الأمانة

درس الخميس
2020 /10/29
استفتح سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : يقول الله تعالى من سورة الأحزاب : ((إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ، ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيما)) بيّن الله لنا قيمة الأمانة بأن كل شيء أبىّ أن يحملها إلا الإنسان الذي حملها و الإنسان هو الظلوم الجهول الذي حمل الأمانة ولم يؤدها وأي إنسانِ خام لم يتصنع أي مثله كمثل الحديد في الجبال والصحراء ولم يصنع وينتفع به نجد في القرآن عند كل كلمة إنسان إشارة إلى النقص مثال : ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)) ((قتل الإنسان ما اكفره)) ((والعصر إن الإنسان لفي خسر)) ((إن الإنسان خلق هلوعا))
وكأن الله يقول لنا انتقل أيها الإنسان إلى مكارم الأخلاق إلى الإيمان إلى التخلق بالقرآن إلى حمل الأمانة وتأديتها فإن الأمانة أمرها عظيم
قال صلّى الله عليه وسلّم : ((أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك))
قال صلّى الله عليه وسلّم :((أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث ، وحفظ الأمانة ، وحسن الخليقة ، وعِفَةٌ في طُعمَه
(أن يكون صادق الحديث لا يكذب ويحفظ الأمانة ويؤديها ويكون خلقه القرآن وأن لا يأكل مثل الدواب حتى ينفجر فإن الأكل الكثير سبب الأمراض والغفلة وقسوة القلب ((كلوا واشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين)) أنت محروم من محبة الله إذا اسرفت في الطعام والشراب)
جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : متى الساعة ..؟ فقال رسول الله : إذا ضُيعت الأمانة ( ومعنى ذلك احرصوا و لا تضيعوا الأمانة فتقوم قيامتكم إن كانت القيامة الكبرى أو القيامة الصغرى القيامة الصغرى تقوم ضمن عائلتك وعملك ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا))
ضنكا وهي قيامة الدنيا
أما قيامة الكبرى عندما نموت
النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحذرنا فيقول : ((آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان))
((إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ))
آية يعني علامة
((وقال الذين كفروا ربنا أرنا الّلذينأضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين))
ذهب خليل الله صلّى الله عليه وسلّم مرةً إلى مكانِ ليستدين مالاً فوجد أناساً في الطريق فسألوه أتريد مالاً قال : نعم قالوا : اذهب إلى فلان واستدين منه قالوا له ذهب إلى البرية فلحقه فلما وجده قال أريد أن أستدين منك قال له أريد وكيلاّ أو كفيلاً
قال إبراهيم الوكيل والكفيل هو الله قال الرجل نِعمَ الكفيل كم تريد و أعطاه المبلغ ورجع يتاجر وربح منها وعندما حان وقت تسليم المبلغ لصاحبه أصبح الجوّ فيه عواصف ورياح ولم تذهب أي سفينة ولكي لا يخلف وعده جاء بخشبة و وضع فيها المبلغ ورماها في البحر وقال يارب هذه أمانتي لا أريد أن أتاخر عليها و اريد أن أؤديها على حقها صاحب الدين ذهب للشاطئ ينتظر الرجل لم ير أي سفينة فرأى الخشبة وأخذها ليشعل الحطب بها وعندما وصل إلى البيت فتحها وإذا المبلغ نفسه وفيها رسالة هذه أمانتك أرسلتها إليك فعلم أن هذا الرجل أرسلها وعندما هدأ البحر ركب في سفينة وجاء بمبلغ جديد إليه وقال هذا المبلغ الذي أخذته منك لأنه لم يكن يوجد سفن قال الرجل : وصل المال قبل ان تصل وروى له القصة وقال مالك وصل خير مؤتمن وامين….. هذه الأمثلة التي افتقدت في زماننا وأزواجنا وأولادنا..
هذه الأمانة تربحك في الدنيا وتغنيك وتكرمك بالآخرة ما أحوجنا إلى أن نعود لكتاب الله الذي يأمرنا بآداء الأمانة ويبن لنا ثقل الأمانة ((إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال))
سماوات وليس سماء واحدة كل الكائنات حملوا الأمانة و أدّوها إلا الإنسان كان ظلوماً جهولا .
ختم سماحة الشيخ محمود المبارك المجلس قائلاً : نسأل الله أن يجعلنا ممن يؤدّي الأمانة على وجهها الأكمل والحمدلله رب العالمين

(Visited 2 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: