إنما هي أعمالكم أحصيها لكم

                        6 – 2 – 2020

  الحمدلله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سّيدنا محمد صلى وعلى الآل والأصحاب .

يقول الولى عزوجل : ( وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّّ الله لغنيٌ حميد ) إذاً : الإيمان هو نفع ٌ للمؤمن والله غنئ عن عبادتنا فلوكان كل الخلائق كانوا على قلب سّيدنا محمّد ﷺ وعلى عبادته مازاد في ملك الله شيئاً ..ولو كان على ضلال لم ينقص من ملكه شيئاً..
قال تعالى لسّيدنا موسى وهو يخاطب قومه بنى إسرائيل : ( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً…)
علينا أن نفهم الحقيقة ، وهي أنّ المنتفع من العبادة أنت أيها المؤمن ، ولاتعلم بأي عمل تدخل الجنّة ، لذلك عليك أن ترجوا الله وتسأله القبول .
قال تعالى : ( فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر )
وقال أيضاً : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )
قال ﷺ : [ أمر بعبد أن يجلد في قبره مئة جلدة ، فقال خفّفوا عنّي ، وأخذ يرجو الملائكة ويرجو ربه ، حتى نزل من مئة جلدة إلى جلدة واحدة ، فجلدوه جلدة واحدة ، فالتهب قبره عليه سبعين عاماً ، وعندما سأل عن السبب ؟ قالوا : عندك ذنبان الأول : مررت بمظلوم فلن تنصره .
والثاني : صلّيت صلاة بغير طهر.

( فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره ) .
فأنت لاتدري مالعمل الذي يدخلك الجنّة ، افعل الخير وإن كان العمل صغيراً فالأجر عظيم .
أحدهم كان يلملم لقيمات الخبز التي تزيد من الطعام ويضعها طعاماً للنمل وعندما رآه أحد إخوانه في المنام وسأله ، بماذا دخلت الجنّة ؟ هل بعلمك ؟ بصلاتك ؟ بزكاتك ؟ فقال : بإطعامي للنمل غفرلي واختصرالصّراط الذي هو ثلاثة آلاف سنة : ألف سنة صعود ، وألف سنة استواء وألف سنة نزول ، لذلك النّبي سمّاها العقبة .

قال ﷺ [ أحكم السّفينة فإنّ البحر عميق ] السفينة : هي إيمانك ، والبحر : هو الدنيا . – ممكن تغرق سفينة إيمانك في فتن الدّنيا كشهادة زرو، أو بقتل نفس ، أو كسر خاطر … وأنت تقول لم أقتل نفسا …ً لكنك لاتدري أنّ ربّ كلمة شاركت بها في قتل أحدهم ، يكتب على جبينك يوم القيامة يائس من رحمة الله ( ومن قتلها فكأنّما قتل النّاس جميعاً )

-[ وخفّف الحمل فإنّ العقبة كؤود..] ، الحمل : هو الذ نوب ، كيف نخفّف الذنوب ؟ بكثرة الإستغفار . قال ﷺ : [ داؤكم الذنوب ودوائكم الاستغفار [ وإذا لم تعمل بدواء الاستغفار ، ماالنّتيجة ؟! ( وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ماكنّا في أصحاب السّعير ..) سورة الملك .
قال تعالى : ( إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً ) .
أوّل هداية من الله ابحث عن الطّريق المستقيم واسلكه هذا الجناح الأول …
أمّا الثاني : اتباع الأنبياء ، وصحبة أهل الله..
-[ وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير..] الله تعالى سينظر إلى عملك وإخلاصك .. وشروط قبول العمل : أن يكون خالصاً لله تعالى وإلا…فالنتيجة نار جهنم والعياذ بالله . يقول المولى : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً )
( يوم يجعل الولدان شيباً )
( يوم تذهل كل ُ مرضعةٍ عما أرضعت ) يوم شديد.. استعدّ له
-“فالعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ” حافظ على نظافة قلبك ونفسك وابتعد عن المعاصي ، لتسلم وتنجو من عذاب الله تعالى .

  • وعندما تواظب على المراقبة ، تحب الطاعة وتتلذذ بها .. قال ﷺ ]أرحنا بها يابلال ] أيّ الصلاة راحة نفسيّة هكذا يجب أن تكون نظرتك للطاعات ، وليس بمجرد حركات بلا خشوع .

-فليس الأمر ببالادعاء بل الحقيقة ؛ لاتقل أنا مؤمن ! وتنتظر لتتخلص من الصلاة وترتاح منها ، الشّمس لاتدّعي الإضاءة بل ضوءها يتكلم .. { ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي وإنًما الإيمان ماوقر في القلب وصدّقه العمل } .
سبحان الله عندما جاء سيّدنا محمّد ﷺ بالهدّاية أخرج قومه من الظّلمات إلى النّور فصار الطّفل صاحب عقل ..
كان أب شيخ كبير يعبد الصنم ، فجاء أطفاله وفكروا بخطة كي يقنعوه أنّه لايضّر ولا ينفع ، فوضعوا عليه القمامة ، وكل يوم يأتي الأب ويغسل الصنم وينظفه ، فجاؤوا ذات ليلة ووضعوا في عنقه سيفأ، بمعنى أي دافع عن نفسك ، وربطوه بكلب ميت ، عندما رآه صاحبه بهذا الحال، فكر، إنه لايستطيع أن يدافع عن نفسه ….فكيف أعبده ّوهو لايضّر ولا ينفع ، وكان سبب هدايته ، فالإسلام ينقلك إلى التّفكير.. إلى الحقيقة ..
لقد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود إلى آدم لماذا ؟ لماذا أكرمه وفضله على سائر المخلوقات ؟ لأنه يحمل العلم .. إذاً : أنت بالإيمان ترقى .
-ياابني الملائكة تتعلم منك في حلق الذكر والقرآن ، يجالسون ويستمعون وعندما ينتهي المجلس يصعدون إلى السماء ويسألهم ربهم أين كنتم ؟ فيفرحون بمجالستك ويباهي الله الملائكة بك ،أين تهرب ؟

  • بالعلم والحكمة تستطيع أن تدعو إلى الله
    قالﷺ : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ( إن كان من أهل السلطة )
    فإن لم يستطع فبلسانه ( إن كان من أهل الأمر بالمعروف النهي عن المنكر)
    وإن لم يستطع فبقلبه ) هذا أضعف الإيمان )
    -حتى إذا نزل البلاء يعفو عنك الله لأنك أنكرت المنكر ولو بقلبك .. عندما وضع أهل مكة لحم الجزور على كتف النّبي ﷺ وهو ساجد مرّ العديد من الصحابة ولم يتجرؤوا على إزالته من عن كتفه من خوفهم من عقاب قريش ، لكنّم استنكروا ذلك بقلوبهم ، حتى جاءت السيدة فاطمة ورفعته عن رسول الله ﷺ وعندما قام دعا على كل من وضعه عليه ، صارت رؤوسهم بين الخيل في بدر متل رؤوس البصل ، فهذا إالذيبعاند الهدى والإيمان هذه نهايته ، فلذلك علينا أنننكر المنكر ( لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر ) أو ليسلطن َّ الله شراركم على خياركم فيدعوا صالحوكم فلا يستجاب لكم اللهم اللهم ، …..ولايستجاب .
    لماذا ؟ ل لأنهم تركتو الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر !
    ولكن الحكمة : بعض الناس بأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولكن بفظاظة وغلاظة أنت فاجر أنت كافر أنت لجهنم من أعلمك أنه لجهنم ‘

كان احدهم يقلد بلالا كلما أذن لوقت صلاة ويستهزئ …فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للصحابة اتوني به ….قالوا له لك هدية عند رسول الله تعال معنا …فذهب …فكلمه الرسول صلى الله عليه وسلم بلطف وقال علمت أن لك صوتا حميلا هل تقبل أن نوظفك مؤذنأ….فكانت النتيجة ان دخل في الإسلام
قال الله تعالى : ( ومن أوتيَ الحكمةَ فقد أُوتيَ خيراً كثيراً )
وكذلك المعادلة ” فقد حرم خيراً كثيراً “

                            أسأل الله لي ولكم التوفيق ومع سلامة الله 
(Visited 1 times, 1 visits today)

About The Author

You Might Be Interested In

LEAVE YOUR COMMENT

%d bloggers like this: