمه الله (( فنادته الملائكة وهو يصلي في المحراب أنّ الله يبشرك بيحيى )). فالله قريب ومجيب ولو أعطانا ملئ الأرض لاينقص من خزائنه إلا كما ينقص البحر إذا أدخل فيه المخيط ، لكن عطاءه لنا يجب أن يكون على الأصول .
كل طلب عليك أن تهيئ أسبابه فعند ذلك إذا دعوت واستجاب الله ذلك فضل الله ، وان لم يستجيب أيضاً ذلك فضل من الله .
كذلك الإنسان يحتاج للدنيا والدين يصبح أعلى من الملائكة وأكرم من الملائكة ، لأن الملائكة سجدوا لآدم بعد العلم بعد (( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة …)) ثم أمرهم الله بالسجود لآدم عليه السلام لكن على الجهل لايسجدون له .
مثلاً : احدى النساء ندرت ان نجح ابنها ستمشي إلى السوق حافية القدمين أو ترقص في الشارع ، مثل هذا النذر لايجوز تنفيذه وتنفيذه حرام ، أما إن ندرت ندر خير ولم تستطع تأديته تكفر عن نذرها كفارة يمين من إطعام أو كسوة أو صيام .
هذا النذر الذي هو حلال والذي لم نستطع أن نؤديه ، والنذر كله لله لايجوز أن تأكلي منه لقمه حتى جلده ، لايجوز أن تضعيه في المسجد إنما يجب أن يوزع كله للفقراء والمساكين .
كثيراً مايتردد على ألسنة الناس أن موسى ابن عمران وكذلك مريم ابنة عمران هل هما أخان ؟! بينهم ألف وثمانمئة سنة .
نعود إلى النذر : لايجوز النذر في المعصية ، ولايجوز النذر فيما لا يملك .
قصة : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يمشي بين رجلين ، فسأل مابه ؟ قالوا : يارسول الله نذر أن يحج ماشياً فقال لهم النبي فليركب ناقة ، فالله غني عن نذره إذاً لانذر في مثل هذه المشقة فالله رحيم ،(( الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )).
قد يظن أحدهم أن أم السيدة مريم حزنت لأنها أنجبت بنتاً كما في زمننا هذا ، لا ليس الأمر كذلك إنما تمنت أن يكون المولود ذكراً لأن الرجل له مجال في الدعوة ، غير المرأة مع العلم أن المرأة تنشر وتعلم لكن ضمن مجالها الثنائي ،
فزوجت سيدنا عمران كانت تريد الدرجة الأعلى حتى تنال من رضاء الله أعظم وأعظم ، لكن لما قال الله (( فتقبلها الله بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا)) وكان من تربيتها أنها اعتكفت في غرفة لها سلم ، ومغلق عليها الباب ولايدخل عليها أحد إلا سيدنا زكريا عليه السلام ، فعندما يدخل عليها ليعطيها أورادها ويتفقد أحوالها ويأخذ لها الطعام ، فيجد عندها الطعام والفواكه ، فقال لها : أنى لك هذا (( قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)) لم تمدح نفسهاوتقل أنا معتكفة ، أنا أعبد الله يجب أن يطعمني وإنما وصفت نفسها بأنها لاتستحق .
فاحذروا أن تعطي لسانك مجده بالكلام (( مايلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد ))
ضعي هذه الآية أمام عينيك ياترى من سيسجل كلامك ملك السيئات أم ملك الحسنات ؟!
النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفاً حتى يصل الى مقر جهنم ، أما المؤمن فيتكلم كلمة من رضوان الله يرتقي بها سبعين خريفاً من درجات الجنة } فأنت ممن ترتقي أم تهوي ، ضعي أمام عينيك أننا في قاعة اختبار ، كل حركة مسجلة علينا ، أما من نفذ الأوامر ، وأطاع الله يقول يوم القيامة (( هاؤم اقرؤوا كتابيه )) انظروا إلى علاماتي فقد حسبت حساب ليوم القيامة ، ويقال أن أول من يقوم هاؤوم يوم القيامة سيدنا عمر ، (( هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه ، فهو في عيشةٍ راضية في جنةٍ عالية ، قطوفها دانية ، كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)) نقدم السلفة هنا ونستلم هناك البناية والجنة والسعادة (( ولهم مايدعون ))
أما المتكبرون يكونون في نار جهنم ، ويكون عصارة جهنم ، وأصعب تكبر التكبر على الإيمان وعلى أهل الإيمان .
عندما قالوا للإمام أبي حنيفة أمير المؤمنين يدعوك لتعلمه فقال لهم : ( العلم يؤتى ولايأتى ) يحتاج العلم يأتي لسماعه ، فقالوا له : يجلس بين الرعية ؟ فقال : امنو له بناء أعلى قليلاً العقد ، أحذروا أن تتكبروا على العلم والعلماء ، أو أن تكونوا مشغولين عن العلم ، بماذا تشغلي ؟ ماهو الشيء الأهم من العلم ؟!
لو قيل لك تعالي وخذي كيس ذهب تقولين مشغولة ؟! غداً يوم القيامة ماذا تقولين ، يوم القيامة حسنات وليس ذهب تتزيني (( لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير ))
المريض متى يعلم أن الأبر هي سبب بشفائه عندما يشفى ، أما في البداية يرفض العلاج ،((هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضية في جنّةٍ عالية قطوفها دانية )) ذلك الثمار لك والأغصان لتأخذي الثمرة أي سعادة هذه وأنت جالسة مع إخوانك اللواتي أحببتهم في الدنيا في ظلال (( هم وأزواجهم )) الناس تظن أن ((أزواجهم )) أي الزوج ، ليس ذلك المعنى ، إنما أشباههم ، الزوج والزوجة سموا زوجان لأن الرجل كان في بيت أهله والمرأة في بيت أهلها وعندما اجتمعوا اصبحوا رقم ثنائي أزدواجي ، وأنت إن اجتمعت وكل أحبابك بالجنة (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم )) فرعون ظلم نفسه وأزوجه : آسيا مؤمنة التقية الصالحة سيحشرها الله مع فرعون ؟! سيدنا لوط نبي هل ستحشر زوجته الكافرة معه ؟! سيدنا نوح نبي ومن أولوا العزم هل ستحشر زوجته الكافرة معه؟! معنى أزواجهم ، أشباههم فرعون وهامان .
ويدخل نحن وأزواجهم أن الرجل له زوجة وزوجتان وأكثر ، فلا تغار إحداهن من الأخرى يوم القيامة (( ونزعنا مافي صدورهم من غل اخواناً على سرر متقابلين ))
فتقبل الله من مريم جاءتها محنة عظيمة ، أي أن المؤمن والمؤمنة سيتعرضوا للمحن ، أرسل الله للسيدة مريم ملك فنفخ في صدرها فحملت وهي مازالت عذراء لكن الله له شأن ، وله أمر يريد أن ينفذه حتى يرى من سيؤمن ومن يكفر ؟! من يتهمها بالزنا ومن يقول هذا أمر الله ، امنا عائشة تعرضت لمحنة وسقط من سقط ونجح من نجح وأنت أيضاً بزمانك ستتعرضين لمحن ، فإن قالوا : ولا الضالون ، تقولين : آمون ؟! قولي لهم اتق الله هذه المرأة طاهرة إذا رأيتها بعيني لاأصدق ، عليك أن تدافعي عن أختك بظهر الغيب ، أما أن تخوضي كما خاضوا .
نعود للسيدة مريم : قالت عند الولادة بالنبي مت قبل هذا ، هي تعلم أنها على حق وأنّ الله معها لكن أوقات الإنسان يحاول أن لايضع نفسه في الشبهات (( أنتم لاتضعوا أنفسكم في موقف شبهة وتقولي فليظنوا ماشاؤوا )) هذا لايجوز فعلينا أن نبعد عن مواقع الشبهه
فالبنت أحياناً أفضل من مليون رجل ، السيدة مريم والسيدة خديجة بكم تثمن ؟ السيدة خديجة تثمن بملئ الأرض التي قدمت كل ماتملك للإسلام ، وأنت تفضل الولد على البنت ، الولد الذي سيتركك عندما يتزوج ولا يتذكرك إلا عند حاجته للمال ، وبعد أن تتعب عليه يضعك في مأوى العجزة ، نسأل الله السلامة
النبي عليه الصلاة والسلام قال : إذا ولدت الجارية بعث إليها ملك يزف إليها الخير زفاً من الخير والبركة والنعيم ، لكن أبوها يضع العقدة وكأنه أصيب مبصاب عظيم ، لايدري ذلك لأنه لم يتعلم دينه بعيد عن العلم بعيد عن النور ، يتقلب في الجهل والظلمات إن لم يهيئ الله له من يوقظه من هذه الغفلات .
إذا ولدت الجارية بعث لها الله ملكاً يزف لها الخير زفاً يقول ضعيفة خرجت من ضعيف . (( أومن ينشئ في الحلية وهو في الخصام غير معين )) الله يصف الفتاة بأنها ليس لها مشاكل تحمم وتنظف بيتك ، من نشأتها تنشأ على اللطافة والحنان في بيتك وأنت غير راض !! تريد الذكر كل يوم في مشكلة وتخاصم مع الجيران ، وعندما يكبر إذا لم يربى إيمانياً ستجده في السجون ، فكم من الشباب كانوا السبب في خراب بيت أهلهم ، نحن لانقول أن الشب ليس له قيمة لأ ، له قيمة إذا كان مؤمن ، أما إن كان غير مؤمن لايساوي قشرة بصل ، لأن القشرة لها منفعة أما هو إن لم يكن له دين أو إيمان أو بر لوالديه ، لاخير فيه .
فعلينا أيضاً أن نتكفل ببناتنا عليك أن تبقى عيناك مفتوحتان على ابنتك ، دائماً لاتعوديها على الغفلة والكسل وقلة النظافة فيكرهها زوجها من إنتانها وكسلها ونومها واهمالها لنظافتها فتعود إليك ولو لبعد سنة ، فالمرأة أجمل جمالها النظافة وكان يقال { النظافة من الإيمان }. و. { الوساخة من النسوان } فالقصد علمي ابنتك على النظافة والإيمان ومحبة العلم والعلماء ، وللدرس علميها من صغرها ، تكسبيها في الآخرة ونافذة مفتوحة بعد موتك يأتيك منه الدعوات والصدقات والأعمال الحسنة وأنت بين الأموات .
وورد كذلك إذا ولدت البنت قال الله تعالى : أنا عون لك ولأبيك وإذا ولد الصبي يقول أنت عون لأبيك ، ياترى عون الولد لأبيه أفضل ؟ أم عون الله للبنت وأبيها ؟ لاتفهموا من كلامي أن تفرحوا بولادة البنت وتحزنوا بولادة الصبي ، ليس هذا المراد إنما تفرحوا بعطاء الله دائماً فالولد إن كان موفق نعمة وإن كانت البنت موفقة نعمة ، أما إن لم يكونا موفقين نقمة ، علينا أن نحرص على تربية أولادنا
لنضرب مثالاً : الولد أو البنت مثلهم كمثل قطعة أرض أعطتك إياها البلدية هذه الأرض ، إن زرعتيها شوك وتركتيها للعقارب والوحوش ، عليك أن تتحملي النتائج ، أما إن حولتيها إلى مزرعة وفيها أشجار وثمار وفواكه وإلى منزل جميل فهنيئاً لك ، وهكذا المولود إن أو أنثى إن تعبنا عليه وزرعنا به الخير تقطف ثماره في الدنيا والآخرة ، وإن لم نزرع فيه الخير إن كان ولداً أوفتاة سيحصد شقاءه في الدنيا لأننا زرعنا الشقاء ولم نشجعه على الهداية
وحدثتكم من فترة كيف استطاعت أم الإمام مالك من نقله من موسيقار إلى الإمام الشافعي ، تسافر بإبنها من مكان لآخر حتى يتلقى العلم حتى أصبح الإمام الشافعي، أذكركم هذا الكلام وليس تسلية لكم كما تسلي الأم ولدها إنما حتى تصبحوا كأم الإمام الشافعي وأم الإمام مالك ، وتكوني خديجة زمانك وعائشة زمانك وتصبحي كإحدى النساء العظيمات .
كل عصرٍ فرعون فيه موسى وأبو جهل في الورى ومحمد ففي كل زمان فيه أنواع البضائع فانظري من أي البضائع أنت هل من الذهب أم من الأوساخ ؟!
فإن كنت مازلت بذرة سلمي نفسك للفلاح حتى يحولك إلى نخلة وإذا لم تستسلمي للفلاح تأكلك الحيوانات وتخرجك قذارات تخسري الدنيا والآخرة .
لذلك انظروا إلى من رفض العلم ولايتقبل أي شيء قال الله فيهم (( وأرسلنا عليهم ريحاً إلى أن قال ولعذاب الآخرة أخرى )) أي أرسل الله عليهم ريح صرصر حتى يتقبل الله أولادنا وتربيتهم وقال الله : (( إنما يتقبل الله من المتقين )) .
تقبل الله السيدة مريم لأن أم السيدة مريم تقية وكان زوجها ذو قدر وقيمة وكان عالماً لذلك كانوا يلقون أقلامهم من سيكفل مريم ، أي يقترعون حتى يكفلوها ، كرامة لأمها وأبيها لأنهم صالحين وكانت القرعة بأن يلقي كل واحد قلم في النهر فأي قلم مش بعكس الماء يكفل مريم ، فلما ألقوا الأقلام كان قلم سيدنا زكريا من مشى عكس الماء ، فلم يرضوا حسداً ، فأعادوها ثم كانت النتيجة أن يتكفل بها سيدنا زكريا ، لأن هذه إرادة الله فقد كان سيدنا زكريا نبياً (( ونادته الملائكة وهو يصلي في المحراب )) يصلي في المحراب وليس على التلفاز أو الألعاب أو الفيس بوك ، أما عندما تكون إحداكن جالسة على الفيس بوك تنشر العلم أنا أشهد لها بالعلم ويوم القيامة سيأتي نور وجهها أعظم من نور الشمس لأن النبي وصف أن إيمان المنافق ، لو ظهر لانكسفت الشمس ، فكيف بالمؤمن الحق
وكذلك إن كنت متخاصمة مع إحداهن اذهبي أنت وبادري بالصلح حتى تسمع درس ، وانتظري كيف ستحصدين ذلك في الدنيا والآخرة ، تواصلي مع كل أخوانك وتعرفوا على بعض وقدمي لها الهدايا حتى تستألفي قلبها ثم أهديها قطعة من درس ، فستكون لك من الشاكرين ، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس ، لذلك هذا العمل نقطف من ثماره أما في المقابل الأعمال السيئة أصحابها سيكون لهم جزء فيه ، فقابيل الذي قتل أخيه هابيل له جزء من كل عملية قتل إلى يوم القيامة.
وأنت كل عمل تعمليه لك حصة منه إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر إلى يوم القيامة، فاختاري لنفسك مايحلو
قصة : أمرأة ولدت فغضب زوجها ولم يعد يدخل إلى بيتها فأنشدت له بيتن من الشعر حتى
تراضيه فقالت : مالي لأبي حمزة لايأتينا يبيت بالبيت الذي يلينا
ليس لنا من الأمر شيئاً حكمة ربي ذو الأقدار فينا
فراضته وعاد إلى بيته ، وكذلك كونوا مثلها ، لاتفعلي المشاكل مع زوجك ، وإياكي أن تطلبي الطلاق منه ، حرمت نفسك أن تشمي رائحة الجنة ، قولي له : / وحياة خالقك مالي مفارقك أين سأجد مثلك لو كنت غاضب تبقى غالياً ، وإذاً تنتهي المشكلة كلها .
إحدى النساء أرسلت لي ، عاد زوجي من العمل وطلب مني أن أغسل قدميه ، وكانت يداي تؤلماني ، فغضب وهو غاضب منذ أيام ، فقلت لها : اغسلي له وإن أذن لك قبلي قدميه لأن المرأة عندما ترضي زوجها ضمنت دخول الجنة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : [إذا ماتت المرأة وزوجها عنها راض دخلت الجنة ] حاولي أن ترضيه بأي وسيلة ، بعد فترة أرسلت رسالة سأصبر بما أن صبري عليه سيدخلني الجنة ،
رضي الله عنكم وجعل لكم الذرية الصالحة ، لاتفرح بولد ولاتحزن لمجيئ بنت ، بل نفرح بالأثنين لأنها هدايا من عند الملك القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار وإن لم نفهم عليه المتكبر ، وإن فهمنا عليه (( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ))
بدأ بالإناث حتى تفهموا كم أنتم غاليين على الله (( ويزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً )) هناك حكمة عندما يكون الولد سيوصلك إلى جهنم ، يرسل لك كما أرسل سيدنا موسى من أولو العزم وسيدنا الخضر ليقتلوا الولد الذي كان سيوصل أباه إلى مشقات الدنيا وفتنة في الآخرة ، ثم وهبه ابناً آخر ، وأنت لاتعترضي على أمر الله ، فإذا أخذ منك سيعطيك الأفضل ، وإن لم يعطيك هناك حكمة لانعلمها وإن أرسل لك ذكور وإناث ، وذلك فضل منه ، يكفي أن البنات تأتي يوم القيامة ستاراً وحجاباً من النار .

(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: